بازگشت

ابتدا، اخبار عين الورده


قال: و تحركت الشيعه بالكوفه و لقي بعضهم بعضا بالتلاوم و الندم [1] علي ما فرطوا فيه من قتل الحسين بن علي عليه السلام، و انهم دعوا الي نصرته فلم ينصروه بعد ان كانوا كاتبوه، و علموا انهم لا يغسل [2] عنهم الإثم و الخطا الا ان يخرجوا فيقتلوا من قتله و يأخذوا بدمه حيث كان من مشارق الارض و مغاربها. قال: و كان بعضهم يمشي الي بعض و يدبرون آراءهم بينهم و لا يطلعون احدا علي ما هم فيه، و كان اكثر خوفهم من اهل مصرهم لان اكثرهم قتله الحسن عليه السلام. قال: ثم انهم تفرقوا الي هؤلاء خمسه نفر من الشيعه و هم من اصاب علي بن ابي طالب عليه السلام: سليمان بن صرد الخزاعي و المسيب بن نجبه الفزاري و رفاعه بن شداد البجلي و عبدالله بن سعد بن نفيل الأزدي و عبدالله بن وال التيمي. قال: و اجتمع هؤلاء القوم في منزل سليمان بن صرد الخزاعي، و كان اول من تكلم منهم المسيب بن نجبه فحمد الله و اثني عليه ثم قال: اما بعد، فانا قد ابتلينا بطول العمر في هذه الدنيا و التعرض لأنواع البلاء و الفتن، فنسأل الله ان لا يجعلنا ممن يقال [3] له غدا: (اولم نعرمكم ما يتذكر فيه من تذكر و جاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير) [4] و قد علمت ان الله تبارك و تعالي في موطنين من مواطن ابن بنت نبينا عليه السلام


فوجدنا كتابين و ذلك ان الحسين بن علي عليه السلام اتتنا كتبه [5] و قدمت علينا رسله و اعذر الينا في امره يسألنا ان ننصره علانيه و سرا، فنحينا عنه بأنفسنا حتي قتل الي جانبنا، فلا نحن نصرناه بايدينا، و لا دفعنا عنه بألستنا. و لا قويناه باموالنا، و لا طلبنا له نصره من عشائرنا، فما عذرنا غدا عند الله، و ما حجتنا بين يدي نبينا صلي الله عليه و آله و قد قتل ابنه و حبيبه و ريحانته بين أظهرنا! لا والله! ما لنا عذر غير ان نخرج فنقتل من قتله او شارك في دمه و اعان علي قتله، فعسي الله تبارك و تعالي ان يرضي بذلك عنا. [6] .

قال: ثم تكلم رفاعه بن شداد البجلي فقال: اما بعد، فقد هديت الي ارشد الامور نكأت بقولك حزازات الصدور، و ذلك انك بدأت بحمدالله و دعوت الي جهاد الفاسقين و الي التوبه من الذنب العظيم، فمسموع منك مستجاب لك مقبول قولك والسلام-. [7] .

قال: ثم تكلم سليمان و كان شيخ القوم و عمديهم فقال: اما انه دهر ملعون قد عظمت فيه الرزيه و شمل فيه الخوف و المصيبه، و ذلك انا كنا ندعوهم [8] الي بيعتنا و نحثهم علي المصير الينا، فلما قدموا الينا أبينا [9] و عجزنا و تربصنا حتي قتل حبيبنا


و ولد نبينا و سبطه و سلالته [10] و هو في ذلك يستصرخ فلا يصرخ، و يدعو فلا يجاب، و يستغيث فلا يغاث، و بقي اكلته لرماحهم حتي قتلوه ثم عدوا عليه فسلبوه بعد ان قتلوا شيعته و انتهكوا حرمته، الا! فانهضوا فقد سخط الله عليكم و لا ترجعوا الي الحلائل و الابناء ابدا رضي الله عنكم! و لا أظنه راضيا دون ان تناجزوا من قتله او شارك في دمه، الا فلا تهابوا الموت، فوالله ما هابه احد قط الا ذل! فانهضوا و كونوا كبراءه بني اسرائيل اذ قال لهم نبيهم موسيل عليه السلام: (يقوم انكم ظلتم انفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا الي بارئكم فاقتلوا انفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليهم انه هو التواب الرحيم) [11] ، الا! فاحدوا الصفاح، [12] و ركبوا أسنه الرماح (و أعدوا لهم ما استطعتم من قوه و من رباط الخيل) [13] و لا تهنوا عن لقاء الفاسقين. قال: فعندها و ثب خالد بن (سعد بن) نفيل الأزدي فقال: اما والله! لو علمت ان قتلي نفسي يخرجني من ذنبي و يرضي عني ربي اذا لقتلتها، ولكن هذا الأمر انما امر به قوم من بني اسرائيل لما عبدوا العجل من دون الله فامر الله سبحانه و تعالي نبيه موسي بن عمران ان يامرهم بقتل انفسهم عقوبه لهم، غير اني اشهدكم ان كل مال اصبحت املك سوي فرسي و سلاحي فهو صدقه علي المسلمين أقويهم علي قتال الفاسقين. [14] .

ثم و ثبت ابوالمعتمر بن حنش بن ربيعه الكناني فقال: و انا ايضا اشهدكم علي


ذلك فما املكه فهو صدقه. قال: ثم وثب ابوالجويريه العبدي و الاسود بن ربيعه الكندي فقالا مثل ذلك، و تبايعت الشيعه علي مثل ذلك. قال: ثم انهم قلدوا امورهم سليمان بن صرد الخزاعي فجعلوه اميرهم و قائدهم، و عزموا علي الخروج علي قتله الحسين عليه السلام، فاتفقت آراؤهم علي ان يخرجوا في غره ربيع الآخر، [15] ثم انهم كتبوا الي شيعه اهل البصره و شيعه المدائن فخبروهم بما قد عزموا علي، فاجابوهم الي ذلك. قال: و كتب اليهم سعد بن حذيفه بن اليمان من المدائن: اما بعد، فقد قرأنا كتابكم إلينا [16] و فهمنا الذي دعوتمونا اليه من هذا الامر، و نحن مجتهدون معدون مسرجون ملجمون ننتظر الامر و نلتمس الأجر و نجيب الداعي و نتبع الراعي، فاذا جاء الصريخ اقبلنا و لم نرجع- والسلام-. [17] .

قال: و كتب اليهم المثني بن مخربه [18] .



العبدي من البصره يجيبهم الي ذلك.


قال: فلما التأم لهولاء القوم امرهم و عزموا علي ما قد عزموا عليه، اقبلوا الي دار الاماره و في ايديهم السيوف حتي هجموا علي عمرو بن حريث المخزومي، و هو يومئذ امير الكوفه من قبل عبدالملك بن مروان، فاخروجوه من القصر مطردوا، و اقعدوا مكانه عامر بن مسعود بن اميه بن خلف الجمحي- و كان يلقب بدحروجه الجعل-. قال: فبايعه اهل الكوفه علي انه من قبل عبدالله بن الزبير. قال: و بلغ ذلك عبدالله بن الزبير فسره ذلك.


پاورقي

[1] في الطبري ج 5: و التندم.

[2] الطبري: لا يغسل عارهم و الاثم عنهم في مقتله.

[3] الطبري، يقول له.

[4] سوره فاطر، الآيه 37.

[5] العباره في الطبري ج 5: و قد بلغنا قبل ذلک کتبه.

[6] في الطبري ج 5: ايها القوم، و لوا عليکم رجلا منکم فانه لابد لکم من امير تفزعون اليه، ورايه تحفون بها، اقول قولي هذا و استغفر الله لي ولکم.

[7] انظر کلامه في الطبري، ج 5: فان الله قد هداک لاصوب القول و دعوت الي ارشد الامور، ثم تکلم عبدالله بن وال و عبدالله بن سعد. فحمد ربهما و اثنيا عليه و تکلما بنحو من کلام رفاعه بن شداد، فذکرا المسيب بن نجبه بفضله، و ذکرا سليمان بن صرد بسفابقته، و رضاهما بتوليته. فقال المسيب بن نجبه: اصبتم و وفقتم، و انا اري مثل الذي رايتم، فولوا امرکم سليمان بن صرد.

[8] في الطبري: انا کنا نمد أعناقنا الي قدوم آل نبينا و نمنيهم النصر و نحثهم علي القدوم.

[9] الطبري: و نينا.

[10] انظر الطبري: و عصارته و بضعه من لحمه و دمه.. .

[11] سوره البقره، الآيه 54.

[12] الطبري: اشحذوا السيوف.

[13] سوره الانفال الآيه 60.

[14] عن الطبري: القاسطين.

[15] وذلک سنه 65 ه.

[16] و کان سليمان بن صرد قد کتب کتابا الي سعد.

[17] نسخه الکتاب في الطبري ج 5 باختلاف يسير.

[18] نص کتاب المثني الي سليمان بن صرد عن الطبري ج 5 اما بعد، فقد قرات کتابتک، و اقراته اخوانک، فحمدوا رايک و استجابوا لک، فنحن موافوک ان شاء الله للاجل الذي ضرب و في الموطن الذي ذکرت والسلام. و کتب في اسفل کتابه:



تبصرب کاني قد اتيتک معلما

علي اتلع الهادي اجش هزيم



طويل القرا نهد الشواه مقلص

ملح علي فاس اللجام ازوم



بکل فتي لا يملا الروع نحره

محس بعض الحرب غير سؤوم



اخي ثقه ينوي الاله بسعيه

ضروب بنصل السيف غير اثيم.