مقتل عبدالله و عبدالرحمن الغفاريين
قال: فلما راي اصحاب الحسين عليه السلام انهم قد كثروا و انهم لا يقدرون علي ان يمنعوا حسينا و لا انفسهم تنافسوا في ان يقتلوا بين يديه، فجاءه عبدالله و عبدالرحمن ابنا عزرة (عروة خ ل) الغفاريان فقالا: يا اباعبدالله عليك السلام حازنا [1] العدو اليك فاحببنا ان نقتل بين يديك نمنعك و ندفع عنك. قال: مرحبا بكما ادنوا مني. فدنوا منه فجعلا يقاتلان قريبا منه و احدهما [2] يقول:
قد علمت حقا بنو غفار
و خندف بعد بني نزار
لنضر بن معشر الفجار
بكل عضب صارم بتار
يا قوم ذودوا عن بني الاحرار
بالمشرفي و القنا الخطار [3] .
ثم قاتل حتي قتل.
قال: و جاء الفتيان الجابريان سيف بن الحارث بن سريع و مالك بن عبدبن سريع و هما ابنا عم و اخوان لام، فاتيا حسينا فدنوا منه و هما يبكيان، فقال اي ابني اخي ما يبكيكما، فو الله اني لارجو ان تكونا عن ساعة قريري عين. قالا: جعلنا الله فداك لا و الله ما علي انفسنا نبكي و لكنا نبكي عليك، نراك قد احيط بك و لا تقدر ان نمنعك. فقال: جزاكما الله يا ابني اخي بوجدكما من ذلك و مواساتكما اياي بانفسكما احسن جزاء المتقين [4] .
قلت: ثم استقدما و قالا: عليك السلام يابن رسول الله. فقال: و عليكما السلام. ثم قاتلا حتي قتلا رحمةالله عليهما [5]
پاورقي
[1] حازنا بالحاء المهملة من الحيازة اي استولي و احاط علينا العدو، و يمکن ان يکون بالجيم.
[2] و هو عبدالرحمن «منه».
[3] تاريخ الطبري 352 -351 /7.
[4] تاريخ الطبري 352 /7.
[5] البحار 29 /45.