بازگشت

في انتهاب ثقل الحسين و ندبة النسوة عليه


قال السيد «ره»: و جاءت جارية من ناحية خيم الحسين عليه السلام فقال لها رجل: يا امة الله ان سيدك قتل. قالت الجارية: فاسرعت الي سيدتي و انا اصبح فقمن في وجهي و صحن.

قال: تسابق القوم علي نهب بيوت آل الرسول و قرة عين البتول [1] حتي جعلوا ينتزعون ملحفة المراة عن ظهرها، و خرجت بنات آل الرسول و حريمه يتساعدن علي البكاء و يندبن لفراق الحماة و الاحباء [2] .



و روي حميد بن مسلم قال: رايت امراة من بني بكر بن وائل كانت مع زوجها في اصحاب عمر بن سعد، فلما رات القوم قد اقتحموا علي نساء الحسين عليه السلام و فسطاطهن وهم يسلبونهن اخذت سيفا و اقبلت نحو الفسطاط و قالت: يا آل بكر اتسلب بنات رسول الله، لاحكم الا لله، يا لثارات رسول الله. فاخذها زوجها وردها الي رحله [3] .


قال الراوي: ثم اخرج النساء من الخيمة و اشعلوا فيها النار، فخرجن حواسر مسلبات حافيات باكيات يمشين سبايا في اسر الذلة و قلن: بحق الله الا ما مررتم بنا علي مصرع الحسين عليه السلام. فلما نظر النسوة الي القتلي صحن و ضربن وجوههن.

قال: فو الله لا انسي زينب بنت علي عليهماالسلام و هي تندب الحسين عليه السلام و تنادي بصوت حزين و قلب كئيب: يا محمداه صلي عليك ملائكة (مليك خ ل) السماء، هذا حسين مرمل بالدماء مقطع الاعضاء و بناتك سبايا الي الله المشتكي و الي محمد المصطفي و الي علي المرتضي و الي فاطمة الزهراء و الي حمزة سيد الشهداء، يا محمداه هذا حسين بالعراء تسفي عليه الصبا قتيل اولاد البغايا، و احزناه و اكرباه، اليوم مات جدي رسول الله صلي الله عليه و آله يا اصحاب محمداه هؤلاء ذرية المصطفي يساقون سوق السبايا [4] .

و في رواية: يا محمداه بناتك سبايا و ذريتك مقتلة تسقي عليهم ريح الصبا، و هذا (حسين ظ) محزوز الراس من القفا مسلوب العمامة و الرداء، بابي من اضحي عسكره في يوم الاثنين نهبا، بابي من فسطاطه مقطع العري، بابي من لا غائب فيرتجي و لا جريح فيداوي، بابي من نفسي له الفداء، بابي المهموم حتي قضي، بابي العطشان حتي مضي، بابي من شيبته تقطر بالدماء، بابي من جده محمد المصطفي، بابي من جده رسول اله السماء، بابي من هو سبط نبي الهدي بابي محمد المصطفي، بابي خديجة الكبري، بابي علي المرتضي، بابي فاطمة الزهراء سيدة النساء، بابي من ردت له الشمس حتي صلي [5] .


قال الراوي: فابكت و الله كل عدو و صديق، ثم ان سكينة اعتنقت جسد ابيها الحسين، فاجتمعت عدة من الاعراب حتي جروها عنه [6] .



بابي كالئا علي الطف خدرا

هو في حومة الحسام المنيع



قطعوا بعده عراه و يا حبل

وريد الاسلام انت قطيع



قوضي يا خيام عليا نزار

فلقد قوض العماد الرفيع



و املاي العين يا امية نوما

فحسين علي الصعيد صريع



ودعي صكة الجباه لوي

ليس يجديك صكها و الدموع



و في مصباح الكفعمي «ره» قالت سكينة: لما قتل الحسين عليه السلام اعتنقته فاغمي علي فسمعته يقول:



شيعتي ما ان شربتم

ري عذب فاذكروني



او سمعتم بغريب

او شهيد فاندبوني



فقامت مرعوبة قد قرحت مآقيها و هي تلطم خديها، و اذا بهاتق يقول:



بكت الارض و السماء عليه

بدموع غزيرة و دماء



يبكيان المقتول في كربلاء

بين غوغاء امة ادعياء



منع الماء و هو منه قريب

عين ابكي الممنوع شرب الماء [7] .




فصل

و مال الناس علي الورس و الحلل و الابل و انتهبوها.

قال الشيخ المفيد «ره»: و انتهبوا رحله عليه السلام وابله وثقله (اثقاله خ ل) و سلبوا نساءه [8] .

قال حميد بن مسلم: فو الله لقد كنت اري المراة من نسائه و بناته و اهله تنازع ثوبها عن ظهرها حتي تغلب عليه فتذهب به منها [9] .

قال الازدي: حدثني سليمان بن ابي راشد عن حميد بن مسلم قال: انتهيت الي علي بن الحسين بن علي الاصغر عليهم السلام و هو منبسط علي فراش له و هو مريض، و اذا شمر بن ذي الجوشن لعنه الله في رجالة معه يقولون: الا تقتل هذا؟ فقلت: سبحان الله اتقتل الصبيان؟ انما هذا صبي و انه لما به [10] . قال: فما زال ذلك دابي ادفع عنه كل من جاء حتي جاء عمر بن سعد فقال: الا لا يدخلن بيت هؤلاء النسوة احد و لا يعرضن لهذا الغلام المريض، و من اخذ من متاعهم شيئا فليرده عليهم. قال: فو الله مارد احد شيئا [11] .

و في اخبار الدول للقرماني: و هم شمر عليه ما يستحقه بقتل علي الاصغر و هو مريض، فخرجت زينب بنت علي بن ابي طالب و قالت: و الله لا يقتل حتي اقتل، فكف عنه [12] .

و في روضة الصفا: فلما وصل شمر لعنه الله الي الخيمة التي كان علي بن الحسين عليهماالسلام فيها متكا سل سيفه ليقتله. قال حميد بن مسلم: سبحان


الله ايقتل هذا المريض؟ لا تقتله. و قال بعضهم: ان عمر بن سعد اخذ بيده و قال: اما تستحيي من الله تريد ان تقتل هذا الغلام المريض؟ قال شمر: قد صدر امر الامير عبيد الله ان اقتل جميع اولاد الحسين عليه السلام: فبالغ عمر في منعه حتي كف عنه، فامر باحراق خيام اهل بيت المصطفي [13] .

و في مناقب ابن شهراشوب: كتاب المقتل قال احمد بن حنبل: كان سبب مرض زين العابدين عليه السلام في كربلاء انه كان البس درعا ففضل عنه، فاخذ الفضلة بيده و مزقه [14] .

و في رواية الشيخ المفيد «ره»: و جاء عمر بن سعد لعنه الله فصاح النساء في وجهه و بكين، فقال لاصحابه: لا يدخل احد منكم بيوت هؤلاء النساء و لا تعرضوا لهذا الغلام المريض، و سالته النسوة ان يسترجع ما اخذ منهن ليستترن منه. فقال: من اخذ من متاعهن شيئا فليرده، فو الله ما رد احد منهم شيئا، فوكل بالفسطاط و بيوت النساء و علي بن الحسين عليه السلام جماعة ممن كانوا و قال: احفظوهم لئلا يخرج منهم احد و لا تسيئوا اليهم. ثم عاد الي مضربه و نادي في اصحابه: من ينتدب للحسين عليه السلام [15] .

قال الطبري [16] : فاقبل سنان بن انس حتي وقف علي باب فسطاط عمر بن سعد ثم نادي باعلي صوته:



اوقر ركابي فضة و ذهبا

انا قتلت الملك المحجبا



قتلت خير الناس اما و ابا

و خيرهم اذ ينسبون نسبا




فقال عمر بن سعد: اشهد انك لمجنون ما صحوت قط ادخلوه علي، فلما ادخل حذفه بالقضيب ثم قال: يا مجنون اتتكلم بهذا الكلام، اما و الله لو سمعك ابن زياد لضرب عنقك [17] .

اقول: و اخذ عمر بن سعد لعنه الله عقبه بن سمعان و كان مولي للرباب زوجة الحسين عليه السلام فقال له: من انت؟ قال: انا عبد مملوك فخلي سبيله و قد ذكرنا خبره و خبر مرقع بن ثمامة سابقا.

قال الراوي: ثم ان عمر بن سعد لعنه الله نادي في اصحابه: من ينتدب للحسين و يوطئه فرسه؟ فانتدب عشرة منهم: اسحاق بن حيوة الحضرمي و هو الذي سلب قميص الحسين عليه السلام فبرص بعده و احبش (و اخنس خ ل) ابن مرثد بن علقمة بن سلامة الحضرمي، فاتوا فداسوا الحسين بخيولهم حتي رضوا ظهره و صدره، فبلغني ان احبش بن مرثد بعد ذلك بزمان اتاه سهم غرب [18] و هو واقف في قتال ففلق قلبه فمات لعنه الله [19] .

قال السيد «ره»: ثم نادي عمر بن سعد في اصحابه: من ينتدب للحسين عليه السلام فيوطي ء الخيل ظهره و صدره، فانتدب منهم عشرة و هم: اسحاق بن حوية (حيوة خ ل) الذي سلب الحسين عليه السلام قميصه، و اخنس بن مرثد و حكيم بن الطفيل السنبسي، و عمر بن صبيح الصيداوي، و رجاء بن منقذ العبدي و سالم بن خثيمة الجعفي، و واحظ بن ناعم (غانم خ ل)، و صالح بن وهب الجعفي، و هاني ء بن ثبيت الحضرمي، و اسيد بن مالك، فداسوا الحسين عليه السلام بحوافر خيلهم حتي رضوا صدره و ظهره [20] .

قال الراوي: و جاء هؤلاء العشرة حتي وقفوا علي ابن زياد، فقال اسيد بن مالك احد العشرة عليهم لعائن الله:




نحن رضضنا الصدر بعد الظهر

بكل يعبوب شديد الاسر



فقال ابن زياد: من انتم؟ قالوا: نحن الذين وطانا بخيولنا ظهر الحسين حتي طحنا جناجن صدره. قال: فامر لهم بجائزة يسيرة.

قال ابوعمر الزاهد فنظرنا الي هؤلاء العشرة فوجدناهم جميعا اولاد زنا و هؤلاء اخذهم المختار فشد ايديهم و ارجلهم بسكك الحديد و اوطا الخيل ظهورهم حتي هلكوا [21] .


پاورقي

[1] للسيد حيدر الحلي «ره»:



و اعظم خطب اعقب القلب لوعة

هجوم العدي بالخيل و الذبل الرقش



فوزعن ما ضم الخبا عن نفائس

و من سابغات للهياج و من فرش



و عادت بنات الوحي اسري حواسرا

و احشاؤها کادت تذوب من الدهش



تصون محياها بايد تقرحت

من السوط لم يملکن قبضا من الرعش



و اکرم خلق الله زين عباده

ذليلا باغلال الشنا ناهکا يمشي



يري اله الغر الکرام علي الثري

ضحايا و سافي الريح بردا لها ينشي



و هم خير خلق الله صلي عليهم

و املاکه و الحاملون علا العرش.

[2] اللهوف: 116.

[3] اللهوف: 117. و قال ابن‏نما: و لما رات امراة من بني بکر بن وائل و قد توزعوا سلب النساء قالت: يا آل بکر اتسلب بنات رسول‏الله، لا حکم الا لله، و خرجت بنات سيد الانبياء و قرة عين الزهراء حاسرات مبديات للنياحة و العويل يندبن علي الشباب و الکهول، و اضرمت النار في الفسطاط، فخرجن هاربات و هن کما قال الشاعر: فتري اليتامي صارخين بعولة- الابيات.

و مررن علي جسد الحسين و هو معفر بدمائه مفقود من احبائه، فندبت عليه زينب بصوت مشج و قلب مقروح: يا محمدا صلي عليک مليک السماء، هذا حسين- الي ان قال- فاذابت القلوب القاسية و الجبال الراسية. مثير الاحزان: 41 -40.

[4] اللهوف: 118.

[5] اللهوف: 119 -118.

[6] اللهوف: 119.

[7] مصباح الکفعمي: 741. اقول: روي ابن‏عبدربه في کتاب العقد الفريد عن حماد بن سلمة عن ثابت عن انس بن مالک قال: لما فرغنا من دفن رسول‏الله «ص» اقبلت علي فاطمة فقالت: يا انس کيف طابت انفسکم ان تحثوا علي وجه رسول‏الله التراب؟ ثم بکت و نادت: يا ابتاه اجاب ربا دعاه، يا ابتاه من ربه ما ادناه- الخ. العقد الفريد 238 /3.

قلت: هذا حال فاطمة بعد دفن ابيها صلوات‏الله‏عليهما، فکيف بسکينة بنت الحسين عليه‏السلام و هي تري جسد ابيها بلا راس مضرجا بالدماء مسلوب العمامة و الرداء مرضوض الظهر و الصدر بحوافر خيل الاعداء و تنادي لسان حالها: کيف طابت انفسکم بقتل ابن‏رسول‏الله ورض صدر کان عبية علم الله تعالي:



ما للحوادث لا دارت دوائرها

اصابت الجبل القدسي بالوهن



امثل شمر اذل الله جبهته

يلقي حسينا بذاک الملتقي الخشن



واحسرة الدين و الدنيا علي قمر

يشکو الخسوف من العسالة اللدن.

[8] الارشاد: 226.

[9] الارشاد: 226.

[10] هذه الجملة ذکرت في الارشاد.

[11] تاريخ الطبري 367 /7.

[12] اخبار الدول: 108.

[13] روضة الصفا 170 /3 طبع مکتبة الخيام.

[14] المناقب 143 -142 /4.

[15] الارشاد: 227 -226.

[16] قال الطبري: قال الناس لسنان بن انس: قتلت الحسين بن علي ابن‏فاطمة ابنة رسول‏الله، قتلت اعظم العرب خطرا، جاء الي هؤلاء يريد ان يزيلهم عن ملکه (ملکهم خ ل) فات امراءک فاطلب ثوابک منهم فانهم لو اعطوک بيوت اموالهم في قتل الحسين عليه‏السلام کان قليلا «منه». تاريخ الطبري 367 /7.

[17] تاريخ الطبري 367 /7.

[18] اي لا يدري راميه «منه».

[19] تاريخ الطبري 368 /7.

[20] اللهوف: 120 -119.

[21] اللهوف: 121 -120.