بازگشت

ذكر كتاب مصعب بن الزبير الي إبراهيم ابن الاشتر


من مصعب بن الزبير، الي إبراهيم بن الاشتر، سلام عليك! أما بعد، فقد قتل

الله المختار و شيعته الذين دانوا بالكفر، و كادوا بالسحر، و اننا ندعوك الي كتاب الله و سنه نبيه محمد صلي الله عليه و آله، و الي بيعه اميرالمومنين عبدالله بن الزبير، فان اجبت الي ذلك فأقبل الينا آمنا مطمئنا، فإن لك ارض الجزيره و ما غلبت عليه بسيفك من ارض المغرب ما بقيت و بقي سلطان آل الزبير، و لك بذلك عهد الله و ميثاقه، و اشد ما أخذ علي أنبيائه من عهد و عقد- والسلام-. قال: و علم عبدالملك بن مروان أن المختار قتل، فكتب الي إبراهيم بن الاشتر: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبدالله عبدالملك بن مروان اميرالمومنين، الي إبراهيم بن مالك الاشتر، سلام عليك! أما بعد، فقد علمت ما كان من آل الزبير أنهم تشغبوا علي ائمه الهدي، و نازعوا أهل الحق، ألحدوا في بيت الله الحرام، والله ممكن منهم و خاذلهم، و جاعل دئره السوء عليهم عن قريب إن شاء الله، و أنا ادعوك الي كتاب الله و سنه نبيه محمد صلي الله عليه و آله، فان قبلت و أجبت فلك بذلك سلطان العراق و ما غلبت عليه من ارض المشرق أبدا ما بقيت و بقي سلطان آل مروان، و لك بذلك عهد الله و ميثاقه- والسلام-. قال: فدعا إبراهيم بخاصه أصحابه فاستشار هم في ذلك.


فقال له قوم: أيها الأمير الراي عندنا أن تدخل في طاعه عبدالملك بن مروان. فقال لهم ابن الاشتر: و يحكم إنه ليس بالشام قبيله الا و قد وترتها و قتلت رجالها في يوم عبيدالله، و ما كنت بالذي اختار علي مصري مصرا و لا علي عشيرتي عشيره، و اللحاق بالعراق احب الي و أعود علي. قال: ثم نادي في أصحابه وراتحل نحو الكوفه الي مصعب بن الزبير، فلما دخل علي مصعب قربه و ادناه، و أجلسه معه علي سريره، ثم خلع عليه و أمر له بجائزه سنيه، و صرفه الي منزله، ثم كتب الي اخيه عبدالله بن الزبير، فأخبره بامر ابن الاشتر و انه قد دخل الي الكوفه، فسر عبدالله بن الزبير بذلك سرورا شديدا. ثم ولي مصعب بن الزبير المهلب بن ابي صفره أرض الموصل و عزله عن حرب الأزراقه، [1] و استوت العراق و الجزيره و الحجاز و اليمن و ارمينيه و آذربيجان لآل الزبير، و الشام و مصر الي آخر المغرب في يد عبدالملك بن مروان.


پاورقي

[1] الازارقه: فرقه من الخوارج تنسب الي ابي‏راشد نافع بن الازرق، من أهم و اکثر فرق الخوارج عددا و شهره و أشد شوکه.