بازگشت

خروج ابن زياد من البصره الي الكوفه


لما جاء كتاب يزيد الي عبيد اللَّه بن زياد انتخب من اهل البصرة خمسمائة فيهم عبداللَّه بن الحارث بن نوفل و شريك بن الاعور و كان شيعيا لعلي عليه السلام فاقبل الي الكوفة و معه مسلم بن عمرو الباهلي و حشمه و اهل بيته حتي دخل الكوفة [1] و عليه عمامة سوداء و هو متلثم، و الناس قد بلغهم اقبال الحسين عليه


السلام اليهم فهم ينتظرون قدومه فظنوا حين راوا عبيد اللَّه انه الحسين، فاخذ لا يمر علي جماعة من الناس الا سلموا عليه، و قالوا: مرحبا بك يا بن رسول اللَّه قدمت خير مقدم، فراي من تباشرهم بالحسين عليه السلام ما ساءه، فقال مسلم ابن عمر و لما اثكروا: تاخروا هذا الامير عبيد اللَّه بن زياد.

و سار حتي وافي القصر في الليل و معه جماعة قد التفوا به لا يشكون انه الحسين عليه السلام، فاغلق النعمان بن بشير عليه و علي حامته [2] ، فناداه بعض من كان معه ليفتح لهم الباب، فاطلع عليه النعمان و هو يظنه الحسين عليه السلام فقال: انشدك اللَّه الا تنحيت فو اللَّه ما انا بمسلم اليك امانتي و مالي في قتالك من ارب. فجعل لا يكلمه، ثم انه دنا و تدلي النعمان من شرف [3] فجعل يكلمه فقال: افتح لا فتحت فقد طال ليلك. و سمعها انسان خلفه، فنكص الي القوم الذين اتبعوه من اهل الكوفة علي انه الحسين عليه السلام فقال: اي قوم ابن مرجانه و الذي لا اله غيره [4] .

قال المسعودي: و حصبوه بالحصباء ففاتهم [5] .

ففتح له النعمان فدخل و ضربوا الباب في وجوه الناس فانفضوا، و اصبح فنادي في الناس: الصلاة جامعة. فاجتمع الناس فخرج اليهم فحمد اللَّه و اثني عليه ثم قال: اما بعد فان اميرالمؤمنين و لاني مصركم و ثغركم و فيئكم و امرني بانصاف مظلومكم و اعطاء محرومكم و الاحسان الي سامعكم و مطيعكم و بالشدة علي مريبكم و عاصيكم، و انا متبع فيكم امره و منفذ فيكم عهده، و انا لمحسنكم و مطيعكم كالوالد البر و سوطي و سيفي علي من ترك امري و خالف عهدي، فليتق


امرؤ علي نفسه«الصدق ينبي ء عنك لا الوعيد» [6] .

و في رواية قال: فابلغوا هذا الرجل الهاشمي مقالتي ليتق غضبي، يعني بالهاشمي مسلم بن عقيل رضي اللَّه عنه.

ثم نزل فاخذ العرفاء بالناس اخذا شديدا فقال: اكتبوا لي العرفاء و من فيكم من طلبة اميرالمؤمنين و من فيكم من الحرورية [7] و اهل الريب الذين رايهم الخلاف و الشقاق، ثم يجاء بهم لنري راينا فيهم، و من لم يكتب لنا احدا فليضمن لنا ما في عرافته الا يخالفنا منهم مخالف و لا يبغي علينا منهم باغ، فمن لم يفعل برئت منه الذمة و حلال لنا دمه و ماله، و ايما عريف وجد في عرافته من بغية اميرالمؤمنين احد لم يرفعه الينا صلب علي باب داره و الغيت تلك العرافة من العطاء [8] .

و سير الي موضع بعمان الزارة [9] .

و في الفصول المهمة: و امسك جماعة من اهل الكوفة فقتلهم في تلك الساعة. انتهي [10] .

و سمع مسلم عليه السلام بمجي ء عبيد اللَّه و مقالته، فخرج من دار المختار و اتي دار هاني ء بن عروة المرادي، فدخل بابه فاستدعي هانئا ان يخرج اليه، فخرج اليه فلما رآه كره مكانه فقال له مسلم: اتيتك لتجيرني و تضيفني. فقال له هاني: رحمك اللَّه لقد كلفتني شططا، و لولا دخولك داري و ثقتك بي لاحببت ان تنصرف عني غير انه ياخذني من ذلك ذمام ادخل. فاواه فاختلف الشيعة اليه في دار هاني [11] علي تستر و استخفاء من عبيد اللَّه و تواصوا بالكتمان [12] .


و كان يبايعه الناس حتي بايعه خمسة و عشرون الف رجل، فعزم علي الخروج فقال هاني ء لا تعجل، ثم ان ابن زياد دعا مولي له يقال له معقل [13] فقال: خذ هذا المال- و اعطاه ثلاثة آلاف درهم [14] - و قال: اطلب مسلم بن عقيل و اصحباه و القهم و اعطهم هذا المال و اعلمهم انك منهم و اعلم اخبارهم.

ففعل ذلك و اتي مسلم بن عوسجة الاسدي بالمسجد، فسمع الناس يقولون هذا يبايع للحسين عليه السلام و هو يصلي، فلما فرغ من صلاته قال: يا عبداللَّه اني امرؤ من اهل الشام مولي لذي الكلاع انعم اللَّه علي بحب اهل هذا البيت و هذه ثلاثة آلاف درهم اردت بها لقاء رجل منهم بلغني انه قدم الكوفة يبايع لابن بنت رسول اللَّه صلي اللَّه عليه و آله، و قد سمعت نفرا يقولون انك تعلم امر هذا البيت، و اني اتيتك لتقبض المال و تدخلني علي صاحبك ابايعه و ان شئت اخذت ببيعتي له قبل لقائي اياه. فقال: لقد سرني لقاؤك اياي لتنال الذي تحب و ينصر اللَّه بك اهل بيت نبيه، و قد ساءني معرفة الناس هذا الامر مني قبل ان يتم مخافة هذا الطاغية و سطوته. فاخذ بيعته و المواثيق المغلظة ليناصحن و ليكتمن. و اختلف اليه اياما ليدخله علي مسلم بن عقيل رضوان اللَّه عليه [15] .


پاورقي

[1] و في الفصول المهمة ص 184: فلما فرب من الکوفة تنکر و دخلها ليلا و اوهم انه الحسين عليه‏السلام و دخلها من جهة الباديه في زي اهل الحجاز و کلما اجتاز بجماعة يسلم عليهم فيقومون له و يقولون مرحبا يا بن رسول‏اللَّه صلي اللَّه عليه و آله ظنا منهم انه الحسين عليه‏السلام «منه».

[2] خاصته خ ل.

[3] في الارشاد: من شرف القصر.

[4] الارشاد: 188.

[5] مروج الذهب 57 /3.

[6] الارشاد: 188. يقول: انما ينبي عدوک عنک ان تصدقه في المحاربة و غيرها لا ان توعده و لا تنفذ لما توعد به «منه».

[7] هم الخوارج «منه».

[8] الارشاد: 189 -188 مع اختلاف يسير.

[9] الکامل 25 /4.

[10] الفصول المهمة: 185.

[11] الکامل 25 /4، الارشاد: 189، مقاتل الطالبين: 97.

[12] الارشاد: 189..

[13] معقل بفتح الميم و سکون العين و کسر القاف «منه».

[14] المناقب 242 /3.

[15] الکامل 26 -25 /4، مقاتل الطالبين: 97، الارشاد: 189.