بازگشت

ثم رجعنا الي حديث المختار


قال: ثم عزم المختار علي هدم دار اسماء بن خارجه الفزاري و احراقها لانه

كان ممن عمل في قتل مسلم بن عقيل عليه السلام. قال فجعل يقول: أما و رب السماء و الماء و رب الضياء و الظلماء! لتنزلن نار من السماء، حمراء دهماء سحماء، فلتحرقن في دار اسماء. قال: و بلغ اسماء بن خارجه فقال: انه قد سجع و ليس ههنا مقام بعد هذا قال: ثم خرج اسماء من داره هاربا حتي صار الي الباديه، و أرسل المختار الي داره و دور بني عمه فهدمها عن آخرها. ثم دعا برجل من اصحابه يقال له حوشب بن يعلي الهمداني فقال: ويحك يا حوشب! انت تعلم أن محمد بن الأشعث من قتله الحسين بن علي عليه السلام، و هو الذي قال له بكربلاء ما قال: والله ما يهنئني الوم و لا القرار و رجل من قتله الحسين بن علي عليه السلام يمشي علي وجه الارض! و قد بلغني انه في قريه الي جنب القادسيه فسر اليه في مائه رجل من اصحابك فانك تجده لا هيا متصيدا، او قائما متلبدا، او خائفا متلددا، او كامنا مترددا، فاقتله و جئني برأسه.


قال: فخرج حوشب بن يعلي الهمداني في مائه رجل من أصحابه حتي صار الي قريه محمد بن الاشعث، و علم ابن الأشعث بذلك فخرج من باب له آخر في جوف الليل هاربا و مضي نحو البصره الي مصعب بن الزبير. قال: و اصبح حوشب بن يعلي هذا نو قد علم أن محمد بن الأشعث قد هرب، فكتب الي المختار بذلك، فكتب اليه المختار انك قد ضيعت الحزم و لم تاخذ بالوثيقه، فاذا قد فاتك الرجل فاهدم قصره، و اخرب قريته، و أتني بامواله! قال: فهمدمت دار محمد بن الأشعث و أمر المختار بنقضها فبنوا به دار حجر بن عدي الكندي رحمه الله. قال: و صار محمد بن الأشعث الي مصعب بن الزبير فالتجا اليه، فقال له مصعب: ماوراءك؟ فقال: ورائي والله أيها الامير الترك و الديلم! هذا المختار بن أبي عبيد قد غلب علي الأرض، فهو يقتل الناس كيف شاء و قد قتل الي الساعه هذه ممن يتهم يقاتل الحسين بن علي اكثر من ثلاثه آلاف، و قد كان أعطاني الامان ثم انه بعث الي ببعض أصحابه فاراد قتلي فهربت اليك، فهذه قصتي و هذه حالي، ثم و ثب رجل من كنده ممن قدم مع محمد بن الأشعث حتي وقف بين يدي مصعب بن الزبير فأنشا يقول ابياتا مطلعها:



إن قوما من كنده الاخيار

بين قيس و بين آل المذار



الي آخرها. قال: فقال له مصعيب بن الزبير: يا أخا كنده! اني قد فهمت كلامك، و اني اعمل براي اميرالمومنين، و هو الذي و لاني البصره و امرني بحرب الازارقه، و هذا المهلب بن


أبي صفره في وجوههم يحاربهم، فلا تعجلوا فان المختار له مده هو بالغها. قال: فأقام محمد بن الأشعث عند مصعب بن الزبير بالبصره، و بلغ عبدالملك بن مروان ما فيه المختار من غلبته علي البلاد و قتله للناس، فأحب أن يبدو به قيل غيره، ثم ينفرغ لعبدالله بن الزبير و أخيه مصعب بن الزبير - والله أعلم - .