بازگشت

خبر عمير بن الحباب السلمي


قال: و في عسكر عبيدالله بن زياد يومئذ من الأشراف رجل يقال له عمير بن الحباب، فارسل اليه إبراهيم بن الاشتر أن قد أعطيتك الأمان، و لك عندي الحبا و الكرامه أن رزقني الله من هذا الجيش السلامه، فهلم الينا رحمك الله آمنا مطمئنا.

قال: فخرج اليه عمير في جوف الليل في الف فارس من بني عمه و مواليهم، حتي وافا الي ابن الاشتر، فاكرمه ابن الأشتر و اوعده و مناه و بر أصحابه بمال فرقه عليهم.

قال: و بلغ ذلك عبيدالله بن زياد فأقلقه ذلك و قال: و يخرج رجل من عسكري في الف فارس و لا يعلم به، أن هذا الامر لا يراد.

قال: و اقبل ابن الاشتر علي عمير بن الحباب هذا فقال: اني رايت أن أخندق علي عسكري خندقا، فما الذي راه؟

فقال له عمير بن الحباب مهلا أيها الأمير! فإن القوم يحبون أن يطاولوك، فإن طاولتهم فهو خير لهم، ولكن ناجزهم فإنهم قد ملئوا خوفا و رعبا، و لا تدعوهم أن يشاموا اصحابك فيذوقهم يوما بعد يوم فيجترئوا عليهم، ولكن صادمهم بخيلك


و رجلك، فإنك بحمد الله علي الحق و انهم علي الباطل، والله مظفرك بهم و ناصرك عليهم بحوله و قوته.

قال: فقال ابن الاشتر: الآن قد علمت انك نصاح لي، و لقد أصبت الرأي فيما اشرت به علي، و بهذا أوصاني صاحبي المختار، و أنا عازم علي ما اشرت، والله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.

قال: و جعل عبيدالله بن زياد يقول لأصحابه: اني لأعجب من هذا الغلام إبراهيم بن الأشتر و مسيره الي بهذا الجيش و عهدي به بالأمس بالكوفه، و قد كان يلعب بالحمام، و لعل أجله قد اقترب.

قال: و بات الفريقان ليلتهم تلك و ابن الاشتر لا يغمض لا هو و لا أحد من أصحابه لما يريدون أن يقدموا عليه من محاربه ذلك الخلق العظيم، حتي اذا كان قريبا من وقت السحر و ثب القوم و صلوا بغلس، و عبي ابن الاشتر أصحابه، فجعل علي ميمنته سفيان بن يزيد بن المغفل الأزدي، و علي ميسرته علي بن مالك الجشمي، و علي اعنه الخيل الطفيل بن لقيط الحنفي، و علي الرجاله مزاحم بن مالك السكوني.