بازگشت

ارسال يزيد حرم الحسين من الشام الي مدينة الرسول


(في ارسال يزيد حرم الحسين عليه السلام من الشام الي مدينة الرسول صلي الله عليه و آله و ذكر ورودهم المدينة و اقامتهم المآتم علي الحسين)

اعلم انه لما اجاز يزيد بن معاوية لبنات رسول الله و الذرية الطيبة ان ينحن علي الحسين عليه السلام و يقمن المآتم عليه و وعد علي بن الحسين عليه السلام ان يقضي له ثلاث حاجات فاقمن المآتم اياما- و قيل سبعة ايام- فلما كان اليوم الثامن دعاهم يزيد و عرض عليهم المقام بدمشق فابوا ذلك و قالوا بل ردنا الي المدينة فانها مهاجر جدنا صلي الله عليه و آله. فقال للنعمان بن بشير صاحب رسول الله: جهز هؤلاء النسوة بما يصلحهم و ابعث معهم رجلا من اهل الشام امينا صالحا و ابعث معهم خيلا و اعوانا، ثم كساهم و حباهم و فرض لهم الارزاق و الانزال.

قال الشيخ المفيد «ره»: و لما اراد ان يجهزهم دعا علي بن الحسين عليه السلام فاستخلي به، ثم قال: لعن الله ابن مرجانة، ام والله لو اني صاحب ابيك ما سالني خصلة ابدا الا اعطيته اياها و لدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت، و لكن الله قضي ما رايت، كاتبني من المدينة و انه الي كل حاجة تكون لك. و تقدم بكسوته و كسوة اهله و انفذ معهم في جملة النعمان بن بشير رسولا تقدم اليه ان يسير بهم في الليل و يكونوا امامه حيث لا يفوتون طرفه، فاذا نزلوا انتحي عنهم و تفرق هو و اصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم و ينزل منهم بحيث ان اراد انسان من جماعتهم


و ضوء او قضاء حاجة لم يحتشم، فصار معهم في جملة النعمان و لم يزل ينازلهم في الطريق و يرفق بهم كما وصاه يزيد و يرعاهم حتي دخلوا المدينة- انتهي [1] .

و نقل عن اليافعي قال: ذكر الحافظ ابوعلاء الهمداني: ان يزيد حين قدم عليه راس الحسين عليه السلام بعث الي المدنية فاقدم عليه عدة من موالي بني هاشم و ضم اليهم عدة من موالي ابي سفيان، ثم بعث بثقل الحسين عليه السلام و من بقي من اهله و جهزهم بكل شي ء و لم يدع لهم حاجة الا امر لهم بها [2] .

و في اللهوف: و قال لعلي بن الحسين عليه السلام: اذكر حاجاتك الثلاث اللاتي و عدتك بقضائهن. فقال عليه السلام: الاولي ان تريني وجه سيدي و مولاي و ابي الحسين عليه السلام فاتزود منه، و الثانية ان ترد علينا ما اخذ منا و الثالثة ان كنت عزمت علي قتلي ان توجه مع هؤلاء النسوة من يردهن الي حرم جدهن.

فقال: اما وجه ابيك فلن تراه ابدا، و اما قتلك فقد عفوت عنك. و اما النساء فما يردهن غيرك الي المدينة، و اما ما اخذ منكم فانا اعوضكم عنه اضعاف قيمته.

فقال عليه السلام: اما مالك فلا نريده و هو موفر عليك، و انما طلبت ما اخذ منا لان فيه مغزل فاطمة بنت محمد صلي الله عليه و آله و مقنعتها و قلادتها و قميصها فامر برد ذلك و زاد فيه من عنده مائتي دينار، فاخذها زين العابدين عليه السلام و فرقها في الفقراء، ثم امر برد الاساري و سبايا الحسين عليه السلام الي اوطانهن بمدينة الرسول صلي الله عليه و آله [3] .

و في بعض المقاتل: لما ارادوا الرجوع الي المدينة احضر يزيد لهم المحامل و زينها و امر بالانطاع (من ظ) الابريسم و صب عليها الاموال و قال: يا ام كلثوم خذوا هذه الاموال عوض ما اصابكم. فقالت ام كلثوم: يا يزيد ما اقل حياؤك و اصلب وجهك، تقتل اخي و اهل بيتي و تعطيني عوضهم مالا، و الله لا كان ذلك ابدا [4] .




من اين تخجل اوجه اموية

سكبت بلذات الفجور حياءها



و في الكامل البهائي: روي ان ام كلثوم اخت الحسين عليه السلام توفيت بدمشق سلام الله عليها [5] .

و قال ابوعبدالله محمد بن عبدالله المعروف بابن بطوطة المعاصر لفخر المحققين ابن العلامة في رحلته المسماة بتحفة النظار في غرائب الامصار: و بقربة قبلي البلد- اي بلدة دمشق- علي فرسخ منها مشهد ام كلثوم بنت علي بن ابي طالب عليه السلام من فاطمة عليهاالسلام، و يقال ان اسمها زينب عليهاالسلام و كناها النبي صلي الله عليه و آله ام كلثوم لشبهها بخالتها ام كلثوم بنت رسول الله صلي الله عليه و آله، و عليه مسجد كبير و حوله مساكن و له اوقاف، و يسميه اهل دمشق قبر الست ام كلثوم [6] .

قال السيد «ره»: فاما راس الحسين فروي انه اعيد فدفن بكربلاء مع جسده لشريف، و كان عمل الطائفة علي هذا المعني المشار اليه، و رويت آثار كثيرة مختلفة غير ما ذكرناه تركنا وضعها لئلا ينفسخ ما شرطناه من اختصار الكتاب [7] .

اقول: اختلفت الكلمات في مدفن الراس الشريف عليه افضل التسليمات فقال قوم: انه بعث به يزيد الي عمرو بن سعيد بن العاص عامله علي المدينة فقال عمرو: وددت انه لم يبعث به الي، ثم امر به فدفن بالبقيع عند قبر امه فاطمة عليهاالسلام.

و قيل: انه كان في خزانة يزيد الي ان دخل منصور بن جمهور خزانته فوجده في جونة حمراء و هو مخضوب بالسواد، فدفنه بدمشق عند باب الفراديس.

و قيل: وجده سليمان بن عبدالملك بن مروان في خزانة يزيد، فكساه خمسة


من الديباج و صلي عليه في جماعة من اصحابه و قبره [8] .

والذي اشتهر بين علمائنا الامامية انه اما دفن مع جسده الشريف رده علي بن الحسين عليه السلام، و انه دفن عند اميرالمؤمنين عليه السلام كما في اخبار كثيرة.

قال ابن شهراشوب: ذكر المرتضي في بعض مسائله ان راس الحسين رد الي بدنه بكربلاء من الشام و ضم اليه. و قال الطوسي: و منه زيارة الاربعين [9] .

و في تاريخ حبيب السير: ان يزيد بن معاوية سلم رؤوس الشهداء الي علي ابن الحسين عليهماالسلام فالحقها بالابدان الطاهرة يوم العشرين من صفر ثم توجه الي المدينة الطيبة. و قال: هذا اصح الروايات الواردة في مدفن الراس المكرم [10] .

و ذكر السبط في التذكرة فيه خمسة اقوال: دفنه بكربلاء، و في المدينة عند قبر امه عليهاالسلام، و بدمشق، و بمسجد الرقة، و في القاهرة.

و قال: اشهرها انه رده الي المدينة مع السبايا ثم رد الي الجسد بكربلاء فدفن معه- الي ان قال- و في الجملة ففي اي مكان كان راسه او جسده فهو ساكن في القلوب و الضمائر قاطن في الاسرار و الخواطر، انشدنا بعض اشياخنا في هذا المعني:



لا تطلبوا المولي الحسين

بارش شرق او بغرب



ودعوا الجميع و عرجوا

نحوي فمشهده بقلبي [11] .



و في اللهوف: قال الراوي: و لما رجع نساء الحسين عليه السلام و عياله من الشام و بلغوا العراق قالوا للدليل: مر بنا علي طريق كربلاء. فوصلوا الي موضع المصرع فوجدوا جابر بن عبدالله الانصاري «ره» و جماعة من بني هاشم و رجالا من


آل رسول الله صلي الله عليه و آله قد وردوا لزيارة قبر الحسين عليه السلام، فوافوا في وقت واحد و تلاقوا بالبكاء و الحزن و اللطم، و اقاموا المآتم المقرحة للاكباد، و اجتمع اليهم نساء ذلك السواد فاقاموا علي ذلك اياما [12] .

و في مقتل الشيخ ابن نما ما يقرب منه [13] .

قال السيد: قال الراوي: ثم انفصلوا من كربلاء طالبين المدينة. قال بشير ابن جذلم: فلما قربنا منها نزل علي بن الحسين عليه السلام فحط رحله و ضرب فسطاطه و انزل نساءه و قال: يا بشير رحم الله اباك لقد كان شاعرا فهل تقدر علي شي ء منه؟ فقال: بلي يابن رسول الله اني لشاعر. فقال عليه السلام ادخل المدينة وانع اباعبدالله. قال بشير: فركبت فرسي و ركضت حتي دخلت المدينة فلما بلغت مسجد النبي صلي الله عليه و آله رفعت صوتي بالبكاء و انشات اقول:



يا اهل يثرب لا مقام لكم بها

قتل الحسين فادمعي مدرار



الجسم منه بكربلاء مضرج

و الراس منه علي القناة يدار



قال: ثم قلت: هذا علي بن الحسين عليهماالسلام مع عماته و اخواته قد حلوا بساحتكم و نزلوا بفنائكم و انا رسوله اليكم اعرفكم مكانه. قال: فما بقيت في المدنية مخدرة و لا محجبة الا برزن من خدورهن يدعون بالويل و الثبور فلم ار باكيا اكثر من ذلك اليوم و لا يوما امر علي المسلمين منه، و سمعت جارية تنوح علي الحسين عليه السلام فتقول:



نعي سيدي ناع نعاه فاوجعا

و امرضني ناع نعاه فافجعا



فعيني جودا بالدموع و اسكبا

و جودا بدمع بعد دمعكما معا



علي من دهي عرش الجليل فزعزعا

فاصبح هذا المجد و الدين اجدعا



علي ابن نبي الله و ابن وصيه

و ان كان عنا شاحط الدار اشسعا



ثم قالت: ايها الناعي جددت حزننا بابي عبدالله عليه السلام و خدشت منا


قروحا لما تندمل، فمن انت رحمك الله؟ فقلت: انا بشير بن جذلم وجهني مولاي علي بن الحسين عليه السلام و هو نازل في موضع كذا و كذا مع عيال ابي عبدالله الحسين عليه السلام و نسائه. قال: فتركوني مكاني و بادروني، فضربت فرسي حتي رجعت اليهم فوجدت الناس قد اخذوا الطرق و المواضع، فنزلت عن فرسي و تخطيت رقاب الناس حتي قربت من باب الفسطاط، و كان علي بن الحسين عليه السلام داخلا فخرج و معه خرقة يمسح بها دموعه و خلفه خادم معه كرسي، فوضعه له و جلس عليه و هو لا يتمالك من العبرة، و ارتفعت اصوات الناس بالبكاء و حنين النسوان و الجواري و الناس يعزونه من كل ناحيه، فضجت تلك البقعة ضجة شديدة، فاوما بيده ان اسكتوا، فسكنت فورتهم.

فقال: الحمد لله رب العالمين، مالك يوم الدين، باري ء الخلائق اجمعين الذي بعد فارتفع في السماوات العلي و قرب فشهد النجوي، نحمده علي عظائم الامور و فجائع الدهور و الم الفجائع و مضاضة اللواذع و جليل الرزء و عظيم المصائب الفاظعة الكاظة الفادحة الجائحة.

ايها القوم ان الله و له الحمد ابتلانا بمصائب جليلة و ثلمة في الاسلام عظيمة قتل ابوعبدالله الحسين عليه السلام و عترته و سبي نساؤه و صبيته و داروا براسه في البلدان من فوق عامل (عال) السنان، و هذه الرزية التي لا مثلها رزية.

ايها الناس فاي رجالات منكم يسرون بعد قتله، ام اي فؤاد لا يحزن من اجله، ام اية عين منكم تحبس دمعها و تضن عن انهمالها، فلقد بكت السبع الشداد لقتله و بكت البحار بامواجها و السماوات باركانها و الارض بارجائها و الاشجار باغصانها و الحيتان و لجج البحار و الملائكة المقربون و اهل السماوات اجمعون.

يا ايها الناس اي قلب لا ينصدع لقتله، ام اي فؤاد لا يحن اليه، ام اي سمع يسمع هذه الثلمة التي ثلمت في الاسلام و لم يصم.

ايها الناس اصبحنا مطرودين مشردين مذودين و شاسعين عن الامصار، كانا اولاد ترك و كابل، من غير جرم اجترمناه و لا مكروه ارتكبناه و لا ثلمة في الاسلام


ثلمناها، ما سمعنا بهذا في آبائنا الاولين، ان هذا الا اختلاق. و الله لو ان النبي صلي الله عليه و آله تقدم اليهم في قتالنا كما تقدم اليهم في الوصاية بنا لما ازدادوا علي ما فعلوا بنا، فانا لله و انا اليه راجعون من مصيبة ما اعظمها و اوجعها و افجعها و اكظها و افظعها و امرها و افدحها، فعند الله نحتسب فيما اصابنا و ما بلغ بنا فانه عزيز ذو انتقام.

قال الراوي: فقام صوحان بن صعصعة بن صوحان- و كان زمنا- فاعتذر اليه صلوات الله عليه بما عنده من زمانة رجليه، فاجابه بقبول معذرته و حسن الظن فيه و شكر له و ترحم علي ابيه [14] .

قال الجزري و ابن الصباغ المالكي: ان يزيد سير مع اهل بيت النبوة رجلا امينا من اهل الشام و اوصاه بهم و معه خيل يسير بهم الي المدينة [15] .

و في اخبار الدول: انه[ارسل]النعمان بن بشير مع ثلاثين رجلا، فكان يسايرهم ليلا فيكونون امامه بحيث لا يفوتون طرفه، و اذا نزلوا تنحي عنهم هو و اصحابه فكانوا حولهم كهيئة الحرس، و كان يسالهم عن حاجتهم و يلطف بهم حتي دخلوا المدينة، فقالت فاطمة بنت علي لاختها زينب عليهاالسلام: لقد احسن هذا الرجل الينا فهل لك ان نصله بشي ء؟ فقالت: و الله ما معنا ما نصله به الا حلينا، فاخرجتا سوارين و دملجين لهما فبعثتا به اليه و اعتذرتا، فرد الجميع و قال: لو كان الذي صنعت للدنيا لكان في هذا ما يرضيني، و لكن و الله ما فعلته الا لله و لقرابتكم من رسول الله صلي الله عليه و آله [16] .

و كان مع الحسين عليه السلام امراته الرباب بنت امري ء القيس و هي ام ابنته سكينة، و حملت الي الشام فيمن حمل من اهله، ثم عادت الي المدينة فخطبها الاشراف من قريش فقالت: ما كنت لاتخذ حموا بعد رسول الله صلي الله عليه


و آله، و بقيت بعده سنة لم يظلها سقف بيت حتي بليت و ماتت كمدا [17] .

و قيل: انها اقامت علي قبره سنة و عادت الي المدينة فماتت اسفا عليه [18] .

و في بعض المقاتل: ان ام كلثوم حين توجهت الي المدينة جعلت تبكي و تقول:



مدينة جدنا لا تقبلينا

فبالحسرات و الاحزان جينا



الا فاخبر رسول الله عنا

بانا قد فجعنا في ابينا



الابيات، و من جملتها:



مدينة جدنا لا تقبلينا

فبالحسرات و الاحزان جينا



خرجنا منك بالاهلين جمعا

رجعنا لا رجال و لا بنينا



و كنا في الخروج بجمع شمل

رجعنا حاسرين مسلبينا



و كنا في امان الله جهرا

رجعنا بالقطيعة خائفينا



و مولانا الحسين لنا انيس

رجعنا و الحسين به رهينا



فنحن الضائعات بلا كفيل

و نحن النائحات علي اخينا



الا يا جدنا قتلوا حسينا

و لم يرعوا جناب الله فينا



الا يا جدنا بلغت عدانا

مناها و اشتفي الاعداء فينا



لقد هتكوا النساء و حملوها

علي الاقتاب قهرا اجمعينا



و الابيات اكثر من هذه لم نذكرها خوف الاطالة [19] .

قال الراوي: اما زنيب فانها اخذت بعضادتي باب المسجد و نادت: يا جداه اني ناعية اليك اخي الحسين، و هي مع ذلك لا تجف لها عبرة و لا تفتر من البكاء و النحيب، و كلما نظرت الي علي بن الحسين عليه السلام تجدد حزنها و زاد


وجدها [20] .

قال السيد «ره»: و روي عن الصادق عليه السلام انه قال: ان زين العابدين عليه السلام بكي علي ابيه اربعين سنة صائما نهاره قائما ليله، فاذا حضر الافطار جاءه غلامه بطعامه و شرابه فيضعه بين يديه و يقول: كل يا مولاي. فيقول: قتل ابن رسول الله جائعا قتل ابن رسول الله عطشانا. فلا يزال يكرر ذلك و يبكي حتي يبل طعامه من دموعه ثم يمزج شرابه بدموعه، فلم يزل كذلك حتي لحق بالله عز و جل.

و حدث مولي له عليه السلام انه برز يوما الي الصحراء. قال: فتبعته فوجدته قد سجد علي حجارة خشنة و انا اسمع شهيقه و بكاؤه و احصيت عليه الف مرة «لا اله الا الله حقا حقا، لا اله الا الله تعبدا ورقا، لا اله الا الله ايمانا و صدقا». ثم رفع راسه من السجود و ان لحيته و وجهه قد غمرا بالماء من دموع عينيه فقلت: يا سيدي اما ان لحزنك ان ينقضي و لبكائك ان يقل؟ فقال لي: ويحك ان يعقوب بن اسحاق ابن ابراهيم عليهم السلام كان نبيا ابن نبي كان له اثني عشر ابنا فغيب الله سبحانه واحدا منهم فشاب راسه من الحزن و احدودب ظهره من الغم و ذهب بصره من البكاء و ابنه حي في دار الدنيا، و انا فقدت ابي و اخي و سبعة عشر من اهل بيتي صرعي مقتولين، فكيف ينقضي حزني و يقل بكائي [21] .

و روي الشيخ ابوجعفر الطوسي عطر الله مرقده بسندده عن خالد بن سدير قال: سالت اباعبدالله عليه السلام عن رجل شق ثوبه علي ابيه او علي امه او علي اخيه او علي قريب له. فقال: لا باس، قد شق موسي بن عمران علي اخيه هارون عليهماالسلام، و لا يشق الوالد علي ولده و لا زوج علي امراته، و تشق المراة علي زوجها- الي ان قال عليه السلام: و لقد شققت الجيوب و لطمن الخدود الفاطميات علي الحسين بن علي عليهماالسلام، و علي مثله تلطم الخدود و تشق الجيوب [22] .

و عن دعائم الاسلام عن جعفر بن محمد عليهماالسلام قال: انه نيح علي


الحسين بن علي عليهماالسلام سنة كل يوم و ليلة و ثلاث سنين من اليوم الذي اصيب فيه [23] .

و روي البرقي «ره»: انه لما قتل الحسين بن علي عليه السلام لبس نساء بني هاشم السواد و المسوح، و كن لا يشتكين من حر و لا برد، و كان علي بن الحسين عليهماالسلام يعمل لهن الطعام للمآتم [24] .

و روي ثقة الاسلام الكليني برد الله مضجعه عن ابي عبدالله عليه السلام قال: لما قتل الحسين عليه السلام اقامت امراته الكلبية عليه ماتما و بكت و بكين النساء و الخدم حتي جفت دموعهن و ذهبت، فبينا هي كذلك اذ رات جارية من جواريها تبكي و دموعها تسيل، فدعتها فقالت لها: ما لكانت من بيننا تسيل دموعك؟ قالت: اني لما اصابني الجهد شربت شربة سويق. قال: فامرت بالعطام و الاسوقة، فاكلت و شربت و اطعمت و سقت و قالت: انما نريد بذلك ان نتقوي علي البكاء علي الحسين. قال: و اهدي الي الكلبية جونا لتستعين بها علي ماتم الحسين، فلما رايت الجون قالت: ما هذه؟ قالوا: هدية اهداها فلان لتستعيني بها علي ماتم الحسين عليه السلام. فقالت: لسنا في عرس فما نصنع بها. ثم امرت بهن فاخرجن من الدار، فلما اخرجن من الدار لم يحس لها حس كانما طرن بين السماء و الارض، و لم ير لهن بعد خروجهن من الدار اثر [25] .

و روي عن الصادق عليه السلام قال: ما اكتحلت هاشمية و لا اختضبت و لا رئي في دار هاشمي دخان خمس حجج حتي قتل عبيد الله بن زياد لعنه الله تعالي [26] .

نقل عن تاريخ الذهبي انه قال: و في سنة 253 في يوم عاشوراء الزم معز الدولة اهل بغداد بالماتم و النوح علي الحسين بن علي عليهماالسلام و امر بان


تغلق الاسواق و ان يعلق عليها المسوح و ان لا يطبخ طباخ، و خرجت نساء الشيعة مسخمات الوجوه بالطمن و ينحن، ثم فعل ذلك سنوات [27] .

و عن تاريخ ابن الوردي قال: و في سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة امر معز الدولة بالنياحة و اللطم و نشر شعور النساء و تسويد وجوههن علي الحسين عليه السلام، و عجزت السنة عن منع ذلك لكون السلطان مع الشيعة [28] .

و عن كتاب الخطط و الآثار للمقريزي قال: قال ابن ذولاق في كتاب سيرة المعز لدين الله: في يوم عاشوراء من سنة ثلاث و ستين و ثلاثمائة انصرف خلق من الشيعة و اشياعهم الي المشهدين قبر ام كلثوم و نفيسة و معهم جماعة من الفرسان المغاربة و رجالتهم بالنياحة و البكاء علي الحسين عليه السلام [29] .

و في بعض الكتب: و في سنة 422 اقيم ببغداد ماتم الحسين عليه السلام بالعويل، فثارت السنة و وقع القتال حتي قتل جماعة و خربت الاسواق.

و عن ابي ريحان في الاثار الباقية: و كانوا يعظمون هذا اليوم (اي يوم عاشوراء) الي ان اتفق فيه قتل الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام و فعل به و بهم ما لم يفعل في جميع الامم باشرار الخلق من القتل بالعطش و السيف و الاحراق و صلب الرؤوس و ارجاء الخيول علي الاجساد فتشاءموا به، فاما بنو امية فقد لبسوا فيه ما تجدد و تزينوا و اكتحلوا و عيدوا و اقاموا الولائم و الضيافات و طعموا الحلاوات و الطيبات، و جري الرسم في العامة علي ذلك ايام ملكهم و بقي فيهم بعد زواله عنهم، و اما الشيعة فانهم ينوحون و يبكون اسفا لقتل سيد الشهداء فيه و يظهرون ذلك بمدينة السلام و امثالها من المدن و البلاد و يزورون فيه التربة المسعودة بكربلاء، و لذلك كره فيه العامة تجديد الاواني و الاثاث [30] .



پاورقي

[1] الارشاد: 231.

[2] قمقام: 580 نقلا عن اليافعي.

[3] اللهوف: 175 -174.

[4] البحار 197 /45، جلاء العيون للشبر 272 /2.

[5] الکامل البهائي 302 /2.

[6] رحلة ابن بطوطة ص 60 طبع سنة 1357.

[7] اللهوف: 176 -175.

[8] نقل هذه الاقوال في القمقام: 589 -588، و راجع ايضا مثير الاحزان: 58.

[9] المناقب 77 /4.

[10] حبيب السير 60 /2 طبع مکتبة الخيام.

[11] تذکرة الخواص: 151 -150.

[12] اللهوف: 176.

[13] مثير الاحزان: 59.

[14] اللهوف: 182 -177.

[15] الکامل 87 /4، الفصول المهمة: 207.

[16] اخبار الدول: 109 مع اختلاف فراجع.

[17] الکامل لابن‏الاثير 88 /4.

[18] الکامل لابن‏الاثير 88 /4.

[19] منتخب الطريحي: 357.

[20] منتخب الطريحي: 358.

[21] اللهوف: 190 -188.

[22] وسائل الشيعة 583 /15، نقلا عن التهذيب للشيخ الطوسي.

[23] دعائم الاسلام 227 /1.

[24] المحاسن: 420.

[25] الکافي 466 /1.

[26] راجع البحار 387 /45، عن رسالة شرح الثار لابن‏نما.

[27] شفاء الصدور 324 نقلا عن شرح الشافية لابي فراس نقلا عن تاريخ الذهبي.

[28] القمقام: 613، شفاء الصدور: 234 نقلا عن تتمة المختصر لابن الوردي 433 /1 طبع بيروت 1389.

[29] القمقام 613 نقلا عن الخطط للمقريزي.

[30] الآثار الباقية: 329، القمقام 612 نقلا عن الآثار الباقية.