بازگشت

في نوح الجن علي الحسين


روي الشيخ ابن قولويه القمي «ره» عن الميثمي قال: خمسة من اهل الكوفة ارادوا نصر الحسين بن علي عليهماالسلام فعرشوا بقرية يقال لها شاهي اذ اقبل عليهم رجلان شيخ و شاب فسلما عليهم. قال: فقال الشيخ: انا رجل من الجن و هذا ابن اخي اراد نصر هذا الرجل المظلوم. فقال: فقال لهم الشيخ الجني: قد رايت رايا. قال: فقال الفتية الانسيون: و ما هذا الراي الذي رايت؟ قال: رايت ان اطير فاتيكم بخبر القوم فتذهبون علي بصيرة. فقالوا له: نعم ما رايت. قال: فغاب يومه و ليلته، فلما كان من الغد اذا هم بصوت يسمعونه و لا يرون الشخص و هو يقول:



و الله ما جئتكم حتي بصرت به

بالطف منعفر الخدين منحورا



و حوله فتية تدمي نحورهم

مثل المصابيح يطفون [1] الدجي نورا



و قد حثثت قلوصي كي اصادفهم

من قبل ان تتلاقي الخرد الحورا



فعاقني قدر و الله بالغه

و كان امر قضاه الله مقدورا



كان الحسين سراجا يستضاء به

الله يعلم اني لم اقل زورا



مجاورا لرسول الله في غرف

و للوصي و للطيار مسرورا




فاجابه بعض الفتية من الانسيين:



اذهب فلا زال قبرا انت ساكنه

الي القيامة يسقي الغيث ممطورا



و قد سلكت سبيلا كنت ساكنه

و قد شربت بكاس كان مغزورا



و فتية فرغوا لله انفسهم

و فارقوا المال و الاحباب و الدورا [2] .



قال السبط في التذكرة: و ذكر المدائني عن رجل من اهل المدينة قال: خرجت اريد اللحاق بالحسين عليه السالم لما توجه الي العراق، فلما وصلت الربذة اذا برجل جالس فقال لي: يا عبدالله لعلك تريد ان تمد الحسين. قلت: نعم. قال: و انا كذلك و لكن اقعد فقد بعثت صاحبا لي و الساعة يقدم بالخبر.

قال: فما مضت الا ساعة و صاحبه قد اقبل و هو يبكي، فقال له الرجل: ما الخبر؟ فقال ما جئتكم حتي بصرت به- الابيات. الخ [3] .

قال ابن شهر اشوب في المناقب: و ناحت عليه الجن كل يوم فوق قبر النبي صلي الله عليه و آله الي سنة كاملة.

و فيه قال دعبل: حدثني ابي عن جدي عن امه سعدي بنت مالك الخزاعية انها سمعت نوح الجن علي الحسين عليه السلام:



يابن الشهيد و يا شهيدا عمه

خير العمومة جعفر الطيار



عجبا لمصقول علاك حده

في الوجه منك و قد علاه غبار [4] .



و في رواية غير المناقب قال دعبل: فقلت في قصيدتي:



زر خير قبر بالعراق يزر

واعص الحمار فمن نهاك حمار



لم لا ازورك يا حسين لك الفدا

قومي و من عطفت عليه نزار



و لك المودة في قلوب ذوي النهي

و علي عدوك مقتة و دمار






يابن الشهيد و يا شهيدا عمه

خير العمومة جعفر الطيار [5] .



اقول: الظاهر انه قد اخذ ايضا من هذين البيتين الشعر الذي انشد في محضر مولانا موسي بن جعفر صلوات الله عليه.

قال ابن شهر اشوب: و حكي ان المنصور تقدم الي موسي بن جعفر صلوات الله عليه بالجلوس للتهنئة في يوم النيروز و قبض ما يحمل اليه، فقال عليه السلام: اني قد فتشت الاخبار عن جدي رسول الله صلي الله عليه و آله فلم اجد لهذا العيد خبرا، و انه سنة للفرس و محاها الاسلام و معاذ الله ان نحيي ما محاه الاسلام. فقال المنصور: انما نفعل هذا سياسة للجند فسالتك بالله العلي العظيم الا جلست. فجلس و دخلت عليه الملوك و الامراء و الاجناد يهنونه و يحملون اليه الهدايا و التحف و علي راسه خادم المنصور يحصي ما يحمل، فدخل في آخر الناس رجل شيخ كبير السن فقال له: يابن بنت رسول الله انني رجل صعلوك لا مال لي اتحفك بثلاث ابيات قالها جدي في جدك الحسين عليهماالسلام:



عجبت لمصقول علاك فرنده [6] .

يوم الهياج و قد علاك غبار



و لاسهم نفذتك دون حرائر

يدعون جدك و الدموع غزار



الا تقضقضت [7] السهام و عاقها

عن جسمك الاجلال و الاكبار



قال عليه السلام: قبلت هديتك اجلس بارك الله فيك، و رفع راسه الي الخادم و قال: امض الي اميرالمؤمنين و عرفه بهذا المال و ما يصنع به. فمضي الخادم و عاد و هو يقول: كلها هبة مني له يفعل به ما اراد. فقال موسي عليه السلام للشيخ: اقبض جميع هذا المال فهو هبة مني لك [8]


قال السبط ابن الجوزي في التذكرة: ذكر نوح الجن عليه، حكي الزهري عن ام سلمة قالت: ما سمعت نوح الجن الا في الليلة التي قتل فيها الحسين عليه السلام، سمعت قائلا يقول:



الا يا عين فاحتفلي [9] بجهد

و من يبكي علي الشهداء بعدي



علي رهط تقودهم المنايا

الي متجبر في ثوب عبد



قالت: فعلمت انه قد قتل الحسين عليه السلام.

قال الشعبي: سمع اهل الكوفة قائلا يقول في الليل:



ابكي قتيلا بكربلاء

مضرج الجسم بالدماء



ابكي قتيل الطغاة ظلما

بغير جرم سوي الوفاء



ابكي قتيلا بكي عليه

من ساكن الارض و السماء



هتك اهلوه و استحلوا

ما حرم الله في الاماء



بابي جسمه المعري

الا من الدين و الحياء



كل الرزايا لها عزاء

و ما لذا الرزء من عزاء



و قال الزهري: و ناحت الجن عليه فقالت:



خير نساء الجن يبكين شجيات

و يلطمن خدودا كالدنانير نقيات



و يلبسن ثياب السود بعد القصبيات

قال: و مما حفظ من قول الجن:



مسح النبي جبينه

و له بريق في الخدود



ابواه من عليا قريش

جده خير الجدود



قتلوك يابن الرسول

فاسكنوا نار الخلود [10] .




روي ابن قولويه عن ابي زياد القندي قال: كان الجصاصون يسمعون نوح الجن حين قتل الحسين بن علي عليهماالسلام في السحر بالجبانة و هم يقولون:



مسح الرسول جبينه

فله بريق في الخدود



ابواه من اعلي قريش

جده خير الجدود [11] .



وعن علي بن الحزور قال: سمعت ليلي و هي تقول: سمعت نوح الجن علي الحسين بن علي عليه السلام و هي تقول:



يا عين جودي بالدموع فانما

يبكي الحزين بحرقة و توجع [12] .



يا عين الهاك الرقاد بطيبه

عن ذكر آل محمد و توجع [13] .



باتت ثلاثا بالصعيد جسومهم

بين الوحوش و كلهم في مصرع [14] .



و عن داود الرقي قال: حدثتني جدتي ان الجن لما قتل الحسين عليه السلام بكت عليه بهذه الابيات:



يا عين جودي بالعبر

و ابكي فقد حق الخبر



ابكي ابن فاطمة الذي

ورد الفرات فما صدر



الجن تبكي شجوها

لما اتي منه الخبر



قتل الحسين ورهطه

تعسا لذلك من خبر



فلا بكينك حرقة

عند العشاء و بالسحر



و لا بكينك ما جري

عرق [15] و ما حمل الشجر [16] .




و في المناقب و من نوحهم:



احمرت الارض من قتل الحسين كما

اخضر عند سقوط الجونة العلق



يا ويل قاتله يا ويل قاتله

فانه في شفير النار يحترق



و من نوحهم:



ابكي ابن فاطمة الذي

من قتله شاب الشعر



و لقتله زلزلتم

و لقتله خسف القمر [17] .



و عن تاريخ الخلفاء للسيوطي: و اخرج ثعلب في اماليه عن ابي جناب [18] الكلبي قال: اتيت كربلاء فقلت لرجل من اشراف العرب بها: بلغني انكم تسمعون نوح الجن. فقال: ما تلقي حرا و لا عبدا الا اخبرك انه سمع ذلك. قلت: فاخبرني ما سمعت انت. قال: سمعتهم يقولون:



مسح الرسول جبينه

فله بريق في الخدود



ابواه من عليا قريش

وجده خير الجدود [19] .




پاورقي

[1] يغشون خ ل.

[2] کامل الزيارات: 94 مع اختلاف يسير، البحار 240 -239 /45.

[3] تذکرة الخواص: 154 -153.

[4] المناقب 62 /4.

[5] البحار 235 /45 نقلا عن بعض کتب المناقب المعتبرة.

[6] فرند السيف بکسر الاول و الثاني جوهره و وشيه «منه».

[7] تغضغضت خ ل. التغضغض بالغين و الضاد المعجمتين التنقص و التقضقض بالقاف بدل الغين التفرق «منه».

[8] المناقب 319 /4.

[9] فاختلفي خ ل.

[10] تذکرة الخواص: 152.

[11] کامل الزيارات: 94.

[12] تفجع خ ل.

[13] ترجع خ ل.

[14] کامل الزيارات: 95.

[15] نهر و ما اخضر الشجر خ ل.

[16] کامل الزيارات: 98.

[17] المناقب 63 /4.

[18] في المصدر: خباب.

[19] القمقام: 509 نقلا عن تاريخ الخلفاء ص 208 طبع 1383 مصر.