بازگشت

ذكر مسير عبدالملك بن مروان الي العراق و مقتل مصعب بن الزبير و ابنه


قال: و بلغ عبدالملك بن مروان ما فعل مصعب بن الزبير بشيعته بالبصره، فاغتم لذلك غما شديدا، ثم انه تهيأ للمسير الي العراق، فدعا بسلاحه الذي يلبسه فوضعه بين يديه، ثم دعا بكرسي فجلس عليه، و أقبلت اليه امرأته عاتكه بنت يزيد بن معاويه و معها جوار لها حتي وقفت بين يديه.

فقال: يا اميرالمومنين! انشدك الله إن غزوت آل الزبير في هذه السنه، فقد علمت


انهم أشام أهل بيت في قريش، فقال عبدالملك بن مروان: يا عاتكه! إنه قتل شيعتي بالبصره، و أذلوا و طلقت نساؤهم و خربت دورهم و أخذت أموالهم، و قد أزمعت علي المسير فلابد لي من ذلك، فاما أن يبيدوني أو أبيدهم.

قال: فبكت عاتكه و تبسم عبدالملك بن مروان، و جعل يتمثل بقول كثير حيث يقول:



اذا ما أراد الغزو لم يثن همه

حصان عليها نظم در يزينها



نهته فلما لم تر النهي عاقه

بكت فبكي مما عناها قطينها



ثم دعا عبدالملك بن مروان بأخيه ابان بن مروان فاستخلفه علي الشام، فخرج يريد العراق و معه ثلاثه و ستو ألفا من أهل الشام و أهل مصر فسار حتي صار الي قرقيسياء.