بازگشت

في ضجيج الملائكة الي الله تعالي في امره و بكائهم عليه


روي الشيخ ابوجعفر الطوسي عن ابي عبدالله عليه السلام قال: لما كان من امر الحسين بن علي عليه السلام ما كان ضجت الملائكة الي الله عز و جل و قالت: يا رب يفعل هذا بالحسين صفيك و ابن نبيك؟ قال: فاقام الله تعالي لهم ظل القائم عليه السلام و قال: بهذا انتقم له من ظالميه [1] .

و روي الشيخ الصدوق «ره» عن ابان بن تغلب قال: قال ابوعبدالله الصادق عليه السلام: ان اربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين عليه السلام فلم يؤذن لهم في القتال، فرجعوا في الاستيذان و هبطوا و قد قتل الحسين عليه السلام، فهم عند قبره شعث غبر يبكونه الي يوم القيامة و رئيسهم ملك يقال له منصور [2] .


اقول: قد وردت احاديث كثيرة في ان اربعة آلاف ملك يبكون عند قبره عليه السلام الي يوم القيامة [3] .

و في بعضها فلا يزوره زائر الا استقبلوه، و لا يمرض الا عادوه، و لا يموت احد الا صلوا علي جنازته و استغفروا له بعد موته، فكل هؤلاء في الارض ينتظرون قيام القائم صلوات الله عليه [4] .

و روي الشيخ ابن قولويه عن عبدالملك بن مقرن عن ابي عبدالله الصادق عليه السلام قال: اذا زرتم اباعبدالله عليه السلام فالزموا الصمت الا من خير، وان ملائكة الليل و النهار من الحفظة تحضر الملائكة الذين بالحائر فتصافحهم فلا يجيبونها من شدة البكاء، فينتظرونهم حتي تزول الشمس و حتي ينور الفجر ثم يكلمونهم و يسالونهم عن اشياء من امر السماء، فاما ما بين هذين الوقتين فانهم لا ينطقون و لا يفترون عن البكاء و الدعاء. الحديث [5] .

و روي عن حريز قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك ما اقل بقاؤكم اهل البيت و اقرب آجالكم بعضها من بعض مع حاجة هذا الخلق اليكم. فقال: ان لكل واحد منا صحيفة فيها ما يحتاج اليه ان يعمل به في مدته، فاذا انقضي ما فيها مما امر به عرف ان اجله قد حضر و اتاه النبي صلي الله عليه و آله ينعي اليه نفسه و اخبره بما له عند الله، و ان الحسين عليه السلام قرا صحيفته التي اعطيها و فسر له ما ياتي و ما يبقي و بقي منها اشياء لم تنقض فخرج الي القتال، فكانت تلك الامور التي بقيت ان الملائكة سالت الله عز و جل في نصرته فاذن لهم، فمكثت تستعد للقتال و تاهبت لذلك حتي قتل فنزلت و قتل صلوات الله عليه، فقالت الملائكة، يا رب اذنت لنا في الانحدار و اذنت لنا في نصرته فانحدرنا و قد قبضته. فاوحي الله تبارك و تعالي اليهم: ان الزموا قبته (قبره خ ل) حتي ترونه و قد خرج فانصروه و ابكوا عليه و علي ما فاتكم من نصرته، و انكم (فانكم ظ) خصصتم


بنصرته و البكاء عليه، فبكت الملائكة تقربا و جزعا علي ما فاتهم من نصرته، فاذا خرج يكونون انصاره [6] .

و روي عن صفوان الجمال عن ابي عبدالله عليه السلام قال: سالته في طريق المدينة و نحن نريد مكة فقلت: يابن رسول الله ما لي اراك كئيبا حزينا منكسرا؟ فقال: لو تسمع ما اسمع لشغلك عن مسالتي. فقلت: و ما الذي تسمع؟ قال: ابتهال الملائكة الي الله عز و جل علي قتلة اميرالمؤمنين و قتلة الحسين عليهماالسلام، و نوح الجن و بكاء الملائكة الذين حوله و شدة جزعهم، فمن يتهنا مع هذا بطعام او شراب او نوم- و ذكر الحديث [7] .

و في البحار نقلا عن الحسن بن سليمان باسناده عن ابي معاوية عن الاعمش عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عليهم السلام قال: قال النبي صلي الله عليه و آله: ليلة اسري بي الي السماء فبلغت السماء الخامسة نظرت الي صورة علي بن ابي طالب، فقلت: حبيبي جبرئيل ما هذه الصورة؟ فقال جبرئيل: يا محمد اشتهت الملائكة ان ينظروا الي صورة علي عليه السلام فقالوا: ربنا ان بني آدم في دنياهم يتمتعون غدوة و عشية بالنظر الي علي بن ابي طالب حبيب حبيبك محمد صلوات الله عليه و آله و خليفته و وصيه و امينه فمتعنا بصورته قدر ما تمتع اهل الدنيا به. فصور لهم صورته من نور قدسه عز و جل، فعلي بين ايديهم ليلا و نهارا يزورونه و ينظرون اليه غدوة و عشية.

قال: فاخبرني الاعمش عن جعفر بن محمد عن ابيه عليهماالسلام قال: فلما ضربه اللعين ابن ملجم علي راسه صارت تلك الضربة في صورته التي في السماء، فالملائكة ينظرون اليه غدوة و عشية و يلعنون قالته ابن ملجم، فلما قتل الحسين بن علي عليهماالسلام هبطت الملائكة و حملته حتي اوقفته مع صورة علي عليه السلام في السماء الخامسة، فكلما هبطت الملائكة من السماوات من علا


و صعدت ملائكة سماء الدنيا فما فوقها الي السماء الخامسة لزيارة صورة علي عليه السلام و نظروا اليه و الي الحسين بن علي عليهماالسلام متشحطا بدمه لعنوا يزيد و ابن زياد و قاتل الحسين بن علي عليهماالسلام الي يوم القيامة.

قال الاعمش: قال لي الصادق عليه السلام: هذا من مكنون العلم و مخزونه لا تخرجه الا الي اهله [8] .


پاورقي

[1] البحار 221 /45 نقلا عن امالي الطوسي 33 /2.

[2] امالي الصدوق المجلس 92 ص 379.

[3] راجع کامل الزيارات: 88 -83 و 192 -189.

[4] کامل الزيارات: 192 و 120.

[5] کامل الزيارات: 87 -86.

[6] البحار 225 /45، نقلا عن کامل الزيارات و الکافي، کامل الزيارات 88 مع اختلاف يسير.

[7] البحار 226 /45، کامل الزيارات 92.

[8] البحار 228 /45 نقلا عن الحسن بن سليمان من کتاب المعراج، المحتضر لحسن بن سليمان 147 -146.