بازگشت

في بكاء السماء و الارض و اهلهما عليه


روي الشيخ ابوجفعر الطوسي قدس سره عن المفيد عن احمد بن الوليد عن ابيه عن الصفار عن ابن عيسي عن ابن ابي عمير عن الحسين بن ابي فاختة قال: كنت انا و ابوسلمة السراج و يونس بن يعقوب و الفضيل بن يسار عند ابي عبدالله، جعفر بن محمد عليه السلام، فقلت له: جعلت فداك اني احضر مجالس هؤلاء القوم فاذكركم في نفسي فاي شي ء اقول؟ فقال: يا حسين اذا حضرت مجالس هؤلاء فقل: اللهم ارنا الرخاء و السرور فانك تاتي علي ما تريد. قال: فقلت: جعلت فداك اني اذكر الحسين عليه السلام فاي شي ء اقول اذا ذكرته؟ فقال: قل «صلي الله عليك يا اباعبدالله» تكررها ثلاثا. ثم اقبل علينا و قال: ان اباعبدالله عليه السلام لما قتل بكت عليه السماوات السبع و الارضون السبع و ما فيهن و ما بينهن و من يتقلب في الجنة و النار و ما يري و ما لا يري، الا ثلاثة اشياء فانها لم تبك عليه. فقلت: جعلت فداك و ما هذه الثلاثة اشياء التي لم تبك عليه؟ فقال: البصرة


و دمشق و آل الحكم بن ابي العاص [1] .

و روي الشيخ الصدوق عطر الله مرقده عن جبلة المكية قال: سمعت ميثم التمار قدس الله روحه يقول: و الله لتقتل هذه الامة ابن نبيها في المحرم لعشر يمضين منه و ليتخذن اعداء الله ذكل اليوم يوم بركة، و ان ذلك لكائن قد سبق في علم الله تعالي ذركه، اعلم ذلك لعهد (بعهد خ ل) عهده الي مولاي امير المؤمنين صلوات الله عليه، و لقد اخبرني انه يبكي عليه كل شي ء حتي الوحوش في الفلوات و الحيتان في البحار و الطير في جو السماء، و تبكي عليه الشمس و القمر و النجوم و السماء و الارض و مؤمن (مؤمنو ظ) الانس و الجن و جميع ملائكة السماوات و الارضين (و رضوان خ) و مالك و حملة العرش و تمطر السماء دما و رمادا. الي ان قال: يا جبلة اذا نظرت الي الشمس حمراء كانها دم عبيط فاعلمن ان سيد الشهداء (الحسين خ ل) عليه السلام قد قتل. قال جبلة: فخرجت ذات يوم فرايت الشمس علي الحيطان كانها الملاحف المعصفرة، فصحب و بكيت و قلت: قد والله قتل سيدنا الحسين بن علي صلوات الله عليه [2] .

و روي الشيخ ابوالقاسم جعفر بن قولويه القمي بسنده عن ابي عبدالله عليه السلام قال: بعث هشام بن عبدالملك الي ابي فاشخصه الي الشام، فلما دخل عليه قال له: يا اباجعفر اشخصناك لنسالك عن مسالة لم يصلح ان يسالك عنها غيري و لا اعلم في الارض خلقا ينبغي ان يعرف او عرف هذه المسالة ان كان الا واحدا. فقال ابي: ليسالني اميرالمؤمنين عما احب فان علمت اجبت عن ذلك و ان لم اعلم قلت لا ادري و كان الصدق اولي بي. فقال هشام: اخبرني عن الليلة التي قتل فيها علي بن ابي طالب بما استدل به الغائب عن المصر الذي قتل فيه علي قتله، و ما العلامة فيه اللناس، فان علمت ذلك و اجبت فاخبرني هل كان تلك العلامة لغير علي في قتله. فقال له ابي: يا اميرالمؤمنين انه لما كان تلك الليلة التي قتل فيها اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب لم يرفع حجر عن وجه الارض الا وجد تحته


دم عبيط حتي طلع الفجر، و كذلك كانت الليلة التي قتل فيها هارون اخو موسي عليهماالسلام، و كذلك كانت الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون عليهماالسلام، و كذلك كانت الليلة التي رفع فيها عيسي ابن مريم عليهماالسلام، و كذلك كانت الليلة التي قتل فيها شمعون بن حمون الصفا، و كذلك كانت الليلة التي قتل فيها الحسين بن علي صلوات الله عليه. قال: فتربد [3] وجه هشم حتي انتقع لونه و هم ان يبطش بابي فقال له ابي: يا اميرالمؤمنين الواجب علي العباد الطاعة لامامهم و الصدق له بالنصيحة، و ان الذي دعاني الي ان اجبت اميرالمؤمنني فيما يسالني عنه معرفتي له (اياه خ ل) بما يجب له علي من الطاعة، فليحسن اميرالمؤمنين الظن. فقال له هشام: انصرف الي اهلك اذا شئت. قال: فخرج عليه السلام فقال له هشام عند خروجه: اعطني عهده الله و ميثاقه ان لا توقع (ترفع خ ل) هذا الحديث الي احد حتي اموت. فاعطاه ابي من ذلك ما ارضاه [4] .

اقول: قوله عليه السلام «و كذلك كانت الليلة التي قتل فيها هارون» مع ان الذي عندنا انه مات حتف انفه، كما روي عن ابي عبدالله عليه السلام انه قال: قال موسي لهارون: امض بنا الي جبل طور سيناء. ثم خرجا فاذا بيت علي بابه شجرة عليها ثوبان، فقال موسي لهاورن: اطرح ثيابك و ادخل هذا البيت و البس هاتين الحلتين ونم علي السرير. ففعل هارون، فلما ان نام علي السرير قبضه الله اليه كما- الخ [5] و مثله في التواريخ المعتبرة [6] ، فلعل كلامه عليه السلام كان علي مذاق هشام و كان عند هشام ان هارون عليه السلام قتل كما قالت اليهود لموسي عليه السلام.

و ينبغي في هذا المقام نقل حديث الزهري بالتمام:

قال ابن عبد ربه في العقد الفريد: حديث الزهري في قتل الحسين عليه


السلام، ثم ذكر سنده عن عمر بن قيس و عن عقيل انهما قالا: قال الزهري: خرجت مع قتيبة اريد المصيصة، فقدمنا علي اميرالمؤمنين عبدالملك بن مروان و اذا هو قاعد في ايوان له و اذا سماطان من الناس علي باب الايوان، فاذا اراد حاجة قالها للذي يليه حتي تبلغ المسالة باب الايوان، و لا يمشي احد بين السماطين.

قال الزهري: فجئنا فقمنا علي باب الايوان فقال عبدالملك للذي عن يمينه: هل بلغكم اي شي ء اصبح في بيت المقدس ليلة قتل الحسين بن علي. قال: فسال كل واحد منهما صاحبه حتي بلغت المسالة الباب، فلم يرد احد فيها شيئا. قال الزهري: فقلت: عندي في هذا علم. قال: فرجعت المسالة رجلا عن رجل حتي انتهت الي عبدالملك. قال: فدعيت فمشيت بين السماطين، فلما انتهيت الي عبدالملك سلمت عليه فقال لي: من انت؟ قلت: انا محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري. قال: فعرفني بالنسب [7] و كان عبدالملك طلابة للحديث، فقال: ما اصبح ببيت المقدس يوم قتل الحسين عليه السلام (و في رواية اخري قال: ما اصبح ببيت المقدس الليلة التي قتل في صبيحتها الحسين بن علي) قال الزهري: نعم. فقلت: حدثني فلان لم يسمه لنا انه لم يرفع تلك الليلة التي صبيحتها قتل علي بن ابي طالب و الحسين بن علي حجر في بيت المقدس الا وجد تحته دم عبيط. قال عبدالملك: صدقت حدثني الذي حدثك و اني و اياك في هذا الحديث لغريبان.

ثم قال لي: ما جاء بك؟ قلت: مرابطا. قال: الزم الباب، فاقمت عنده فاعطاني مالا كثيرا، قال: فاستاذنته في الخروج الي المدينة فاذن لي و معي غلام لي و معي مال كثير في عيبة، ففقدت العيبة فاتهمت الغلام فوعدته و تواعدته فلم يقر لي بشي ء. قال: فصرعته و قعدت علي صدره و وضعت مرفقي علي صدره و غمزته غمزة و انا لا اريد قتله، فمات تحتي و سقط في يدي و قدمت المدينة فسالت سعيد بن المسيب و اباعبدالرحمن و عروة بن الزبير و القاسم بن محمد و سالم بن عبدالله فكلهم قال: لا نعلم لك توبة. فبلغ ذلك علي بن الحسين عليهما


السلام: فقال علي به. فاتيته فقصصت عليه القصة فقال: ان لذنبك توبة صم شهرين متتابعين و اعتق رقبة مؤمنة و اطعم ستين مسكينا. ففعلت ثم خرجت اريد عبدالملك و قد بلغه اني اتلفت المال، فاقمت ببابه اياما لا يؤذن لي بالدخول، فجلست الي معلم لولده و قد حذق ابن لعبد الملك عنده و هو يعلمه ما يتكلم به بين يدي اميرالمؤمنين اذا دخل عليه، فقلت لمؤدبه: كم تؤمل من اميرالمؤمنين ان يصلك به فلك عندي ذلك علي ان تكلم الصبي اذا دخل علي اميرالمؤمنين، فقال له: سل حاجتك يقول له حاجتي ان ترضي عن الزهري ففعل فضحك عبدالملك و قال: اين هو؟ قال: بالباب، فاذن لي فدخلت حتي اذا صرت بين يديه قلت: يا اميرالمؤمنين حدثني سعيد بن المسيب عن ابي هريرة عن النبي صلي الله عليه و آله انه قال: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين [8] .

اقول: المصيصة بالفتح ثم الكسر و التشديد و ياء ساكنة و صاد اخري و قيل بتخفيف الصادين: مدينة علي شاطي ء جيحان من ثغور الشام بين انطاكية و بلاد الروم كانت من الاماكن التي يرابط بها المسلمون قديما.

و المصيصة ايضا قرية من قري دمشق قرب بيت لهيا موضع علي باب دمشق [9] . و المراد في حديث الزهري المعني الاول، لانه جاء مرابطا كما قال في جواب عبدالملك.

و قول عبدالملك: و اني و اياك في هذا الحديث لغريبان اي تفردنا بروايته لان احد معنيي الغريب في اصطلاح اهل الحديث ما تفرد برواية متنه واحد [10] .

روي الشيخ ابوالقاسم جعفر بن قولويه القمي عن الزهري قال: لما قتل الحسين بن علي عليهماالسلام لم يبق ببيت المقدس حصاة وجد تحته دم عبيط [11] .


و روي الشيخ المذكور ايضا عن الحارث الاعور قال: قال علي عليه السلام: بابي و امي الحسين المقتول بظهر الكوفة، و الله كاني انظر الي الوحش مادة اعناقها علي قبره من انواع الوحش يبكونه و يرثونه ليلا حتي الصباح، فاذا كان كذلك فاياكم و الجفاء [12] .

و روي عن زرارة قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: يا زرارة ان السماء بكت علي الحسين عليه السلام اربعين صباحا بالدم، و ان الارض بكت اربعين صباحا بالسواد، و ان الشمس بكت اربعين صباحا بالكسوف و الحمرة، و ان الجبال تقطعت و انتثرت، و ان البحار تفجرت، و ان الملائكة بكت اربعين صباحا علي الحسين عليه السلام، و ما اختضبت منا امراة و لا ادهنت لا اكتحلت و لا رجلت حتي اتانا راس عبيد الله بن زياد لعنه الله و ما زلنا في عبرة بعده، و كان جدي اذا ذكره بكي حتي تملا عيناه لحيته و حتي يبكي لبكائه رحمة له من رآه، و ان الملائكة الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كل من في الهواء و السماء من الملائكة.

الي ان قال عليه السلام: و ما عين احب الي الله و ما عبرة من عين بكت و دمعت عليه و ما من باك يبكيه الا و قد وصل فاطمة عليهاالسلام و اسعدها عليه و وصل رسول الله صلي الله عليه و آله و ادي حقنا، و ما من عبد يحشر الا و عيناه باكية الا الباكين علي جدي فانه يحشر و عينه قريرة و البشارة تلقيه و السرور علي وجهه، و الخلق في الفزع و هم آمنون، و الخلق يعرضون و هم حداث الحسين عليه السلام تحت العرش و في ظل العرش لا يخافون سوء الحساب، يقال لهم: ادخلوا الجنة فيابون و يختارون مجلسه و حديثه، و ان الحور لترسل اليهم انا قد اشتقناكم مع الولدان المخلدين، فما يرفعون رؤوسهم اليهم لما يرون في مجلسهم من السرور و الكرامة، و ان اعداءهم من بين مسحوب بناصيته الي النار و من قائل (ما لنا من شافعين- و لا صديق حميم)، و انهم ليرون منزلتهم و ما يقدورن ان يدنوا اليهم و لا يصلون اليهم، و ان الملائكة لتاتيهم بالرسالة من ازواجهم و من خزانهم علي ما اعطوا من الكرامة، فيقولون: ناتيكم انشاءالله، فيرجعون الي ازواجهم بمقالاتهم


فيزدادون اليهم شوقا اذا هم خبروهم بما هم فيه من الكرامة و قربهم من الحسين عليه السلام فيقولون: الحمد لله الذي كفانا الفزع الاكبر و اهوال القيامة و نجانا مما كنا نخاف، و يؤتون بالمراكب و الرحال علي النجائب فيستوون عليها و هم في الثناء علي الله و لله الحمد و الصلاة علي محمد و علي آله حتي ينتهوا الي منازلهم [13] .

و روي عن اميرالمؤمنين عليه السلام انه كان في الرحبة و هو يتلو هذه الآية (فما بكت عليهم السماء و الارض و ما كانوا منظرين) [14] و خرج عليه الحسين عليه السلام من بعض ابواب المسجد فقال: اما ان هذا سيقتل و تبكي عليه السماء و الارض [15] .

و عن ابي عبدالله عليه السلام قال: ان الحسين بكي لقتله السماء و الارض و احمرتا، و لم تبكيا علي احد قط الا علي يحيي بن زكريا و الحسين بن علي عليهماالسلام [16] .

اقول: قد روي بمضمونهما احاديث كثيرة من طرق العامة و الخاصة [17] .

و عن ابي عبدالله عليه السلام قال: كان قاتل يحيي بن زكريا ولد زنا و قاتل الحسين عليه السلام ولد زنا، و لم تبك السماء علي احد الا عليهما. قال الراوي: قلت: و كيف تبكي؟ قال: تطلع الشمس في حمرة و تغيب في حمرة [18] .

و عن داود بن فرقد قال: كنت جالسا في بيت ابي عبدالله عليه السلام فنظرت الي الحمام الراعبي [19] يقرقر طويلا، فنظر الي ابوعبدالله طويلا فقال: يا داود تدري ما يقول هذا الطير؟ قلت: لا و الله جعلت فداك. قال: يدعو علي قتلة


الحسين عليه السلام فاتخذوه في منازلكم [20] .

و عن الحسين بن علي بن صاعد البربري- و كان قيما لقبر الرضا صلوات الله عليه- عن ابيه عن الرضا عليه السلام قال: تري هذه البومة كانت علي عهد جدي رسول الله صلي الله عليه و آله تاوي المنازل و القصور و الدور، و كانت اذا اكل الناس الطعام تطير فتقع امامهم فيرمي اليها بالطعام و تسقي ثم ترجع الي مكانها، و لما قتل الحسين بن علي عليهماالسلام خرجت من العمران الي الخراب و الجبال و البراري، و قالت: بئس الامة انتم قتلتم ابن نبيكم و لا آمنكم علي نفسي [21] .

و روي الشيخ الصدوق عن الصادق عليه السلام عن ابيه عن جده عليهم السلام ان الحسين بن علي دخل يوما الي الحسن، فلما نظر اليه بكي، فقال له: ما يبكيك يا اباعبدالله؟ قال: ابكي لما يصنع بك. فقال له الحسن عليه السلام: ان الذي يوتي الي سم يدس الي فاقتل به، و لكن لا يوم كيومك يا اباعبدالله، يزدلف اليك ثلاثون الف رجل يدعون انهم من امة جدنا محمد صلي الله عليه و آله و ينتحلون دين الاسلام، فيجتمعون علي قتلك و سفك دمك و انتهاك حرمتك و سبي ذراريك و نسائك و انتهاب ثقلك، فعندها تحل ببني امية اللعنة و تمطر السماء رمادا و دما و يبكي عليك كل شي ء حتي الوحوش في الفلوات و الحيتان في البحار [22] .

و في الزيارة التي زار بها المرتضي علم الهدي قدس سره: لقد صرع بمصرعك الاسلام، و تعطلت الحدود و الاحكام، و اظلمت الايام، و انكسفت الشمس، و اظلم القمر، و احتبس الغيث و المطر، و اهتز العرش و السماء، و اقشعرت الارض و البطحاء، و شمل البلاء و اختلفت الاهواء، و فجع بك الرسول و ازعجت البتول و طاشت العقول [23] .


قال ابن حجر في الصواعق: و ذكر ابونعيم الحافظ في كتاب دلائل النوبة عن نصرة الازدية انها قالت: لما قتل الحسين بن علي امطرت السماء دما، فاصبحنا و جبابنا و جرارنا مملوءة دما.

و كذا روي في احاديث غير هذه.

و مما ظهر يوم قتله من الآيات ايضا ان السماء اسودت اسودادا عظيما حتي رؤيت النجوم نهارا، ولم يرفع حجر الا وجد تحته دم عبيط.

و اخرج ابوالشيخ: ان الورس الذي كان في عسكرهم تحول رمادا، و كان في قافلة من اليمن تريد العراق فوافتهم حين قتله.

و حكي ابن عيينة عن جدته: ان جمالا ممن انقلب ورسه رمادا اخبرها بذلك و نحروا ناقة في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها مثل الفيران، فطبخوها فصارت مثل العلقم، و ان السماء احمرت لقتله و انكسفت الشمس حتي بدت الكواكب نصف النهار، و ظن الناس ان القيامة قد قامت، و لم يرفع حجر في الشام الا رئي تحته دم عبيط.

و اخرج عثمان بن ابي شيبة: ان السماء مكثت بعد قتله سبعة ايام تري علي الحيطان كانها ملاحف معصفرة من شدة حمرتها، و ضربت الكواكب بعضها بعضا.

و نقل ابن الجوزي عن ابن سيرين: ان الدنيا اظلمت ثلاثة ايام ثم ظهرت الحمرة في السماء.

و قال ابوسعيد: مار فع حجر من الدنيا الا وجد تحته دم عبيط، و لقد مطرت السماء دما بقي اثره في الثياب مدة حتي تقطعت.

و اخرج الثعلبي و ابونعيم ما مر من انهم مطروا دما. زاد ابونعيم: فاصبحنا و جبابنا و جرارنا مملوات دما.

و في روايه: انه مطر كالدم علي البيوت و الجدر بخراسان و الشام و الكوفة و انه لما جي ء براس الحسين عليه السلام الي دار ابن زياد سالت حيطانها دما.


و اخرج الثعلبي: ان السماء بكت و بكاؤها حمرتها. و قال غيره: احمرت آفاق السماء ستة اشهر بعد قتله ثم لا زالت الحمرة تري بعد ذلك.

و ان ابن سيرين قال: اخبرنا ان الحمرة التي مع الشفق لم تكن قبل قتل الحسين عليه السلام.

و ذكر ابن سعد: ان هذه الحمرة لم تر في السماء قبل قتله.

قال ابن الجوزي: و حكمته ان غضبنا يؤثر حمرة الوجه و الحق منزه عن الجسمية فاظهر تاثير غضبه علي من قتل الحسين عليه السلام بحمرة الافق اظهارا لعظم الجناية. انتهي ما في الصواعق [24] .

و حكي عن شرحه علي القصيدة الهمزية ما يقرب من ذلك [25] .

و في تذكرة السبط عن هلال بن ذكوان قال: لما قتل الحسين مكثنا شهرين او ثلاثة كانما لطخت الحيطان بالدم من صلاة الفجر الي غروب الشمس.

و قال: و خرجنا في سفر فمطرنا مطرا بقي اثره في ثيابنا مثل الدم [26] .

و عن مناقب ابن شهر اشوب: و قال قرظة بن عبيد الله: مطرت السماء يوما نصف النهارعلي شملة بيضاء، فنظرت فاذا هو دم، و ذهبت الابل الي الوادي لتشرب فاذا هو دم، و اذا هو اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام [27] .

و عنه ايضا: الاسود بن قيس: لما قتل الحسين عليه السلام ارتفعت حمرة من قبل المشرق و حمرة من قبل المغرب فكادتا يلتقيان في كبد لاسماء ستة اشهر.

و عن عقود الجمان للسيوطي: و قد قالوا: لا تكسف الشمس الا في الثامن


و العشرين او التاسع و العشرين للمقارنة التي يزعمونها قاتلهم الله، فكسفت يوم موت النبي صلي الله عليه و آله كما في الصحيحين و كان عاشر شهر ربيع الاول رواه الزبير بن بكار، و كسفت يوم قتل الحسين عليه السلام كما هو مشهور في التواريخ و كان يوم عاشوراء [28] .

قال شيخنا الشهيد «ره» في الذكري: قد اشتهر ان الشمس قد كسفت يوم عاشوراء لما قتل الحسين عليه السلام كسفة بدت الكواكب نصف النهار فيها رواه البيهقي و غيره، و قد قدمنا ان المشس كسفت يوم مات ابراهيم ابن النبي صلي الله عليه و آله، و روي الزبير بن بكار في كتاب الانساب انه توفي في العاشر من شهر ربيع الاول، و روي الاصحاب ان من علامات المهدي عليه السلام كسوف الشمس في النصف الاول من شهر رمضان. انتهي [29] .


پاورقي

[1] البحار 202 /45 نقلا عن امالي الشيخ الطوسي 53 /1 طبع النجف.

[2] البحار 202/45 نقلا عن امالي الصدوق المجلس 27 ص 77 و علل الشرائع 217/1.

[3] اي تغير «منه».

[4] کامل الزيارات: 75 و 76، البحار 204 /45.

[5] البحار 369 /13 نقلا عن قصص الانبياء.

[6] راجع الکامل لابن‏الاثير 68/1.

[7] اي قال الزهري فعرفني عبدالملک بنسبي «منه».

[8] العقد الفريد 387-385 /4.

[9] معجم البلدان 144 /5.

[10] راجع الدراية للشهيد الثاني 33 طبع النجف.

[11] کامل الزيارات: 93.

[12] کامل الزيارات: 79.

[13] کامل الزيارات: 82.

[14] سورة الدخان: 29.

[15] کامل الزيارات: 88.

[16] کامل الزيارات: 89.

[17] راجع البحار 291 -201 /45 و 190 -163 /14.

[18] کامل الزيارات: 91.

[19] الراعبي قال في حياة الحيوان: هو متولد بين الورشان و الحمام و له في الهدير قرقرة ليست لابويه حتي صارت سببا للزيادة في ثمنه «منه»، حياة الحيوان 264 و فيه: الراعي.

[20] کامل الزيارات: 93.

[21] کامل الزيارات: 99.

[22] امالي الصدوق المجلس 24، ص 71.

[23] البحار 233 /98.

[24] الصواعق المحرقة: 192.

[25] القمقام: 504 نقلا عن شرح القصيدة.

[26] تذکرة الخواص: 155.

[27] المناقب 54 /4.

[28] القمقام: 504 نقلا عن عقود الجمان.

[29] الذکري، في بحث صلاة الآيات، الفرع الرابع.