بازگشت

ذكر وقعه جبانه السبيع


قال: و سار المختار الي جبانه السبيع و بها يومئذ قبائل اليمن، و قد

اجتمعوا علي عبدالرحمن (بن سعيد) بن قيس الهمداني. قال: فالتقي القوم هنالك فقاتل بعضهم بعضا، و علت الأصوات من كل ناحيه. و جعل ابن الاشتر يقول: و يحكم يا معشر ربيعه و مضر! انصرفوا عني، فحسبكم مني، أنا ابن الاشتر، أنا ابن الضل الذكر، و الله ما احب أن يصاب احد منكم علي يدي!


قال: فابوا عليه، و اشتد القتال حتي انتصف بعضهم من بعض، ثم وقعت الهزيمه بعد ذلك فانهزموا هزيمه قبيحه من بين يديه، فابقي عليهم ابن الاشتر فلم يتبعهم. قال: و جاء البشير الي المختار أن القوم قد انهزموا من بين يدي ابن الأشتر، فكبر المختار و كبر أصحابه، و سمع هؤلاء الذبين يقاتلونه التكبير ففزعوا لذلك و علموا أن أصحابهم قد أنهزموا، فانكسروا انكسارا شديدا، ثم ولوا مدبرن، فمنهم من اختفي في منزله، و منهم من خرج هاربا في البريه علي وجهه، و منهم من لحق بمصعب بن الزبير بالبصره فكان معه، و وضعت الحرب أوزارها. فقال المختار لأصحابه: انظروا كم قتل من الناس! و فتشوا البيوت فأتوني بهؤلاء الذين خرجوا علي و نقضوا بيعتي! قال : فحصر من كان قتل من أصحاب المختار فكانوا مائه و خمسه و ثلاثين رجلا، و احصي من قتل من الخراجيين عليه فكانوا ستمائه و اربعين رجلا، فذلك سبعمائه و خمسه و سبعون رجلا.