بازگشت

ابتداء خروج المختار بن ابي عبيد و ما كان منه


قال: و أرسل عبدالله بن الزبير الي عبدالله بن يزيد الانصاري فعزله عن الكوفه و ولي مانه عبدالله بن مطيع العدوي.

قال: فقدم عبدالله بن مطيع اميرا علي الكوفه و ذلك في رمضان من سنه خمس و ستين ليله الخميس لثلاث بقين من الشهر، فدخل الي قصر الاماره، فلما كان من الغد نادي في الناس ان يحضروا المسجد الأعظم، فحضروا و فيهم يومئذ المختار بن ابي عبيد و جماعه من أصحابه الذي كانوا بايعوه، و جاء عبدالله بن مطيع فصعد المنبر فحمد الله و اثني عليه و قال: [1] أما بعد يا أهل الكوفه! فان أميرالمومنين بعثني اميرا عليكم و امرني بحياطه مصركم، فاقتوا الله عباد الله و لا تختلفوا، و ان تفعلوا فلا تلوموني و لوموا انفسكم والسلام، فوالله لاوقعن بالسقيم العاصي، و لا قيمن أود المرتاب. [2] .

قال: فالتفت المختار الي من كان حوله من الشيعه فقال: انه قد تكلم بما قد سمعتم، فقوموا فردوا عليه و لا تمهلوه!


قال: فوثب اليه السائب بن مالك الأشعري فقال: أيها الأمير! انا قد سمعنا كلامك، ان اميرالمؤمنين امرك ان لا تحمل عنا و نحن نشهدك ان لا نرضي ان تحمل علينا فيئنا ولكن يكون ذلك في فقرائنا، و أما ما ذكرت من سيره أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب و سيره عثمان بن عفان فلسنا نقول في القوم الا خيرا [3] غير انا نحب ان تسير فينا سيره اميرالمومنين علي بن ابي طالب عليه السلام، فليس علي عندنا بدون عمر و لا عثمان [4] و ان فعلت ذلك و الا فلست لنا بامير و لا نحن لك برعيه- والسلام-.

قال: و تكلم عامه الناس بما تكلم به السائب بن مالك الاشعري و قالوا: احسنت يا سائب! فلا يعدمك المسلمون!

قال: فقال عبدالله بن مطيع يا هؤلاء! اسكتوا، فوالله ما نسير فيكم الا بما تحبون، ثم نزل عن المنبر [5] و دخل الي منزله و اقبل اليه اياس بن مضارب العجلي و هو صاحب شرطته، فقال: اصلح الله الامير! ان الذي اعترض عليك في المسجد و قال ما قال هو رجل من الاشعريين من رؤساء أصحاب المختار، لست آمن المختار ان يخرج عليك في عملك هذا، ولكن ابعث اليه الساعه فادعه اليك، فاذا جاءك فاحبسه الي ان يستقيم امر الناس، و معه قوم من أهل مصرك هذا قد بايعوه سرا، و كانك به و قد خرج عليك ليلا و نهارا.


قال: فدعا عبدالله بن مطيع برجلين من أصحابه: احد هما زائده بن قدامه، و (الآخر) الحسين بن عبدالله الهمداني، [6] و قال لهما: انطلقا الي المختار فادعواه الي! قال: فأقبلا حتي دخلا علي المختار، فسلما عليه ثم قالا: يا أبااسحاق! اجب الامير،فانه يدعوك لامر احب فيه مشورتك.

قال: فغمزه زائده بن قدامه [7] و فهمها المختار فقال: [8] يا غلام! الق علي ثقيلا، فاني أجد في نفسي، و قال: ثم رمي نفسه و تمثل بهذا البيت:



اذ ما معشر كرهوا امورا [9] .

و لم يأتوا الكريهه لم يهابوا



ثم قال: ارجعا الي الامير فأعلماه حالي و ما اجد في بدني.

فقال له زائده بن قدامه: اني فاعل ذلك يا أبااسحاق!

قال المختار: و انت يا أخا همدان فأعذرني عنده، فانه خير لك عندي!

فقال الهمداني: افعل ذلك و لا اخبر الامير عنك الا ما تحب. ثم اقبلا حتي دخلا علي عبدالله بن مطيع فخبراه بعله المختار، فصدقهما و لها عن ذكر المختار.

قال: و جعل المختار يجمع أصحابه و يقول: تهيأ و او كونوا علي اهبه الخروج و الطلب بدماء أهل بيت نبيكم محمد صلي الله عليه و آله.



پاورقي

[1] انظر خطبته في الطبري ج 5.

[2] في الطبري: و لأقيمن درء الأصعر المرتاب.

[3] لم يرد في خطبته بالاصل ذکر عمر بن الخطاب أو عثمان بن عفان، و قد ورد ذکر هما في نص الخطبه التي اوردها الطبري.

[4] الطبري ج 5: و لا حاجه لنا في سيره عثمان في فيئنا، و لا في نفسنا، فانها انما کانت اثره و هوي، و لا في سيره عمر بن الخطاب في فيئنا، و ان کانت اهون السيرتين علينا ضرا و قد کان لا يألوا الناس خيرا.

[5] الطبري ج 5: فقال مطيع: نسير فيکم بکل سيره احببتموها.

[6] الطبري ج 5: عبدالله البرسمي من همدان.

[7] في الطبري قرا قول الله تبارک و تعالي: (و اذ يمکر بک الذين کفروا ليثبتوک أو يقتلوک...) (سوره الانفال، الآيه 30).

[8] في الطبري: القوا علي القطيفه، ما اراني الا و قد وعکت اني لأجد فققفه شديده.

[9] في الطبري ج 5: ترکوا نداهم.