بازگشت

محمد بن الحنفيه و عبدالله ابن الزبير و ما كان بينهم من خلاف


قال: و نظر عبدالله بن الزبير انه قد صفت له العراقان جميعا و البصره و الكوفه يقتل المختار بن أبي عبيد و عبيدالله بن الحر، فارسل الي محمد ابن الحنفيه باخيه عروه بن الزبير أن هلم فبايع، فقد قتل الله الكذاب، و ابن الحر المرتاب، و الامه قد استوسقت، و البلاد قد افتتحت، فادخل فيما دخل فيه الناس من أمر البيعه، و إلا فاننا منا بذوك.

قال: فغضب محمد ابن الحنفيه من ذلك، ثم اقبل علي عروه بن الزبير فقال: بؤسا لاخيك ما ألجه في إسخاط الله، و أغفله من طاعه الله، أنا أبايع اخاك و عبدالملك بن مروأن بالشام يرعد و يبرق؟

قال: ثم وثب رجل من أصحابه فقال: جعلت فداك يابن اميرالمومنين علي الرضي و ابن عم النبي صلي الله عليه و آله، والله! ما الرأي عندنا إلا أن توثق هذه الساعه في الحديد و تحبسه عندك، فإن امسك عنك أخاه و بعث بالرضا و إلا قدمت هذا فضربت عنقه!

فقال محمد ابن الحنفيه: سبحان الله! اؤ يكون هذا الذي ذكرت من أعمال الجبابره و أهل الغدر؟ معاذالله أن نقتل من لم يقتلنا، او نبدأ بقتال من لم يقاتلنا. قال: ثم اقبل ابن الحنفيه علي عروه بن الزبير فقال له: انطلق الي اخيك هذا فقل له عني: انك ذكرت انه قد استوسق لك الناس و فتحت لك البلاد، و هذا عبدالملك بن مروان حي قائم يدعي له بالشامات كلها و ارض مصر، و في يديه مفايتح الخلافه، و لست أدري ما يكون من الحدثان، فاذا علمت انه ليس أحد يناويك في سلطانك بايعتك و دخلت في طاعتك والسلام.

قال: فرجع عروه الي أخيه عبدالله بن الزبير فأخبره بذلك.