بازگشت

ابتدا، مسير عبيدالله بن زياد الي العراق و مقتله


قال: فدعا عبدالملك بن مروأن بعبيدالله بن زياد فضم اليه ثمانين ألفا من

اجناده و أهل الشام، ثم وضع لهم الارزاق و اعطاهم و أمرهم بالسمع و الطاعه لعبيدالله بن زياد، ثم اقبل عليه فقال له: يابن زياد! أنت تعلم أن أبي مروأن كان قد أمرك بالمسير الي العراق علي انك تاتي الكوفه فتقتل اهلها و تنهبها ثلاثا، ثم إن الموت عاجله فمضي لسبيله، و الآن فاني وليتك علي هذا الجيش فسر نحو الجزيره و العراق، فاذا فرغت من المختار فسر الي مصعب بن الزبير فاكفني أمره، ثم سر الي عبدالله بن الزبير بالحجاز فألحقه بأخيه مصعب، فاذا فرغت من ذلك فلك جميع ما غلبت عليه بسيفك من ارض الشام الي مطلع الشمس. قال: فسار عبيدالله بن زياد من الشام و معه ثمانون ألفا من الخيل و الجنود حتي صرا الي بلاد الجزيرره ونزل ارض نصيبين. قال: و بلغ ذلك عبدالرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني و هو يومئذ عامل المختار علي الموصل و ما والاها، فكتب الي المختار يخبره بذلك. قال: و خرجت مقدمه عبيدالله بن زياد في عشرين الفا نحو الموصل، و خرج عامل المختار عن الموصل هاربا حتي صار الي تكريت فنزلها، و اقبل عبيدالله بن زياد


في جيشه ذلك حتي نزل الموصل، و بلغ ذلك المختار فكتب الي عبدالرحمن بن سعيد بن قيس: أما بعد فقد بلغني ايضا كتابك و فهمت ما ذكرت من أمر عبيدالله بن زياد، و قد بلغني ايضا نزوله ارض الموصل و نزولك بتكريت، و قد لعمري اصبحت الراي في تنحيك من بين يديه اذ كنت لا تقوم لجيشه، فانظر لا تبرحن في موضعك ذلك حتي يأتيك أمري- والسلام-. قال: ثم دعا المختار برجل من سادات الكوفه شجعانهم يقال لهم يزيد بن انس الاسدي، فقال له: يا يزيد! انك قد علمت أن العاقل ليس كالجاهل، و أن الحق ليس كالباطل، و اني اخبرك خبر من لم يكذب، و لم يخالف و لم يرتب، اننا نحن المومنون، الميامين المساليم العالمون، و انك صاحب الخيل العتاق، و فارس ارض العراق، و سنورد خيلك حياض المنون، و منابت الزيتون، غائره عيونها، لا حقه بطونها، و هذا ابن زياد قد اقبل في المحلين و ابناء القاسطين، فسر اليه في المومنين، و اطلب بدم ابن بنت نبي رب العالمين. قال: فقال له يزيد بن انس: أيها الامير! اضمم الي ثلاثه آلاف فارس ممن انخبهم أنا، و خلني و الوجه الذي توجهني، فان احتجت الي مدد فاني سأكتب بذلك أن شاء الله و لا قوه الا بالله العلي العظيم. قال: فقال له المختار: اخرج فانتخب من احببت من الناس علي بركه الله و عونه. قال: فخرج يزيد بن انس فجعل ينتخب القائد بعد القائد، و الرجل بعد الرجل، حتي انتخب ثلاثه آلاف من سادات فرسان العرب، ثم انه فصل من الكوفه فخرج معه المختار و الناس يشيعونه، حتي اذا صار الي دير أبي موسي اقبل علي المختار يوصيه فقال


له: يا يزيد! انظر اذا لقيت العدو نهارا فلا تنظرهم الي الليل، و أن امكنتك الفرصه فلا توخرها، ولكين عندي خبرك في كل يوم، و أن احتجت الي مدد فاكبت الي في ذلك مع أني امدك بالخيل و الرجال حتي تكتفي أن شاء الله و لا قوه الا بالله العلي العظيم. قال: فقال يزيد بن انس: أيها الامير! ما اريد منك أن تمدني الا بالدعاء و كفي لي به مددا- والسلام-. قال: ثم ودعه و سار. و كتب المختار الي عبدالرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني: أما بعد فقد توجه الي ما قبلك يزيد بن انس، و هو من قد علمت في البأس و الشده، فاذا قدم عليك فخل بينه و بين البلاد، و كن تحت رايته سامعا مطيعا له- والسلام-.