بازگشت

ذكر مقتل عمر بن سعد و ابنه حفص


قال: [1] ثم دعا المختار بأبي عمره صاحب شرطته فقال له: اذهب الساعه في جماعه من اعوانك حتي تهجم علي عمر بن سعد فتأتيني به، فاذا دخلت عليه و سمعته يقول: يا غلام! علي بطيلساني، فاعلم انه انما يدعو بالسيف، فبادر اليه بسيفك فاقتله و اتني برأسه! قال: فلم يشعر عمر بن سعد إلا و أبوعمره قد وافاه في اعوانه، فلما نظر اليه بقي متحيرا ثم قال: ما شأنكم؟ فقال: أجب اميرالمومنين! فقال: أن الامير قد علم بمكاني و قد اعطاني الأمان، فهذا أمانه عندي، و قد اخذه لي (عبدالله بن) [2] جعده بن عبيره بن أبي وهب المخزومي، ثم قال: يا غلام علي بالأمان! و اذا فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا أمان المختار بن أبي عبيد الثقفي لعمر بن سعد بن أبي وقاص، انك آمن بأمان الله علي نفسك [3] و اهلك و ولدك و أهل بيتك، و لا تؤاخذ بحدث كان منك قديما ما سمعت و اطعت و لزمت منزلك الا أن تحدث حدثا، فمن لقي عمر بن سعد من شرطه الله و شيعه آل محمد لا يتعرض له الا بسبيل خير، شهد علي ذلك السائب بن مالك الأشعري و احمر بن شميط البجلي و عبدالله بن كامل الهمداني و عبدالله بن شداد الجهني و يزيد بن انس الأسدي و فلان ابن فلان، شهدوا علي المختار


بن أبي عبيد بالعهد و الميقاق و الأمان لعمر بن سعد و ولده الا أن يحدث حدثا وكفي بالله شهيدا- والسلام. فقال له أبوعمره صاحب شرطه المختار: صدقت أباحفص! قد كنا حضورا عند الامير ايده الله حين كتب لك هذا الأمان: غير انه يقول الا أن يحدث حدثا، و لعمري لقد دخلت المخرج مرارا فاحدثت احداثا، و ليس مثل المختار من يغلط، و انما عني هذا الاحداث، و ليس يجب أن يغني عن مثلك و قد قتلت ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله، الحسين بن علي عليه السلام و ابن فاطمه عليهاالسلام، ولكن أجب الامير فلعله انما يدعوك لأمر من الامور، قال: فاني أفعل، يا غلام علي بطيلساني! فقال أبوعمره: يا عدو الله! لمثلي يقال هذا، وسل سيفه ثم ضرب ضربه علي رأسه، سقط منها علي قفاه. ثم قال لاعوانه: خذوا راسه! قال: فأذخوا راس عمر بن سعد و اتي به حتي وضع بين يدي المختار و ابنه حفص بن عمر بن سعد واقف بين يديه، و هو ابن اخت المختار، فقال له المختار: أتعرف هذا الرأس يا حفص؟ قال: نعم هذا رأس أبي و لا خير في العيش من بعده. ثم قال: فقدم حفصا بعمر، قال: فتقدم حفص فضرب عنقه صبرا، ثم وضع رأسه الي جنب رأس ابيه. فقال المختار: هذا بالحسين و هذا بعلي بن الحسين و لا سواء، فوالله لو قتلت ثلاثه أرباع قريش لما وفوا بائمله واحده من أنامل الحسين عليه السلام. قال: ثم وجه المختار بالرأسين الي مكه الي محمد ابن الحنفيه و وجه أيضا مع


الرأسين ثلاثين الف دينار و كتب اليه: [4] .

«بسم الله الرحمن الرحيم، للمهدي محمد بن علي، من المختار بن أبي عبيد، سلام عليك، أما بعد فان الله تبارك و تعالي بعثني نعمه لأوليائكم و نقمه علي قاتليكم و أعدائكم، فهم من بين قتيل و اسير طريد، فأحمد الله علي ذلك أيها المهدي حمدا تستوجب منه المزيد في العاجله، و المغفره في الآجله، و قد وجهت اليك براس عمر بن سعد و رأس ابنه حفص بن عمر، و قد قتلت من شارك في دم الحسين بن علي و أهل بيته ممن قدرت عليه بالكوفه، و لن يعجز الله من بقي منهم، و لست أنام و لا يسوغ لي الطعام حتي لا يبقي احد ممن شارك في دماء أهل بيتك، و أنا ارجو أن يقتل الله عز و جل عبيدالله بن زياد و أصحابه المحلين، فاطهر منه و من شيعته البلاد، و قد وجهت اليك أيها المهدي ثلاثين الف دينار لتفرقها علي من احببت من أهل بيت و من التجا اليك من شيعتك، فاكتب الي في: ذلك برأيك اتبعه، والسلام عليك و رحمه الله و بركاته». قال: ثم دفع الكتاب و المال و الرأسين الي مسافر بن سعيد الهمداني [5] و ظبيان بن عارمه التميمي، و ضم اليهما عشرين رجلا و وجه بهم الي محمد ابن الحنفيه و هو يومئذ بمكه، و هو جالس في نفر من شيعته يحدثهم و يقول لهم: الا ترون الي المختار بن أبي عبيد يزعم انه محب لنا، و انه من شيعتنا، و انه يطلب بدماء أهل البيت، و قتله الحسين بن علي جلوس علي الكراسي يحدثهم و يحدوثنه، حتي لقد بلغني عن عمر بن سعد و ابنه حفص انهما يغدوران اليه و يروحان- والله المستعان- قال: فما خرجت الكلمه من فيه حينا الا و كتاب المختار قد وافاه مع الرأسين و المال، فلما وضعت الرأسان بين يديه و قرا


الكتاب حول وجهه الي القبله و خر ساجدا، ثم رفع راسه و بسط كفيه و قال: اللهم لا تنس هذا اليوم للمختار!، اللهم و اجز به عن أهل بيت نبيك محمد صلي الله عليه و آله خير الجزاء! فوالله ما علي المختار بعد هذا من عتب! قال: ثم اخذ ذلك المال ففرق منه بمكه ما فرق، و وجه بالباقي الي المدينه ففرق في أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و غيرهم من أولاد المهاجرين و الانصار عليهم لسلام.


پاورقي

[1] عن الطبري ج 5: ذات يوم و هو يحدث جلساء: لأقتلن غدا رجلا عظيم القديمن، غائرالعينين، مشرف الحاجبين، يسر مقتله المومنين و الملائکه المقربين.

[2] عن الطبري ج 5: و کان عبدالله بن جعده بن هبيره اکرم خلق الله علي المختار لقرابته بعلي.

[3] الطبري ج 5: نفسک و مالک.

[4] نسخه الکتاب في الطبري 6/ 62.

[5] في الطبري ج 5: مسافر بن سعيد بن نمران الناعطي.