بازگشت

ذكر محمد بن الأشعث و قدومه علي المختار


قال: و بلغ المختار أن محمد بن الأشعث مقيم بتكريت، فدعا بابنه عبدالرحمن

فقال له: أنت في طاعتي و أبوك في طاعه عبدالله بن الزبير، ما الذي يمنعه من المسير الي و الدخول في طاعتي؟ أما والله لقد هممت او اوجه اليه من يأتيني به يتل تلا فأفعل ما اظمر له في قلبي! أو ليس من قتله الحسين بن علي! او ليس هو الذي قال للحسين يوم كربلا: و أي قرابه بينك و بين محمد صلي الله عليه و آله؟ فقال له عبدالرحمن: أعز الله الامير! فأنا اخرج اليه باذنك فآتيك به شاء أو أبي أن شاء الله و لا قوه الا بالله العلي العظيم. قال: فاذن له المختار في ذلك. فخرج عبدالرحمن من الكوفه حتي قدم علي ابيه محمد بن الأشعث و هو نازل بتكريت، فدخل و سلم عليه ثم جلس، فقال له: ما وراءك يا بني؟ قال له: ورائي أن هذا الرجل قدظهر علي الكوفه و سائر البلاد، و قد استوسق له الامر و اطاعه الناس، و قد سأل عنك و ذكرك، اخاف أن يبطش بمن قتل الحسين بن علي عليه السلام فلم يترك منهم احدا، و انت ممن سار الي الحسين عليه السلام، و ليس جلوسك ههنا


بشي ء لانه ليس معك جيش تمتنع به، و أنت بالكوفه أعز منك ههنا، و بعد فلا والله ما رايت شيخا يرضي لنفسه بما ترضاه لنفسك! انك قد اقمت في مثل هذه القريه في غير كثره من عدد و لا كثيف من جمع و لا اماره و لا منعه و انت انت. قال: فتبسم محمد بن الأشعث ثم قال: يا بني! إني قد علمت أنك لم تأتني و لم تعرض علي هذا الرأي الا خوفا من المختار. قال: ثم اقبل محمد بن الأشعث علي من عنده من أصحابه و قال: إن ابني هذا له نخل بالكوفه علي شاطي ء الفرات، و انما يريد أن أكون أن مقيما بالكوفه حتي يأمن هو في نخله و ماله و أنا فلست أبالي بذلك النخل كان أم لم يكن. قال: فلم يزل عبدالرحمن يلين لأبيه في الكلام و يخوفه مره و يرغبه اخري حتي اجابه الي ما اراد. قال: ثم خرج محمد بن الأشعث من تكريت في جماعه من أصحابه و بني عمه حتي قدم الكوفه، ثم دخل علي المختار فسلم عليه بالاماره و قال: أيها الامير! الحمد لله الذي نصرك، و اعزك و اظهرك، و بعدوك اظفرك، اذ انجز دعوتك، و اعلي رتبتك، و رفع منزلتك، فانك دعوت دعوه هدي و انجيتنا من الضلاله و العمي. قال: فقال له المختار: أبا عبدالرحمن! أن الذي غضبنا له هو نصرنا، و بعدوه اظفرنا، و أن لربنا تعالي جندا لا يغلب، و ملكا لا يسلب، و ليس من يوم يأتي بعد يوم الا والله تعالي معز فيه للمومنين مذل فيه للكافرين، حتي يعود الدين كما بدأ. ثم ادناه المختار و اجلسه معه علي سريره، و وعده و مناه و أمر له بجائزه سنيه، و صرفه الي منزله. قال: و جعل المختار يجلس للناس في كل غدوه و عشه فيقضي بين الخصمين، فاذا


عاقه عائق أمر شريحا القاضي أن يجلس فيقضي بين الناس. [1] .

قال: و أحبه الناس حبا شديدا، و در له جلب البلاد، و حمل اليه الخراج من جميع عماله. قال: ثم أرسل الي وجوه أصحابه و ثقاته، فجمعهم عنده ثم قال: اعلموا انه ليس يسوغ لي الطعام و لا أحب أن اروي من الماء و قتله الحسين بن علي أحياء يمشون في هذه الدنيا! و قد استوسق لي الامر و اطاعني الناس، و ليس بالناصر لآل محمد صلي الله عليه و آله ان لم اطلب بدمائهم، و اقتل من قتلهم، و اذل من جهل حقهم! ولكن سموهم لي فعلي أن اطهر الارض منهم.


پاورقي

[1] ثم إن الناس تناولوا شريحا و انه ممن شهد علي حجر بن عدي، و انه خان هاني‏ء بن عروه فيما لم يبلغ عما ارسله به، و أن علي بن أبي‏طالب عليه ‏السلام قد عزله عن القضاء فتمارض شريح، فعزله المختار و چعل مانه عبدالله بن عتبه بن مسعود ثم عبدالله بن مالک الطائي (انظر الطبري ج 5).