بازگشت

ثم رجعنا الي الحديث الاول و خبر عبيدالله بن زياد


قال: ثم دعا المختار بإبراهيم بن الاشتر فقال له: اباالنعمان! اننا قد

عرفنا ممن كان بغي علينا، فاجمع الآن اليك اصحابك و سر الي عدوك عبيدالله بن زياد و أصحابه المحلين، فان احتجت الي مدد فكتب الي حتي امدك بالخيل و الرجال، حتي تكتفي أن شاء الله و لا قوه الا بالله العلي العظيم. قال: فقال له ابن الاشتر: أيهاالأمير! اني خارج كما ذكرت و أمرت، لكني لا احب أن يخرج معي عبيدالله بن الحر في هذا الجيش، فانه رجل معجب بنفسه، و أخاف أن يغدر بي وقت حاجتي اليه! فقال المختار: صدقت اباالنعمان هو كذلك ولكن داره و أحسن اليه و املأ عينه من المال، فانه ابن عمك، و لعلي أن أمرته بالتخلف عنك أن يجد في نفسه من ذلك عليك، ولكن عليك بمداراته مهما استطعت، و اعلم أني منتظر لأمرك و ما يكون منك في قتال الفاسقين، و أنا ارجوا أن تلحق الآخرين بالاولين. قال: فخرج إبراهيم بن الاشتر من الكوفه يوم السبت لثمان خلون من ذي الحجه سنه ست و ستين، و معه يومئذ عشره آلاف فارس و سبعه آلاف راجل، و قد رفع رأسه الي السماء و هو يقول: اللهم عمرنا في طاعتك، و لا تجعلنا من أهل معصيتك، اللهم اذكرنا و لا تنسنا، و انصرنا و لا تخذلنا، و ارفعنا و لا تضعنا، و أعزنا و لا تذلنا، انك واسع الرحمه قريب من المحسنين. قال: و خرج المختار في نفر من أصحابه لتشييعه فجعل يقول: اللهم انصر من صبر، و اخذل من كفر، و من عصا و من فجر، و بايع و غدر، و علا و تجبر، فصار الي سقر، لاتبقي و لا تذر، ليذوق العذاب الأكبر.


قال: ثم اقبل علي ابن الأشتر فقال: ابا النعمان! احفظ [1] عني ثلاث خصال اوصيك بها: خف الله في السر و العلانيه، [2] و عجل المسير الي عدوك، فاذا [3] عاينتهم فناجزهم و حاكمهم الي الله فانه احكم الحاكمين! أفهمت ما اوصيتك؟ فقال: نعم أيها الامير قد فهمت. قال: فسر الآن راشدا، صحبك الله و سلمك، و ردك سالما. قال: ثم رجع المختار الي الكوفه، و مضي ابن الاشتر في جيشه و هو يقول:



أما و حق المرسلات عرفا

و عصفه للعاصفات عصفا



لنعسفن من بغانا عسفا

حتي نسوم القوم منا خسفا



زحفا اليهم لا نمل زحفا

حتي نلاقي بعد صف صفا



و بعد الف قاسطين الفا

نكشفهم لدي الهياج كشفا [4] .



ثم سار ابن الاشتر في حيشه ذلك حتي صار الي المدائن، فنزلها أياما ثلاثه، ثم رحل عنها وجد السير حتي صار بتكريت، فلما نزلها أمر بجبايه خراجها، فجبي له الخراج في أيام قلائل، فأخذه و فرقه علي من كان معه من أصحابه، و بعث الي عبيدالله بن الحر بخسمه آلاف درهم.


قال: فغضب ابن الحر لذلك، ثم بعث الي اين الاشتر فقال: أيها الامير! أتبعث الي بخمسه آلاف درهم و تقبض لنفسك علي ما بلغني عشره آلاف درهم! والله ما أنا بدونك في هذا العسكر، و لا كان الحر بن عمر و بدون ابيك مالك بن الحارث، فلم تاخذ انت من المال ما آخذه أنا. قال: فبعث اليه ابن الاشتر: والله يابن عم! ما اخذت الا كما أخذت و قد وجهت اليك بالخمسه آلاف درهم التي صارت الي. قال: فأبي ابن الحر أن يقبل من ذلك شيئا، و عز علي مخالفه القوم و الخروج عليهم.


پاورقي

[1] الطبري ج 5: «خذ عني ثلاثا».

[2] في سر أمرک و علانيته.

[3] في الطبري ج 85: و اذا لقيت عدوک فناجزهم ساعه تلقاهم، و أن لقيتهم ليلا فاستطعت الا تصبح حتي تناجزهم و أن لقيتهم نهارا فلا تنتظر بهم الايل حتي تحاکمهم الي الله.

[4] في الطبري ج 5:



و رب المرسلات عرفا

لتقتلن بعد صف صفا



و بعد الف قاسطين ألفا.