بازگشت

ذكر مقتل الطفل الرضيع


و امه الرباب بنت امري ء القيس بن عدي و امها هند الهنود [1] .

قال السيد «ره»: و لما راي الحسين عليه السلام مصارع فتيانه و احبته عزم علي لقاء القوم بمهجته و نادي: هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله، هل من موحد يخاف الله فينا، هل من مغيث يرجو الله باغاثتنا، هل من معين يرجو ما عند الله في اعانتنا. فارتفعت اصوات النساء بالعويل، فتقدم الي باب الخيمة و قال لزينب: ناوليني ولدي الصغير حتي اودعه. فاخذه و اوما اليه ليقبله، فرماه حرملة بن


كاهل الاسدي بسهم فوقع في نحره فذبحه [2] .

قلت: و لقد اجاد الشاعر في قوله:



و منعطف اهوي لتقبيل طفله

فقبل منه قبله السهم منحرا



فقال عليه السلام لزينب: خذيه، ثم تلقي الدم بكفيه فلما امتلاتا رمي بالدم نحو السماء ثم قال: هون علي ما نزل بي انه بعين الله [3] .

و قال الشيخ المفيد في ذكر مقتل الرضيع: ثم جلس الحسين امام الفسطاط فاتي بابنه عبدالله بن الحسين عليه السلام و هو طفل، فاجلسه في حجره، فرماه رجل من بني اسد بسهم فذبحه [4] .

و قال الازدي: قال عقبة بن بشر الاسدي: قال لي ابوجعفر محمد بن علي ابن الحسين عليهم السلام: ان لنا فيكم يا بني اسد دما. قال: قلت: فما ذنبي انا في ذلك رحمك الله يا اباجعفر و ما ذلك؟ قال: اتي الحسين عليه السلام بصبي له فهو في حجره اذ رماه احدكم يا بني اسد بسهم فذبحه، فتلقي الحسين صلوات الله عليه دمه فلما ملا كفيه صبه في الارض ثم قال: رب ان تك حبست عنا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير و انتقم لنا من هؤلاء الظالمين [5] .

و حكي السبط في التذكرة عن هشام بن محمد الكلبي قال: لما رآهم الحسين عليه السلام مصرين علي قتله اخذ المصحف و نشره و جعله علي راسه و نادي: بيني و بينكم كتاب الله و جدي محمد رسول الله، يا قوم بم تستحلون دمي فساق الكلام [6] الي ان قال: فالتفت الحسين عليه السلام فاذا بطفل له


يبكي عطشا، فاخذه علي يده و قال: يا قوم ان لم ترحموني فارحموا هذا الطفل. فرماه رجل منهم بسهم فذبحه، فجعل الحسين عليه السلام يبكي و يقول: اللهم احكم بيننا و بين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا. فنودي من الهواء: دعه يا حسين فان له مرضعا في الجنة.

ثم قال: و رماه حصين بن تميم بسهم فوقع في شفتيه، فجعل الدم يسيل من شفتيه و هو يبكي و يقول: اللهم اني اشكو اليك ما يفعل بي و باخوتي و ولدي و اهلي- الخ [7] .

و قال ابن نما: ثم حمله فوضعه مع قتلي اهل بيته [8] .

و قال محمد بن طلحة في مطالب السول نقلا عن صاحب كتاب الفتوح انه عليه السلام كان له ولد صغير، فجاءه سهم فقتله فرمله و حفر له بسيفه و صلي عليه و دفنه و قال هذه الابيات: غدر القوم و قدما رغبوا- الابيات [9] .

و في الاحتجاج [10] : انه لما بقي فردا ليس معه احدا الا ابنه علي بن الحسين و ابن آخر في الرضاع اسمه عبدالله اخذ الطفل ليودعه، فاذا بسهم قد اقبل حتي وقع في لبة الصبي فقتله، فنزل عن فرسه و حفر للصبي بجفن سيفه و رمله بدمه و دفنه، ثم وثب قائما و هو يقول- الابيات [11] .


و قال ارباب المقاتل و في الاحتجاج: ثم قام الحسين عليه السلام فركب فرسه و تقدم الي القتال و هو يقول:



كفر القوم و قدما رغبوا

عن ثواب الله رب الثقلين



قتلوا القزم [12] عليا و ابنه

حسن الخير كريم الابوين



حنقا منهم و قالوا اجمعوا

احشروا الناس الي حرب الحسين [13] .



يا لقوم من اناس رذل

جمعوا الجمع لاهل الحرمين



ثم صاروا و تواصوا كلهم

باجتياحي لرضاء الملحدين



لم يخافوا الله في سفك دمي

لعبيد الله نسل الكافرين



و ابن سعد قد رماني عنوة

بجنود كوكوف الهاطلين



لا لشي ء كان مني قبل ذا

غير فخري بضياء الفرقدين [14] .



بعلي الخير من بعد النبي

و النبي القرشي الوالدين



خيرة الله من الخلق ابي

ثم امي فانما ابن الخيرتين



فضة قد خلصت من ذهب

فانا الفضة و ابن الذهبين



من له جد كجدي في الوري

او كشيخي فانا ابن العلمين



فاطم الزهراء امي و ابي

قاصم الكفر ببدر و حنين



عبدالله غلاما يافعا

و قريش يعبدون الوثنين



يعبدون اللات و العزي معا

و علي كان صلي القبلتين



فابي شمس و امي قمر

فانا الكوكب و ابن القمرين



و له في يوم احد وقعة

شفت الغل بفض العسكرين



ثم في الاحزاب و الفتح معا

كان فيها حتف اهل الفيلقين [15] .






في سبيل الله ماذا صنعت

امة السوء معا بالعترتين



عترة البر النبي المصطفي

و علي الورد يوم الجحفلين



ثم وقف قبالة القوم و سيفه مصلت في يده آيسا من الحياة عازما علي الموت و هو يقول:



انا ابن علي الطهر من آل هاشم

كفاني بهذا مفخرا حين افخر



و جدي رسول الله اكرم من مشي [16] .

و نحن سراج الله في الخلق [17] يزهر



و فاطم امي من سلالة احمد

و عمي يدعي ذا الجناحين جعفر



و فينا كتاب الله انزل صادقا

و فينا الهدي و الوحي بالخير [18] يذكر



و نحن امان الله للناس كلهم

نسر بهذا في الانام و نجهر



و نحن ولاة الحوض نسقي ولاتنا

بكاس رسول الله ما ليس ينكر



و شيعتنا في الناس اكرم شيعة

و مبغضن



ا يوم القيامة يخسر [19] .

قال محمد بن ابي طالب: و ذكر ابوعلي السلامي في تاريخه ان هذه الابيات للحسين عليه السلام من انشائه و قال ليس لاحد مثلها:



فان تكن الدنيا تعد نفيسة

فان [20] ثواب الله اعلي و انبل



و ان تكن الابدان للموت انشات

فقتل امري ء بالسيف في الله افضل



و ان تكن الارزاق قسما مقدرا

فقلة سعي المرء في الكسب اجمل



و ان تكن الاموال للترك جمعها

فما بال متروك به المرء يبخل



ثم انه دعا الناس الي البراز، فلم يزل يقتل كل من دنا منه حتي قتل منهم مقتلة عظيمة، ثم حمل علي الميمنة و قال:




الموت خير من ركوب العار

و العار اولي من دخول النار



ثم حمل علي الميسرة و هو يقول:



انا الحسين بن علي

آليت ان لا انثني



احمي عيالات ابي

امضي علي دين النبي



قال بعض الرواة: فو الله ما رايت مكثورا قط قد قتل ولده و اهل بيته و اصحابه اربط جاشا منه عليه السلام، و ان كانت الرجال لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فتنكشف عنه انكشاف المعزي اذا شد فيها الذئب، و لقد كان يحمل فيهم و قد تكملوا ثلاثين الفا فينهزمون بين يديه كانهم الجراد المنتشر، ثم يرجع الي مركزه و هو يقول: لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.



من تري مثله اذا دارت الحر

ب و دارت علي الكماة رحاها



لم يخض في الهياج الا و ابدي

عزمة يتقي الردي اياها



صاحب الهمة التي لو ارادت

و طات عاتق السهي قدماها



ملا الارض بالزلازل حتي

زاد من اروس الكماة رباها



لا تخل سيفه سوي نفخة الصور

تسل الارواح من الشلاها



فكان الانفاس قد عاهدته

في جفاء النفوس مهما ججفاها



فابان الاعناق عن مركز الابدان

حتي كان ناف نفاها



لا تقس باسه بباس سواه

انما افضل الظبي امضاها [21] .



و في اثبات الوصية: و روي انه قتل بيده ذلك الويم الفا و ثمانمائة مقاتل [22] .

و في البحار و قال ابن شهر آشوب و محمد بن ابي طالب: و لم يزل يقاتل حتي قتل الف رجل و تسعمائة رجل و خمسين رجلا سوي المجروحين. فقال عمر ابن سعد لقومه: الويل لكم اتدرون لمن تقاتلون؟ هذا ابن الانزع الطين، هذا ابن قتال العرب، فاحملوا عليه من كل جانب. و كانت الرماة اربعة آلاف فرموه بالسهام


فحالوا بينه و بين رحله [23] .

و قال ابن ابي طالب و صاحب المناقب و السيد «ره»: فصاح بهم ويحكم يا شيعة آل ابي سفيان ان لم يكن لكم دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم و ارجعوا الي احسابكم اذ كنتم اعرابا. فناداه شمر فقال: ما تقول يابن فاطمة؟ قال: اقول، انا الذي اقاتلكم و تقاتلوني و النساء ليس عليهن جناح فامنعوا عتاتكم عن التعرض لحرمي ما دمت حيا. فقال شمر: لك هذا. ثم صاح شمر: اليكم عن حرم الرجل فاقصدوه في نفسه فلعمري هو كفو كريم.

قال: فقصده القوم و هو في ذلك يطلب شربة من ماء، فكلما حمل بفرسه علي الفرات حملوا عليه باجمعهم حتي اجلوه عنه [24] .

و قال ابن شهر آشوب: روي ابومخنف عن الجلودي ان الحسين عليه السلام حمل علي الاعور السلمي و عمرو بن الحجاج الزبيدي و كانا في اربعة آلاف رجل علي الشريعة و اقحم الفرس علي الفرات، فلما اولغ الفرس براسه ليشرب قال: انت عطشان و انا عطشان و الله لا ذقت الماء حتي تشرب. فلما سمع الفرس كلام الحسين عليه السلام شال براسه و لم يشرب كانه فهم الكلام، فقال الحسين: اشرب فانا اشرب، فمد الحسين عليه السلام يده فغرف من الماء فقال فارس: يا اباعبدالله تتلذذ بشرب الماء و قد هتكت حرمك. فنفض الماء من يده و حمل علي القوم فكشفهم فاذا الخيمة سالمة [25] .

و قال العلامة المجلسي في الجلاء: ثم ودع ثانيا اهل بيته و امرهم بالصبر و وعدهم بالثواب و الاجر و امرهم بلبس ازرهم، و قال لهم: استعدوا للبلاء و اعلموا ان الله تعالي حافظكم و حاميكم و سينجيكم من شر الاعداء و يجعل عاقبة امركم الي خير و يعذب اعاديكم بانواع البلاء و يعوضكم الله عن هذه البلية بانواع النعم


و الكرامة، فلا تشكوا و لا تقولوا بالسنتكم ما ينقص من قدركم [26] .

و قال في البحار: و قال ابوالفرج: قال وجعل الحسين عليه السلام يطلب الماء و شمر لعنه الله يقول: و الله لا ترده او ترد النار. فقال له رجل: الا تري الي الفرات يا حسين كانه بطون الحيتان (الحيات خ ل) و الله لا تذوقه او تموت عطشا. فقال الحسين عليه السلام: اللهم امته عطشا. قال: و الله لقد كان هذا الرجل يقول اسقوني ماء، فيؤتي بما فيشرب حتي يخرج من فيه ثم يقول اسقوني قتلني العطش. فلم يزل كذلك حتي مات.

قالوا: ثم رماه رجل من القوم يكني اباالحتوف بسهم فوقع السهم في جبهته، فنزعه من جبهته فسالت الدماء علي وجهه و لحيته فقال: اللهم انك تري ما انا فيه من عبادك هؤلاء العصاة، اللهم احصهم عددا و اقتلهم بددا و لا تذر علي وجه الارض منهم احدا و لا تغفر لهم ابدا. ثم حمل عليهم كالليث المغضب، فجعل لا يلحق منهم احدا الا بعجه (نفحه خ ل) بسيفه فقتله، و السهام تاخذه من كل ناحية و هو يتقيها بنحره و صدره و يقول: يا امة السوء بئسما خلفتم محمدا في عترته، اما انكم لن تقتلوا بعدي عبدا من عباد الله فتهابوا قتله بل يهون عليكم عند قتلكم اياي، و ايم الله اني لارجو ان يكرمني ربي بالشهادة بهوانكم ثم ينتقم لي من حيث لا تشعرون.

قال فصاح به الحصين بن مالك السكوني فقال: يا ابن فاطمة و بماذا ينتقم لك منا؟ قال: يلقي باسكم بينكم و يسفك دماءكم ثم يصب عليكم العذاب الاليم. ثم لم يزل يقاتل حتي اصابته جراحات عظيمة [27] .

و قال صاحب المناقب و السيد «ره»: حتي اصابته اثنتان و سبعون جراحة [28] .

و قال ابن شهر اشوب: قال ابومخنف عن جعفر بن محمد عليه السلام: قال


وجدنا بالحسين ثلاثا و ثلاثين طعنة و اربعا و ثلاثين ضربة [29] .

و قال الباقر عليه السلام: اصيب الحسين و وجد به ثلاثمائة و بضعة و عشرون طعنة برمح و ضربة بسيف او رمية بسهم [30] .

و روي: ثلاثمائة و ستون جراحة، و قيل: ثلاث و ثلاثون ضربة سوي السهام و قيل: الف و تسعمائة جراحة، و كانت السهام في درعه كالشوك في جلد القنفذ و روي: انها كانت كلها في مقدمه [31] .

قالوا: فوقف يستريح ساعة و قد ضعف عن القتال. فبينما هو واقف اذ اتاه حجر فوقع في جبهته، فاخذ الثوب ليمسح الدم عن وجهه فاتاه سهم محدد مسموم له ثلاث شعب فوقع السهم في صدره- و في بعض الروايات علي قلبه- فقال الحسين عليه السلام: بسم الله و بالله و علي ملة رسول الله. و رفع راسه الي السماء و قال: الهي انك تعلم انهم يقتلون رجلا ليس علي وجه الارض ابن نبي غيره. ثم اخذ السهم فاخرجه من قفاه، فانبعث الدم كالميزاب، فوضع يده علي الجرح فلما امتلات رمي به الي السماء، فما رجع من ذلك الدم قطرة و ما عرفت الحمرة في السماء حتي رمي الحسين بدمه الي السماء. ثم وضع يده ثانيا فلما امتلات لطخ بها راسه و لحيته و قال: هكذا اكون حتي القي جدي رسول الله و انا مخضوب بدمي و اقول: يا رسول الله قتلني فلان و فلان [32] .

قال الشيخ المفيد «ره» بعد ان ذكر ركوب الحسين عليه السلام المسناة و قتل اخيه العباس ما هذا لفظه: و لما رجع الحسين من المسناة الي فسطاطه تقدم اليه شمر بن ذي الجوشن في جماعة من اصحابه فاحاط به، فاسرع منهم رجل يقال له مالك بن النسر الكندي فشتم الحسين عليه السلام و ضربه علي راسه بالسيف و كان عليه قلنسوة فقطعها حتي وصل السيف الي راسه فادماه فامتلات القلنسوة دما،


فقال له الحسين عليه السلام: لا اكلت بيمينك و لا شربت بها و حشرك الله مع الظالمين. ثم القي القلنسوة و دعا بخرقة فشد بها راسه و استدعي قلنسوة اخري فلبسها و اعتم عليها [33] .

قلت: و ذكر مثل ذلك الطبري الا انه ذكر مكان «القلنسوة» البرنس، و زاد بعد قوله و اعتم ما هذا لفظه: و قد اعيي عليه السلام و بلد و جاء الكندي حتي اخذ البرنس و كان من خز، فلما قدم به بعد ذلك علي امراته ام عبدالله ابنة الحر اخت حسين بن الحر البدي اقبل يغسل البرنس من الدم فقالت له امراته: اسلب ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و آله تدخل بيتي اخرجه عني، فذكر اصحابه انه لم يزل فقيرا بشر حتي مات [34] .

و قال الطبري: قال ابومخنف في حديثه: ثم ان شمرا بن ذي الجوشن اقبل في نفر من نحو عشرة من رجالة اهل الكوفة قبل منزل الحسين عليه السلام الذي فيه ثقله و عياله، فمشي نحوه فحالوا بينه و بين رحله، فقال الحسين عليه السلام: ويلكم ان لم يكن لكم دين و كنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا في امر دنياكم احرارا ذوي احساب، امنعوا رحلي و اهلي من طغاتكم (طغامكم خ ل) و جهالكم. فقال ابن ذي الجوشن: ذلك لك يابن فاطمة.

قال: و اقدم عليه بالرجالة منهم ابوالجنوب و اسمه عبدالرحمن الجعفي و القشعم بن عمرو بن يزيد الجعفي و صالح بن وهب اليزني و سنان بن انس النخعي و خولي بن يزيد الاصبحي، فجعل شمر بن ذي الجوشن يحرضهم، فمر بابي الجنوب و هو شاك في السلاح فقال له: اقدم عليه. قال: و ما يمنعك ان تقدم عليه انت؟ فقال له شمر: الي تقول ذا؟ قال: و انت لي تقول ذا؟ فاستبا فقال له ابوالجنوب- و كان شجاعا-: و الله لهممت ان اخضخض السنان في عينك. قال: فانصرف عنه شمر و قال: و الله لئن قدرت ان اضربك لاضربك.


قال: ثم ان شمر بن ذي الجوشن اقبل في الرجالة نحو الحسين عليه السلام فاخذ الحسين يشد عليهم فينكشفون عنه، ثم انهم احاطوا به احاطة. و اقبل الي الحسين عليه السلام غلام من اهله فاخذته اخته زينب ابنة علي عليه السلام لتحبسه فقال لها الحسين عليه السلام: احبسيه، فابي الغلام و جاء يشتد الي الحسين عليه السلام فقام الي جنبه [35] .

و قال الشيخ المفيد «ره»: فخرج اليهم عبدالله بن الحسن بن علي عليهم السلام- و هو غلام لم يراهق- من عند النساء يشتد حتي وقف الي جنب الحسين عليه السلام فلحقته زينب بنت علي لتحبسه، فقال لها الحسين عليه السلام: احبسيه يا اختي، فابي و امتنع عليها امتناعا شديدا و قال: لا و الله لا افارق عمي [36] و اهوي ابحر (بحر خ ل) بن كعب الي الحسين عليه السلام بالسيف فقال له الغلام: ويلك يابن الخبيثة اتقتل عمي، فضربه ابحر بالسيف فاتقاه الغلام بيده فاطنها الي (الا خ ل) الجلدة فاذا يده معلقة، فنادي الغلام: يا ابتاه (يا امتاه خ ل) فاخذه الحسين عليه السلام فضمه اليه (الي صدره خ ل) و قال: يابن اخي اصبر علي ما نزل بك و احتسب في ذلك الخير فان الله يلحقك بآبائك الصالحين برسول الله صلي الله عليه و آله و علي بن ابي طالب و حمزة و جعفر و الحسن بن علي صلي الله عليهم اجمعين. ثم رفع الحسين عليه السلام يده و قال: اللهم امسك عنهم قطر السماء و امنعهم بركات الارض، اللهم فان (ان خ ل) متعتهم الي حين ففرقهم فرقا و اجعلهم طرائق قددا و لا ترض الولاة عنهم ابدا فانهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا [37] .

قال السيد: فرماه حرملة بن كاهل بسهم فذبحه و هو في حجر عمه الحسين عليه السلام [38] .


قال ابن عبد ربه في العقد الفريد: و راي رجل من اهل الشام عبدالله بن الحسن بن علي عليه السلام- و كان من اجمل الناس- فقال: لاقتلن هذا الفتي. فقال له رجل: ويحك ما تصنع به دعه، فابي و حمل عليه فضربه بالسيف فقتله فلما اصابته الضربة قال: يا عماه. قال: لبيك صوتا قل ناصره وكثر واتره. و حمل الحسين عليه السلام علي قاتله فقطع يده ثم ضربه ضربة اخري فقتله ثم اقتتلوا [39] .

اقول: الظاهر انه اشتبه علي ابن عبد ربه فذكر مكان القاسم بن الحسن عبدالله بن الحسن.

قال الطبري: و ضارب عليه السلام الرجالة حتي انكشفوا عنه [40] .

و قال المفيد «ره»: و حملت الرجالة يمينا و شمالا علي من كان بقي مع الحسين عليه السلام فقتلوهم حتي لم يبق معه الا ثلاثة نفر او اربعة [41] .

و قال الطبري و الجزري ايضا: و لما بقي مع الحسين في ثلاثة رهط او اربعة دعا بسراويل محققة يلمع فيها البصر يماني محقق ففرزه و نكثه لكيلا يسلبه، فقال له بعض اصحابه: لو لبست تحته تبانا. قال: ذلك ثوب مذلة و لا ينبغي لي ان البسه. قال: فلما قتل اقبل بحر بن كعب فسلبه اياه فتركه مجردا [42] .

قال الازدي: فحدثني عمرو بن شعيب عن محمد بن عبدالرحمن ان يدي بحر بن كعب كانتا في الشتاء ينضحان الماء و في الصيف تيبسان كانهما عودان [43] .

و قال السيد: قال الراوي: و قال الحسين عليه السلام: ابغوا لي ثوبا لا يرغب فيه اجعله تحت ثيابي لئلا اجرد منه، فاتي بتبان فقال: لا ذاك لباس من ضربت عليه الذلة، فاخذ ثوبا خلقا فخرقه و جعله تحت ثيابه، فلما قتل عليه السلام جردوه


منه. ثم استدعي الحسين عليه السلام بسراويل من حبرة و ذكر مثل ما ذكرناه [44] .

قال الشيخ المفيد «ره»: [45] و لما لم يبق مع الحسين عليه السلام احد الا ثلاثة رهط من اهله اقبل علي القوم يدفعهم عن نفسه و الثلاثة يحمونه حتي قتل الثلاثة و بقي وحده و قد اثخن بالجراح في راسه و بدنه، فجعل يضاربهم بسيفه و هم يتفرقون عنه يمينا و شمالا [46] .

فقال حميد بن مسلم: فو الله ما رايت مكثورا قط قد قتل ولده و اهل بيته و اصحابه اربط جاشا و لا امضي جنانا منه عليه السلام، ان كانت الرجالة لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فينكشف عن يمينه و شماله انكشاف المعزي اذا شد فيه الذئب. فلما راي ذلك شمر بن ذي الجوشن استدعي الفرسان فصاروا في ظهور الرجالة و امر الرماة ان يرموه، فرشقوه بالسهام حتي صار كالقنفذ، فاحجم عنهم فوقفوا بازائه [47] .

و خرجت زينب الي باب الفسطاط فنادت عمر بن سعد بن ابي وقاص: ويحك يا عمر ايقتل ابوعبدالله و انت تنظر اليه؟ فلم يجبها عمر بشي ء فنادت: ويحكم ما فيكم مسلم، فلم يجبها احد بشي ء [48] .

و في رواية الطبري: و قد دنا عمر بن سعد من حسين عليه السلام فقالت: يا عمر بن سعد ايقتل ابوعبدالله و انت تنظر اليه؟ قال: فكاني انظر الي دموع عمر و هي تسيل علي خديه و لحيته. قال: و صرف بوجهه عنها [49] .


قال السيد «ره»: و لما اثخن الحسين عليه السلام بالجراح و بقي كالقنفذ طعنه صالح بن وهب المزني (اليزني خ ل) علي خاصرته طعنة، فسقط الحسين عليه السلام عن فرسه الي الارض علي خده الايمن و هو يقول: بسم الله و بالله و علي ملة رسول الله صلي الله عليه و آله. ثم قام صلوات الله عليه [50] .

قال الراوي: و خرجت زينب من باب الفسطاط و هي تنادي: وا اخاه، وا سيداه، وا اهل بيتاه، ليت السماء اطبقت علي الارض، و ليت الجبال تدكدكت علي السهل. قال: و صاح شمر باصحابه: ما تنتظرون بالرجل. قال: و حملوا عليه من كل جانب- انتهي [51] .

و روي عن حميد بن مسلم قال: كانت علي الحسين عليه السلام جبة من خز و كان معتما و كان مخضوبا بالوسمة. قال: و سمعته يقول قبل ان يقتل و كان راجلا يقاتل علي رجليه قتال الفارس الشجاع يتقي الرمية و يقطع من الفارس، ما بدا فيه موضع خلل للضرب و يشد علي الخيل و هو يقول: اعلي تحاثون، اما و الله لا تقتلون بعدي عبدا من عباد الله الله اسخط عليكم لقتله مني، و ايم الله اني لارجو ان يكرمني الله بهوانكم ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون، اما و الله ان لو قد قتلتموني لقد القي الله باسكم بينكم و سفك دماءكم ثم لا يرضي لكم بذلك حتي يضاعف لكم العذاب الاليم.

قال: و لقد مكث طويلا من النهار و لو شاء الناس ان يقتلوه لفعلوا و لكنهم كان يتقي بعضهم ببعض و يحب هؤلاء ان يكفيهم هؤلاء. قال: فنادي شمر في الناس: ويحكم ماذا تنتظرون بالرجل اقتلوه ثكلتكم امهاتكم. قال: فحمل عليه من كل جانب [52] .

قال الشيخ المفيد «ره»: فضربه زرعة بن شريك لعنه الله علي كفه اليسري


فقطعها، و ضربه آخر منهم علي عاتقه فكبا منها لوجهه [53] .

و في رواية الطبري: ثم انصرفوا و هو عليه السلام ينوء و يكبو. قال: و حمل عليه في تلك الحال سنان بن انس بن عمرو النخعي فطعنه [54] بالرمح فوقع [55] .

و قال المفيد و الطبرسي: و بدر اليه خولي بن يزيد الاصبحي فنزل ليحتز راسه فارعد، فقال شمر: فت الله في عضدك ما لك ترعد؟ و نزل شمر اليه فذبحه [56] .

قال ابوالعباس احمد بن يوسف الدمشقي القرماني المتوفي سنة 1019 في اخبار الدول:

و اشتد العطش به عليه السلام فمنعوه الماء فحصل له شربة ماء، فلما اهوي ليشرب رماه حصين بن نمير بسهم في حنكه فصار الماء دما، ثم رفع يديه الي السماء [57] و يقول: اللهم احصهم عددا و اقتلهم بددا و لا تذر علي الارض منهم احدا. ثم حمل الرجال علي الحسين عليه السلام من كل جانب و هو يجول فيهم يمينا و شمالا، فضربه ذرعة بن شريك علي يده اليسري، و ضربه آخر علي عاتقه، و طعنه سنان بن انس بالرمح فوقع، فنزل اليه شمر فاحتز راسه و سلمه الي خولي الاصبحي ثم انتهبوا سلبه [58] .


اقول: و في رواية السيد «ره» و ابن نما و الصدوق و الطبري و الجزري و ابن عبدالبر و المسعودي و ابي الفرج ذبحه سنان الملعون [59] .

قال السيد «ره»: فنزل اليه سنان بن انس النخعي فضرب بالسيف في حلقه الشريف و هو يقول: و الله اني لاحتز راسك و اعلم انك ابن رسول الله و خير الناس ابا و اما. ثم احتز راسه المقدس المعظم.

و في ذلك يقول الشاعر:



فاي رزية عدلت حسينا

غداة تبيره [60] كفا سنان [61] .


و روي ابوطاهر محمد بن الحسن البرسي في كتاب معالم الدين قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: لما كان من امر الحسين عليه السلام ما كان ضجت الملائكة الي الله بالبكاء و قالت: يا رب هذا الحسين صفيك و ابن بنت نبيك. قال: فاقام الله عز و جل ظل القائم عليه السلام و قال: بهذا انتقم لهذا [62] .

و روي ان سنانا هذا اخذه المختار فقطع انامله انملة انملة ثم قطع يديه و رجليه و اغلي له قدرا فيها زيت و رماه فيها و هو يضطرب [63] .

قال الراوي: فارتفعت في السماء و في ذلك الوقت غبرة شديدة سوداء مظلمة فيها ريح حمراء لا تري فيها عين و لا اثر حتي ظن القوم ان العذاب قد جاءهم، فلبثوا كذلك ساعة ثم انحلت عنهم [64] .

و روي هلال بن نافع قال: اني كنت واقفا مع اصحاب عمر بن سعد لعنه الله اذ صرخ صارخ: ابشر ايها الامير فهذا شمر قتل الحسين. قال: فخرجت بين الصفين فوقفت عليه- و انه ليجود بنفسه- فو الله ما رايت قط قتيلا مضمخا بدمه احسن منه ولا انور وجها، و لقد شغلني نور وجهه و جمال هيئته عن الفكرة في قتله، فاستسقي في تلك الحال ماء، فسمعت رجلا يقول: و الله لا تذوق الماء حتي ترد الحامية فتشرب من حميمها، فسمعته يقول: يا ويلك انا لا ارد علي الحامية و لا اشرب من حميمها. بل ارد علي جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و اسكن معه في داره في مقعد صدق عند مليك مقتدر و اشرب من ماء غير آسن و اشكو اليه ما ارتكبتم مني و فعلتم بي.


قال: فغضبوا باجمعهم حتي كان الله لم يجعل في قلب احد منهم من الرحمة شيئا، فاحتزوا راسه عليه السلام و انه ليكلمهم، فتعجبت من قلة رحمتهم و قلت: و الله لا اجامعكم علي امر ابدا [65] .

قال كمال الدين محمد بن طلحة في مطالب السؤول: ثم احتزوا راس سبط رسول الله صلي الله عليه و آله و حبه [66] الحسين عليه السلام بشبا الحداد، و رفعوه كما يرفع راس ذوي الالحاد علي رؤوس الصعاد، و اخترقوا به ارجاء البلاد بين العباد، و استاقوا حرمه و اطفاله اذلاء من الاضطهاد، و اركبوهم علي اخشاب الاقتاب بغير وطاء و لا مهاد. هذا مع علمهم بانها الذرية النبوية المسؤول لها المودة بصريح القرآن و صحيح الاعتقاد، فلو نطقت السماء و الارض لرنت لها ورثتها، و لو اطلعت عليه (عليها ظ) مردة الكفرة لبكتها و ندبتها، و لو حضرت مصرعها عتات الجاهلية لابكتها و نعتها، و لو شهدت وقعتها بغاة الجبابرة لاعانتها و نصرتها. فيها لها مصيبة انزلت الرزية بقلوب الموحدين فاورثتها، و بلية احلت الكابة بنفوس المؤمنين سلفا و خلفا فاحزنتها. فوالهفاه لذرية نبوية طل دمها، و عترة محمدية فل مخذمها [67] ،و عصبة علوية خذلت فقتل مقدمها، و زمرة هاشمية استبيح حريمها و استحل محرمها.



و عن نوادر علي بن اسباط عن بعض اصحابه رواه قال: ان اباجعفر عليه السلام قال: كان ابي مبطونا يوم قتل ابوه صلوات الله عليه، و كان في الخيمة و كنت اري موالينا كيف يختلفون معه يتبعونه بالماء يشد علي الميمنة مرة و علي الميسرة مرة و علي القلب مرة، و لقد قتلوه قتلة نهي رسول الله صلي الله عليه و آله ان يقتل بها الكلاب، لقد قتل بالسيف و السنان و بالحجارة و بالخشب و بالعصا، و لقد اوطئوه الخيل بعد ذلك [68] .


اقول: قتل الحسين عليه السلام في يوم الجمعة العاشر من المحرم سنة احدي و ستين من الهجرة بعد صلاة الظهر منه و سنة يومئذ ثمان و خمسون سنة.

و قيل: ان مقتله كان يوم السبت، و قيل يوم الاثنين، و الاول اصح.

قال ابوالفرج: و اما ما تقوله العامة انه قتل يوم الاثنين فباطل، هو شي ء قالوا بلا رواية، و كان اول المحرم الذي قتل فيه يوم الاربعاء، اخرجنا ذلك بالحساب الهندي من سائر الزيجات، و اذا كان ذلك كذلك فليس يجوز ان يكون اليوم العاشر من المحرم يوم الاثنين، و هذا دليل صحيح واضح تنضاف اليه الرواية- الخ [69] .

و قال الشيخ المفيد «ره» في ذكر مقتل الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء: و اصبح عمر بن سعد في ذلك اليوم- و هو يوم الجمعة و قيل يوم السبت- (و علي الخبر المقدم ذكره يوم الجمعة علي التحقيق) و قال في ذكر وروده عليه السلام بكربلاء ثم نزل عليه السلام و ذلك يوم الخميس و هو يوم الثاني من المحرم سنة احدي و ستين [70] .

و في تذكرة السبط: و كان مقتله عليه السلام يوم الجمعة ما بين الظهر و العصر لانه صلي صلاة الخوف باصحابه، و قيل يوم السبت و قد ذكرناه.

و فيها ايضا: و قد اختلفوا في قاتله علي اقوال: احدها سنان بن انس النخعي قاله هشام بن محمد، و الثاني الحصين بن نمير رماه بسهم ثم نزل فذبحه و علق راسه في عنق فرسه ليتقرب به الي ابن زياد، و الثالث مهاجر بن اوس التميمي و الرابع كثير بن عبدالله الشعبي، و الخامس شمر بن ذي الجوشن- انتهي [71] .

قلت: و السادس خولي بن يزيد الاصبحي لعنه الله.

قال محمد بن طلحة الشافعي و علي بن عيسي الاربلي الامامي: قال عمر بن


سعد لاصحابه: انزلوا و حزوا راسه. فنزل اليه نصر بن خرشة الضبابي ثم جعل يضرب بسيفه في مذبح الحسين عليه السلام: فغضب عليه عمر بن سعد و قال لرجل عن يمينه: ويحك انزل الي الحسين فارحه. فنزل اليه خولي بن يزيد خلده الله في النار فاحتز راسه [72] .

و قال الدينوري: و حمل عليه سنان بن اوس النخعي فطعنه فسقط، و نزل اليه خولي بن يزيد الاصبحي ليحز راسه فارعدت يداه، فنزل اخوه شبل بن يزيد فاحتز راسه فدفعه الي اخيه خولي لعنه الله [73] .

و قال ابن عبد ربه: قتله سنان بن انس و اجهز عليه خولة (خولي ظ) بن يزيد الاصبحي من حمير و حز راسه و اتي به عبيد الله بن زياد و هو يقول: اوفر ركابي- الخ [74] .

روي عن الصادق عليه السلام انه لما ضرب الحسين عليه السلام بالسيف و سقط ثم ابتدر ليقطع راسه نادي مناد من بطنان العرش: الا ايتها الامة المتحيرة الضالة بعد نبيها لا وفقكم الله لاضحي و لا فطر.

و في خبر آخر: لصوم و لا فطر [75] .

قال: ثم قال ابوعبدالله عليه السلام: فلا جرم و الله ما وفقوا و لا يوفقون حتي يثور ثائر الحسين بن علي عليهماالسلام [76] .

و روي الشيخ ابوالقاسم جعفر بن قولويه القمي عن الحلبي عن ابي عبدالله عليه السلام: ان الحسين صلوات الله عليه لما قتل اتاهم آت و هم في العسكر فصرخ فزبر فقال لهم: و كيف لا اصرخ و رسول الله صلي الله عليه و آله قائم ينظر


الي الارض مرة و ينظر الي حربكم و انا اخاف ان يدعو الله علي اهل الارض فاهلك فيهم. فقال بعضهم لبعض: هذا انسان مجنون. فقال التوابون: تالله ما صنعنا بانفسنا قتلنا لابن سمية سيد شباب اهل الجنة، فخرجوا علي عبيد الله فكان من امرهم ما كان. قال: قلت له: جعلت فداك من هذا الصارخ؟ قال: ما نراه الا جبرئيل عليه السلام [77] .



نعي الروح جبريل بان ذوي الغدر

اراقوا دم الموفين لله بالنذر



نعي فغدا من في الوجود بدهشة

هي الحشر لا بل دونها دهشة الحشر



نعي من دعا بالدين حي علي الهدي

اناسا دعوا بالشرك حي علي الكفر



نعي ساجدا صلت الي الله روحه

قضي راسه المرفوع من سجدة الشكر



نعي من اعار الله بالطف هامه

و من قلبه فيها اقام علي جمر



نعي ذات قدس يعلم الله انها

منزهة الافعال في السر و الجهر



نعي الجوهر الفرد الذي في اموره

تجرد للرحمن من عالم الامر



نعي مطعم الهلاك مشبع غرثها

اخا الشتوات الشهب في لجج الغبر



نعي من يضيف الطير و الوحش سيفه

و جيش المنايا تحت رايته يسري



نعي شاكرا نال الشهادة صابرا

و قد يجتني شهد العواقب بالصبر



و روي مسندا عن سلمة قال: دخلت علي ام سلمة و هي تبكي، فقلت لها: ما يبكيك؟ قالت: رايت رسول الله صلي الله عليه و آله في المنام و علي راسه و لحيته اثر التراب فقلت: ما لك يا رسول الله مغبرا. قال: شهدت قتل الحسين عليه السلام آنفا [78] .

و في الصواعق لابن حجر قال: و مما ظهر يوم قتله عليه السلام من الآيات ايضا ان السماء اسودت اسودادا عظيما حتي رؤيت النجوم نهارا و لم يرفع حجر الا وجد تحته دم عبيط [79] .


و قال ايضا: و ان السماء احمرت لقتله و انكسفت الشمس حتي بدت الكواكب نصف النهار و ظن الناس ان القيامة قد قامت و لم يرفع حجر في الشام الا روي تحته دم عبيط [80] .



پاورقي

[1] مقاتل الطالبيين: 89.

[2] اللهوف: 102.

[3] اللهوف: 103.

[4] الارشاد: 224.

[5] تاريخ الطبري 360 /7.

[6] هذا کلامه عليه‏السلام الذي ساقه: الست ابن بنت نبيکم، الم يبلغکم قول جدي في و في اخي «هذان سيدا شباب اهل الجنة»، ان لم تصدقوني فاسالوا جابرا و زيد بن ارقم و اباسعيد الخدري، اليس جعفر الطيار عمي؟ فناداه شمر: الساعة ترد الهاوية. فقال الحسين عليه‏السلام: الله اکبر اخبرني جدي رسول‏الله صلي الله عليه و آله فقال: رايت کان کلبا ولغ في دماء اهل بيتي و ما اخالک الا اياه. فقال شمر: انا اعبد الله علي حرف ان کنت ادري ما تقول. فالتفت الحسين فاذا بطفل له- الخ «منه». تذکرة الخواص 143.

[7] تذکرة الخواص: 143.

[8] مثير الاحزان: 36.

[9] مطالب السؤول: 73.

[10] الاحتجاج للطبرسي: 163 الطبع الحجري مع تلخيص.

[11] و روي الطبري عن ابي‏جعفر عليه‏السلام انه قال: فقتل اصحاب الحسين عليه‏السلام کلهم و فيهم بضعة عشر شابا من اهل بيته، و جاء سهم فاصاب ابنا له معه في حجره، فجعل يمسح الدم عنه و يقول: اللهم احکم بيننا و بين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا. ثم امر بحبرة فشققها لبسها و خرج بسيفه فقاتل حتي قتل صلوات‏الله‏عليه.

[12] کذا في ترجمة الشعراني، و في مطالب السؤل: قتلوا قدما و في البحار و بعض نسخ نفس المهموم: قتلوا القوم. فراجع.

[13] نفتک الان جميعا بالحسين خ ل «منه».

[14] النيرين خ ل.

[15] فيلق کصيقل يعني الجيش «منه».

[16] افضل من مضي خ ل «منه».

[17] في الارض خ ل.

[18] و الخير خ ل.

[19] الاحتجاج 164 -163.

[20] فدار خ ل.

[21] الاشعار من الهائية الازرية.

[22] اثبات الوصية: 128.

[23] المناقب 110 /4، البحار 50 /45.

[24] اللهوف: 106، البحار 51 /45، و فيه: حتي احلوه عنه.

[25] المناقب 58 /4.

[26] جلاء العيون للمجلسي: 201 طبع سنة 1323 ق.

[27] البحار 52 -51 /45.

[28] البحار 52 /45، اللهوف: 106.

[29] المناقب 110 /4.

[30] المناقب 110 /4.

[31] المناقب 111 -110 /4.

[32] البحار 52 /45، اللهوف:106.

[33] الارشاد: 225.

[34] تاريخ الطبري 359 /7.

[35] تاريخ الطبري 363 -362 /7.

[36] الارشاد: 225.

[37] تاريخ الطبري 363 /7.

[38] راجع اللهوف: 108، مثير الاحزان: 39.

[39] العقد الفريد 380 /4.

[40] تاريخ الطبري 364 /7.

[41] الارشاد: 225.

[42] تاريخ الطبري 364 /7، الکامل 77 /4.

[43] تاريخ الطبري 364 /7.

[44] اللهوف: 109.

[45] الارشاد: 226.

[46] في امالي الصدوق: و نظر الحسين يمينا و شمالا و لا يري احدا، فرفع راسه الي السماء فقال: اللهم انک تري ما يصنع بولد نبيک، و حال بنو کلاب بينه و بين الماء، و رمي بسهم فوقع في نحره و خر عن فرسه، فاخذ السهم فرمي به و جعل يتلقي الدم بکفه، فلما امتلات لطخ بها راسه و لحيته و يقول: القي الله عز و جل و انا مظلوم ملطخ بدمي. ثم خر علي خده الايسر صريعا «منه». الامالي: 98.

[47] الارشاد: 226.

[48] الارشاد: 226.

[49] تاريخ الطبري 365 /7.

[50] اللهوف: 110.

[51] اللهوف: 110.

[52] تاريخ الطبري 365 /7.

[53] الارشاد: 226.

[54] في کتاب الطبري و روضة الصفا ان سنان بن انس قد طعن في ظهر الحسين عليه‏السلام بالرمح و خرج من صدره المبارک و عندما اخرج رمحه فارقت روحه الطاهرة الي اعلي العليين.

[55] تاريخ الطبري: 365 /7.

[56] الارشاد: 226، اعلام الوري: 245.

[57] و قال الدينوري: و عطش الحسين عليه‏السلام فدعا بقدح من ماء، فلما وضعه في فيه و رماه الحصين بن نمير بسهم فدخل فمه و حال بينه و بين شرب الماء فوضع القدح من يده، الاخبار الطوال: 230.

[58] اخبار الدول.

[59] اللهوف: 111، مثير الاحزان: 39، امالي الصدوق: 98، تاريخ الطبري 366 /7، الکامل 78 /4، العقد الفريد: 380 /4، مروج الذهب 62 /3، مقاتل الطالبيين: 118.

[60] اباره اي اهلکه، بار اي هلک «منه».

[61] اللهوف: 111. في مدينة المعاجز ذکر خبرا ملخصه: انه کان رجل بمکة شديد السواد و کان قبل ذلک صحيح البدن صبيح الوجه. قال: اعلموا اني کنت جمال الحسين، فلما ان صرنا الي بعض المنازل برز للحاجة و انا معه، فرايت تکة لباسه و کان اهداها له ملک فارس حين تزوج بنت اخيه شاه زنان بنت يزدجرد، فمنعتني هيبته ان اساله اياها، فدرت حوله لعلي ان اسرقها فلم اقدر عليها، فلما صار القوم بکربلاء و جري ما جري و صارت ابدانهم ملقاة تحت سنابک الخيل و اقبلنا نحو الکوفة راجعين، فلما ان صرت الي بعض الطريق ذکرت التکة فقلت في نفسي قد خلا ما عنده، فصرت الي موضع المعرکة فقربت منه فاذا هو مرمل بالدماء قد حز راسه من قفاه و عليه جراحات کثيرة من السهام و الرماح، فمددت يدي الي التکة و هممت ان احل عقدها، فرفع يده و ضرب بها يدي فکادت اوصالي و عروقي تنقطع ثم اخذ التکة من يدي، فوضعت رجلي علي صدره و جهدت جهدي لازيل اصبعا من اصابعه فلم اقدر، فاخرجت سکينا کان معي فقطعت اصابعه ثم مددت يدي الي التکة و هممت بحلها ثانية فرايت خيلا اقبلت من نحو الفرات و شممت رائحة لم اشم رائحة اطيب منها، فلما رايتهم قلت: انا لله و انا اليه راجعون انما اقبلوا هؤلاء لينظروا الي کل انسان به رمق.



فصرت بين القتلي وغاب عني عقلي من شدة الجزع، فاذا رجل يقدمهم کان وجهه الشمس و هو ينادي: انا محمد رسول‏الله، و الثاني ينادي: انا حمزة اسد الله، و الثلاث ينادي: انا جعفر الطيار، و الرابع ينادي: انا الحسن بن علي، و کذلک علي، و اقبلت فاطمة و هي تبکي و تقول: حبيبي و قرة عيني ابکي علي راسک المقطوع ام علي يديک المقطوعين ام علي بدنک المطورح ام علي اولادک الاساري.

ثم قال النبي صلي الله عليه و آله: اين راس حبيبي و قرة عيني الحسين. فرايت الراس في کف النبي صلي الله عليه و آله و وضعه علي بدن الحسين عليه‏السلام فاستوي جالسا، فاعتنقه النبي صلي الله عليه و آله و بکي ثم قال: يا بني اراک جائعا عطشانا، ما لهم اجاعوک و اظماوک لا اطعمهم الله و لا اسقاهم يوم الظماء- الي ان قال- ثم قال النبي للجمال: اخسا يا عدو الله غير الله لونک. فقمت انا بهذه الحالة. مدينة المعاجز ص 262.

[62] اللهوف: 112.

[63] اللهوف: 112.

[64] اللهوف: 113 -112.

[65] اللهوف: 114 -113.

[66] الحب بالکسر اي الحبيب «منه».

[67] و منه قول السموال:



و لا عيب فيهم غير ان سيوفهم

بها من قراع الدار عين فلول.

[68] البحار 91 /45 نقلا عن نوادر علي بن اسباط.

[69] مقاتل الطالبيين: 78.

[70] الارشاد: 210 و 217.

[71] تذکرة الخواص: 144 و 146.

[72] مطالب السؤول: 76، کشف الغمة 232 /2.

[73] الاخبار الطوال: 231.

[74] العقد الفريد 380 /4.

[75] راجع البحار 218 -217 /45، امالي الصدوق 101 المجلس الحادي و الثلاثون علل الشرائع 76 /2.

[76] علل الشرائع: 76 /2، الامالي: 101.

[77] کامل الزيارات: 336.

[78] لم اجده في کامل الزيارات فراجع.

[79] الصواعق المحرقة: 192.

[80] الصواعق المحرقة: 192.