ذكر دخول القوم علي عبيدالله بن زياد
قال: ثم اتي القو حتي ادخلوا علي عبيدالله بن زياد [1] و نظرت اليه زينب بنت علي عليهماالسلام فجلست ناحيه [2] .
فقال ابن زياد: من الجالسه؟ فلم تكلمه، فقال الثانيه: من الجالسه؟ فلم تكلمه.
فقال رجل [3] من اصحابه: هذه زينب بنت علي عليه السلام.
فقال ابن زياد: الحمد لله الذي فضحكم [4] و اكذب احدوثتكم!
فقال زينب عليهاالسلام: الحمد الله الذي اكرمنا بنبيه محمد صلي الله عليه و آله و طهرنا في كتابه تطهيرا، و انما يفضح [5] الفاسق و يكذب الفاجر.
فقال ابن زياد: كيف رايت صنع الله باخيك و اهل بيتك؟
فقالت زينب عليهاالسلام: ما رايت الا جميلا، هؤلاء القوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا الي مضاجعهم، و سيجمع الله بينك و بينهم يابن زياد، فتحاجون و تخاصمون، فانظر لمن الفلح يومئذ! ثكلتك امك يابن مرجانه!
قال: فغضب ابن زياد من ذلك، فقال له عمرو بن حريث المخزومي: اصلح الله الامير! انها امراه، و المرأه لا تواخذ بشي ء من منطقها [6] .
فقال اابن زياد: لق أشفي الله (نفسي) من طاغيتك و العصاه المردوده [7] من أهل بيتك.
فقالت زينب عليهاالسلام: لقد قتلت كهلي و قطعت فرعي [8] و اجتثثت اصلي، فان كان هذا شفاؤك فقد اشتفيت.
فقال ابن زياد: هذه شجاعه لا حرج، لعمري لقد كان ابوك شاعرا شجاعا.
فقالت زينب عليهاالسلام: يابن زياد! و ما للمراه و الشجاعه.
قال: فالتفت ابن زياد الي علي بن الحسين عليه السلام قال: [9] اولم يقتل علي بن الحسين؟
قال عليه السلام: ذاك أخي و كان اكبر مني فقتلتموه [10] و ان له مطلا منكم يوم القيامه.
فقال ابن زياد: ولكن الله قتله.
فقال علي بن الحسين عليه السلام: (الله يتوفي الأنفس حين موتها) [11] و قال تعالي: (و ما كان لنفس ان تموت الا باذن الله) [12] .
فقال ابن زياد لبعض جلسائه: ويحك! خذه اليك فاظنه قد ادرك الحلم!
قال: فاخذه مري بن معاذ الاحمري، فنحاه ناحيه ثم كشف عنه فاذا هو انبت، فرده الي عبيدالله بن زياد و قال: نعم، اصلح الله الامير! قد ادرك.
فقال عبيدالله بن زياد: خذه اليك الآن فاضرب عنقه!
قال: فتعلقت به عمته زينب بنت علي و قالت له: يابن زياد! [13] انك لم تبق منا احدا، فان كنت عزمت علي قتله فاقتلني معه.
فقال علي بن الحسين عليه السلام لعمته: اسكتي حتي اكلمه! ثم اقبل علي عليه السلام علي ابن زياد فقال: اباالقتل تهددني؟ اما علمت ان القتل لنا عاده، و كرامتنا الشهاده! [14] .
قال: فسكت ابن زياد ثم قال: اخرجوهم عني! و انزلهم في دارك الي جانب
المسجد الاعظم. ثم نادي عبيدالله بن زياد في الناس فجمعهم في المسجد الاعظم ثم خرج و صعد المنبر.
پاورقي
[1] في الطبري ي ج 4: عن حميد بن مسلم دخلت فيمن دخل علي ابن زياد فاذا براس الحسين عليه السلام موضوع بين يديه و هو ينکث بقضيب بين ثنيتيه ساعه، فلما رآه زيد بن ارقم لا ينجم عن نکته بالقضيب، قال له: اعل بهذا القضيب عن هاتين الثنيتين، فوالذي لا اله غيره لقد رايت شفتي رسولالله صلي الله عليه و آله علي هاتين الشفتين يقبلهما، ثم انفضح الشيخ يبکي فقال له ابن زياد: ابکي الله عينيک! فوالله لولاک انک شيخ قد خرفت و ذهب عقلک لضربت عنقک قال: فنهض فخرج فلما خرج سمعت الناس يقولون مر بنا و هو يقول- لو سمعه ابن زياد لقتله-: ملک عبدعبدا، فاتخذهم تلدا، انتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم، قتلتم ابن فاطمه و امرتم ابن مرجانه، فهو يقتل خيارکم، و يستعبد شرارکم، فرضيتم بالذل فبعدا لمن رضي بالذل!.
[2] في الطبري ان زينب لبست أرذل ثبابها و تنکرت و حفت بها اماؤها.
[3] الطبري ج 4: فقال بعض امائها.
[4] في الطبري: فضحکم و قتلکم.
[5] في الطبري: لا کما تقول انت، انما يفتضح الفاسق.
[6] زيد في الطبري: و لا تلام علي خطل.
[7] الطبري: المرده.
[8] في الطبري زيد: و ابرت اهلي.
[9] الطبري ج 4: لما عرض علي بن الحسين علي ابن زياد قال له: ما اسمک؟ قال: انا علي بن الحسين قال: او لم يقتل الله علي بن الحسين.. .
[10] في الطبري: قتله الناس.
[11] سوره الزمر، الآيه 42.
[12] سوره آل عمران، الآيه 145.
[13] في الطبري: حسبک منا، اما رويت من دمائنا، و هل ابقيت منا احدا.
[14] في الطبري: يابن زياد، ان کانت بينک و بينهن قرابه فابعث معهن رجلا تقيا يصحبهن بصحبه الاسلام. فقال له ابن زياد: تعال انت، انطلق مع نسائک، فبعثه معهن.