بازگشت

مقتل حبيب بن مظاهر


(تذكار ابي ثمامة الصائدي الصلاة و مقتل حبيب بن مظاهر رضي الله تعالي عنه)

قال: فلما راي ذلك ابوثمامة عمرو بن عبدالله الصائدي «ره» قال للحسين عليه السلام: يا اباعبدالله نفسي لك الفداء اني اري هؤلاء قد اقتربوا منك و لا والله لا تقتل حتي اقتل دونك ان شاءالله و احب ان القي ربي و قد صليت هذه الصلاة التي قد دنا وقتها.

قال: فرفع الحسين عليه السلام راسه ثم قال: ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين، نعم هذا اول وقتها. ثم. قال: سلوهم ان يكفوا عنا حتي نصلي. فقال لهم الحصين بن تميم: انها لا تقبل. فقال له حبيب بن مظاهر: لا تقبل زعمت الصلاة من آل رسول الله صلي الله عليه و آله و تقبل منك يا حمار (خمار خ ل).


قال: فحمل عليهم حصين بن تميم و خرج اليه حبيب بن مظاهر فضرب وجه فرسه بالسيف فنشب و وقع عنه و حلمه (حمل ظ) اصحابه و استنقذوه، و اخذ حبيب يقول:



اقسم لو كنا لكم اعدادا

او شطركم وليتم الاكتادا



يا شر قوم حسبا و آدا

قال: و جعل يقول يومئذ:



انا حبيب و ابي مظهر

فارس هيجاء و حرب تسعر



انتم اعد عدة و اكثر

و نحن اوفي منكم و اصبر



و نحن اعلي حجة و اظهر

حقا و اتقي منكم و اعذر



و قاتل قتالا شديدا [1] .

و حكي انه قتل اثنين و ستين رجلا [2] .

فحمل عليه رجل من بني تميم فضربه بالسيف علي راسه فقتله رحمه الله، و كان يقال له بديل بن صريم من بني عقفان. و حمل عليه آخر من بني تميم فطعنه فوقع و ذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم علي راسه بالسيف فوقع و نزل اليه التميمي فاحتز راسه. فقال له الحصين: اني لشريكك في قتله. فقال الاخر: و الله ما قتله غيري. فقال الحصين: اعطنيه اعلقه في عنق فرسي كيما يري الناس و يعلموا اني شركت في قتله ثم خذه انت بعد فامض به الي عبيد الله بن زياد فلا حاجة لي فيما تعطاه علي قتلك اياه.

قال: فابي عليه فاصلح قومه فيما بينهما علي هذا، فدفع اليه راس حبيب ابن مظاهر فجال به في العسكر قد علقه في عنق فرسه ثم دفعه بعد ذلك اليه، فلما رجعوا الي الكوفة اخذ الاخر راس حبيب فعلقه في لبان فرسه، ثم اقبل به الي


ابن زياد في القصر فبصر به ابنه القاسم بن حبيب و هو يومئذ قد راهق فاقبل مع الفارس لا يفارقه كلما دخل القصر دخل معه و اذا خرج خرج معه، فارتاب به فقال: ما لك يا بني تتبعني. قال: لا شي ء. قال: بلي يا بني اخبرني. قال له: ان هذا الراس الذي معك راس ابي افتعطينيه حتي ادفنه. قال: يا بني لا يرضي الامير ان يدفن و انا اريد ان يثيبني الامير علي قتله ثوابا حسنا. قال الغلام: لكن الله لا يثيبك علي ذلك الا اسوا الثواب، اما و الله لقد قتلته خيرا منك و بكي. فمكث الغلام حتي اذا ادرك لم يكن له همة الا اتباع اثر قاتل ابيه ليجد منه غرة فيقتله بابيه، فلما كان زمان مصعب بن الزبير و غزا مصعب باجميراء [3] دخل عسكر مصعب، فاذا قاتل ابيه في فسطاطه فاقبل يختلف في طلبه و التماس غرته، فدخل عليه و هو قائل نصف النهار فضربه بسيفه حتي برد [4] .

قال الازدي: حدثني محمد بن قيس قال: لما قتل حبيب بن مظاهر هد ذلك حسينا و قال عند ذلك: احتسب نفسي و حماة اصحابي [5] .

و في بعض المقاتل قال عليه السلام: لله درك يا حبيب لقد كنت فاضلا تختم القرآن في ليلة واحدة.


پاورقي

[1] تاريخ الطبري 348 -347 /7.

[2] البحار 27 /45 نقلا من مقتل محمد بن ابي‏طالب.

[3] اجميراء بضم الجيم و فتح الميم و ياء ساکنة و راء مقصورة موضع دون تکريت الي الموصل المراصد «منه».

[4] تاريخ الطبري 349 -348 /7.

[5] تاريخ الطبري 349 /7.