بازگشت

ذكر كتاب الحسين الي اهل الكوفه


ليس في الطبري، ذكر لهذا الكتاب، بل ان الحسين خطب باصحابه و اصحاب الحر بالبيضه.

بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي الي سليمان بن صرد و المسيب بن نجبه و رفاعه بن شداد و عبدالله بن وال، و جماعه المومنين، اما بعد! فقد علمتم ان رسول


الله صلي الله عليه و آله قد قال في حياته:

من راي سلطانا جائرا مستحلا لحرام او تاركا [1] لعهد الله و مخالفا لسنه رسول الله صلي الله عليه و آله فعمل في عبادالله بالاثم و العدوان ثم لم يغير عليه بقول و لا فعل كان حقا علي الله ان يدخله مدخله.

و قد علمتم ان هولاء لزموا طاعه الشيطان و تولوا عن طاعه الرحمن، و اظهروا الفساد و عطلوا الحدود و استاثروا بالفي ء، و احلوا حرام الله و حرموا حلاله. و انا احق من غيري بهذا الامر لقرابتي من رسول الله صلي الله عليه و آله، و قد اتتني كتبكم و قدمت علي رسلكم ببيعتكم انكم لا تخذلوني، فان وفيتم لي ببيعتكم فقد استوفيتم حكم و حظكم و رشدكم، و نفسي مع انفسكم، و اهلي و ولدي مع اهاليكم و اولادكم، فلكم في [2] اسوه و ان لم تفعلوا و نقضتم عهدكم و مواثيقكم و خلعتم و بيعتكم فلعمري ما هي منكم بنكر، لقد فعلتموها بابي و اخي و ابن عمي، هل المغرور الا من اغتربكم، فانما حقكم اخطاتم و نصيبكم ضيعتم، و من نكث فانما ينكث علي نفسه، و سيغني الله عنكم- والسلام-.

قال: ثم طوي الكتاب و ختمه و دفعه الي قيس بن مسهر الصيداوي و امره ان يسير الي الكوفه. [3] .


قال: فمضي قيس الي الكوفه و عبيدالله بن زياد قد وضع المراصد و المصابيح علي الطرق، فليس احد يقدر ان يجوز الا فتش، فلما تقارب من الكوفه قيس بن مسهر لقيه عدو الله يقال له الحصين بن نمير السكوني، [4] فلما نظر اليه قيس كانه اتقي علي نفسه، فاخرج الكتاب سريعا فمزقه عن آخره. قال: و امر الحصين اصحاب فاخذوا قيسا و اخذوا الكتاب ممزقا حتي اتوا به الي عبيدالله بن زياد.

فقال له عبيدالله بن زياد: من انت؟

قال: انا رجل من شيعه اميرالمومنين الحسين بن علي عليه السلام.

قال: فلم خرقت الكتاب الذي كان معك؟

قال: خوفا، حتي لا تعلم ما فيه!

قال: و ممن كان هذا الكتاب و الي من كان؟

فقال: كان من الحسين الي جماعه من اهل الكوفه لا اعرف اسماءهم.

قال: فغضب ابن زياد غضبا عظيما ثم قال: و الله لا تفارقني ابدا او تدلني علي هولاء القوم الذي كتب اليهم هذا الكتاب، او تصعد المنبر فتسب الحسين و اباه و اخاه، فتنجو من يدي او لا قطعنك.

فقال قيس: اما هولاء القوم فلا اعرفهم، و اما لعنه الحسين و ابيه و اخيه فاني افعل.

قال: فامر به فادخل المسجد الاعظم، ثم صعد المنبر و جمع له الناس ليجتمعوا


و يسمعوا اللعنه، فلما علم قيس ان الناس قد اجتمعوا و ثب قائما، فحمد الله و اثني عليه، ثم صلي علي محمد و آله، و اكثبر الترحم علي علي و ولده، ثم لعن عبيدالله بن زياد و لعن اباه و لعن عتاه بني اميه عن آخرهم، ثم دعا الناس الي نصره الحسين بن علي عليه السلام [5] .

فاخبر بذلك عبيدالله بن زياد فاصعد علي اعلي القصر ثم رمي به علي راسه فمات [6] - رحمه الله-.

و بلغ ذلك الحسين فاستعبر باكيا ثم قال: اللهم اجعل لنا و لشيعتك منزلا كريما عندك و اجمع بيننا و اياهم في مستقر رحمتك انك علي كل شي ء قدير.

قال: فوثب الي الحسين عليه السلام رجل من شيعته يقال له هلال فقال: يابن بنت رسول الله! تعلم ان جدك رسول الله (لا) يقدر ان يشرب الله (الخلائق) محبته و لا ان يرجعوا من امرهم الي ما يحب، و قد كان منهم منافقون يبدونه النصر و يضمرون له الغدر، يلقونه باحلي من العسل و يلحقونه بامر من الحنظل، حتي توفاه الله عز و جل، و ان اباك عليا قد كان في مثل ذلك، فقوم اجمعوا علي نصره و قاتلوا معه المنافقين و الفاسقين و المارقين و القاسطين حتي اتاه اجله، و انتم اليوم عندنا في مثل ذلك الحال، فمن نكث فانما ينكث علي نفسه والله يغني عنه، فسر بنا راشدا مشرقا ان شئت او مغربا، فوالله ما اشفقنا من قدر الله، و لا كرهنا لقاء ربنا، و انا علي نياتنا و نصرتنا، نوالي من والاك و نعادي من عاداك.


قال: فخرج الحسين عليه السلام و ولده و اخوته و اهل بيته رحمه الله عليهم بين يديه، فنظر اليهم ساعه و بكي و قال: اللهم! انا عتره نبيك محمد صلي الله عليه و آله و قد اخرجنا و طردنا عن حرم جدنا، و تعدت بنو اميه علينا، فخذ بحقنا و انصرنا علي القوم الكافرين.

قال: ثم صاح الحسين عليه السلام في عشيرته و رحل من موضعه ذلك حتي نزل كربلا في يوم الاربعاء او يوم الخميس و ذلك في الثاني من المحرم سنه احدي و ستين، ثم اقبل الي اصحابه فقال لهم: اهذه كربلاء؟ فقالوا: نعم.


پاورقي

[1] الطبري: ناکثا.

[2] عن الطبري، و بالاصل «بي».

[3] الصيداوي بعثه الحسين عليه ‏السلام بکتاب قبل قتل مسلم بن عقيل و مضمون الکتاب: بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي، الي اخوانه من المومنين و المسلمين السلام عليکم، فاني احمد اليکم الله الذي لا اله الا هو، اما بعد فان کتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رايکم و اجتماع ملئکم في نصرنا و الطلب بحقنا فسالت الله ان يحسن لنا الصنع و ان يثيبکم علي ذلک اعظم الاجر و قد شخصت اليکم من مکه يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي حجه يوم الترويه فاني قادم عليکم في ايامي هذه ان شاء الله و السلام عليکم و رحمه الله و برکاته.

[4] في الطبري: الحصين بن تميم.

[5] مقالته في الطبري، ج 4:ايها الناس، ان هذا الحسين بن علي خير خلق الله، ابن فاطمه بنت رسول‏الله، و انا رسوله اليکم و قد فارقته في الحاجز، فاجيبوه، ثم لعن عبيدالله بن زياد و اباه و استغفر لعلي بن ابي‏طالب عليه ‏السلام.

[6] في الطبري: فتقطع فمات.