بازگشت

ذكر مفارقه المختاربن ابي عبيدالله بن الزبير و خروجه عليه


قال: و عزم المختار بن ابي عبيد علي مفارقه عبدالله بن الزبير فجعل يقدم في

ذلك و يؤخر. قال: و قدم هاني ء بن ابي حيه الهمداني الي مكه يريد العمره، فاقبل اليه المختار بعد ان فرغ من عمرته فقال له: يا اخا همدان! الا تخبرني عن الناس كيف تركتهم بالكوفه؟ فقال: تركتهم والله و قد استوسقوا لصاحبك هذا عبدالله بن الزبير، و لو كان لهم رجل يجمعهم علي رأيهم لأكل بهم الارض.


فقال له المختار: لا عليك يا اخا همدان، فانا والله اجمعهم علي الحق، [1] و أنفي بهم الباطل، [2] و اقتل بهم كل جبار عنيد ان شاء الله و لا قوه الا بالله. فقال له هاني ء بن ابي حيه: ويحك يا ابااسحاق! [3] اتق الله و لا توضع في الضلال و الفتنه، فان صاحب الفتنه هو أقرب شي ء اجلا و اسوا الناس عملا. فقال له المختار: سبحان الله يا اخا همدان! ما لي و للفتنه! انما ادعو الي الطاعه [4] و الجماعه، ولكن خبرني عن سليمان بن صرد و اصحابه هل شخص الي قتال المحلين؟ قال: لا، ولكنه عازم علي ذلك. قال: فسكت الختار ثم انصرف الي منزله، فلما كان الليل و ثب فاستوي علي فرسه و خرج من مكه بغير علم من عبدالله بن الزبير، فلم يصبح الا علي مرحلتين من مكه، ثم سار مجدا يريد الكوفه، حتي اذا صار بالقرعاء [5] و جده رجل من اهل الكفوفه يقال له سلمه بن مرثد، فسلم عليه المختار و قال: من أين اقبلت يا سلمه؟ قال: اقبلت من الكوف. قال: فكيف خلقت بها أهلها؟ فقال: خلفتهم والله كفغم رعاء تهادوا و تمردوا. (فقال له المختار بن ابي عبيد: انا الذي احسن رعايتها و ابلغ نهايتها)، فقال له


سلمه: يابن ابي عبيد! اتق الله فانك ميت و مبعوث و محاسب و مجزي بعلمك من خير و شر. قال: ثم افترقا، و سار المختار حتي انتهي الي نهر الحيره [6] و ذلم في يوم الجمعه، فنزل و اغتسل فيه، ثم لبس ثيابه و اعتم بعمامته و تقلد بسيفه، ثم ركب و أقبل حتي دخل الكوفه نهارا، فجعل يمر علي مجالس القوم و يقف عليهم و يسلم و يقول لهم: ابشروا بالفرج! فقد جئناكم بما تحبون و انا المسلط علي الفاسقين و الطالب بدماء اهل بيت نبي رب العالمين. ثم اقبل الي المسجد الأعظم فنزل، ثم دخل المسجد فصلي، و استشرف الناس ينظرون اليه و يقولون: هذا المختار بن ابي عبيد، و ما قدم الا لامر و نحن نرجو به الفرج. قال: ثم قعد المختار في المسجد حتي صلي الظهر و نهض و عليه ثياب رثه حتي صار الي باب المسجد فركب و اقبل حتي نزل في دار سلم بن المسيب و هي داره التي لا تعرف الا به. فلما كان من الغد بعث الي وجوه الشيعه فدعاهم ثم قال لهم: اعلموا اني قد جئتكم من عند ولي الأمر، و معدن الفضل، و وصي الوصي، و الامام المهدي، محمد بن علي ابن الحنفيه، بعثني اليكم امينا و وزيرا و عاملا [7] و اميرا، و قد امرني بقتال المحلين، و الطلب بدم ابن بنت نبي رب العالمين، و هذا امر لكم فيه الشفاء، و كشف الغطاء، و قتل الأعداء، و تمام النعماء. قالت الشيعه: يا ابااسحاق! انت موضع ذلك، غير ان الناس اجتمعوا الي سليمان بن صرد الخزاعي و انت تعلم انه شيخ الشيعه اليوم فلا تعجل الي ان تنظر (و ينظر)


و يؤول الامر الي ما تحب ان شاء الله و لا قوه الا بالله. قال: فسكت المختار و اقام بالكوفه ينتظر ما يكون من امر سليمان بن صرد. قال: و علم عبدالله بن الزبير ان المختار قد صار الي الكوفه فاتقي ان يفسد عليه البلد، فأرسل الي عامر بن مسعود الجمحي فعزله عن الكوفه وولي عليها (عبدالله بن يزيد الانصاري. قال: فقد عبدالله بن يزيد اميرا علي الكوفه، من قبل) عبدالله بن الزبير و قدم معه ابراهيم بن محمد بن طلحه بن عبدالله علي خراج الكوفه. [8] .

قال: و اقبل رؤساء اهل الكوفه علي عبدالله بن يزيد فسلموا عليه. و هنؤه بالولايه، فقال لهم: يا اهل الكوفه! ما هذا الذي يبلغني عن سليمان بن صرد و اصحابه؟ فقالوا: ايها الامير! يذكر انه يطلب بدم الحسين بن علي عليه السلام عنهما. فقال عبدالله بن يزيد: نعم هذا الراي و انا معهم و معينهم ايضا علي ذلك. قال: و خرجت الشيعه من عند عبدالله بن يزيد بقي عنده رجل من شيعه بني اميه يقال له يزيد بن الحارث بن رويم، فقال: اصلح الله الأمير! ان سليمان بن صرد و اصحابه قد عزموا علي ان يخرجوا عليك بالكوفه، فاجمع اليك اصحابك ثم انهض اليهم فضع فيهم السيف من قبل أن يخرجوا عليك. فقال عبدالله بن يزيد: يا هذا! و لم يخرج علي سليمان بن صرد؟ فقال: لأنهم يزعمون انهم يطلبون بدم الحسين بن علي عليه السلام، قال عبدالله بن


يزيد: الله اكبر! انا قتلت الحسين! لعن الله من قتله و شارك في دمه و دماء اخوته و اهل بيته و شيعته عليهم السلام! و من لم تكن مصيبه الحسين بن علي عليه السلام دخلت عليه ما هو بمؤمن. قال: فقام الرجل من عنده نادما علي ما تكلم.


پاورقي

[1] في الطبري ج 5: علي مر الحق.

[2] الطبري: و انفي بهم رکبان الباطل.

[3] في الطبري ج 5: يابن ابي‏عبيد.

[4] الطبري: الهدي.

[5] و ما أثبت عن الطبري و اذا کان بالقراء منزل في طريق مکه من الکوفه بعد المغيثه و قبل واقصه.

[6] الحيره: مدينه علي ثلاثه اميال من الکوفه.

[7] في الطبري: و منتجبا و اميرا.

[8] و کان قدوم عبدالله بن يزيد يوم الجمعه لثمان بقين من شهر رمضان سنه 64 ه و کان المختار قد قدمها قبله بثمانيه ايام.