بازگشت

ذكر كتاب سليمان بن صرد جواب كتاب عبدالله بن يزيد


للامير عبدالله بن يزيد من سليمان بن صرد و اصحابه [1] اما بعد فقر قرانا كتابتك ايها الامير و علمنا ما نويت، فنعم اخو العشيره انت ما علمناك في المشهد بالمغيب!غير انا سمعنا الله تعالي يقول في كتابه و قوله الحق: (ان الله اشتري من المومنين أنفسهم و اموالهم بان لهم الجنه يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التوراه و الانجيل و القرآن و من أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم)، [2] ، و اعلمك ايها الامير ان القوم قد اشتبشروا ببيعتهم الذي بايعوه و قد تابوا اليه [3] و توكلوا عليه من عظيم ذنوبهم- والسلام عليك و رحمه الله و بركاته-.

قال: فلما ورد الكتاب علي عبدالله بن يزيد و قراه اقبل علي جلسائه فقال: استمات القوم و رب الكعبه! و اول خبر ياتيكم عنه انهم قتلوا باجمعهم، والله لا قتلوا حتي يكثر القتل بينهم و بين عدوهم ذكر حبس المختار بالكوفه.


قال: و علم المختار ان سليمان بن صرد قد مضي في اصحابه و حدثته نفسه أنه ليس يرجع منهم أ «د، فجعل يبعث الي الشيعه و يشاورهم في الخروج، قال: و بلغ ذلك عمر بن سعد بن ابي وقاص، فاقبل و معه نفر من اصحابه حتي دخل علي عبدالله بن يزيد فقال: ايها الأمير! ان المختار بن أبي عبيد صاحب فتنه، و قد بلغني ان قوما من هؤلاء الترابيه يختلفون اليه و لست آمنه، فابعث اليه الساعه فخذه و خلده السجن، فانك لا تقوي به. فارسل عبدالله بن يزيد الي ابراهيم بن محمد بن طلحه فخبره بذلك، فركب من ساعه في جماعه من خاصته و اعوانه حتي صار الي دار المختار ثم قال: اهجموا عليه فأخرجوه.

فقال له ابراهيم بن محمد: يابن ابي عبيد: ما هذا الذي يبلغنا عنك؟

فقال المختار: كل ما بلغكم عني فانه باطل و زور.

قال: و اقبل عمر بن سعد علي فرس له حتي وقف علي المختار و قد اخرج من منزله، فقال لابراهيم بن محمد بن طلحه: أيها الرجل! هذا رجل يريد ان يخرج عليكم في مصركم هذه فيفسد عليكم البلد، فأوثقوه بالحديد و خلدوه السجن الي ان يستقيم للناس الأمر. [4] .

قال: و اذا رسول الامير عبدالله بن يزيد قد اقبل الي ابراهيم فقال: يقول لك الامير: شد المختار كتافا و امض به الي السجن حافيا!

فقال ابراهيم بن طلحه للرسول: يا هذا! و لم هذا؟ والله ما هذا جزاؤه من اميرالومنين عبدالله بن الزبير و قد ابلي بين يديه البلاء الحسن و قاتل القتال الشديد!


فلما ذا يشده كتافا و يسوقه الي السجن حافيا و لم ير منه بعد الا حسنا، و انما اخذناه علي التهمه و الظن. [5] .

قال: ثم امر به ابراهيم بن محمد السجن فحبس.

و مشي قوم من وجوه اهل الكوفه الي عبدالله بن يزيد فقالوا: ايها الامير! ان المختار بن ابي عبيد رجل من شيعه آل محمد عليهم السلام و انت عارف به قديما و حديثا، و انما قدم علينا لأنه راي امن اميرالمومنين حفوه فأحب ان يكون في ناحيتنا، و لم يظهر لنا و لا لك عداوه منه و لا حربا، فان راي الامير ان يشفعنا فيه!

قال: فابي عبدالله بن يزيد ذلك. فانصرف القوم مغضبين.

قال: و بلغ المختار ذلك فجعل يقول و هو في السجن: اما! و رب البحار! و النخيل و الأشجار، و الهامه و العقار، [6] و الملائكه الابرار، و المصطفين الاخيار! لاقتلن كل جبار بكل [7] مهند خطار، حتي اذا اقمت عمود الدين،و رايت [8] شيعه المسلمين، و شفيت غليل الصادين، [9] من اولاد القاسطن و بقيه المارقين، و ادركت بثأر اولاد النبيين، لم يكثر [10] علي زوال الدنيا و لم احتفل [11] بلموت اذا أتي، اذ كان المصير الي دار الجزاء.


قال: ثم كتب المختار الي عبدالله بن عمر بن الخطاب: [12] اما بعد، فاني حبست بالكوفه مظلوما و ظن بي (الولاه) ظنونا كاذبه، فاكتب الي هذين [13] الواليين الصالحين كتابا لطيفا، عسي الله ان يفرج عني [14] من ايديهما ببركتك والسلام عليك و رحمه الله و بركاته-.

قال: فكتب عبدالله بن عمر الي عبدالله بن يزيد و ابراهيم بن محمد بن طلحه: اما بعد، فقد علمتما الذي بيني و بين المختار من الصهر و القرابه و الذي بيني و بينكما من الموده [15] - و السلام عليكما و رحمه الله و بركاته-.

قال: فلما ورد كتاب عبدالله بن عمر علي عبدالله بن يزيد و ابراهيم بن محمد بن طلحه فأرسلا الي المختار فاخرجاه من السجن ثم قالا له: اعطنا كفيلا ان لا تحدث امرا و الزم منزلك!

قال: فتقدم عشره من وجوه الشيعه فضمنوه. ثم سكت المختار و لزم منزله.


پاورقي

[1] نسخه الکتاب في الطبري ج 5: مع اختلاف بعض العبارات.

[2] سوره التوبه، الآيه 111.

[3] الطبري: انهم قد تابوا من عظيم جرمهم، و قد توجهوا الي الله.

[4] الطبري ج 5: و خلدوه في السجن حتي يستقيم امر الناس.

[5] الطبري ج 5: جعل قول ابراهيم بن محمد لعبدالله بن يزيد.

[6] في الطبري ج 5: و المهامه و الفقار.

[7] عباره الطبري: بکل لدن خطار، و مهند بتار في جموع من الانصار، ليسوا يميل اغمار، و لا بعزل اشرار.

[8] الطبري: و رايت شعب صدع المسلمين.

[9] الطبري: و شفيت غليل صدور المومنين.

[10] الطبري: لم يکبر.

[11] الطبري:و لم احفل.

[12] بعث المختار غلاما يدعي زربيا الي عبدالله بن عمر.

[13] في الطبري 8/6: الي هذين الظالمين.

[14] الطبري: ان يخلصني.

[15] زيد في الطبري: فاقسمت عليکما بحق ما بيني و بينکما لما خليتما سبيله حين تنظران في کتابي هذا.