بازگشت

ذكر كلام المختار علي المنبر


ثم قال: الحمد لله الذي وعد وليه النصر، و وعد عدوه الخسر و الخذل و الختر،

و جعله في الي آخر الدهر قضاء مقضيا، (و) وعدا مأتيا، و قولا مقبولا، و أمرا مفعولا، و قد خاب من افتري، أيها الناس! قد مدت لنا غايه، و رفعت لنا رايه، فقيل لنا في الرايه أن ارفعوها و لا تضعوها، و في الغايه أن [1] خذوها و لا تدعوها، فسمعنا دعوه الداعي و قبلنا قول الراعي [2] فكم من ناع و ناعيه لقتلي في الواعيه! ألا! فهلموا عباد الله الي بيعه الهدي، و مجاهده الأعداء و الذب عن الضعفاء من آل محمد الصطفي، علي قتال المحلين، و أنا الطالب بدم ابن بنت نبي رب العالمين، أما و منشي ء السحاب، الشديد العقاب، السريع الحساب، منزل الكتاب، العزيز الوهاب، القدير الغلاب، لأنبشن قبر ابن شهاب، المفتري الكذاب، المجرم المرتاب! و لأنفين الأحزاب، الي دار بلاد الاعراب! ثم و رب العالمين، و رب ابللد الامين، و حرمه طور سينين، فلأقتلن الشاعر الهجين، أعسي الباغضين، و شويعر الحنظلين، و زاجر البارقين، و ابن همام اللعين،


و اولياء الكافرين، و اعوأن الظالمين، و بقايا القاسطين، و اخوان الشياطين، الذين، اجتمعوا علي الأباطيل، و تقولوا علي الأقاويل، و تمثلوا بالأماثيل، و جاووا بالاحماحيل، و تسكعوا في الاضاليل، باقوال المجاهيل، الكذبه الاراذيل! الا فطوبي لعبدالله و عبيد و اخي ليله الطريده، و لذي الأخلاق الحميده، و العزام الشديده، و المقالات الرشيده، و الأفاعيل السديده، و الآراء العتيده، و النفوس السعيده. قال: ثم قعد علي المنبر و وثب قائما و قال: أما والذي جعلني بصيرا، و نور قلبي تنويرا، لأحقرن بالمصر دورا! و لأنبشن بها قبورا! و لا شفين بها صدورا! و لأقتلن جبارا كفورا، ملعونا و غدورا! و كفي بالله هاديا و نصيرا، و عن قليل و رب الحرم، و البيت المحرم، و الركن المكرم، و المسجد المعظم، و حق النون و القلم، ليرفعن لي العلم، من الكوفه الي اضم، الي اكناف ذي سلم، من العرب و العجم! ثم لأتخذن من بني تميم اكثر الخدم. قال: ثم نزل عن المنبر فصلي ركعتين بالناس و دخل الي قصر الاماره و احتلف عليه الناس بالبيعه، فلم يزل باسطا يده و الناس يبايعونه علي كتاب الله و سنه نبيه محمد صلي الله عليه و آله و الطلب بدماء أهل البيت، و المختار يقول: تقاتلون من قاتلنا، و تسالمون من سالمنا، و الوفاء عليكم ببيعتنا. لا نقيلكم و لا نستقيلكم، حتي بايع الناس من العرب و الموإلي و غير ذلك من سائر الناس. قال: و اذا الخبر قد اتصل به أن عبدالله بن مطيع مختف في دار أبي موسي، قال: فسكت المختار و لم يقل شيئا، حتي اذا كان الليل دعا بعبد الله بن كامل الهمداني و دفع اليه عشره آلاف درهم [3] و قال له: صر الي دار أبي موسي الاشعري و ادخل علي


عبدالله بن مطيع و أقرئه مني السلام و قال له: يقول لك الامير: اني قد علمت بمكانك و ليس مثلي من اساء الي مثلك و قد وجهت اليك بما تستعين به علي سفرك، فخذه و الحق بأهلك و صاحبك. قال: فخرج عبدالله بن مطيع من الكوفه في جوف الليل هاربا و استحيي أن يصير الي مكه فيعيره عبدالله بن الزبير بفراره من المختار، فصار الي البصره و بها يومئذ مصعب بن الزبير نائبا عليها من قبل اخيه عبدالله بن الزبير. قال: و احتوي المختار علي الكوفه فعقد لأصحابه و ولاهم البلاد من ارمينيه و مذربيجان و اران و حوران و الماهين الي الري و أصفهان، فجعل يجيي خراج البلاد. [4] .

قال: و كان محمد بن الأشعث بن قيس الكندي عاملا علي الموصل من قبل عبدالله بن الزبير، فلما قدم عامل المختار علي الموصل لم يكن لمحمد بن الأشعث به طاقه فخرج عن الموصل هاربا، و أقبل الي قريه يقال لها تكريت فنزلها، ثم كتب الي عبدالله بن الزبير: أما بعد فاني اخبر اميرالمومنين ايده الله أن عامل المختار قدم الموصل و هو عبدالرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني، و قد كنت عزمت علي محاربته و منعه من الدخول الي البلد، غير أن عامه اصحابي خذلوا و استأمنوا اليه فلم يكن الي بالرجل طاقه، فتنحيت من بين يديه الي قريه يقال لها تكريت، فنزلتها انتظر بذلك أمر اميرالمومنين و رأيه - والسلام -. قال: فكتب اليه عبدالله بن الزبير: أما بعد فقد وصل الي كتابك و فهمت الذي ذكرت فيه من تنحيك عن البلد، و لا عذر لك عندي في ذلك أن تخلي ارض الموصل


و خراجها و حصونها و مزارعها، و تخرج عنها بلا قتال و قد أمرتك عليها، فانت تأكل منها الكثير و تبعث الي منها اليسير! فوالله لو لم تقاتلهم مناصحه لاميرك و طلبا للثواب من الله تبارك و تعالي لقد كان يجب عليك أن تقاتل عن بلد أنت اميره! فلم تقاتل غضبا لربك و لانصره لامامك و لا مخافه علي سلطانك! فسوءه لما أتيت به و لما جاء منك! فلقد عجزت عن عدوك و ضعيت ما وليتك- والسلام-.


پاورقي

[1] الطبري ج 5: أن اجروا اليها و لا تعدوها.

[2] الطبري: الواعي.

[3] الطبري، ج 5: مائه الف درهم. و کان ابن مطيع قبل للمختار صديقا.

[4] انظر الالويه و التعيينات التي عقدها المخترا لاصحابه في الطبري باختلاف في الاسماء و المناطق.