بازگشت

ما يرويه الطبري في آل أبي مخنف


و ذكر الطبري في كتابه (ذيل المذيل) فيمن توفي من الصحابة سنة


80 ه: «مخنف بن سليم بن الحارث... بن غامد بن الأزد... أسلم مخنف و صحب النبي صلي الله عليه وآله، و هو بيت الأزد بالكوفة، و كان له اخوة ثلاثة يقال لأحدهم: عبدشمس، قتل يوم النخيلة، و الصقعب، قتل يوم الجمل، و عبدالله، قتل يوم الجمل...، و كان من ولد مخنف بن سليم، أبومخنف لوط بن يحيي بن سعيد بن مخنف بن سليم، يروي عنه أيام الناس» [1] .

و ذكره في أخبار البصرة عن غير أبي مخنف فقال: «و علي سبع بجيلة و أنمار و خثعم و الأزد: مخنف بن سليم الأزدي» [2] .

و هذان النقلان ليس فيهما ما يدل علي أن مخنف بن سليم قتل يوم الجمل، و لكنه روي في أخبار الجمل أيضا رواية اخري عن أبي مخنف عن عمه محمد بن مخنف قال: «حدثني عدة من أشياخ الحي كلهم شهد الجمل قالوا: كانت راية الأزد من أهل الكوفة مع مخنف بن سليم، فقتل يومئذ، فتناول الراية من أهل بيته الصقعب و أخوه عبدالله بن سليم فقتلو [هما] » [3] .

و هذا يشترك مع ما ذكره في (ذيل المذيل) في مقتل أخوي مخنف. الصقعب و عبدالله، فلعله انما نقله فيه من تاريخه، و يختلف معه في مقتل مخنف بن سليم، اذ تقول هذه الرواية أنه قتل يوم الجمل، و هذا ينا في ما رواه الطبري عن الكلبي عن أبي مخنف نفسه في أخبار صفين، فانه روي عن الكلبي عن أبي مخنف قال: «حدثني أبي يحيي بن سعيد عن عمه محمد بن مخنف قال: كنت مع أبي (مخنف بن سليم) يومئذ و أنا ابن سبع عشرة سنة...» [4] .

و كذلك روي عنه قال: «حدثني الحارث بن حصيرة الأزدي عن أشياخ


من النمر و الأزد: أن مخنف بن سليم لما ندبت الأزد للأزد [كره ذلك...] ...» [5] .

و كذلك روي عن المدائني 225 ه و عوانة بن الحكم 158 ه و هو باسناده الي شيخ من بني فزارة قال: «بعث معاوية النعمان بن بشير [الأنصاري] في ألفين، فأتوا (عين التمر) فأغاروا عليها، و بها عامل لعلي عليه السلام يقال له: [مالك بن كعب] الأرحبي في ثلاثمائة، فكتب الي علي عليه السلام يستمده».

«و كتب الي مخنف بن سليم - و هو قريب منه - يسأله أن يمده... فوجه اليه مخنف ابنه عبدالرحمن في خمسين رجلا، فانتهوا الي مالك و أصحابه...، فلما رآهم أهل الشام ظنوا أن لهم مددا فانهزموا و مضوا علي وجوههم» [6] .

فهذه الأحاديث كلها تصرح بحياة جده مخنف بن سليم بعد الجمل، بل حتي بعد صفين، فان غارات معاوية انما كانت سنة 39 ه بعد وقعة صفين 37 ه، بينما تنفرد تلك الرواية بأنه قتل يوم الجمل كما سلف آنفا، و لم يفطن الطبري لذلك فلم يعلق عليه بشي ء مع تصريحه في (ذيل المذيل) بحياته الي سنة 80 ه [7] .


پاورقي

[1] المطبوع مع التاريخ ط دار القاموس 36: 13، و ط دار سويدان ج 11، ص 547.

[2] الطبري ج 500: 4، ط دار المعارف.

[3] المصدر السابق 521: 4.

[4] المصدر السابق 246: 4.

[5] المصدر السابق 26: 5.

[6] الطبري ج 5 ص 133 ط دار المعارف.

[7] ذيل المذيل ص 547 ط دار سويدان ج 11 من تاريخ الطبري.