بازگشت

في ورود اهل البيت الشام


قال الشيخ الكفعمي و شيخنا البهائي و المحدث الكاشاني [1] : في اول صفر ادخل راس الحسين عليه السلام الي دمشق، و هو عيد عند بني امية، و هو يوم تتجدد فيه الاحزان:



كانت مآتم بالعراق تعدها

اموية بالشام من اعيادها



و حكي ايضا عن ابي ريحان في الآثار الباقية انه قال: في اليوم الاول من صفر ادخل راس الحسين عليه السلام مدينة دمشق فوضعه يزيد بن يديه و نقر ثناياه بقضيب في يديه و يقول: لست من خندف- الخ [2] .

و في المناقب عن ابي مخنف في رواية: لما دخل بالراس علي يزيد كان


للراس طيب قد فاح [3] علي كل طيب [4] .

قال السيد «ره» و سار القوم براس الحسين عليه السلام و الاسراء من رجاله، فلما قربوا من دمشق دنت ام كلثوم من شمر و كان من جملتهم، فقالت له: لي اليك حاجة. فقال: ما حاجتك؟ قالت: اذا دخلت بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظارة و تقدم اليهم ان يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل و ينحونا عنها فقد خزينا من كثرة النظر الينا و نحن في هذه الحال. فامر في جواب سؤالها ان يجعل الرؤوس علي الرماح في اوساط المحامل بغيا منه و كفرا و سلك بهم بين النظارة علي تلك الصفة حتي اتي بهم باب دمشق، فوقفوا علي درج باب المسجد الجامع حيث يقام السبي:



بنفسي النساء الفاطميات اصبحت

من الاسر يسترئفن من ليس يراف



و مذ ابرزوها جهرة من خدورها

عشية لا حام يذود و يكنف



توارت بخدر من جلالة قدرها

بهيبة انوار الاله يسجف



لقد قطع الاكباد حزنا مصابها

و قد غادر الاحشاء تهفو و ترجف



و روي ان بعض الفضلاء التابعين لما شاهد راس الحسين عليه السلام بالشام اخفي نفسه شهرا من جميع اصحابه، فلما وجدوه بعد اذ فقدوه سالوه عن سبب ذلك فقال: الا ترون ما نزل بنا، و انشا يقول:



جاؤوا براسك يابن بنت محمد

مترملا بدمائه ترميلا



و كانما بك يابن بنت محمد

قتلوا جهارا عامدين رسولا



قتلوك عطشانا و لم يترقبوا

في قتلك التاويل و التنزيلا



و يكبرون بان قتلت و انما

قتلوا بك التكبير و التهليلا [5] .




و في البحار: و روي صاحب المناقب باسناده عن زيد عن آبائه: ان سهل بن سعد قال. خرجت الي بيت المقدس حتي توسطت الشام، فاذا انا بمدينة مطردة الانهار كثيرة الاشجار و قد علقوا الستور و الحجب و الديباج و هم فرحون مستبشرون و عندهم نساء يلعبن بالدفوف و الطبول، فقلت في نفسي: لا نري لاهل الشام عيدا لا نعرفه نحن، فرايت قوما يتحدثون فقلت: يا قوم لكم بالشام عيد لا نعرفه نحن؟ قالوا: يا شيخ نراك اعرابيا. فقلت: انا سهل بن سعد قد رايت محمدا صلي الله عليه و آله. قالوا: يا سهل ما اعجبك السماء لا تمطر دما و الارض لا تنخسف باهلها. قلت: و لم ذاك؟ قالوا: هذا راس الحسين عترة محمد صلي الله عليه و آله يهدي من ارض العراق. فقلت: وا عجبا يهدي راس الحسين عليه السلام و الناس يفرحون. قلت: من اي باب يدخل؟ فاشاروا الي باب يقال له باب ساعات. قال: فبينا انا كذلك حتي رايت الرايات يتلو بعضها بعضا. فاذا نحن بفارس بيده لواء منزوع السنان عليه راس من اشبه الناس وجها برسول الله صلي الله عليه و آله فاذا انا من ورائه رايت نسوة علي جمال بغير وطاء فدنوت من اولاهم فقلت: يا جارية من انت؟ فقالت: انا سكينة بنت الحسين. فقلت لها: الك حاجة الي، فانا سهل بن سعد ممن راي جدك و سمعت حديثه. قالت: يا سعد قل لصاحب هذا الراس ان يقدم الراس امامنا حتي يشتغل الناس بالنظر اليه و لا ينظروا الي حرم رسول الله صلي الله عليه و آله. قال سهل: فدنوت من صاحب الراس فقلت له: هل لك ان تقضي حاجتي و تاخذ مني اربعمائة دينار قال: ما هي؟ قلت: تقدم الراس امام الحرم. ففعل ذلك فدفعت اليه ما وعدته و وضع الراس في حقة، و دخلوا علي يزيد لعنه الله، فدخلت معهم و كان يزيد جالسا علي سرير و علي راسه تاج مكلل بالدر و الياقوت حوله كثير من مشائخ قريش، فلما دخل صاحب الراس و هو يقول:



اوقر ركابي فضة و ذهبا

انا قتلت السيد المحجبا



قتلت خير الناس اما و ابا

و خيرهم اذ ينسبون النسبا



قال: لو علمت انه خير الناس لم قتلته؟ قال: رجوت الجائزة منك. فامر بضرب عنقه، فحز راسه، و وضع راس الحسين عليه السلام علي طبق من ذهب.


و هو يقول: كيف رايت يا حسين. انتهي [6] .

اقول: قد ذكر صاحب الكامل البهائي خبر سهل بن سعد بنحو اخصر و فيه: و رايت الرؤوس علي الرماح و يقدمهم راس عباس بن علي عليهماالسلام و راس الامام عليه السلام كان وراء الرؤوس امام المخدرات، و للراس الشريف مهابة عظيمة و يشرق منه النور بلحية مدورة قد خالطها الشيب و قد خضبت بالوسمة ادعج العينين ازج الحاجبين واضح الجبين اقني الانف متبسما الي السماء شاخصا ببصره الي نحو الافق و الريح تلعب بلحيته يمينا و شمالا كانه اميرالمؤمنين [7] .

و في الكامل البهائي ايضا قال: اوقفوا اهل البيت عليهم السلام علي باب الشام ثلاثة ايام حتي يزينوا البلدة، فزينوها بكل حلي و زينة و مرآة كانت فيها، فصارت بحيث لم ترعين مثلها، ثم استقبلتهم من اهل الشام زهاء خمس مائة الف من الرجال و النساء مع الدفوف، و خرج امراء الناس مع الطبول والصنوج و البوقات، و كان فيهم الوف من الرجال و الشبان و النسوان يرقصون و يضربون بالدف و الصنج و الطنبور، و قد تزين جميع اهل الشام بالوان الثياب و الكحل و الخضاب، و كان ذلك يوم الاربعاء سادس عشر شهر ربيع الاول، و كان خارج البلد من كثرة الخلائق كعرصة المحشر يموج بعضها في بعض، فلما ارتفع النهار ادخلوا الرؤوس البلد و وصلوا وقت الزوال الي باب دار يزيد بن معاوية بتعب شديد من كثرة الازدحام، و نصب ليزيد سرير مرصع و زينت داره بانواع الزينة و نصب اطراف سريره كراسي من الذهب و الفضة، فخرج حجاب يزيد و ادخلوا الذين معهم الرؤوس، فلما دخلوا علي يزيد قالوا: بعزة الامير قتلنا اهل بيت ابي تراب و استاصلناهم. ثم شرحوا الاحوال و وضعوا الرؤوس عنده، و في هذه المدة التي كان اهل البيت عليهم السلام اسراء في ايديهم و هي ستة و ستون يوما لم يتمكن بشر ان يسلم عليهم، فاذا في هذا اليوم دنا شيخ من اهل الشام من علي بن الحسين عليه السلام و قال:


الحمد لله الذي قتلكم- الخ [8] .

قال الشيخ المفيد «ره»: فلما انتهوا الي باب يزيد رفع مخفر بن ثعلبة صوته فقال: هذا مخفر بن ثعلبة اتي اميرالمؤمنين باللئام الفجرة. فاجابه علي بن الحسين عليه السلام: ما ولدت ام مخفر شر (اشر خ ل) وألأم.

و قيل: اجابه يزيد بذلك [9] .

و روي الشيخ الصدوق عطر الله مرقده في الامالي عن حاجب ابن زياد في حديث نقلنا صدره في وقائع مجلس عبيد الله بن زياد قال: و بعث البشائر الي النواحي بقتل الحسين عليه السلام، ثم امر بالسبايا و راس الحسين عليه السلام فحملوا الي الشام، فلقد حدثني جماعة كانوا خرجوا في تلك الصحبة انهم كانوا يسمعون بالليالي نوح الجن علي الحسين عليه السلام الي الصباح و قالوا: فلما دخلنا دمشق ادخل بالنساء و السبايا بالنهار، فقال اهل الشام الجفاة: ما راينا سبايا احسن من هؤلاء فمن انتم؟ فقالت سكينة ابنة الحسين عليه السلام: نحن سبايا آل محمد صلي الله و عليه و آله. فاقيموا علي درج المسجد حيث يقام السبايا و فيهم علي بن الحسين عليه السلام و هو يومئذ فتي شاب، فاتاهم شيخ من اشياخ اهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم و اهلككم و قطع قرون الفتنة. فلم يال عن شتمهم، فلما انقضي كلامه فقال له علي بن الحسين عليه السلام: اما قرات كتاب الله عز و جل؟ قال: نعم. قال: اما قرات هذه الآية (قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربي)؟ قال: بلي، قال: فنحن اولئك. ثم قال عليه السلام اما قرات (و آت ذا القربي حقه)؟ قال: بلي. قال: فنحن هم، فهل قرات هذه الآية (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا)؟ قال: بلي. قال: فنحن هم. فرفع الشامي يده الي السماء ثم قال: اللهم اني اتوب اليك- ثلاث مرات- اللهم اني ابرا اليك من عدو آل محمد و من قتلة اهل بيت محمد، لقد


قرات القرآن فما شعرت بهذا قيل اليوم [10] .

و روي الشيخ الطوسي «ره» عن الصادق عليه السلام قال: لما قدم علي بن الحسين عليه السلام و قد قتل الحسين عليه السلام استقبله ابراهيم بن طلحة بن عبيد الله قال: يا علي بن الحسين من غلب، و هو يغطي راسه و هو في المحمل. قال: فقال له علي بن الحسين عليه السلام: اذا اردت ان تعلم من غلب و دخل وقت الصلاة فاذن و اقم [11] .

و في الاخبار الطوال للدينوري: قالوا: ثم ان ابن زياد جهز علي بن الحسين عليه السلام و من كان معه من الحرم و وجه بهم الي يزيد بن معاوية مع زحر بن قيس و مخفر بن ثعلبة و مشر بن ذي الجوشن، فساروا حتي قدموا الشام و دخلوا علي يزيد ابن معاوية بمدينة دمشق و ادخل معهم راس الحسين عليه السلام فرمي [12] بين يديه، ثم تكلم شمر بن ذي الجوشن فقال: يا اميرالمؤمنين ورد علينا هذا في ثمانية عشر رجلا من اهل بيته و ستين رجلا من شيعته، فسرنا اليهم فسالناهم النزول علي حكم اميرنا عبيد الله او القتال- الخ [13] .

و المشهور بين المؤرخين ان هذه الكلمات كانت لزحر بن قيس لعنه الله و قد اوردناها في فصل ارسال ابن ياد الرؤوس المطهرة الي الشام.

ثم ادخل نساء الحسين عليه السلام علي يزيد بن معاوية، فصحن نساء آل يزيد و بنات معاوية و اهله و ولولن و اقمن المآتم، و وضع راس الحسين عليه السلام بين يديه، فقالت سكينة: و الله ما رايت اقسي قلبا من يزيد و لا رايت كافرا و لا مشركا شرا منه و لا اجفا منه، و اقبل يقول و ينظر الي الراس:




ليت اشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الاسل



ثم امر براس الحسين عليه السلام فنصب علي باب مسجد دمشق [14] .

و قال السبط في التذكرة: و اما المشهور عن يزيد في جميع الروايات انه لما حضر الراس بين يديه جمع اهل الشام و جعل ينكت عليه بالخيزران و يقول ابيات ابن الزبعري: ليت اشياخي ببدر شهدوا- الي ان قال:

و قال الزهري: لما جاءت الرؤوس كان يزيد في منظره علي جيرون فانشد لنفسه:



لما بدت تلك الحمول و اشرقت

تلك الشموس علي ربا جيرون



نعب الغراب فقلت صح او لا تصح

فلقد قضيت من الغريم ديوني



و ذكر ابن ابي الدنيا: انه لما نكت بالقضيب ثناياه انشد لحصين بن الحمام المري:



صبرنا و كان الصبر منا سجية

باسيافنا تفرين هاما و معصما



نفلق هاما من رؤوس احبة

الينا و هم كانوا اعق و اظلما



قال مجاهذ: فو الله لم يبق في الناس احد الا من سبه و عابه و تركه.

قال ابن ابي الدنيا: و كان عنده ابوبرزة الاسلمي فقال له: يا يزيد ارفع قضيبك، فو الله لطالما رايت رسول الله صلي الله عليه و آله يقبل ثناياه [15] .

و قال ابن الجوزي [16] في كتاب الرد علي المتعصب العنيد: ليس العجب من


فعل عمر بن سعد و عبيد الله بن زياد، و انما العجب من خذلان يزيد و ضربه بالقضيب علي ثنية الحسين عليه السلام و اغارته علي المدينة، افيجوز ان يفعل هذا بالخوارج، او ليس في الشرع انهم يدفنون، اما قوله لي ان اسبيهم فامر لا يقنع لفاعله و معتقده باللعنة، و لو انه احترم الراس حين وصوله و صلي عليه و لم يتركه في الطست و لم يضربه بقضيب ما الذي كان يضره و قد حصل مقصوده من القتل، و لكن احقاد جاهلية و دليلها ما تقدم من انشاده: ليت اشياخي ببدر شهدوا [17] .

و روي ابن عبد ربه الاندلسي في العقد الفريد عن الرياشي باسناده عن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام قال: اتي بنا يزيد ابن معاوية بعد ما قتل الحسين عليه السلام و نحن اثنا عشر غلاما و كان اكبرنا يومئذ علي بن الحسين عليه السلام، فادخلنا عليه و كان كل واحد منا مغلولة يده الي عنقه، فقال لنا: احرزت انفسكم عبيد اهل العراق و ما علمت بخروج ابي عبدالله و لا بقتله [18] .

و قال الشيخ ابن نما: قال علي بن الحسين عليه السلام: ادخلنا علي يزيد و نحن اثنا عشر رجلا مغللون، فلما وقفنا بين يديه قلت: انشدك الله يا يزيد ما ظنك برسول الله لو رآنا علي هذه الحال؟ قال: يا اهل الشام ما ترون في هؤلاء؟ اقول: قال رجل ملعون كلمة قبيحة لا احب نقلها.

فقال له النعمان بن بشير: اصنع ما كان رسول الله صلي الله عليه و آله يصنع بهم لو رآهم بهذه الخيبة (الهيئة ظ)، و قالت فاطمة بنت الحسين عليه السلام: يا يزيد بنات رسول الله صلي الله عليه وآله سبايا. فبكي الناس و بكي اهل داره حتي علت الاصوات، فقال علي بن الحسين عليه السلام: و انا مغلول فقلت: اتاذن لي في الكلام؟ فقال: قل و لا تقل هجرا. قلت: لقد وقفت موقفا لا ينبغي لمثلي ان


يقول الهجر، ما ظنك برسول الله صلي الله عليه و آله لو رآني في غل. فقال لمن حوله: حلوه [19] .

و في اثبات الوصية للمسعودي: فلما استشهد الحسين عليه السلام حمل علي بن الحسين عليه السلام مع الحرم و ادخل علي اللعين يزيد، و كان لابنه ابي جعفر عليه السلام سنتان و شهور، فادخل معه، فلما رآه يزيد قال له: كيف رايت يا علي. قال: رايت ما قضاه الله عز و جل قبل ان يخلق السماوات و الارض. فشاور يزيد جلساءه في امره فاشاروه بقتله و قالوا له الكلمة الخبيثة التي طويت كشحا عن نقلها، فابتدر ابوجعفر عليه السلام الكلام فحمد الله و اثني عليه ثم قال ليزيد: لقد اشار عليك هؤلاء بخلاف ما اشار جلساء فرعون عليه حيث شاورهم في موسي و هاورن، فانهم اقولا له: ارجه و اخاه، و قد اشار هؤلاء عليك بتقلنا و لهذا سبب. فقال يزيد: و ما السبب؟ فقال: ان هؤلاء كانوا لرشده و هؤلاء لغير رشدة، و لا يقتل الانبياء و اولادهم الا اولاد الادعياء. فامسك يزيد مطرقا [20] .

و في تذكرة السبط: و كان علي بن الحسين عليه السلام و النساء موثقين في الحبال، فناداه علي: يا يزيد ما ظنك برسول الله لو رآنا موثقين في الحبال عرايا علي اقتاب الجمال. فلم يبق في القوم الا من بكي [21] .

قال الشيخ المفيد و ابن شهر اشوب: و لما وضعت الرؤوس بين يدي يزيد فيها راس الحسين عليه السلام جعل يضرب بقضيبه علي ثنيته، ثم قال: يوم بيوم بدر. و جعل يقول:



نفلق هاما من رجال اعزة

علينا و هم كانوا اعق و اظلما



فقال يحيي بن الحكم اخو مروان بن الحكم و كان جالسا مع يزيد:




لهام بادني [22] الطف ادني قرابة

من ابن زياد العبد ذي الحسب الرذل [23] .



امية [24] امي نسلها عدد الحصي

و بنت رسول الله ليس لها نسل



فضرب يزيد في صدر يحيي بن الحكم و قال: اسكت لا ام لك [25] .

و روي ابوالفرج عن الكلبي قال: كان عبدالرحمن بن الحكم بن ابي العاص عند يزيد بن معاوية و قد بعث اليه عبيد الله بن زياد براس الحسين بن علي عليهماالسلام، فلما وضع بين يدي يزيد في الطست بكي عبدالرحمن ثم قال:



ابلغ اميرالمؤمنين فلا تكن

كموتر قوس و ليس لها نبل



لهام بجنب الطف- الابيات [26] .

و في رواية ابن نما: ان الحسين بن الحسن لما رآه يضرب بالقضيب موضع فم رسول الله صلي الله عليه و آله قال: واذلاه.



سمية امسي نسلها عدد الحصي

و بنت رسول الله ليس لها نسل [27] .



روي شيخنا الصدوق عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لما حمل راس الحسين عليه السلام الي الشام امر يزيد فوضع و نصب عليه مائدة، فاقبل هو و اصحابه ياكلون و يشربون الفقاع، فلما فرغوا امر بالراس فوضع في طست تحت سريره و بسط عليه رقعة الشطرنج و جلس يزيد يلعب بالشطرنج و يذكر الحسين و اباه و جده صلوات الله عليهم و يستهزي ء بذكرهم فمتي قمر صاحبه تناول الفقاع فشربه ثلاث مرات، ثم صب فضلته مما يلي الطست من الارض. فمن كان من شيعتنا فليتورع عن شرب الفقاع و اللعب بالشطرنج و من نظر الي


الفقاع او الي الشطرنج فليذكر الحسين عليه السلام و ليلعن يزيد و آل يزيد، يمحو الله عز و جل بذلك ذنوبه و لو كانت كعدد النجوم [28] .

و روي عنه عليه السلام ايضا قال: اول من اتخذ له الفقاع في الاسلام بالشام يزيد بن معاوية لعنه الله، فاحضر و هو علي المائدة و قد نصبها علي راس الحسين عليه السلام، فجعل يشربه و يسقي اصحابه و يقول: اشربوا فهذا شراب مبارك و من بركته انا اول ما تناولناه و راس الحسين عدونا بين ايدينا و مائدتنا منصوبة عليه و نحن ناكل و نفوسنا ساكنة و قلوبنا مطمئنة، فمن كان من شيعتنا فليتورع من شرب الفقاع فانه شراب اعدائنا [29] .

و في الكامل البهائي عن كتاب الحاوية: ان يزيد شرب الخمر وصب منها علي الراس الشريف، فاخذته امراة يزيد و غسلته بالماء و طيبته بماء الورد، فرات تلك الليلة في منامها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها و هي تعتذر اليها بحسن صنيعها [30] .

قال الشيخ المفيد «ره»: ثم قال لعلي بن الحسين عليهماالسلام: ابوك قطع رحمي و جهل حقي و نازعني سلطاني ففعل الله به ما قد رايت: فقال علي بن الحسين عليه السلام (ما اصاب من مصيبة في الارض و لا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبراها ان ذلك علي الله يسير) [31] . فقال يزيد لابنه خالد: اجبه (اردد عليه خ ل)، فلم يدر خالد ما يريد عليه. فقال يزيد: قل (و ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم و يعفو عن كثير) [32] . ثم دعا بالنساء و الصبيان فاجلسوا بين يديه، فراي هيئة قبيحة فقال: قبح الله ابن مرجانة لو كانت بينكم و بينه قرابة و رحم ما فعل هذا بكم و لا بعث بكم علي هذه الحالة [33] .


روي علي بن ابراهيم القمي عن الصادق عليه السلام قال: لما ادخل راس الحسين بن علي عليهماالسلام علي يزيد و ادخل عليه علي بن الحسين عليه السلام و بنات اميرالمؤمنين عليهم السلام و كان علي بن حسين مغلولا، فقال يزيد لعنه الله: يا علي بن الحسين الحمد لله الذي قتل اباك. فقال علي بن حسين عليه السلام: لعنة الله علي من قتل ابي. قال: فغضب يزيد و امر يضرب عنقه عليه السلام. فقال علي بن حسين عليه السلام: فاذا قتلتني فبنات رسول الله من يردهم الي منازلهم و ليس لهم محرم غيري. فقال: انت تردهم الي منازلهم. ثم دعا بمبرد فاقبل يبرد الجامعة عن عنقه بيده. ثم قال له: يا علي اتدري ما الذي اريد بذلك. قال: بلي تريد ان لا يكون لاحد علي منة غيرك. فقال يزيد: هذا و الله ما اردت. ثم قال يزيد: يا علي بن الحسين (ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم) [34] فقال علي بن حسين عليه السلام: كلا ما هذه فينا نزلت انما نزلت فينا (ما اصاب من مصيبة في الارض و لا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبراها) [35] فنحن الذين لا ناسي علي ما فاتنا و لا نفرح بما اتانا منها [36] .

و في كتاب العقد الفريد: قال خرج الحسين عليه السلام الي الكوفة ساخطا لولاية يزيد بن معاوية، فكتب يزيد الي عبيد الله بن زياد و هو و اليه بالعراق انه بلغني ان حسينا سار الي الكوفة و قد ابتلي به زمانك من بين الازمان و بلدك بين البلدان و ابتليت به من بين العمال و عنده تعتق او تعود عبدا، فقتله عبيد الله و بعث راسه و ثقله الي يزيد، فلما وضع الراس بين يديه تمثل بقول حصين بن الجماحم المزني:



نفلق هاما من رجال اعزة

علينا و هم كانوا اعق و اظلما



و قال له علي بن الحسين و كان في السبي: كتاب الله تعالي اولي بك من


الشعر، يقول الله تعالي: (ما اصاب من مصيبة في الارض و لا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبراها ان ذلك علي الله يسير- لكيلا تاسوا علي ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم و الله لا يحب كل مختال فخور) [37] . فغضب يزيد و جعل يبعث بلحيته، ثم قال: غير هذا من كتاب الله اولي بك و بابيك، قال الله (و ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم و يعفو عن كثير) [38] ما ترون يا اهل الشام في هؤلاء؟ فقال له رجل منهم- الكلمة المعلومة الملعونة- قال النعمان بن بشير الانصاري: انظر ما كان يصنعه رسول الله (ص) بهم لو رآهم في هذه الحالة فاصنعه بهم. قال: صدقت خلوا عنهم و اضربوا عليهم القباب، و امال عليهم المطبخ و كساهم و اخرج اليهم جوائز كثيرة و قال: لو كان بين ابن مرجانة و بينهم نسب ما قتلهم ثم ردهم الي المدينة [39] .

و في المناقب و غيره: روي ان يزيد لعنه الله اقبل الي عقيلة الهاشميين ان تتكلم، فاشارت العقيلة سلام الله عليها الي علي بن الحسين عليه السلام و قالت: هو سيدنا و خطيب القوم. فانشا السجاد عليه السلام:



لا تطمعوا ان تهينونا فنكرمكم

و ان نكف الاذي منكم و تؤذونا



الله يعلم انا لا نحبكم

و لا نلومكم ان لم تحبونا



قال يزيد: صدقت يا غلام و لكن اراد ابوك و جدك ان يكونا اميرين و الحمد لله الذي قتلهما و سفك دماءهما. فقال عليه السلام: لم تزل النبوة و الامرة لآبائي و اجدادي من قبل او تولد [40] . و لهذا كانت سكينة تقول: و الله ما رايت اقسي قلبا من يزيد و لا رايت كافرا و لا مشركا شرا منه و لا اجفا منه [41] .

و في المناقب عن يحيي بن الحسن قال يزيد لعلي بن الحسين عليه السلام:


واعجبا لابيك سمي عليا و عليا. فقال: ان ابي احب اباه فسمي باسمه مرارا [42] .

قال السيد «ره»: ثم وضع راس الحسين عليه السلام بين يديه و اجلس النساء خلفه لئلا ينظرن اليه، فرآه علي بن الحسين عليه السلام فلم ياكل الرؤوس بعد ذلك ابدا، و اما زينب فانها لما راته اهوت الي جيبها فشقته ثم نادت بصوت حزين يفزع (يقرح خ ل) القلوب: يا حسيناه، يا حبيب رسول الله، يابن مكة و مني، يابن فاطمة الزهراء سيدة النسا، يابن بنت المصطفي.

قال الراوي: فابكت و الله كل من كان في المجلس و يزيد عليه لعائن الله ساكت، ثم جعلت امراة من بني هاشم كانت في دار يزيد تندب علي الحسين عليه السلام و تنادي: يا حبيباه، يا سيد اهل بيتاه، يابن محمداه، يا ربيع الارامل و اليتامي، يا قتيل اولاد الادعياء.

قال الراوي: فابكت كل من سمعها [43] .



و مما يزيل القلب عن مستقرها

و يترك زند الغيظ في الصدر واريا



وقوف بنات الوحي عند طليقها

بحال بها يشجين حتي الاعاديا



ثم دعاي زيد لعنه الله بقضيب خيزران، فجعل ينكت به ثنايا الحسين عليه السلام، فاقبل عليه ابوبرزة الاسلمي و قال: ويحك يا يزيد اتنكت بقضيبك ثغر الحسين ابن فاطمة، اشهد لقد رايت النبي صلي الله عليه و آله يرشف ثناياه و ثنايا اخيه الحسن و يقول: انتما سيدا شباب اهل الجنة فقتل الله قاتلكما و لعنه و اعد له جهنم و ساءت مصيرا.

قال الراوي: فغضب يزيد فامر باخراجه، فاخرج سحبا.

قال: و جعل يزيد يتمثل بابيات ابن الزبعري:



ليت اشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الاسل






لاهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تشل



قد قتلنا القرم من ساداتهم

و عدلناه ببدر فاعتدل



لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء و لا وحي نزل



لست من خندف ان لم انتقم

من بني احمد ما كان فعل [44] .



قال الراوي: فقامت زينب بنت علي بن ابي طالب عليه السلام فقالت:

«و الحمد لله رب العالمين، و صلي الله علي رسوله و آله اجمعين، صدق الله سبحانه كذلك يقول (ثم كان عاقبة الذين اساؤوا السواي ان كذبوا بآيات الله و كانوا بها يستهزؤون) [45] ، اظننت يا يزيد حيث اخذت علينا اقطار الارض و آفاق السماء فاصبحنا نساق كما تساق الاساري ان بنا علي الله هوانا و بك عليه كرامة و ان ذلك لعظم خطرك عنده، فشمخت بانفك و نظرت في عطفك جذلان مسرورا حيث رايت الدنيا لك مستوثقة و الامور متسقة و حين صفا لك ملكنا و سلطاننا، فمهلا مهلا، انسيت قول الله عز و جل (و لا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما و لهم عذاب اليم) [46] . امن العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك و اماءك و سوقك بنات رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن و ابديت وجوههن، تحدو بهن الاعداء من بلد الي بلد و يستشرفهن اهل المناهل و المناقل و يتصفح وجوههن القريب و البعيد و الدني و الشريف، ليس معهن من رجالهن و لا من حماتهن حمي (حميم خل) و كيف ترتجي مراقبة من لفظ فوه اكباد الازكياء و نبت لحمه من دماء الشهداء، و كيف لا يستبطا في بغضنا اهل البيت من نظر الينا بالشنف و الشنآن والاحن و الاضغان، ثم تقول غير متاثم و لا مستعظم:



لاهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تشل



منتحيا علي ثنايا ابي عبدالله سيد شباب اهل الجنة تنكتها بمخصرتك، و كيف لا تقول ذلك و قد نكات القرحة و استاصلت الشافة باراقتك دماء ذرية محمد


صلي الله عليه و آله و نجوم الارض من آل عبدالمطلب، و تهتف باشياخك زعمت انك تناديهم، فلتردن و شيكا موردهم و لتودن انك شللت و بكمت و لم تكن قلت ما قلت و فعلت ما فعلت. اللهم خذلنا بحقنا و انتقم ممن ظلمنا و احلل غضبك بمن سفك دماءنا و قتل حماتنا، فو الله ما فريت الا جلدك و لا حززت الا لحمك و لتردن علي رسول الله صلي الله عليه و آله بما تحملت من سفك دماء ذريته و انتكهت من حرمته في عترته و لحمته حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم و ياخذ بحقهم (و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياه عند ربهم يرزقون) [47] و حسبك بالله حاكما و بمحمد خصيما و بجبرئيل ظهيرا، و سيعلم من سول [48] لك و مكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلا و ايكم شر مكانا و اضعف جندا، و لئن جرت علي الدواهي مخاطبتك اني لاستصغر قدرك و استعظم تقريعك و استكثر توبيخك، لكن العيون عبري و الصدرو حري، الا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الايدي تنطف من دمائنا و الافواه تنحلب من لحومنا، و تلك الجئث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل و تعفرها امهات الفراعل، و لئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما حين لا تجد الا ما قدمت يداك و ما ربك بظلام للعبيد، فالي الله المشتكي و عليه المعول فكد كيدك واسع سعيك و ناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا و لا تميت وحينا و لا تدرك امدنا و لا ترحض عنك عارها، و هل رايك الافند و ايامك الاعدد و جمعك الابدد، يوم ينادي المنادي: الا لعنة الله علي الظالمين. فالحمد لله رب العالمين الذي ختم لاولنا بالسعادة و المغفرة و لآخرنا بالشهادة و الرحمة، و نسال الله ان يكمل لهم الثواب و يوجب لهم المزيد و يحسن علينا الخلافة انه رحيم ودود، حسينا الله و نعم الوكيل.


فقال يزيد لعنه الله:



يا صيحة تحمد من صوائح

ما اهون الموت علي النوائح [49] .



اقول: و في كتاب ابن عباس الي يزيد: و ان من اعظم الشماتة حملك بنات رسول الله صلي الله عليه و آله و اطفاله و حرمه من العراق الي الشام اساري مجلوبين مسلوبين تري الناس قدرتك علينا و انك قد قهرتنا و استوليت علي آل رسول الله و في ظنك انك اخذت بثار اهلك الكفرة الفجرة يوم بدر و اظهرت الانتقام الذي كنت تخفيه و الاضغان التي تمكن في قلبك كمون النار في الزناد، و جعلت انت و ابوك دم عثمان وسيلة الي اظهارها، فالويل لك من ديان يوم الدين، و و الله لئن اصبحت آمنا من جراحة يدي فما انت بآمن من جراحة لساني بفيك الكثكث [50] و انت المفند المثبور و لك الاثلب و انت المذموم، و لا يغرنك ان ظفرت بنا اليوم فو الله لئن لم نظفر بك اليوم لنظفرن غدا بين يدي الحاكم العادل الذي لا يجور في حكمه، و سوف ياخذك سريعا اليما و يخرجك من الدنيا مذموما مدحورا اثيما، فعش لا ابالك ما استطعت، فقد ازداد عند الله ما اقترفت. و السلام علي من اتبع الهدي [51] .

قال الشيخ المفيد «ره»: قالت فاطمة بنت الحسين عليه السلام: و لما جلسنا بين يدي يزيد رق لنا فقام اليه رجل من اهل الشام احمر فقال: يا اميرالمؤمنين هب لي هذه الجارية يعنيني (يعينني خ ل) و كنت (و كانت خ ل) جارية وضيئة. فارعدت و ظننت ان ذلك جائز لهم، فاخذت بثياب عمتي زينب و كانت تعلم ان ذلك لا يكون، فقالت عمتي للشامي: كذبت و الله و لؤمت، و الله ما ذاك لك و لا له. فغضب يزيد فقال: كذبت و الله ان ذلك لي و لو شئت ان افعل لفعلت. قالت: كلا و الله ما جعل الله ذلك ك الا ان تخرج عن ملتنا و تدين بغيرها. فاستطار يزيد غضبا


و قال: اياي تستقبلين بهذا، انما خرج من الدين ابوك و اخوك. و قال زينب عليهاالسلام: بدين الله و دين ابي و دين اخي اهتديت انت و جدك و ابوك ان كنت مسلما. قال: كذبت يا عدوة الله. قالت له: انت امير تشتم ظالما و تقهر بسلطانك. فكانه استحيي و سكت. فعاد الشامي فقال: هب لي هذه الجارية. فقال له يزيد: اعزب وهب الله لك حتفا قاضيا [52] .

و ذكر مثله باختصار السبط في التذكرة عن هشام بن محمد كالصدوق في الامالي و ابن الاثير في الكامل، الا انهما ذكرا مكان فاطمة بنت الحسين عليه السلام فاطمة بنت علي عليه السلام [53] .

و في اللهوف [54] فنظر رجل من اهل الشام الي فاطمة بنت الحسين عليه السلام فقال: يا اميرالمؤمنين هب لي هذه الجارية. فقالت فاطمة لعمتها: يا عمتاه اوتمت و استخدم. فقالت زينب: لا و لا كرامة لهذا الفاسق. فقال الشامي: من هذه الجارية. فقال يزيد: هذه فاطمة بنت الحسين عليه السلام و تلك زينب بنت علي عليه السلام. فقال الشامي: الحسين ابن فاطمة و علي بن ابي طالب؟ قال: نعم. فقال الشامي: لعنك الله يا يزيد، اتقتل عترة نبيك و تسبي ذريته، و الله ما توهمت الا انهم سبي الروم. فقال يزيد: و الله لالحقنك بهم، ثم امر به فضرب عنقه [55] .


و في امالي الصدوق: «ره»: ثم ان يزيد لعنه الله امر بنساء الحسين عليه السلام فحبس مع علي بن الحسين عليه السلام في محبس (مجلس) لا يكنهم من حر و لا قر حتي تقشرت وجوههم [56] .

و في اللهوف: قال الراوي: و دعا يزيد بالخاطب و امره ان يصعد المنبر فيذم الحسين و اباه صلوات الله عليهما، فصعد و بالغ في ذم اميرالمؤمنين و الحسين الشهيد عليهماالسلام و المدح لمعاوية و يزيد، فصاح به علي بن الحسين عليه السلام: ويلك ايها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوقين بسخط الخالق فتبوا مقعدك من النار. و لقد احسن ابن سنان الخفاجي في وصف اميرالمؤمنين صلوات الله عليه يقول:



اعلي المنابر تعلنون بسبه

و بسيفه نصبت لكم اعوادها [57] .



اقول: الخفاجي ابومحمد عبدالله بن محمد بن سنان الشاعر المعروف بابن سنان منسوب الي خفاجة من بني عامر، و من شعره ايضا:



يا امة كفرت و في افواهها ال

قرآن فيه ضلالها و رشادها



اعلي المنابر تعلنون بسبه

و بسيفه نصبت لكم اعوادها



تلك الخلائق بينكم بدرية

قتل الحسين و ما خبت احقادها



و في البحار: و قال صاحب المناقب و غيره: روي ان يزيد امر بمنبر و خطيب ليخبر الناس بمساوي ء الحسين و علي عليهماالسلام و ما فعلا، فصعد الخطيب المنبر فحمد الله و اثني عليه ثم اكثر الوقيعة في علي و الحسين عليهماالسلام و اطنب في تقريظ معاوية و يزيد، فذكرهما بكل جميل. قال: فصاح به علي بن الحسين عليه السلام: ويلك ايها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوا مقعدك من النار. ثم قال علي بن الحسين عليه السلام: يا يزيد ائذن لي حتي اسعد هذه الاعواد فاتكلم بكلمات لله فيهن رضي و لهؤلاء الجلساء فيهن اجر


و ثواب. قال: فابي يزيد عليه ذلك، فقال الناس: يا اميرالمؤمنين ائذن له فليصعد المنبر فلعلنا نسمع منه شيئا. فقال: انه ان صعد لم ينزل الا بفضيحتي و بفضيحة آل ابي سفيان.

فقيل له: يا اميرالمؤمنين و ما قدر ما يحسن هذا؟ فقال: ان هذا من اهل بيت قد زقوا العلم زقا. فلم يزالوا به حتي اذن له، فصعد المنبر فحمد الله و اثني عليه ثم خطب خطبة ابكي منها العيون و اوجل منها القلوب، ثم قال:

ايها الناس اعطينا ستا و فضلنا بسبع: اعطينا العلم و الحلم و السماحة و الفصاحة و الشجاعة و المحبة في قلوب المؤمنين، و فضلنا بان منا النبي المختار محمدا و منا الصديق و منا الطيار و منا اسد الله و اسد رسوله و منا سبطا هذه الامة، من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني انباته بحسبي و نسبي، ايها الناس انا ابن مكة و مني، انا ابن زمزم و صفا- الخطبة [58] .

اقول: و في الكامل البهائي: انه عليه السلام سال يزيد ان يخطب يوم الجمعة فقال: نعم. فلما كان يوم الجمعة امر ملعونا ان يصعد المنبر و يذكر ما جاء علي لسانه من المساوي ء في علي و الحسين عليهماالسلام و يقرر الثناء و الشكر علي الشيخين. فصعد الملعون المنبر و قال ما شاء من ذلك، فقال الامام عليه السلام: ائذن لي حتي اخطب انا ايضا. فندم يزيد علي ما وعده من ان ياذن له فلم ياذن له، فشفع الناس فيه فلم يقبل شفاعتهم، ثم قال معاوية ابنه- و هو صغير السن-: يا اباه ما يبلغ خطبته ائذن له حتي يخطب. قال يزيد: انتم في امر هؤلاء في شك، انهم ورثوا العلم و الفصاحة و اخاف ان يحصل من خطبته فتنة علينا و بالها. ثم اجازه فصعد عليه السلام المنبر و قال:

الحمد لله الذي لا بداية له، و الدائم الذي لا نفاذ له، و الاول الذي لا اول لا وليته، و الآخر الذي لا آخر لآخريته، و الباقي بعد فناء الخلق، قدر الليالي و الايام و قسم فيما بينهم الاقسام، فتبارك الله الملك العلام.

و ساق عليه السلام الخطبة الي ان قال: ان الله تعالي اعطانا العلم و الحلم


و الشجاعة و السخاوة و المحبة في قلوب المؤمنين، و منا رسول الله و وصيه و سيد الشهداء و جعفر الطيار في الجنة و سبطا هذه الامة و المهدي الذي يقتل الدجال. ايها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فانا اعرفه بحسبي و نسبي.: انا ابن مكة و مني، انا ابن زمزم و صفا، انا ابن من حمل الركن باطراف الردا انا ابن خير من ائتزر وارتدي، انا ابن خير من طاف وسعي، انا ابن خير من حج و اتي، انا ابن من اسري به الي المسجد الاقصي، انا ابن من بلغ به الي سدرة المنتهي، انا ابن من دنا فتدلي فكان قاب قوسين او ادني، انا ابن من اوحي اليه الجليل ما اوحي، انا ابن الحسين القتيل بكربلا، انا ابن علي المرتضي انا ابن محمد المصطفي انا ابن خديجة الكبري، انا ابن فاطمة الزهراء، انا ابن سدرة المنتهي، انا ابن شجرة طوبي، انا ابن المرمل بالدما، انا ابن من بكي عليه الجن في الظلما، انا ابن من ناح عليه الطيور في الهوا.

فلما بلغ كلامه عليه السلام الي هذا الموضع ضج الناس بالبكاء و النحيب و خشي يزيد لعنه الله ان يكون فتنة. فامر المؤذن ان يؤذن للصلاة، فقام المؤذن و قال: «الله اكبر الله اكبر». قال الامام عليه السلام: نعم الله اكبر و اعلي و اجل و اكرم مما اخافغ و احذر. فلما قال: «اشهد ان لا اله الا الله». قال عليه السلام: نعم اشهد مع كل شاهد و احتمل علي كل جاحد ان لا اله غيره و لا رب سواه. فلما قال: «اشهد مع كل شاهد و احتمل علي كل جاحد ان لا اله غيره و لا رب سواه. فلما قال: «اشهد ان محمدا رسول الله». اخذ عليه السلام عمامته من راسه و قال للمؤذن: اسالك بحق محمد هذا ان تسكت ساعة، ثم اقبل علي يزيد و قال: يا يزيد هذا الرسول العزيز الكريم جدي ام جدك، فان قلت انه جدك يعلم العالمون انك كاذب، و ان قلت انه جدي فلم قتلت ابي ظلما و انتهبت ماله و سبيت نساءه. فقال عليه السلام هذا و اهوي الي ثوبه فشقه ثم بكي و قال: و الله لو كان في الدنيا من جده رسول الله فليس غيري، فلم قتل هذا الرجل ابي ظلما و سبانا كما تسبي الروم. ثم قال: يا يزيد فعلت هذا ثم تقول محمد رسول الله و تستقبل القبلة، فويل لك من يوم القيامة حيث كان خصمك جدي و ابي. فصاح يزيد بالمؤذن ان يقيم الصلاة، فوقع بين الناس دمدمة و زمزمة عظيمة فبعض صلي و بعضهم لم يصل حتي تفرقوا.


قال: ثم ارسلت زينب عليهاالسلام الي يزيد تساله الاذن ان يقمن الماتم علي الحسين، فاجاز ذلك و انزلهن في دار الحجارة، فاقمن الماتم هناك سبعة ايام و يجتمع عندهن في كل يوم جماعة كثيرة لا تحصي من النساء. فقصد الناس ان يهجموا علي يزيد في داره و يقتلوه، فاطلع علي ذلك مروان [59] و قال ليزيد: لا يصلح لك توقف اهل بيت الحسين في الشام فاعد لهم الجهاز و ابعث بهم الي الحجاز. فهيا لهم المسير و بعث بهم الي المدينة [60] .

اقول: و نقل صاحب المناقب عن المدائني: انه لما انتسب السجاد عليه السلام الي النبي صلي الله عليه و آله قال يزيد لجلوازه: ادخله في هذا البستان و اقتله و ادفنه فيه. فدخل به الي البستان و جعل يحفر و السجاد «ع» يصلي، فلما هم بقتله ضربته يد من الهواء فخر لوجهه و شهق و دهش، فرآه خالد بن يزيد و ليس لوجهه بقية، فانقلب الي ابيه فقص عليه، فامر بدفن الجلواز في الحفرة و اطلاقه عليه السلام. قال: و موضع حبس زين العابدين عليه السلام هو اليوم مسجد [61] .

و روي صاحب البصائر عن ابي عبدالله عليه السلام قال: لما اتي بعلي بن الحسين عليهماالسلام الي يزيد بن معاوية و من معه جعلوه في بيت، فقال بعضهم: انما (انا خ ل) جعلنا في هذا البيت ليقع علينا فيقتلنا، فراطن الحرس فقالوا. انظروا الي هؤلاء، يخافون ان يقع عليهم البيت و انما يخرجون غدا فيقتلون. قال علي بن الحسين عليه السلام: لم يكن فينا احد يحسن الرطانة غيري. و الرطانة عند اهل المدينة الرومية [62] .

و نقل شيخنا المحدث النوري «قده» و العلامة المجلسي «ره» عن دعوات الراوندي: قال: روي انه لما حمل علي بن الحسين عليه السلام الي يزيد هم


بضرب عنقه، فوقف بين يديه و هو يكلمه ليستنطقه بكلمة يوجب بها قتله و علي عليه السلام يجيبه حيثما بكلمه و في يده سبحة صغيرة يديرها باصابعه و هو يتلكم فقال له يزيد: انا اكلمك و انت تجيبني و تدبر اصابعك بسبحة في بدك فكيف يجوز ذلك؟ فقال: حدثني ابي عن جدي «ص» انه كان اذا صلي الغداة و انفتل لا يكلم حتي ياخذ سبحة بين يديه فيقول: اللهم اني اصبحت اسبحك و احمدك و اهللك و اكبرك و امجدك بعدد ما ادير به سبحتي. و ياخذ السبحة في يده و يديرها هو يتلكم بما يريد من غير ان يتكلم بالتسبيح، و ذكر ان ذلك محتسب له و هو حرز الي ان ياوي الي فراشه، فاذا آوي الي فراشه قال مثل ذلك القول و وضع السبحة تحت راسه، فهي محسوبة له من الوقت الي الوقت، فعلت هذا اقتداء بجدي، فقال له يزيد مرة بعد اخري: لست اكلم احدا منكم الا و يجيبني بما يفوز به. و عفا عنه عليه السلام و وصله و امر باطلاقه [63] .

المراد بالجد اميرالمؤمنين عليه السلام و يحتمل كونه الرسول صلي الله عليه و آله بقرينة كون المخاطب ممن لا يري لاميرالمؤمنين عليه السلام فضلا.

و في اللهوف: قال الراوي: و وعد يزيد علي بن الحسين عليه السلام في ذلك اليوم انه يقضي له ثلاث حاجات، ثم امر بهم الي منزل لا يكنهم من حر و لا برد، فاقاموا به حتي تقشرت وجوههم، و كانوا مدة اقامتهم في البلد المشار اليه ينوحون علي الحسين عليه السلام.

قالت سكينة: فلما كان في اليوم الرابع من مقامنا رايت في المنام رؤيا- و ذكرت مناما طويلا- تقول في آخره: رايت امراة راكبة في هودج ويدها موضوعة علي راسها، فسالت عنها فقيل لي: هذه فاطمة بنت محمد رسول الله صلي الله عليهما و آلهما ام ابيك صلوات الله عليه، فقلت: والله لانطلقن اليها و لاخبرن ما صنع بنا. فسعيت مبادرة نحوها حتي لحقت بها، فوقفت بين يديها ابكي و اقول: يا اماه جحدوا و الله حقنا، يا اماه بددوا و الله شملنا، يا اماه استباحوا


و الله حريمنا، يا اماه قتلوا و الله الحسين ابانا. فقالت لي: كفي صوتك يا سكينة فقد قطعت نياط قلبي، هذا قميص ابيك الحسين لا يفارقني حتي القي الله به [64] .

و قال الشيخ ابن نما: ورات سكينة في منامها و هي بدمشق كان خمسة نجب من نور قد اقبلت و علي كل نجيب شيخ و الملائكة محدقة بهم و معهم و صيف يمشي فمضي النجب و اقبل الوصيف الي و قرب مني و قال: يا سكينة ان جدك يسلم عليك. فقلت: و علي رسول الله السلام يا رسول رسول الله من انت؟ قال: وصيف من وصائف الجنة. فقلت: من هؤلاء المشيخة الذين جاؤوا علي النجب؟ قال: الاول آدم صفوة الله عليه السلام، و الثاني ابراهيم خليل الله عليه السلام، و الثالث موسي كليم الله عليه السلام، و الرابع عيسي روح الله عليه السلام. فقلت: من هذا القابض علي لحيته يسقط مرة و يقوم اخري؟ فقال: جدك رسول الله صلي الله عليه و آله. فقلت: و اين هم قاصدون؟ قال: الي ابيك الحسين عليه السلام، فاقبلت اسعي في طلبه لاعرفه ما صنع بنا الظالمون بعده، فبينا انا كذلك اذ اقبلت خمسة هوادج من نور و في كل هودج امراة، فقلت: من هذه النسوة المقبلات؟ قال: الاولي حواء ام البشر، و الثانية آسية بنت مزاحم، و الثالثة مريم بنت عمران و الرابعة خديجة بنت خويلد، و الخامسة الواضعة يدها علي راسها تسقط مرة و تقوم اخري جدتك فاطمة بنت محمد ام ابيك. فقلت: و الله لاخبرنها ما صنع بنا، فلحقتها فوقفت بين يديها ابكي، و اقول: يا امتاه جحدوا و الله حقنا، يا امتاه بددوا و الله شملنا، يا امتاه استباحوا و الله حريمنا، يا امتاه قتلوا و الله الحسين ابانا. فقالت: كفي صوتك يا سكينة فقد احرقت كبدي و قطعت نياط قلبي، هذا قميص ابيك الحسين معي لا يفارقني حتي القي الله به. ثم انتبهت و اردت كتمان ذلك المنام و حدثت به اهلي فشاع بين الناس [65] .

و في البحار: قال: و نقل عن هند زوجة يزيد قالت: كنت اخذت مضجعي فرايت بابا من السماء و قد فتحت و الملائكة ينزلون كتائب كتائب الي راس الحسين


عليه السلام و هم يقولون: السلام عليك يا اباعبدالله، السلام عليك يابن رسول الله. فبينا انا كذلك اذ نظرت الي سحابة قد نزلت من السماء و فيها رجال كثيرون و فيهم رجل دري اللون قمري الوجه، فاقبل يسعي حتي انكب علي ثنايا الحسين يقبلها و هو يقول: يا ولدي قتلوك اتراهم ما عرفوك و من شرب الماء منعوك، يا ولدي ان جدك رسول الله و هذا ابوك علي المرتضي و هذا اخوك الحسن و هذا عمك جعفر و هذا عقيل و هذان الحمزة و العباس. ثم جعل يعدد اهل بيته «ص» واحدا بعد واحد. قالت هند: فانتبهت من نومي فزعة مرعوبة و اذا بنور قد انتشر علي راس الحسين عليه السلام، فجعلت اطلب يزيد و هو قد دخل الي بيت مظلم و قد دار وجهه الي الحائط و هو يقول: ما لي و للحسين، و قد وقعت عليه الهمومات فقصصت عليه المنام و هو منكس الراس.

قال: فلما اصبح استدعي بحرم رسول الله فقال لهن: ايما احب اليكن المقام عندي او الرجوع الي المدينة و لكم الجائزة السنية. قالوا: نحب اولا ان ننوح علي الحسين عليه السلام. قال: افعلوا ما بدالكم. ثم اخليت لهن الحجر و البيوت في دمشق و لم تبق هاشمية و لا قرشية الا و لبست السواد علي الحسين عليه السلام و ندبوه علي ما نقل سبعة ايام [66] .

قال الشيخ ابن نما رحمه الله: و كن النساء مدة مقامهن بدمشق ينحن عليه بشجو وأنة و يندبن بعويل ورنة و مصاب الاسري عظم خطبه [67] والاسي لكم الثكلي عال طبه، و اسكن في مساكن لا يقين من حر و لا برد حتي تقشرت الجلود و سال الصديد بعد ان كن في الخدور و ظل الستور، و الصبر ظاعن و الجزع مقيم و الحزن لهن نديم [68] .

و في كامل البهائي نقلا من كتاب الحاوية ان نساء اهل بيت النبوة اخفين علي الاطفال شهادة آبائهم و يقلن لهم ان آبائكم قد سافروا الي كذا و كذا، و كان الحال


علي ذلك المنوال حتي امر يزيد بان يدخلن داره، و كان للحسين عليه السلام بنت صغيرة لها اربع سنين قامت ليلة من منامها و قالت: اين ابي الحسين عليه السلام فاني رايته الساعة في المنام مضطربا شديدا. فلما سمعن النسوة ذلك بكين و بكي معهن سائر الاطفال و ارتفع العويل، فانتبه يزيد من نومه و قال: ما الخبر؟ ففحصوا عن الواقعة و قصوها عليه، فامر بان يذهبوا براس ابيها اليها فاتوا بالراس الشريف و جعلوه في حجرها، فقالت: ما هذا؟ قالوا: راس ابيك. ففزعت الصبية و صاحت فمرضت و توفيت في ايامها بالشام [69] .

و روي هذا الخبر في بعض التاليفات بوجه ابسط و فيه: فجاؤوا بالراس الشريف اليها مغطي بمنديل ديبقي، فوضع بين يديها و كشف الغطاء عنه فقالت: ما هذا الراس؟ قالوا: انه راس ابيك. فرفعته من الطست حاضنة له و هي تقول: يا ابتاه من ذا الذي خضبك بدمائك، يا ابتاه من ذا الذي قطع وريديك، يا ابتاه من ذا الذي ايتمني علي صغر سني، يا ابتاه من بقي بعدك نرجوه، يا ابتاه من لليتيمة حتي تكبر- و ذكر لها من هذه الكلمات الي ان قال: - ثم انها وضعت فمها علي فمه الشريف و بكت بكاء شديدا حتي غشي عليها، فلما حركوها فاذا هي قد فارقت روحها الدنيا. فلما راي اهل البيت ما جري عليها اعلوا بالبكاء و استجدوا العزاء، و كل من حضر من اهل دمشق فلم ير ذلك اليوم الا باك و باكية. انتهي [70] .

و فيه عنه ايضا: ان يزيد امر براس الحسين عليه السلام و سائر الرؤوس من اهل بيته و اصحابه ان يصلب علي ابواب البلد [71] .

و فيه ايضا: ان راسه عليه السلام صلب علي منارة جامع دمشق اربعين يوما و سائر الرؤوس علي ابواب المساجد و ابواب البلد و يوما علي باب دار يزيد.

و روي الشيخ الراوندي عن المنهال بن عمرو قال: انا و الله رايت راس


الحسين عليه السالم حين حمل و انا بدمشق و بين يديه رجل يقرا الكهف حتي بلغ قوله (ام حسبت ان اصحاب الكهف و الرقيم كانوا من آياتنا عجبا) [72] فانطق الله الراس بلسان ذرب ذلق فقال: اعجب من اصحاب الكهف قتلي و حملي [73] .

قال العلامة الملجسي قدس سره في البحار بعد ان ذكر خطبة علي بن الحسين علي منبر الشام: و روي انه كان في مجلس يزيد هذا حبر من احبار اليهود فقال: من هذا الغلام يا اميرالمؤمنين؟ فقال: هو علي بن الحسين عليه السلام. قال: فمن الحسين؟ قال: ابن علي بن ابي طالب. قال: فمن امه؟ قال: امه فاطمة بنت محمد. قال الحبر: يا سبحان الله فهذا ابن بنت نبيكم قتلتموه في هذه السرعة، بئسما خلفتموه في ذريته، و الله لو ترك فينا موسي بن عمران سبطا من صلبه لظننا انا كنا نعبده من دون ربنا، و انكم انما فارقكم نبيكم بالامس فوثبتم علي ابنه فقتلتموه، سواة لكم من امة. قال: فامر به يزيد فوجي ء في حلقه ثلاثا، فقام الحبر و هو يقول: ان شئتم فاضربوني و ان شئتم فاقتلوني او قذروني فاني اجد في التوارة من قتل ذرية نبي لا يزال ملعونا ابدا ما بقي ء فاذا مات يصليه الله نار جهنم [74] .

و قال السيد «ره»: و روي ابن لهيعة عن ابي الاسود محمد بن عبدالرحمن قال: لقيني راس الجالوت. فقال: و الله ان بيني و بين داود لسبعين ابا و ان اليهود تلقاني و تعظمني، و انتم ليس بين ابن نبيكم و بينه الا اب واحد قتلتم ولده [75] .

و روي عن زين العابدين عليه السلام قال: لما اتي براس الحسين عليه السلام الي يزيد كان يتخذ مجالس الشرب و ياتي براس الحسين عليه السلام و يضعه بين يديه و يشرب عليه، فحضر ذات يوم في مجلسه رسول ملك الروم و كان من اشراف الروم وعظمائهم فقال: يا ملك العرب هذا راس من؟ فقال له يزيد:


ما لك و لهذا الراس؟ فقال: اني اذا رجعت الي ملكنا يسالني عن كل شي ء رايته فاحبيت ان اخبره بقصة هذا الراس و صاحبه حتي يشاركك في الفرح و السرور. فقال يزيد: هذا راس الحسين بن علي بن ابي طالب. فقال الرومي: و من امه؟ فقال: فاطمة بنت رسول الله. فقال النصراني: اف لك و لدينك لي دين احسن من دينكم، ان ابي من حفدة داود عليه السلام و بيني و بينه آباء كثيرة و النصاري يعظموني و ياخذون من تراب قدمي تبركا باني من حفدة داود عليه السلام، و انتم تقتلون ابن بنت رسول الله و ما بينكم و بين نبيكم الا ام واحدة، فاي دين دينكم.

ثم قال ليزيد: هل سمعت حديث كنيسة الحافر. فقال له: قل حتي اسمع. اقول: ثم ذكر حكاية في تعظيم النصاري حافر حمار يزعمون انه حمار كان يركبه عيسي عليه السلام لم نذكره للاختصار.

ثم عير يزيد و قال: هذا شانهم و رايهم بحافر حمار يزعمون انه حافر حمار كان يركبه عيسي نبيهم، و انتم تقتلون ابن بنت نبيكم، فلا بارك الله تعالي فيكم و لا في دينكم. فقال يزيد: اقتلوا هذا النصراني لئلا يفضحني في بلاده، فلما احس النصراني بذلك قال له: اتريد ان تقتلني؟ قال: نعم. قال: اعلم اني رايت البارحة نبيكم في المنام يقول: يا نصراني انت من اهل الجنة، فتعجبت من كلامه و اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمدا رسول الله. ثم وثب الي راس الحسين عليه السلام فضمه الي صدره و جعل يقبله و يبكي حتي قتل رضوان الله عليه.

قال: و خرج زين العابدين عليه السلام يوما يمشي في اسواق دمشق، فاستقبله المنهال بن عمرو فقال: كيف امسيت يابن رسول الله؟ قال: امسينا كمثل بني اسرائيل في آل فرعون يذبحون ابناءهم و يستحيون نساءهم، يا منهال امست العرب تفتخر علي العجم بان محمدا صلي الله عليه و آله عربي، و امست قريش تفتخر علي سائر العرب بان محمدا «ص» منها، و امسينا معشر اهل بيته و نحن مغصوبون مقتولون مشردون، فانا لله و انا اليه راجعون مما امسينا فيه يا منهال.

و لله در مهيار حيث قال:



يعظمون له اعواد منبره

و تحت ارجلهم اولاده وضعوا






باي حكم بنوه يتبعونكم

و فخركم انكم صحب له تبع [76] .



و حكي ان يزيد عليه لعائن الله امر بان يصلب الراس علي باب داره و امر باهل بيت الحسين عليه السلام ان يدخلوا داره، فلما دخلت النسوة دار يزيد لم يبق من آل معاوية و لا آل ابي سفيان احد الا استقبلهن بالبكاء و الصراخ و النياحة علي الحسين عليه السلام و القين ما عليهن من الثياب و الحلي و اقمن المآتم عليه ثلاثة ايام [77] .

و قيل انه اخليت لهن الحجر و البيوت في دمشق و لم تبق هاشمية و لا قرشية الا و لبست السواد علي الحسين عليه السلام و ندبوه علي ما نقل سبعة ايام.

و في الارشاد: ثم امر بالنوسة ان ينزلن في دار علي حدة معهن اخوهن علي ابن الحسين عليه السلام: فافرد لهم دارا يتصل بدار يزيد فاقاموا اياما [78] .

و في الكامل البهائي: فلما دخلت النسوة استقبلتهن نساء آل ابي سفيان و قبلن ايدي بنات رسول الله و ارجلهن و نحن و بكين و اقمن المآتم ثلاثة ايام، و حسرت هند زوجة يزيد راسها و شقت الثياب و هتكت الستر و خرجت حافية الي يزيد و هو في مجلس خاص و قالت: يا يزيد انت امرت براس الحسين ان يشال علي الرمح عند باب الدار، و كان يزيد في ذلك الوقت جالسا و علي راسه تاج مكلل بالدر و الياقوت و الجواهر النفيسة، فلما راي زوجته علي تلك الحالة وثب اليها فغطاها و قال: يا هند فاغفري (فاعولي ظ) و ابكي علي ابن بنت رسول الله [79] .

و في رواية اخري: ان هند زوجة يزيد بنت عبدالله بن عامر بن كريز كانت قبل ذلك تحت الحسين عليه السلام، فلما دخلت علي يزيد كان الملعون جالسا في مجلس عام فقالت: يا يزيد اراس ابن فاطمة بنت رسول الله مصلوب علي فناء


داري. فوثب اليها يزيد فغطاها و قال: نعم فاعولي عليه يا هند و ابكي علي ابن بنت رسول الله و صريخة قريش، عجل عليه ابن زياد لعنه الله فقتله قتله الله. ثم ان يزيد انزلهم في داره الخاصة، فما كان يتغدي و لا يتعشي حتي يحضر علي بن الحسين عليه السلام [80] .

و في كامل ابن الاثير و اللهوف: و كان يزيد لا يتغدي و لا يتعشي الا دعا عليا عليه السلام اليه، فدعاء ذات يوم و معه عمرو بن الحسين (الحسن خ ل) و هو غلام صغير: يقال: ان عمره احدي عشرة سنة، فقال لعمرو: اتقاتل هذا؟ يعني خالد بن يزيد. فقال عمرو: اعطني سكينا و اعطه سكينا حتي اقاتله. فضمه يزيد اليه و قال:



شنشنة اعرفها من اخزم

هل تلد الحية الا الحية [81] .



و في الاول منهما: و قيل: لما وصل الحسين عليه السالم الي يزيد حسنت حال ابن زياد عنده و زاده و وصله و سره ما فعل، ثم لم يلبث الا يسيرا حتي بلغه


بغض الناس له و لعنهم و سبهم، فندم علي قتل الحسين عليه السلام فكان يقول: و ما علي لو احتملت الاذي و انزلت الحسين معي في داري و حكمته فيما يريد و ان كان علي في ذلك و هن في سلطاني، حفظا لرسول الله «ص» و رعاية لحقه و قرابته لعن الله ابن مرجانة فانه اضطره و قد ساله ان يضع يده في يدي او يلحق بثغر حتي يتوفاه الله فلم يجبه الي ذلك فقتله فبغضني بقتله الي المسلمين و زرع في قلوبهم العداوة فابغضني البر و الفاجر بما استعظموه من قتل الحسين عليه السالم، ما لي و لابن مرجانة لعنه الله و غضب عليه [82] .

اقول: يظهر لمن تامل في افعال يزيد و اقواله انه لما جي ء براس الحسين عليه السلام و اهل بيته سر بذلك غاية السرور، ففعل ما فعل مع الراس الشريف و قال ما قال و حبس عليا بن الحسين عليه السلام و سائر اهل بيته في محبس لا يكنهم من حر و لا قر حتي تقشرت وجوههم، فلما عرفهم الناس و اطلعوا علي جلالتهم و انهم مظلومون و من اهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله كرهوا فعل يزيد بل لعنوه و سبوه و اقبلوا علي اهل البيت، فلما اطلع يزيد علي ذلك اراد ان يفرغ ذمته من دم الحسين عليه السلام، فنسب قتله الي ابن زياد و لعنه بفعله ذلك و اظهر الندم علي قتله عليه السلام و غير حاله مع علي بن الحسين عليه السلام و سائر اهل بيته، فانزلهم في داره الخاصه حفظا للملك و السلطنة و جلبا لقلوب العامة لا انه ندم علي قتل الحسين و ساءه ما فعل ابن زياد بحسب الواقع و نفس الامر.

و الذي يدل علي هذا ما نقله السبط ابن الجوزي في التذكرة: انه استدعي ابن زياد اليه و اعطاه اموالا كثيرة و تحفا عظيمة و قرب مجلسه و رفع منزلته و ادخله علي نسائه و جعله نديمه، و سكر ليلة و قال للمغني غن ثم قال يزيد بديها:



اسقني شربة تروي مشاشي

ثم مل فاسق مثلها ابن زياد



صاحب السر و الامانة عندي

و لتسديد مغنمي و جهادي



قاتل الخارجي اعني حسينا

و مبيد الاعداء و الحساد [83] .




ونقل ابن الاثير في الكامل عن ابن زياد انه قال لمسافر بن شريح اليشكري في طريق الشام: اما قتلي الحسين عليه السلام فانه اشار الي يزيد قتله او قتلي فاخترت قتله [84] .


پاورقي

[1] مصباح الکفعمي 510، توضيح المقاصد للبهائي ص 4، تقويم المحسنين للمحدث الکاشاني ص 15.

[2] الآثار الباقية: 331 طبع مکتبة المثني ببغداد.

[3] اي انتشر ريحها بحيث فاق کل طيب «منه».

[4] المناقب 61 /4.

[5] اللهوف: 156 -155.

[6] البحار 128 -127 /45.

[7] الکامل البهائي 297 /2.

[8] الکامل البهائي 293 -292 /2.

[9] مثير الاحزان: 54.

[10] امالي الصدوق: 100 المجلس 31.

[11] امالي الطوسي: 290.

[12] لا احب نقل هذه الفقرة بل لا ارضي بنقلها.

[13] الاخبار الطوال: 232.

[14] البحار 155 /45 نقلا عن امالي الصدوق 100.

[15] تذکرة الخواص: 149.

[16] و قال السبط ابن الجوزي: قال جدي: ليس العجب من قتال ابن‏زياد الحسين عليه‏السلام و تسليط عمر بن سعد علي قتله و الشمر و حمل الرؤوس اليه، و انما العجب من خذلان يزيد و ضربه بالقضيب ثناياه و حمل آل رسول‏الله سبايا علي اقتاب الجمال و عزمه علي ان يدفع فاطمة بنت الحسين الي الرجل الذي طلبها و انشاده بابيات ابن‏الزبعري: ليت اشياخي- الخ.

[17] شفاء الصدور في شرح زيارة العاشور: 294 نقلا عن الرد علي المتعصب العنيد.

[18] العقد الفريد 382 /4.

[19] مثير الاحزان: 54.

[20] اثبات الوصية: 130.

[21] تذکرة الخواص: 149.

[22] بارض خ ل.

[23] الوغل خ ل.

[24] سمية خ ل.

[25] الارشاد: 230، المناقب 114 /4.

[26] الاغاني 74 /12.

[27] مثير الاحزان: 54.

[28] عيون اخبار الرضا 22 /2.

[29] عيون اخبار الرضا 23 /2، و في ذيله فان لم يفعل فليس منا...

[30] الکامل البهائي 178 /2.

[31] سورة الحديد: 22.

[32] سورة الشوري: 30.

[33] الارشاد: 231 -230.

[34] سورة الشوري: 30.

[35] سورة الحديد: 22.

[36] تفسير القمي: 603 و 665، البحار 168 /45 نقلا عن تفسير القمي.

[37] سورة الحديد: 22.

[38] سورة الشوري: 30.

[39] العقد الفريد 382 /4.

[40] المناقب 173 /4 مع اختلاف يسير.

[41] البحار 155 /45، الامالي للصدوق: 100.

[42] المناقب 173 /4.

[43] اللهوف: 160.

[44] اللهوف: 161.

[45] سورة الروم: 10.

[46] سورة آل عمران: 178.

[47] سورة آل عمران: 169.

[48] المراد به معاوية، قال سبط ابن‏الجوزي: ذکر علماء السير عن الحسين البصري انه قال: قد کانت في معاوية هنات لو لقي اهل الارض ببعضها لکفاهم: وثوبه علي هذا الامر، و اقطاعه من غير مشورة من المسلمين، و ادعاؤه زيادا، و قتله حجر بن عدي و اصحابه و توليته مثل يزيد علي الناس. قال: و قد کان معاوية يقول: لولا هو اي في يزيد لابصرت رشدي «منه» تذکرة الخواص.

[49] اللهوف: 166 -161.

[50] الکثکث فتات الحجارة و التراب. الفند: ضعف الراي. الاثلب: التراب. الثبور: الهلاک «منه».

[51] تذکرة الخواص: 156، و راجع البحار 323 /45.

[52] الارشاد: 231.

[53] تذکرة الخواص: 150، الامالي: 101، الکامل 86 /4.

[54] و في مقتل الشيخ ابن‏نما: و کان قد دخل اهل الشام يهنونه بالفتح، فقام رجل منهم احمر ازرق، فنظر الي فاطمة بنت الحسين عليه‏السلام و کانت وضيئة فقال: يا اميرالمؤمنين هب لي هذه الجارية. فقالت فاطمة لعمتها: اوتمت و استخدم. فقالت زينب: لا و الله و لا کرامة لک و لا له الا ان يخرج من ديننا. فاعاد الازرق الکلام فقال يزيد: وهب الله لک حتفا قاضيا. ثم تمثل بابيات ابن‏الزبعري: ليت اشياخي...

و ذکر منه هذا الشعر و قوله «فاهلوا» و قوله «قد قتلنا» ثم قال: فقامت زينب بنت علي عليه‏السلام و قالت: الحمد لله رب العاليمن، و صلي الله علي رسوله و آله اجمعين، سعدق الله کذلک. ثم ذکر الخطبة و قال بعدها، و دعا يزيد الخاطب و امره ان يصعد المنبر. ثم ذکر مثل ما ذکره السيد «منه». مثير الاحزان: 55.

[55] اللهوف: 167 -166.

[56] الامالي: 101.

[57] اللهوف: 168 -167.

[58] البحار 137 /45.

[59] هذه الرواية توافق قول من ذهب الي ان مروان کان في ذلک الوقت في الشام لا في الحجاز «منه».

[60] الکامل البهائي 302 -299 /2.

[61] المناقب 173 /4.

[62] بصائر الدرجات: 338.

[63] البحار 20 /45، المستدرک 353 /1.

[64] اللهوف: 168.

[65] مثير الاحزان: 57.

[66] البحار 196 /45.

[67] اي شانه «منه».

[68] مثير الاحزان: 56.

[69] کامل البهائي 179 /2.

[70] کامل البهائي 178 /2.

[71] کامل البهائي 299 /2.

[72] سورة الکهف: 9.

[73] البحار 188 /45 نقلا عن الخرائج للراوندي: 228.

[74] البحار 139 /45.

[75] اللهوف: 169.

[76] اللهوف: 174 -170.

[77] جلاء العيون للشبر 264 /2.

[78] الارشاد: 231.

[79] الکامل البهائي 179 /2.

[80] جلاء العيون للشبر 264 /2.

في تذکرة السبط: و قال الزهري: لما دخلت نساء الحسين عليه‏السلام و بناته علي نساء يزيد قمن اليهن و صحن و بکين و اقمن الماتم علي الحسين عليه‏السلام، ثم قال يزيد لعلي الاصغر، ان شئت اقمت عندنا فبررناک و ان شئت رددناک الي المدينة. فقال: لا اريد الا المدينة، فرده اليها مع اهله.

و قال الشعبي: لما دخل نساء الحسين عليه‏السلام علي نساء يزيد قلن: وا حسيناه، فسمعهن يزيد فقال:



يا صيحة تحمد من صوائح

ما اهون الموت علي النوائح



و کان في السبايا الرباب بنت امري‏ء القيس زوجة الحسين عليه‏السلام و هي ام‏سکينة بنت الحسين، و کان الحسين عليه‏السلام يحبها حبا شديدا و له فيها اشعار منها:



لعمرک انني لاحب دارا

تحل بها سکينة و الرباب



احبهما و ابذل فوق جهدي

و ليس لعاذل عندي عتاب



و ليس لهم و ان عتبوا مطيعا

حياتي او يغيبني التراب



فخطبها يزيد و الاشراف من قريش فقالت: و الله ما کان لي حمو آخر بعد رسول‏الله صلي الله عليه و آله، و عاشت بعد حسين سنة ثم ماتت کمدا، و لم تستظل بعد الحسين عليه‏السلام بسقف «منه». تذکرة الخواص: 150.

[81] الکامل 87 /4، اللهوف: 174.

[82] الکامل 87/4.

[83] تذکرة الخواص: 164.

[84] الکامل 140 /4، يقول المصحح: قد نقل المؤلف في الحاشية هنا رواية راينا حذفها اولي و نرجو رضي المؤلف رحمه‏الله بهذا الحذف.