بازگشت

في رحلة عمر بن سعد من كربلاء الي الكوفة


ثم ان عمر بن سعد لعنه الله اقام بقية يومه و اليوم الثاني الي زوال الشمس فجمع قتلاه فصلي عليهم دفنهم و ترك الحسين عليه السلام و اصحابه منبوذين بالعراء. ثم امر حميد بن بكير الاحمري فاذن بالناس بالرحيل الي الكوفة.

ثم رحل بمن تخلف من عيال الحسين عليه السلام و حمل نساءه صلوات الله عليه علي احلاس اقتاب الجمال بغير وطاء مكشفات الوجوه بين الاعداء و هن ودائع الانبياء، و ساقوهن كما يساق سبي الترك و الروم في اشد المصائب و الهموم، و لله در قائله:



يصلي علي المبعوث من آل هاشم

و يغزي بنوه ان ذا لعجيب [1] .



و في كامل البهائي: ان عمر بن سعد لعنه الله اقام يوم عاشوراء و غده الي وقت الزوال، و وكل جميع المشائخ و المعتمدين علي الامام زين العابدين عليه السلام و بنات اميرالمؤمنين و سائر النساء و كن جميعهن عشرين نسوة، و كان لزين العابدين عليه السلام في ذلك اليوم اثنان و عشرون سنة ولمحمد الباقر عليه السلام اربع و كانا كلاهما في كربلاء فحفظهما الله تعالي [2] .


وفي المناقب: و جاؤوا بالحرم اساري الا شهر بانويه فانها اتلفت (القت ظ) نفسها في الفرات [3] .

و قال ابن عبد ربه في العقد الفريد: و اسر اثنا عشر غلاما من بني هاشم فيهم محمد بن الحسين [4] و علي بن الحسين و فاطمة بنت الحسين عليه السلام، فلم تقم لبني حرب قائمة حتي سلبهم الله ملكهم، و كتب عبدالملك بن مروان الي الحجاج بن يوسف جنبني دماء اهل هذا البيت فاني رايت بني حرب سلبوا ملكهم لما قتلوا الحسين عليه السلام [5] .

و قال الازدي: حدثني ابوزهير العبسي عن قرة بن قيس التميمي قال: نظرت الي تلك النسوة لما مررن بالحسين عليه السلام و اهله و ولده عليهم السلام صحن و لطمن وجوههن. و قال: فما نسيت من الاشياء لا انسي قول زينب ابنة فاطمة صلوات الله عليها حين مرت باخيها الحسين عليه السلام صريعا و هي تقول: يا محمداه، يا محمداه صلي عليك ملائكة السماء، هذا حسين بالعراء مرمل بالدماء مقطع الاعضاء، يا محمداه و بناتك سبايا و ذريتك مقتلة تسفي عليها الصبا. قال: فابكت و الله كل عدو و صديق [6] .

و في الحديث المشهور المروي عن زائدة عن علي بن الحسين عليه السلام قال: انه لما اصابنا بالطف ما اصابنا و قتل ابي عليه السلام و قتل من كان معه من ولده و اخوته و سائر اهله و حملت حرمه و نساؤه علي الاقتاب يراد بنا الكوفة، فجعلت انظر اليهم صرعي و لم يواروا فيعظم ذلك في صدري و يشتد لما اري منهم قلقي، فكادت نفسي تخرج و تبينت ذلك مني عمتي زينب بنت علي الكبري فقالت: ما لي اراك تجود بنفسك يا بقية جدي و ابي و اخوتي؟ فقلت: و كيف لا اجزع و اهلع و قد اري سيدي و اخوتي و عمومتي و ولد عمي و اهلي مصرعين بدمائهم


مرملين بالعراء مسلبين لا يكفنون و لا يوارون و لا يعرج عليهم احد و لا يقربهم بشر كانهم اهل بيت من الديلم و الخزر. فقالت: لا يجزعنك ما تري، فو الله ان ذلك لعهد من رسول الله صلي الله عيله و آله الي جدك و ابيك و عمك عليهم السلام، و لقد اخذ الله ميثاق اناس من هذه الامة لا تعرفهم فراعنة هذه الارض و هم معروفون في اهل السماوات انهم يجمعون هذه الاعضاء المتفرقة فيوارونها و هذه الجسوم المضرجة و ينصبون لهذا الطف علما لقبر ابيك سيد الشهداء عليه السلام لا يدرس اثره و لا يعفو رسمه علي كرور الليالي و الايام، و ليجتهدن ائمة الكفر و اشياع الضلالة في محوه و تطميسه فلا يزداد اثره الا ظهورا و امره الا علوا [7] .


پاورقي

[1] راجع اللهوف: 126، تاريخ الطبري 369 /7، البحار 107 /45، و قال السيدي: و امرعامر بن سعد بحمل نساء الحسين عليه‏السلام و اخواته و بناته و جواريه و حشمه في المحامل المستورة علي الابل. الاخبار الطوال: 231.

[2] کامل البهائي 287 /2.

[3] المناقب 112 /4.

[4] الظاهر انه محمد بن علي بن الحسين «منه».

[5] العقد الفريد 385 /4.

[6] تاريخ الطبري 370 -369 /7.

[7] کامل الزيارات: 262 -261.