بازگشت

ذكر مسير يزيد بن انس الي محاربه عبيدالله ابن زياد و هي الوقعه الاولي


قال: و سار يزيد بن انس حتي صار الي تكريت و صار اليه عبدالرحمن بن سعيد في

الف رجل، فصال يزيد في اربعه آلاف فارس، و اقبل حتي نزل علي مسه فراسخ من ارض الموصل، و بلغ ذلك عبيدالله بن زياد فوجه اليه بقائد من قواد أهل الشام يقال له ربيعه بن مخارق الغنوي في ثلاثه آلاف فارس، و أتبعه بقائد آخر يقال له عبدالله بن حمله الخثعمي في ثلاثه آلاف. قال: و اقبل القوم حتي نزلوا حذاء يزيد بن انس. قال: و اعتل يزيد بن انس في ليلته تلك عله شديده و اصبح موعوكا لما به، فدعا بحمار له مصري فاستوي عليه و جعل يجول في عسكره و غلمانه يمسكونه من ضعفه أن لا يسقط من الحمار، فجعل يوصي أصحابه و يقول: يا شرطه الله! اصبروا تؤجروا،


و صابروا عدوكم تظفروا، و قاتلوا أولياء الشيطان، إن كيد الشيطان كان ضعيفا، فقد ترون ما بي من العله فان هلكت فأميركم من بعدي ابن عمي و رقاء بن عازب الاسدي، فان اصيب فعبدالله بن ضمره العذري، فان اصيب فسعر بن أبي سعر الحنفي. قال: ثم نزل عن الحمار و وضع له كرسي، فجلس عليه و جعل يقول: إن شئتم فقاتلوا عن اميركم و إن شئتم فعن انفسكم و دنيكم، و خذوا بدم ابن بنت نبيكم محمد صلي الله عليه و آله. ثم دنا القوم بعضهم من بعض فاقتتلوا ساعه، و حمل ورقاء بن عازب الأسدي علي رجل من أهل الشام فضربه ضربه نكسه عن فرسه قتيلا. ثم صاح بأهل العراق فحملوا و حمل معهم، و انهزم أهل الشام هزيمه قبيحه، و وضع أهل العراق فيهم السيف، فجعلوا يقتلونهم خمسه فراسخ حتي ألقحوهم بصاحبهم عبيدالله بن زياد، [1] و قد قتل منهم من قتل، و أسر منهم ثلاثمائه رجل او يزيدون، فأتي بهم الي يزيد بن انس و هو لما به حتي اوقفهم بين يديه فعل يؤمي بيده أن اضربوا اعناقهم! قال: فضربت اعناقهم عن آخرهم. فلما كان الليل اشتدت العله بيزيد بن انس فتوفي في بعض الليل رحمه الله! فغسل و كفن و حفر له ناحيه من العسكر، و تقدم ورقاء بن عازب الاسدي فصلي عليه، و دفن في جوف الليل و سوي قبره بالارض لكيلا يعلم احد بموضع قبره. قال: و اصبح أهل العراق مغمومين بموت صاحبهم يزيد بن انس، فقال لهم ورقاء بن عازب: أيها الناس! دعوا عنكم هذا الجزع الذي قد تداخلكم، فكل حي


ميت، فلا تشربوا قلوبكم الهم و الغم، فهذا عبيدالله بن زياد بإزائكم في خلق عظيم، و قد علمتم من قد التأم اليه من أهل الجزيره، و لا أظن أن لكم به طاقه، فاني اعلم اننا أن قاتلناهم كنا مخاطرين، و أن هزمناهم لن ينفعنا هزيمتهم شيئا لكثره جمعهم و عددهم. قال: فقالوا: أيها الامير! الرأي عندنا أن تنصرف حتي ننصرف معك. قال: فرحل القوم في جوف الليل نحو العراق. و بلغ ذلك المختار و أهل الكوفه فارجف منهم من ارجف و تكلم أعداء المختار ما تكلموا و لم يعلموا ما الخبر، و ظنوا انه قد قتل يزيد بن انس و أن أصحابه قد ابيدوا. قال: و اغتم المختار ايضا لذلك و لم يرد ما قصه يزيد بن انس و أصحابه، ثم اتاه الخبر بعد ذلك بأن يزيد بن انس انما مت من عله نزلت به، و أن أصحابه انصرفوا من غير هزيمه. قال: فاطابت نفس المختار بذلك، و قدم أصحاب يزيد بن انس الكوفه يخبرون بما كان من أمرهم. قال: فعندها دعا المختار بابراهيم بن الاشتر، فعقد له عقدا و ضم اليه أصحاب يزيد بن انس و غيرهم من فرسان أهل الكوفه و رجالتهم و قال له: سر الي عدوك فناجزهم و طالعني باخبارك في ليلك و نهارك، و أن رايت أمرا لا طاقه لك به فلا تلق بيدك الي التهلكه، و اكتب الي حتي امدك بخيل و رجال ما تكتفي بهم ان شاء الله تعالي. و لا قوه الا بالله العلي العظيم. قال: فخرج إبراهيم بن الاشتر حتي ضرب عسكره بموضع يقال له حمام اعين، و عزم أهل الكوفه علي أن يغدروا بالمختار.



پاورقي

[1] انظر التفاصيل في الطبري ج 5.