بازگشت

في ورود اهل بيت الحسين الي الكوفة


و سار ابن سعد بالسبي المشار اليه، فلما قاربوا الكوفة اجتمع اهلها للنظر اليهن. قال الراوي: فاشرفت امراة من الكوفيات فقالت: من اي الاساري انتن؟ فقلن: نحن اساري آل محمد عليهم السلام، فنزلت المراة من سطحها فجمعت لهن ملاء و ازرا و مقانع و اعطتهن فتغطين (بها ظ).

قال: و كان من النساء علي بن الحسين عليهماالسلام قد نهكته العلة و الحسن بن الحسن المثني، و كان قد واسي عمه و امامه في الصبر علي ضرب السيوف و طعن الرماح و انما ارتث و قد اثخن بالجراح، و كان معهم ايضا زيد و عمر (عمرو خ ل) ولدا الحسن السبط عليه السلام، فجعل اهل الكوفة ينوحون و يبكون، فقال علي بن الحسين عليهماالسلام، تنوحون و تبكون من اجلنا فمن ذاالذي قتلنا [1] .


اقول: روي عن عقيلة الهاشميين زينب بنت علي بن ابي طالب عليهماالسلام: انه لما ضرب ابن ملجم اباها و رات اثر الموت فيه عرضت عليه حديث ام ايمن و قالت: حدثتني ام ايمن بكذا و كذا و قد احببت ان اسمعه منك. فقال عليه السلام: يا بنتي الحديث كما حدثتك ام ايمن، و كاني بك و نساء (ببنات خ ل) اهلك سبايا بهذا البلد اذلاء خاشعين تخافون ان يتخطفكم الناس، فصبرا صبرا، فو الذي فلق الحبة و برا النسمة ما لله علي ظهر الارض يومئذ ولي غيركم و غير محبيكم و شيعتكم [2] .

قال ابومنصور الطبرسي في الاحتجاج: خطبة زينب بنت علي بن ابي طالب عليهماالسلام بحضرة اهل الكوفة في ذلك اليوم تقريعا و تانيبا:

عن حذام (حذلم خ ل) بن ستير الاسدي قال: لما اتي علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام بالنسوة من كربلاء و كان مريضا و اذا نساء اهل الكوفة ينتدبن مشققات الجيوب و الرجال معهن يبكون، فقال زين العابدين عليه السلام بصوت ضئيل و قد نهكته العلة- ان هؤلاء يبكون فمن قتلنا غيرهم، فاومات زينب بنت علي ابن ابي طالب عليهماالسلام الي الناس بالسكوت.

قال حذام الاسدي: لم ار و الله خفرة قط انطق منها كانها تنطق و تفرغ علي لسان اميرالمؤمنين علي عليه السلام، و قد اشارت الي الناس بان انتصوا، فارتدت الانفاس و سكنت الاجراس ثم قالت بعد حمد الله تعالي و الصلاة علي رسوله صلي الله عليه و آله:

اما بعد يا اهل الكوفة، يا اهل الختل و الغدر و الخذل، الا فلا رقات العبرة و لا هدات الزفرة، انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا دخلا، هل فيكم الا الصلف و العجب و الشنف و الكذب و ملق الاماء و غز الاعداء، او كمرعي علي دمنة او كفضة (كقصة خ ل) علي ملحودة الا بئس ما قدمت لكم انفسكم ان سخط الله عليكم و في العذاب انتم خالدون. اتبكون


ابي، اجل و الله فابكوا فانكم احرياء بالكباء، فابكوا كثيرا و اضحكوا قليلا، فقد ابليتم بعارها و منيتم بشنارها و لن ترحضوها ابدا، و اني ترحضون قتل سليل خاتم النبوة و معدن الرسالة و سيد شباب اهل الجنة و ملاذ حربكم و معاذ حزبكم و مقر سلمكم و اسي كلمكم و مفزع نازلتكم و المرجع اليه عند مقاتلتكم و مدرة حججكم و منار محجتكم، الا ساء ما قدمتم لانفسكم و ساء ما تزرون ليوم بعثكم. فتعسا تعسا و نكسا نكسا، لقد خاب السعي و تبت الايدي و خسرت الصفقة و بؤتم بغضب من الله و ضربت عليكم الذلة و المسكنة. اتدرون ويلكم اي كبد لمحمد صلي الله عليه و آله فرثتم، و اي عهد نكثتم، و اي كريمة له ابرزتم، واي حرمة له هتكتم، و اي دم له سفكتم، لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه و تنشق الارض و تخر الجبال هدا. لقد جئتم بها صلعاء عنقاء سوداء فقهاء شوهاء خرقاء كطلاع الارض و ملاء السماء، افعجبتم ان تمطرت (مطرت خ ل) السماء دما و لعذاب الاخرة اخزي و هم لا ينصرون، فلا يستخفنكم المهل فانه عز و جل لا يخفره البدار و لا يخشي عليه فوت الثار، كلا ان ربك لنا و لهم لبالمرصاد.

ثم انشات سلام الله عليها تقول:



ماذا تقولون اذ قال النبي لكم

ماذا صنعتم و انتم آخر الامم



باهل بيتي و اولادي و تكرمتي

منهم اساري و منهم ضرجوا بدم



ما كان ذاك جزائي اذ نصحت لكم

ان تخلفوني بسوء في ذوي رحم



اني لاخشي عليكم اني يحل بكم

مثل العذاب الذي اودي علي ارم



ثم ولت عنهم.

قال حذام: فرايت الناس حياري قد ردوا ايديهم في افواههم، فالتفت الي شيخ في جانبي يبكي و قد اخضلت لحيته بالبكاء ويده مرفوعة الي السماء و هو يقول: بابي و امي كهولهم خير الكهول و شبابهم خير شباب و نساؤهم خير النساء و نسلهم نسل كريم و فضلهم فضل عظيم، ثم انشد:



كهلولهم خير الكهول و نسلهم

اذا عد نسل لا يبور و لا يخزي




فقال علي بن الحسين عليهماالسلام: يا عمة اسكتي ففي الباقي من الماضي اعتبار، و انت بحمد الله عالمة غير معلمة فهمة غير مفهمة، ان البكاء و الحنين لا يردان من قد اباده الدهر. فسكتت.

ثم نزل عليه السلام و ضرب فسطاطه و انزل نساءه و دخل الفسطاط [3] .


پاورقي

[1] اللهوف: 129 -127.

[2] البحار 183 /45 نقلا عن کامل الزيارات 266.

[3] الاحتجاج للطبرسي: 165، و ارجع اللهوف: 132 -129.