بازگشت

ذكر خروج الشيعه الي محمد ابن الحنفيه يسالونه عن المختار


قال: فخرج جماعه منهم [1] حتي قدموا الي مكه علي محمد بن علي، فلما دخلوا عليه و سلموا رد عليهم السلام و قربهم و ادناهم و قال: ما الذي اقدمكم الي مكه و ما هذا وقت الحج؟

فقالوا: حاجه مهمه، فقال محمد بن علي: أفعالنيه ام سرا؟

فقالوا: بل سرا، فتنحي معهم ناحيه من مجلسه، ثم قالوا له: انتكلم؟

فقال: تكلموا.

فقالوا له: [2] فداك يابن اميرالمومنين! انكم أهل بيت قد خصكم الله بالفضل، و أماط عنكم الجهل، و قد اصبتم بابي عبدالله الحسين بن علي عليه السلام عنهما مصيبه قد (عظمت) بالمؤمنين، و قد قدم علينا المختار بن ابي عبيد يذكر انه قد جاءنا من قبلك، و انك الذي ارسلته الينا لتطلب بدم الحسين عليه السلام، و هو مقيم بين اظهرنا من قبل ان يقتل سليمان بن صرد و أصحابه، و قد بايعناه و عزمنا علي الخروج معه لنأخذ بدمائكم أهل البيت: غير انا احببنا ان نستطلع رأيك في ذلك، فان امرتنا باتباعه اتبعناه، و ان نهيتنا عنه اجتنبناه.


فقال محمد عليه السلام: أما ما ذكرتم من الفضل الذي خصصنا به فذاك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، و أما ما ذكرتم من مصيبتنا بالحسين بن علي عليه السلام فذلك في الكتاب مسطور، و أما ما ذكرتم من امر المختار بن أبي عبيد فوالله لقد وددت ان الله تعالي قد انتصر لنا من عدونا بمن شاء من خلقه- والسلام-.

قال: فودعه القوم و خرجوا من عنده و هم يقولون: قد رضي بذلك و لولا انه رضي بالمختار لكان نهانا عن ذلك.

قال: و المختار قد علم بخروجهم الي محمد بن علي، فعظم [3] ذلك عليه و خشي ان يأتيه من محمد ابن الحنفيه ما يحرك الناس [4] عنه. فلما قدموا أرسل اليهم فدعاهم، [5] ثم قال: هاتوا ما عندكم!

فقالوا: عندنا انا امرنا باتباعك و الخروج معك.

قال المختار: الله اكبر! انا أبواسحاق انا جرار القاسطين.

ثم أرسل المخترا الي وجوه الشيعه فجمعهم في داره، فلما اجمعوا حمد الله و اثني عليه ثم قال: أما بعد، يا شيعه آل محمد المصطفي! ان نفرا منكم أحبوا ان يعلموا مصداق ما جئت به اليكم، فرحلوا [6] الي ابي القاسم الامام المهدي، فاستخبروه عما جئت به اليكم، فخبرهم اني وزيره و ظهيره، و قد امركم باتباعي و طاعتي فيما ادعوكم [7] اليه


و الطلب بدماء أهل بيت نبيكم- والسلام-.

قال: فتكلم عبدالرحمن بن شريح الهمداني فقال: أيها الناس! انا أحببنا ان نستخبر لأنفسنا خاصه ولكم عامه، فقدمنا مكه الي ابي القاسم محمد بن علي، فخبرناه بخبر المختار بن ابي عبيد، فامر بمظاهرته و موازرته و باجابته الي ما دعانا اليه.

قال: فبايعه الناس.

فقال المختار لاصحابه: ما تقولون في ابن الأشتر؟

فقالوا: نقول انه سيد قومه بهذا المصر، فان هو ساعدنا علي امرنا نرجو بعون الله النصره علي عدونا، فانه رجل شريف و ابن شريف، و بعد فانه بعيد الصوت [8] في قومه و ذو عز و عشيره و عدد.

قال المختار: فصيروا اليه، كلموه و ادعوه الي ما نحن عليه، و اعلموه ان الذي امرنا به من الطلب بدماء أهل البيت و رغبوه في ذلك، فان فعل و الا صرت اليه انا بنفسي.


پاورقي

[1] و منهم: عبدالرحمن بن شريح و سعيد بن منقذ الثوري و سعر بن ابي‏سعر الحنفي و الاسود بن جراد الکندي و قدامه بن مالک الجشمي.

و حسب روايه الطبري ج 5، انهم ذهبوا الي محمد ابن الحنفيه يسالونه هل يرخص لهم باتباع الخمتار فيما يدعوهم اليه.

[2] کان الذي تقدمهم بالکلام عبدالرحمن بن شريح، انظر مقالته في الطبري ج 5.

[3] الطبري ج 5: فشق ذلک عليه.

[4] الطبري ج 5: يخذل الشيعه عنه.

[5] عن الطبري ج 5: حتي اقبل القوم علي رواحلهم حتي دخلوا علي المختار قبل دخلوهم الي رحالهم.

[6] الطبري ج 5: أما الهدي و النجيب المرتضي ابن خير من طشي و مشي، حات النبي المجتبي.

[7] الطبري: فيما دعوتکم الي من قتال المحلين.

[8] في الطبري ج 5: بعيد الصيت.