بازگشت

و هذه تسميه من قتل بين يدي الحسين من ولده و اخوانه و بني عمه


كان اول من خرج منهم عبدالله بن مسلم بن عقيل بن ابي طالب و هو يقول:



اليوم القي مسلما و هو أبي

وفتيه ماتوا علي دين النبي



ليس كقوم عرفوا بالكذب

لكن خيار و كرام النسب



من هاشم السادات اهل الحسب

ثم حمل فقاتل حتي قتل منهم جماعه و قتل [1] - رحمه الله -.



و خرج من بعده جعفر بن عقيل بن ابي طالب و هو يقول:



انا الغلام الابطحي الطالب

من معشر في هاشم و غالب



و نحن حقا ساده الذوائب

هذا حسين سيد الاطائب




ثم حمل فقاتل حتي قتل [2] - رحمه الله-.

و خرج من بعده اخوه عبدالرحمن بن عقيل بن ابي طالب و هو يرتجز و يقول:



ابي عقيل فاعرفوا مكاني

من هاشم و هاشم اخواني



كهول صدق ساده القرآن

هذا حسين شامخ البنيان



فقاتل حتي قتل [3] - رحمه الله-.

و خرج من بعده اخوه محمد بن عبدالله بن جعفر بن ابي طالب و هو يقول:



نشكو الي الله من العدوان

فقال قوم في الردي عميان



قد بدلوا معالم الفرقان

و محكم التنزيل و التبيان



و اظهروا الكفر مع الطغيان

فقاتل حتي قتل [4] -رحمه الله-.



و خرج من بعده اخوه عون [5] بن عبدالله بن جعفر بن ابي طالب و هو يقول:



ان تنكروني فانا ابن جعفر

شهيد صدق في الجنان الزهر



نطير فيها بجناح اخضر

كفي بهذا شرفا من معشر




ثم حمل فقاتل حتي قتل [6] - رحمه الله -.

و خرج من بعده عبدالله بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السلام و كان علي وجهه شقه قمر، و عليه يومئذ قميص و ازار، و في يديه سيف له حسام قاطع، و هو يرتجز و يقول:



ان تنكروني فانا فرع الحسن

سبط النبي المصطفي و المؤتمن



هذا حسين كاسير مرتهن

بين اناس لا سقوا صوب المزن



فقاتل حتي قتل- رحمه الله-.

قال: فصاح الحسين عليه السلام: صبرا يا بني! و صبرا يا اهل بيتي! فوالله لا رايتم هوانا بعد هذا اليوم ابدا.

قال: ثم تقدم اخوه الحسين عازمين علي ان يموتوا من دونه، فاول من تقدم ابوبر بن علي - و اسمه عبدالله، و امه ليلي بنت مسعود بن خالد الربعي التميميه - فتقدم و هو يقول:



شيخي علي ذوالفخار الأطول

من هاشم الخير الكريم المفضل



هذا حسين ابن النبي المرسل

عنه نحامي بالحسام المصقل



تفديه نفسي من اخل مبجل

يا رب فامنحني ثواب المنزل



قال: فحمل عليه رجل من اصحاب عمر بن سعد يقال له زحر بن بدر النخعي فقتله - رحمه الله -.

فخرج من بعده اخوه عمر بن علي فجعل يقول:



اضربكم و لا اري فيكم زحر

ذاك الشقي بالنبي من كفر






يا زحر يا زحر بل ان من عمر

لعلك اليوم تبوء من سقر



شر مكان من حريق و سعر

لانك الجاحد يا شر البشر



قال: ثم حمل علي قاتل اخيه فقتله، و استقبل القوم فجعل يضرب فيهم بسيفه ضربا منكرا و هو يرتجز و يقول:



خلوا عداه الله خلوا عن عمر

خلوا عن الليث العبوس المكفهر



يضربكم بسيفه و لا يفر

و ليس فيها كالجبان المستجر



ثم حمل علي قاتل اخيه فقتله، و استقبل القوم فجعل يضرب فيهم بسيفه ضربا منكرا و هو يرتجز و يقول:



خلوا عداه الله خلوا عن عمر

خلوا عن الليث العبوس المكفهر



يضربكم بسيفه و لا يفر

و ليس فيها كالجبان المستجر



ثم حمل فلم يزل يقاتل حتي قتل- رحمه الله-.

و خرج من بعده اخوه عثمان بن علي عليه السلام - و امه ام البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعه بن الوحيد بن كلاب العامريه - و هو يقول:



اني انا عثمان ذوالمفاخر

شيخي علي ذو الفعال الطاهر



و ابن عم النبي الطاهر

اخو حسين خيره الأخائر



و سيد الكبار و الأصاغر

بعد الرسول و الوصي الناصر



فقاتل حتي قتل- رحمه الله-.

و خرج من بعده اخوه جعفر بن علي بن ابي طالب عليه السلام - و امه ام البنين بنت حزام - فجعل يرتجز و يقول:



اني انا جعفر ذوالمعالي

ابن علي الخير ذو النوال



اخي حسين ذو الندي المفضال

ثم حمل فقاتل حتي قتل - رحمه الله -.



ثم خرج من بعده اخوه عبدالله بن علي عليه السلام و هو يرتجز و يقول:




انا ابن ذي النجده و الافضال

ذاك علي الخير ذو الفعال



سيف رسول الله ذي النكال

في كل يوم ظاهر الأهوال



ثم حمل فقاتل حتي قتل [7] - رحمه الله -.

و خرج من بعده اخوه العباس بن علي عليه السلام و هو يقول:



اقسمت بالله الاعز الاعظم

و بالحجور صادقا و زمزم



و ذو الحطيم و نعما المحرم

ليخضبن اليوم جسمي بالدم



اما ذي الفضل و ذي التكرم

ذاك حسين ذوالفخار الاقدم



ثم حمل و قاتل حتي قتل من القوم جماعه و قتل [8] - رحمه الله-.

ثم تقدم تقدم من بعده علي بن الحسين بن علي عليهماالسلام و هو يومئذ ابن ثماني عشره سنه.

فتقدم نحو القوم و رفع الحسين عليه السلام شيبته نحو السماء و قال: اللهم اشهد علي هؤلاء القوم فقد برز اليهم غلام اشبه القوم خلقا و خلقا و منطقا برسولك محمد صلي الله عليه و آله فامنعهم بركات الارض، فان متعتهم الي حين ففرقهم فرقا، و اقطعهم قطعا، و اجعلهم طرائق قددا، و لا ترض الولاه عنهم ابدا، فانهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا.

قال: ثم صاح الحسن عليه السلام بعمر بن سعد فقال: ما لك قطع الله رحمك، و لا بارك لك في امرك، و سلط عليك بعدي من يقتلك علي فراشك، كما قطعت رحمي و لم تحفظ قرابتي من محمد صلي الله عليه و آله، ثم رفع الحسين عليه السلام صوته و قرأ: (ان الله اصطفي آدم و نوحا و آل ابراهيم و آل عمران علي العالمين - ذريه بعضها من بعض والله سميع عليم) [9] .


قال: ثم تقدم علي بن الحسين بن علي عليهماالسلام و هو يقول:



انا علي بن الحسين بن علي

من عصبه جد ابيهم النبي [10] .



والله لا يحكم فينا ابن الدعي

اطعنكم بالرمح حتي ينثني



اضربكم بالسيف احمي عن ابي

ضرب غلام علوي قرشي



ثم حمل عليه السلام، فلم يزل يقاتل حتي ضج اهل الشام من يديه و من كثره من قتل منهم، فرجع الي ابيه و قد اصابته جراحات كثيره، فقال: يا ابه! العطش قد قتلني، و ثقل الحديد قد اجهدني، فهل الي شربه من الماء سبيل.

قال: فبكي الحسين عليه السلام ثم قال: يا بني! قاتل قليلا فما اسرع ما تلقي جدك محمدا صلي الله عليه و آله فيسقيك بكأسه الاوفي!.

قال: فرجع علي بن الحسين الي الحرب و هو يقول:



الحرب قد بانت لها حقائق

و ظهرت من بعدها مصادق



والله رب العرش لا نفارق

جموعكم أو تغمدوا البوارق



ثم حمل، فلم يزل يقاتل حتي قتل [11] - رحمه الله -.

قال: فبقي الحسين فريدا وحيدا ليس معه ثان الا ابنه علي عليه السلام و هو يومئذ ابن سبع


سنين، [12] و له ابن آخر يقال له علي في الرضاع، فتقدم الي باب الخيمه فقال: ناولوني ذلك الطفل حتي اودعه! فناولوه الصبي، فجعل يقبله و هو يقول: يا بني! ويل لهؤلاء القوم اذ كان غدا خصمهم جدك محمد صلي الله عليه و آله.

قال: و اذا بسهم قد اقبل حتي وقع في لبه الصبي قتله، [13] فنزل الحسين عليه الالسلام عن فرسه و حفر له بطرف السيف و رماه بدمه و صلي عليه و دفنه، ثم و ثب قائما و هو يقول:



كفر القوم و قدما رغبوا

عن ثواب الله رب الثقلين



قاتلوا قدما عليا و ابنه

حسن الخير كريم الابوين



حسدا منهم و قالوا اجمعوا

نقتل الآن جميعا للحسين



يا لقوم من اناس رذل

جمعوا الجمع لأهل الحرمين



ثم ساروا و تواصوا كلهم

باحتياجي لرضاء الملحدين



لم يخافوا الله في سفك دمي

لعبيدالله نسل الكافرين



و ابن سعد قد رماني عنوه

بجنود كوكود الهاطلين



لا لشي ء كان مني قبل ذا

غير فخري بضياء الفرقدين



بعلي الخير من بعد النبي

و النبي القرشي الوالدين



خيره الله من الخلق أبي

بعد جدي فأنا ابن الخيرتين



فضه قد خلصت من ذهب

فأنا الفضه و ابن الذهبين



من له جد كجدي في الوري

أو كشيخي و أنا ابن القمرين



فاطم الزهراء امي و أبي

قاصم الكفر ببدر و حنين






و له في يوم احد وقعه

شفت الغل بغفض العسكربن



ثم بالأحزاب و الفتح معا

كان فيها حتف اهل الثقلين



في سبيل الله ماذا صنعت

امه السوء معا بالفرقدين



عتره البر النبي المصطفي

و علي الورد يؤم الجحفلين



قال: ثم استوي الحسين علي فرسه، و تقدم حتي واجه القوم و قال: يا أهل الكوفه! قبحا لكم و ترحا، و بوسالكم و تعسا، استصرختمونا و الهين فأتيناكم موجبين فشحذتم علينا سيفا كان في ايماننا، و جئتم علينا نارا نحن اضرمناها علي عدوكم و عدونا، فأصبحتم و قد آثرتم العداوه علي الصلح من غير ذنب كان منا اليكم، و قد اسرعتم الينا باالعناد، و تركتم بيعتنا رغبه في الفساد، ثم نقضتموها سفها و ضله لطواغيت الامه و بقيه الأحزاب و نبذه الكتاب، ثم انتم هؤلاء تتخاذلون عنا و تقتلونا، ألا! لعنه الله علي الظالمين.

قال: ثم تقدم الحسين حتي وقف قباله القوم و سيفه مصلت في يده و أنشأ من نفسه عازما علي الموت و هو يقول:



انا ابن علي الخير من آل هاشم

كفاني بهذا مفخر حين افخر



و جدي رسول الله اكرم من مشي

و نحن سراج الله في الخلق يزهر



و فاطمه امي سلاله أحمد

و عمي يدعي ذا الجناحين جعفر



و فينا كتاب الله انزل صادقا

و فينا الهدي و الوحي و الخير يذكر



و نحن امان الأرض للناس كلهم

نصول بهذا في الأنام و نفخر



و نحن ولاه الحوض نسقي ولاتنا

بكأس رسول الله ما ليس ينكر



و شيعتنا في الناس أكرم شيعه

و مبغضنا يوم القيامه يخسر




قال: ثم انه دعا الي البراز فلم يزل يقتل كل من خرج اليه من عيون الرجال حتي قتل منهم مقتله عظيمه.

قال: و تقدم الشمر بن ذي الجوشن- لعنه الله- في قبيله عظيمه، فقاتلهم الحسين بأجمعهم و قاتلوه حتي حالوا بينه و بين رحله.

قال: فصاح بهم الحسين عليه السلام: و يحكم [14] يا شيعه آل سفيان: ان لم يكن دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم هذه، و ارجعوا الي أحسابكم [15] ان كنتم أعوانا (كما) تزعمون.

قال: فناداه الشمر بن ذي الجوشن- لعنه الله-: ماذا تقول يا حسين؟

قال عليه السلام: أقول أنا الذي اقاتلكم و تقاتلوني، و النساء ليس لكم عليهن جناح فامنعوا [16] عتاتكم و طغاتكم و جهالكم عن التعرض لحرمي ما دمت حيا!

فقال الشمر: لك ذلك يابن فاطمه!.

قال: ثم صاح الشمر باصحابه و قال: اليكم عن حريم الرجل و اقصدوه في نفسه فلعمري انه لكفوء كريم.

قال: فحمل عليه القوم بالحرب، فلم يزل يحمل عليهم و يحملون عليه و هو في ذلك يطلب الماء ليشرب منه شربه، فكلما حمل بنفسه علي الفرات حملوا عليه حتي أحالوه


عن الماء، ثم رمي رجل منهم بسهم يكني اباالجنوب [17] الجعفي فوقع السهم في جبهه فنزع الحسين عليه السلام السهم فرمي به وسالت الدماء علي وجهه و لحيته.

فقال الحسين عليه السلام: اللهم! انك تري ما انا فيه من عبادك هؤلاء العصاه الطغاه، [18] اللهم فاحصهم عددا، و اقتلهم مددا، و لا تذر علي وجه الأرض منهم احدا، و لا تغفر لهم أبدا. [19] .

قال: ثم حمل عليهم كالليث المغضب، فجعل لا يلحق منهم أحدا الا لفحه بسيفه لفحه ألحقه بالأرض و السهام تقصده من كل ناحيه و هو يتلقاها بصدره و نحره و هو يقول: يا امه السوء! فبئس ما اخلفتم محمدا في امته و عترته، اما انكم لن تقتلوا [20] بعدي عبدا من عباد الله فتأهبوا قتله بل يهون عليكم عند قتلكم اياي، و أيم الله! اني لأرجو ان يكرمني الله بهوانكم ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون. [21] .

قال: فصاح به الحصين بن نمير السكوني فقال: يابن فاطمه! و بماذا ينتقم لك منا؟

فقال الحسين عليه السلام: يلقي بأسكم بينكم و يسفك دماءكم ثم يصب عليكم العذاب صبا.


قال: فصاح الشمر بن ذي الجوشن- لعنه الله- باصحابه فقال: ما وقوفكم و ماذا تنتظرون بالرجل و قد اوثقته السهام؟ احملوا عليه. ثكلتكم امهاتكم!.

قال: فحملوا عليه من كل جانب، قال: و اوثقته الجراح بالسيوف فضربه رجل يقال له زرعه بن شريك التميمي- لعنه الله- ضربه علي يده اليسري، و ضربه عمر بن طلحه الجعفي [22] - لعنه الله - حبل عاتقه من ورائه ضربه منكره و رماه سنان و انس [23] النخعي - لعنه الله - بسهم، فوقع السهم في، نحره و طعنه صالح بن وهب اليزني- لعنه الله- طعنه في خاصرته، فسقط الحسين عليه السلام عن فرسه الي الارض و استوي قاعدا و نزع السهم من نحره و أقرن كفيه فكلما امتلأنا من دمه خضب به راسه و لحيته و هو يقول: هكذا حتي القي ربي بدمي مغصوبا علي حقي!

قال: و اقبل عمر بن سعد حتي وقف عليه و قال لاصحابه: انزلوا اليه فخذوا راسه!

قال: فنزل اليه نصر بن خرشبه الضبأبي لعنه الله- و كان أبرص فضربه برجله فألقاه علي قفاه ثم اخذ بلحيته.

فقال له الحسين عليه السلام: انت الأبقع الذي رأيتك في منامي.

قال: او تشبهني بالكلاب يابن فاطمه!

قال: ثم جعل يضرب بسيفه- لعنه الله علي مذبح الحسين و هو يقول:



اقتلك اليوم و نفسي تعلم

علما يقينا ليس فيه مرغم



و لا محال لا و لا تأثم

ان اباك خير من تكلم




قال: فغضب عمر بن سعد ثم قال لرجل: انزل انت الي الحسين فأرحه!

قال: فنزل اليه خولي بن يزيد الأصبحي- لعنه الله- فأحتز راسه. [24] .

و تقدم اليه رجل من بني تميم يقال له الاسود بن حنظله- لعنه الله- و أخذ سيفه، و تقدم اليه جعفر بن الوبر الحضرمي- لعنه الله- فاخذ قميصه فلبسه فصار أبرص و أسقط شعره، و اخذ سراويله يحيي بن عمرو الحرمي فلبسه فصار زمنا مقعدا من رجليه، و أخذ عمامته جابر بن زيد الأزدي فاعتم بها فصار مجذوما، و أخذ درعه مالك بن بشر الكندي فليسه فصار معتوها. [25] .

قال: و ارتفعت في ذلك الوقت غبره شديده سوداء مظلمه، فيها ريح أحمر لا يري فيها اثر عين و لا قدم حتي ظن القوم ان قد نزل بهم العذاب، فبقوا كذلك ساعه ثم انجلت عنهم.

قال: و اقبل بعد ذلك فرس الحسين عليه السلام و كان قبل ذلك غار من بين أيديهم ان لا


يؤخذ، فوضع راسه في دم الحسين عليه السلام و اقبل يركض الي خيمه النساء و هو يصهل.

قال: فلما نظرن اخوات الحسين عليه السلام اليه و بناته و اهل بيته عليهم السلام الي الفرس و ليس عليه احد رفعوا اصواتهم بالصراخ و العويل و، و اقبل القوم حتي احدقوا بالخيمه. و اقبل الشمر بن ذي الجوشن- لعنه الله- حتي وقف قريبا من خيمه النساء فقال لقومه: ادخلوا فاسلبوا بزيهن!

قال: فدخل القوم فاخذوا كل ما كان في الخيمه، [26] حتي افضوا الي قرط كان في اذن ام كلثوم عليهاالسلام فأخذوه و خرموا اذنها، و خرج القوم من الخيمه و اضرموها بالنار. [27] .

و ارسل عمر بن سعد بالراس الي عبيدالله بن زياد فجاءه الرجل بالرأس و اسمه بشر بن مالك حتي وضع الرأس بين يديه و جعل يقول:



أملا ركابي فضه و ذهبا

انا قتلت الملك المحجبا



و من يصلي القبلتين في الصبا

و خيرهم اذ يذكرون النسبا



قتلت خير الناس اما و ابا [28] .


قال: فغضب عبيدالله بن زياد من قوله ثم قال: اذ علمت انه كذلك فلم قتلته؟ والله لا نلت مني خيرا و لا لحقنك به، ثم قدمه و ضربه عنقه.

قال: و ساق القوم حرم رسول الله صلي الله عليه و آله من كربلا كما تساق الأساري، [29] حتي اذا بلغوا بهم الي الكوفه خرج الناس اليهم فجلعوا يبكون و ينوحون.

قال: و علي بن الحسين عليه السلام في وقته ذلك قد نهكته العله فجعل يقول: الا ان هؤلاء يبكون و ينوحون من اجلنا فمن قتلنا.


پاورقي

[1] قتله عمرو بن صبيح الصدائي کما في الطبري 447:4، و في الاخبار الطوال ص 257: عمرو بن صبح الصيداوي، رماه عمرو بسهم فوضع کفه علي جبهته فاخذ لا يستطيع ان يحرک کفيه ثم انتحي له بسهم آخر ففلق قلبه.

[2] قتله عبدالله بن عزره الخثعمي کما في الطبري، و قد ورد ذکر قتله فيه بعد اخيه عبدالرحمن.

[3] شد عليه عثمان بن خالد بن اسير الجهني و بشر بن سوط الهمداني ثم القابضي فقتلاه (الطبري ج 4).

[4] جاء في الطبري ج 4: قتله عامر بن نهشل التيمي.

[5] و کان ابوهما عبدالله بن جعفر قد ارسل معهما کتابا الي الحسين عليه ‏السلام قبل خروجه من مکه فبقيا معه و انضما اليه عند خروجه.

[6] قتله عبدالله بن قطبه الطائي ثم النبهاني.

[7] في الطبري: قتله هاني‏ء بن شبيب الحضرمي.

[8] قتله زيد بن رقاد الجنبي و حکيم بن الطفيل السنبسي.

[9] سوره آل عمران، الآيه 33 و 34.

[10] في الطبري: نحن و رب البيت اولي بالنبي.

[11] في الطبري: ان علي بن الحسين عليه ‏السلام (علي الاکبر) و امه ليلي ابنه مره بن عروه بن مسعود الثقفي کان اول من قاتل من بني‏هاشم، و هو اول قتيل منهم بين يدي ابيه الحسين عليه ‏السلام، اعترضه مره بن النعمان العبدي فطعنه فصرع و قطعه الناس بسيوفهم.

و في الطبري ايضا: سمع الحسين عليه ‏السلام يقول بعد مقتل علي: قتل الله قوما قتلوک يا بني! ما اجرأهم علي الرحمن و علي انتهاک حرمه الرسول! علي الدنيا بعدک العفاء.

[12] في الطبري: ابن ثلاث و عشرين سنه و کان مريضا.

[13] في بعض المصادر: و اسمه عبدالله رماه رجل من بني‏اسد فذبحه.

[14] الطبري ج 4: ويلکم.

[15] الطبري: فکونوا في امر دنياکم احرارا ذوي احساب.

[16] الطبري: امنعوا رحلي و أهلي من طغامکم و جهالکم.

[17] عن الطبري ج 4: «ابوالحتوف» و اسمه عبدالرحمن الجعفي.

[18] في الطبري: اللهم اني اشکو اليک ما يفعل بابن بنت نبيک.

[19] الطبري: اللهم امسک عنهم قطر السماء و امنعهم برکات الأرض، اللهم ان متعتهم الي حين ففرقهم فرقا و اجعلهم طرائق قددا و لا ترض الولاه عنهم أبدا فانهم دعونا لينصرونا فاتحدوا علينا فقتلونا.

[20] في الطبري: اعلي قتلي تحاثون، اما والله لا تقتلون.

[21] الطبري ج 4: ثم لا يرضي لکم حتي يضاعف لکم العذاب الأليم، و قد مکث طويلا من النهار و لو شاء الناس ان يقتلوه لفعلوا، و لکنهم کان يتقي بعضهم ببعض.

[22] في الطبري: القشعم بن عمرو بن يزيد الجعفي.

[23] في الطبري: سنان بن أنس بن عمرو النخعي.

[24] العباره في الطبري ج 4: «و بعد ان طعنه سنان بن انس بالرمح: قال لخولي بن يزيد الأصبحي: احتز راسه. فاراد ان يفعل فضعف و أرعد، فقال له سنان: فت الله عضديک، و أبان يديک فنزل اليه فذبحه و احتز راسه ثم دفعه الي خولي بن يزيد و وجد بالحسين ثلاث و ثلاثون طعنه و اربع و ثلاثون ضربه.

و ذکر في الطبري ايضا: ان سويد بن عمرو بن ابي المطاع کان صرع بين القتلي مثخنا، فسمعهم يقولون: قتل الحسين فوجد افاقه، افاذا معه سکين و قد اخذ سيفه، فقاتلهم بسکينه ساعه ثم انه قتل، قتله عروه بن بطار التغلبي، و زيد بن رقاد الجنبي و کان آخر قتيل.

[25] في الطبري ج 4: «و سلب الحسين عليه ‏السلام ما کان عليه، فاخذ سراويله بحر بن کعب، و اخذ قيس بن الاشعث قطيفته و کانت من خز، و کان يسمي بعد قيس قطيفه. و اخذ نعليه رجل من بني اود يقال له الاسود و اخذ سيفه رجل من بني‏نهشل بن دارم.

[26] في الطبري: و مال الناس علي نساء الحسين و ثقله و متاعه فان کانت المرأه لتنازع ثوبها عن ظهرها حتي تغلب عليه فيذهب به منها.

[27] عن الطبري: عن حميد بن مسلم قال: اتيت الي علي بن الحسين بن علي الأصغر و هو منبسط علي فراش له و هو مريض. و اذا شمر بن ذي‏الجوشن في رجاله معه يقولون: «الا يقتل هذا؟ قال فقلت: سبحان الله اتقتل الصبيان: انما هذا صبي، قال زال ذلک دابي ارفع عنه کل من جاء حتي جاء عمر بن سعد فقال الا لا يدخلن بيت هؤلاء النسوه احد، و لا يعرضن لهذا الغلام المريض و من اخذ من متاعهم شيئا فيرده عليهم، قال فوالله مارد احد شيئا.

[28] الأرجاز في الطبري:



اقررر سحأبي فضه و ذهبا

أنا قتلت الملک المحجبا



قتلت خير الناس اما و أبا

و خيرهم اذ ينسبون نسبا



نسبت هذه لابيات لسنان ابن انس.

[29] اقام عمر بن سعد بعد قتله الحسين عليه ‏السلام يومين ثم ارتحل الي الکوفه و حمل معه بنات الحسين عليه ‏السلام و أخواته و من کان معه من الصبيان و علي بن الحسين عليه ‏السلام مريض، فاجتازوا بهم علي الحسين و اصحابه صرعي، فصاح النساء و لطمن خدودهن و صاحت زينب اخته: يا محمداه صلي عليک ملائکه السماء، هذا الحسين عليه ‏السلام بالعراء، مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء، و بناتک سبايا. و ذريتک مقتله تسفي عليها الصبا، فابکت والله کل عدو و صديق.