بازگشت

ما يرويه نصر بن مزاحم المنقري في آل أبي مخنف


علي أن في غير الطبري أيضا ما يدل علي حياة مخنف بن سليم بعد الجمل و صفين؛ فيما يرويه نصر بن مزاحم المنقري 212 ه في كتابه (وقعة صفين):

عن يحيي بن سعيد عن محمد بن مخنف قال: «نظر علي عليه السلام الي أبي


- بعد رجوعه من البصرة - فقال: لكن مخنف بن سليم و قومه لم يتخلفوا...» [1] .

و قال، قال أصحابنا: «و بعث مخنف بن سليم علي اصبهان و همذان، و عزل عنها جرير بن عبدالله البجلي...» [2] .

و قال: «لما أراد المسير الي الشام كتب الي عماله، فكتب الي مخنف بن سليم كتابا، كتبه عبيدالله بن أبي رافع (سنة 37 ه)، فاستعمل مخنف علي عمله رجلين من قومه و أقبل حتي شهد مع علي صفين» [3] .

و قال: «و كان مخنف بن سليم علي الأزد و بجيلة و الأنصار و خزاعة» [4] .

و قال: «و كان مخنف يساير عليا [عليه السلام] ببابل» [5] .

و روي عن أشياخ من الأزد: «ان مخنف بن سليم لما ندب أزد العراق الي أزد الشام عظم عليه ذلك و كره، و خطب فعظمه و كرهه اليهم» [6] .

و لنا في حديث أبي مخنف عن عم أبيه محمد بن مخنف حيث قال: «كنت مع أبي مخنف بن سليم يومئذ، و أنا ابن سبع عشرة سنة» [7] استفادة كبري! فان ظاهر هذا الخبر أن سعيدا كان أصغر من أخيه محمد فلم يشهد صفين و انما نقل خبره عن أخيه محمد، و هذا الخبر يدل علي أن محمد بن مخنف ولد سنة 20 ه فيكون أخوه سعيد جد لوط أيضا قريبا منه، فيكون الذي من أصحاب علي عليه السلام جد لوط: سعيد، و ليس حتي أبوه يحيي... فنقول علي أقل


تقدير ليكن سعيد قد تزوج و أنجب ابنه يحيي في العشرين من عمره أي في سنة 40 ه [8] ، فلا مجال بعد لوجود لوط قطعا، و لا مجال لعد يحيي في أصحاب علي عليه السلام، و لنفترض أن يحيي أبالوط أيضا تزوج و أنجب في العشرين مر عمره أي في سنة 60 ه، هذا أقل ما يكون.. و لنفترض أنه بدأ بسماع الحديث في العشرين من عمره أي في سنة 80 ه، و أنه جمع أحاديث كتابه هذا في غضون عشرين سنة أي فرغ من تأليفه قرب المائة الاولي للهجرة.. و لكن يبعد جدا أن يكون قد كتبه و أملاه علي الناس اذ ذاك؛ و تدوين الحديث بعد مكروه جدا بل ممنوع فضلا عن التاريخ؛ و السلطة بعد مروانية اموية، و الظروف للشيعة و أخبارهم ظروف خوف و تقية.

و لنا في اشارة أبي مخنف في خبر دخول مسلم بن عقيل عليه السلام الي الكوفة الي دار المختار بن أبي عبيد الثقفي بقوله: «و هي التي تدعي اليوم دار مسلم بن المسيب» افادة: انه ألف كتابه في المقتل في حدود الثلاثينات بعد المائة من الهجرة؛ حيث ان مسلم بن مسيب هذا كان في سنة 129 ه عامل ابن عمر


علي شيراز كما في (ج 7 ص 372) و هو عهد ضعف الامويين و قيام العباسيين بالدعوة الي الرضا من أهل البيت و الطلب بثارات الحسين و أهل بيته عليهم السلام، و من يدري لعل دعاة العباسيين دعوا أبامخنف الي تأليف أخبار مقتل الحسين عليه السلام لتأييد دعوتهم، ثم لما بلغوا ما أرادوا تركوه و مقتله، كما تركوا أهل البيت عليهم السلام بل حاربوهم.


پاورقي

[1] وقعة صفين ص 8 ط المدني.

[2] المصدر السابق ص 11.

[3] المصدر السابق ص 104.

[4] صفين: 117.

[5] المصدر السابق ص 135.

[6] المصدر السابق: 262 و في تقريب التهذيب: أنه استشهد بعين الوردة مع التوابين سنة 64 ه! و هو غلط.

[7] الطبري 246: 4.

[8] فکيف يکون يحيي أبو أبي مخنف من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام کما ذکر الشيخ الطوسي قدس سره في کتابيه! و قد سبقنا الي هذا القول الفاضل الحائري في کتابه (منتهي المقال) فاستدل علي عدم ملاقاة أبي مخنف لأميرالمؤمنين عليه السلام و ضعف قول الشيخ الطوسي في کتابيه بدرک يحيي (أبي لوط) له عليه السلام، بدليل ان جد أبيه مخنف بن سليم کان من أصحابه عليه السلام، کما صرح به الشيخ و غيره، قائلا: ان ذلک مما يشهد للشيخ بعدم درک لوط اياه عليه السلام، بل لعله يضعف درک أبيه يحيي أيضا اياه، انتهي.

فکون أبي مخنف من أصحاب الامير عليه السلام - کما ذکره الکشي - غير ممکن، و لا موجب لما صدر من الشيخ الغفاري في مقدمة مقتله من الاستدلال لامکان اجتماع أبي مخنف حتي مع جد أبيه مخنف بن سليم بکون عمر لوط خمس عشرة و عمر أبيه يحيي خمسا و ثلاثين و عمر جده سعيد خمسا و خمسين وجد أبيه مخنف بن سليم خمسا و سبعين سنة، فان فيه ما عرفت من خبر أبي مخنف عنعم أبيه محمد بن مخنف أنه کان يوم صفين سبع عشرة سنة و أن أخاه سعيدا لم ين أکبر منه بل أصغر و لذلک لم يشهد صفين و انما نقل خبره عن أخيه محمد، فيکون عمره زهاء خمس عشرة سنة لا خمسا و خمسين.