بازگشت

ذكر ماجري بين ابن عباس و ابن الزبير ايضا من كلام قبيح


قال: و بلغ ابن الزبير أن ابن عباس يقول فيه ما يقول: فخرج من منزله في عده من أصحابه حتي وقف في الناس خطيبا، فحمد الله و اثني عليه ثم قال: أيها الناس! أن فيكم رجلا أعمي الله قلبه كما أعمي الله بصره، يزري علي عائشه ام المومنين، و يعيب طلحه و الزبير حوراي رسول الله صلي الله عليه و آله، و يحل المتعه، فاجتنبوه، جنبه الله السداد.

قال: و كان ابن عباس يومئذ حاضرا، فلما سمع ذلك و ثب قائما علي قديمه، ثم قال: يابن الزبير! أما ما ذكرت من ام المومنين عائشه، فإن اول من هتك عنها الحجاب انت و ابوك و خالك و قد أمرها الله عز و جل أن تقر في بيتها، فلم تفعل فتجاوز الله عنها و رحمها، و أما ابوك و انت و خالك طلحه و أشياعكم، فلقد لقيناكم يوم الجمل فقاتلناكم، فإن كنا مومنين فقد كفرتم بقتالكم المومنين، و ان كنا كفارا فقد كفرتم بفراركم من الزحف، و أما ذكرك للمتعه أني احلها، فاني انما كنت افتيت فيها في خلافه عثمان بن عفان و قلت: انما هي كلاميته و الدم و لحم الخنزير لمن اضطر اليها، حتي نهاني عنها اميرالمومنين علي بن أبي طالب عليه السلام و قال: اني سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله حين رخص فيها علي حد الضروره، و سمعته حين حرمها و نهي عنها بعد ذلك، و ان الله تبارك و تعالي قد حرمها و نهي أن يرخص فيها، فما رخصت فيها لأحد بعد ذلك الي يومي هذا، فانه قد كان يجب عليك أن لا تذكر المتعه فإنك إنما ولدت من متعه، فإذا نزلت عن منبرك هذا فصر الي امك فسلها عن بردي عوسجه، قال: فقال له ابن الزبير: اخرج عني، لا تجاورني!

فقال: نعم والله لأخرجن خروج من يقولك و يذمك.

ثم قال ابن عباس: اللهم! انك قادر علي خلقك و قائم علي كل نفس بما كسبت،


اللهم! و أن هذا الرجل فقد ابدي لنا العداوه البغضاء فارمه منك بحاصب، و سلط عليه من لا يرحمه.

قال: ثم خرج ابن عباس من مكه الي الطائف و محمد ابن الحنفيه في أصحابه، و جعل ابن عباس يقول بمن معه: أيها الناس! إن الله عز و جل قد حرم هذا لحرم منذ خلق السماوات و الارض و هؤلاء القوم قد احلوه، ولكن انظروا متي يقصمهم الله و يغير ما بهم.

قال فقل له: يابن عباس! أتعني ابن الزبير ام الحصين بن نمير السكوني؟

قال: بل أعني جميعهم و أعني الامير الشامي يزيد بن معاويه الذي بتر الله عمره و قبضه علي أسوء عمله.

قال: و سر القوم حتي نزلوا الطائف و أخلوا مكه لعبد الله بن الزبير.

قال: و كان عبدالله بن عباس يقوم في أهل الطائف خطيبا فيذكر ابن الزبير بالقبيح و يذكر فعله بمحمد ابن الحنفيه و سائر بني هاشم، فلم يزل كذلك الي أن أدركته الوفاه ، [1] و توفي بالطائف و صلي عليه محمد ابن الحنفيه و دفن هنالك فقبره باطائف بواد يقال له وادي وج.

قال: و أقام ابن الحنفيه بالطائف لا يري الزبير و لا يذكره الي أن خرج الي اليمن، فيذكر شيعته الذين يقولون بالرجعه أنه دخل شعبا يقال له شعب رضوي في أربعين رجلا من أصحابه فلم ير له الي اليوم أثر.



پاورقي

[1] مات سنه 68 و قيل في سنه 69 و له احدي و سبعون سنه، و قيل: انه ولد قبل الهجره بثلاث سنين، و صلي عليه محمد ابن الحنفيه، و أن قد ذهب بصره.