بازگشت

ذكر الكتاب الي اهل البيعه باخذ البيعه


من عبدالله يزيد بن معاويه اميرالمومنين الي الوليد بن عتبه، اما بعد فان معاويه كان عبدالله [1] من عباده اكرمه الله و استخلفه و خوله و مكن له ثم قبضه الي روحه و ريحانه و رحمته و غفرانه، عاش بقدر و مات باجل، عاش برا تقيا و خرج من الدنيا رضيا زكيا، فنعم الخليفه كان و لا ازكيه علي الله، هو اعلم به مني، و قد كان عهد الي عهدا و جعلني له خليفه من بعده، و اوصاني ان احدث آل ابي تراب بآل ابي سفيان لانهم انصار الحق و طلاب العدل، فاذا ورد عليك كتابي هذا فخذ البيعه علي اهل المدينه- والسلام-.

قال: ثم كتب اليه في صحيفه صغيره كانها اذن فاره: اما بعد فخذ الحسين بن علي و عبدالرحمن بن ابي بكر و عبدالله بن الزبير و عبدالله بن عم بن الخطاب اخذا عنيفا ليست فيه رخصه، فمن ابي عليك منهم فاضرب عنقه و ابعث الي براسه.


قال: فلما ورد كتاب يزيد علي الوليد بن عتبه و قراه قال: انا لله و انا اليه راجعون، يا ويح الوليد بن عتبه من ادخله في هذه الاماره، ما لي و للحسين ابن فاطمه!

قال: ثم بعث الي مروان بن الحكم [2] فاراه الكتاب فقراه و استرجع، ثم قال: يرحم الله اميرالمومنين معاويه! فقال الوليد: اشر علي برايك في هولاء القوم كي تري ان اصنع، فقال مروان: ابعث اليهم في هذه الساعه فتدعوهم الي البيعه و الدخول في طاعه يزيد،فان فعلوا قبلت ذلك منهم، و ان ابوا قدمهم و اضرب اعناقهم قبل ان يدروا بموت بمعاويه فانهم ان علموا ذلك و ثب كل رجال منهم فاظهر الخلاف دعا الي نفسه، فعند ذلك اخاف ان ياتيك من قبلهم ما لا قبل لك به و ما لا يقوم له الا عبدالله بن عمر، فاني لا اراه ينازع في هذا الامر احدا الا ان تاتيه الخلافه فياخذها عفوا، فذر عنك ابن عمر و ابعث الي الحسين بن علي و عبدالرحمن بن ابي بكر و عبدالله بن الزبير فادعهم الي البيعه مع اني اعلم ان الحسين بن علي خاصه لا يجبيك الي بيعه يزيد ابدا و لا يري له عليه طاعه، و والله ان لو كنت في موضعك لم اراجع الحسين بكلمه واحده حتي اضرب رقبته كائنا في ذلك ما كان.

قال: فاطرق الوليد بن عتبه الي الارض ساعه ثم ارفع راسه و قال: يا ليت الوليد لم يولد و لم يكن شيئا مذكورا!

قال: ثم دمعت عيناه فقال له عدو الله مروان: اوه ايها الامير! لا تجزع مما قلت لك فان آل ابي تراب هم الاعداء في قديم الدهر لم يزالوا، و هم الذين قتلوا الخليفه عثمان بن عفان، ثم ساروا الي اميرالمومنين فحاربوه، و بعد فاني لست آمن ايها الامير! انك ان لم


تعاجل الحسين بن علي خاصه ان تسقط منزلتك عند اميرالمومنين يزيد، فقال له الوليد بن عتبه: مهلا! ويحك يا مروان عن كلامك هذا! و احسن القول في ابن فاطمه فانه بقيه ولد النبيين.

قال: ثم بعث الوليد بن عتبه الي الحسين بن علي و عبدالرحمن بن ابي بكر و عبدالله بن عمر [3] و عبدالله بن الزبير فدعاهم، فاقبل اليهم الرسول، و الرسول (عبدالله بن) عمرو بن عثمان بن عفان لم يصب القوم في منازلهم، فمضي نحو المسجد فاذا القوم عند قبر النبي صلي الله عليه و آله، فسلم عليهم ثم قام و قال: اجيبوا الامير! فقال الحسين عليه السلام: يفعل الله ذلك اذا نحن فرغنا عن مجلسنا هذا ان شاء الله.

قال: فانصرف الرسول الي الوليد فاخبره بذلك.

و اقبل عبدالله بن الزبير علي الحسين بن علي و قال: يا ابا عبدالله! ان هذه ساعه لم يكن الوليد بن عتبه يجلس فيها للناس، و اني قد انكرت ذلك و بعثه في هذه الساعه الينا و دعاءه ايانا لمثل هذا الوقت، اتري في اي طلبنا؟ فقال له الحسين عليه السلام: اذا اخبرك ابابكر! اني اظن بان معاويه قد مات، و ذلك اني رايت البارحه في منامي كان منبر معاويه منكوس، و رايت داره تشتعل نارا، فاولت ذلك في نفسي انه مات.

فقاله ابن الزبير: فاعلم يابن علي ان ذلك كذلك، فما تري ان تصنع ان دعيت الي بيعه يزيد ابا عبدالله؟ قال: اصنع اني لا ابايع له ابدا، لان الامر انما كان لي من بعد اخي الحسن، فصنع معاويه ما صنع و حلف لاخي الحسن انه لا يجعل الخلافه لاحده من بعده من ولده و ان يردها الي ان كنت حيا، فان كان معاويه قد خرج من دنياه و لم يفي ء لي


و لا لاخي الحسن بما كان ضمن فقد والله اتانا ما لا قوام لنا به، انظر ابابكر اني ابايع ليزيد و يزيد رجل فاسق معلن الفسق يشرب الخمر و يلعب بالكلاب و الفهود و يبغض بقيه آل الرسول! لا والله لا يكون ذلك ابدا.

قال: فبينما هما كذلك في هذه المحاوره اذ رجع اليهما الرسول فقال: ابا عبدالله! ان الامير قاعد لكما خاصه تقوما اليه!

قال: فزبره الحسين بن علي عليه السلام ثم قال: انطلق الي اميرك لا ام لك! فمن احب ان يصير اليه منا فانه صائر اليه، و اما انا فاني اصير اليه الساعه ان شاء الله تعالي.

قال: فرجع الرسول ايضا الي الوليد بن عتبه فقال: اصلح الله الامير! اما الحسين بن علي خاصه فقد اجاب و ها هو صائر اليك في اثري؛ فقال مروان بن الحكم: غدر والله الحسين! فقال الوليد: مهلا! فليس مثل الحسين يغدر و لا يقول شيئا ثم لا يفعل.

قال: ثم اقبل الحسين علي من بحضرته فقال: قوموا الي منازلكم فاني صائر الي هذا الرجل فانظر ما عنده و ما يريد.

فقال له ابن الزبير: جعلت فداك يابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله! اني خائف عليك ان يحبسوك عندهم فلا يفارقونك ابدا دون ان تبايع او تقتل.

فقال الحسين عليه السلام: اني لست ادخل عليه وحدي، ولكن اجمع اصحابي الي و خدمي و انصاري و اهل الحق من شيعتي، ثم آمرهم ان ياخذ كل واحد سيفه مسلولا تحت ثيابه ثم يصيروا بازائي، فاذا انا اومات اليهم و قلت: يا آل الرسول ادخلوا! دخلوا و فعلوا ما امرتهم به، فاكون علي الامتناع، و لا اعطي المقاده و المذله من نفسي، فقد علمت والله انه جاء من الامر ما لا قوام به، ولكن قضاء الله ماض في و هو الذي يفعل في بيت رسول الله عليه السلام ما يشاء و يرضي.


قال: ثم صار الحسين بن علي عليه السلام الي منزله ثم دعا بماء، فلبس و تطهر بالماء و قام فصلي ركعتين و دعا ربه بما احب في صلاه: فلما فرغ من ذلك ارسل الي فتيانه و عشيرته و مواليه و اهل بيته فاعلمهم بشانه ثم قال: كونوا بباب هذا الرجل فاني ماض اليه و مكلمه، فان سمعتم ان صوتي قد علا و سمعتم كلامي و صحت بكم فادلخوا يا آل الرسول و اقتحموا من غير اذن ثم اشهروا السيوف و لا تعجلوا، فان رايتم ما تكرهون فضعوا سيوفكم ثم اقتلوا من يريد قتلي!

ثم خرج الحسين عليه السلام من منزله و في يديه قضيب رسول الله صلي الله عليه و آله و هو في ثلاثين رجلا من اهل بيته و مواليه و شيعته، حتي اوقفهم علي باب الوليد بن عتبه ثم قال: انظروا ماذا اوصيتكم فلا تتعدوه و انا ارجو ان اخرج اليكم سالما ان شاء الله.

قال: ثم دخل الحسين عليه السلام علي الوليد بن عتبه فسلم عليه فرد عليه ردا حسنا ثم ادناه و قربه.

قال: و مروان بن الحكم هناك جالس في مجلس الوليد، و قد كان بين مروان و بين الوليد منافره و مفاوضه.

فاقبل الحسين علي الوليد فقال: اصلح الله الامير! والصلاح خير من الفساد، والصله خي من الخنشاء و الشحناء [4] و قد آن لكما ان تجتمعا، فالحمد لله الذي الف بينكما؛ قال: فلم يجيباه في هذا بشي ء.

فقال الحسين عليه السلام: هل اتاكم من معاويه كائنه خبر فانه كان عليلا و قد طالت علته، فكيف حاله الآن؟


قال: فتاوه الوليد و تنفس الصعداء و قال: ابا عبدالله! آجرك الله في معاويه فقد كان لك عم صدق و قد ذاق الموت، و هذا كتاب اميرالمومنين يزيد.

فقال الحسين عليه السلام: انا لله و انا اليه راجعون، و عظم الله لك الاجر ايها الامير، ولكن لماذا دعوتني؟

فقال: دعوتك للبيعه، فقد اجتمع عليه الناس.

فقال الحسين عليه السلام: ان مثلي لا يعطي بيعته سرا، [5] و انما احب ان تكون البيعه علانيه بحضره الجماعه، ولكن اذا كان من الغد و دعوت الناس الي البيعه دعوتنا معهم فيكون امرنا واحدا.

فقال له الوليد: ابا عبدالله! لقد قلت فاحسنت في القول و احببت جواب مثلك و كذا ظني بك فانصرف راشدا بركه الله حتي تاتيني غدا مع الناس!

فقال مروان الحكم: ايها الامير! انه اذا فارقك في هذه الساعه لم يبايع فانك لن تقدر منه و لا تقدر علي مثلها، فاحبسه عندك و لا تدعه يخرج او يبايع و الا فاضرب عنقه.

قال: فالتفت اليه الحسين عليه السلام و قال: ويلي عليك يابن الزرقاء! اتامر بضرب عنقي، كذبت والله [6] ، والله لو رام ذلك احد من الناس لسقيت الارض من دمه قبل ذلك، و ان شئت ذلك فرم ضرب عنقي ان كنت صادقا.

قال: ثم اقبل الحسين علي الوليد بن عتبه و قال: ايها الامير! انا اهل بيت النبوه


و معدن الرساله و مختلف الملائكه و محل الرحمه و بنا فتح الله و بنا ختم، و يزيد رجل فاسق شارب خمر قاتل النفس المحرمه معلن بالفسق، مثلي لا يبايع لمثله، ولكن نصبح و تصبحون و ننتظر و تنتظرون اينا احق بالخلافه و البيعه.

قال: و سمع من بالباب الحسين فهموا بفتح الباب و اشهار السيوف، فخرج اليهم الحسين سريعا فامرهم بالانصراف الي منازلهم، و اقبل الحسين الي منزله. [7] .

فقال مروان بن الحكم للوليد بن عتبه: عصيتني حتي انفلت الحسين من يدك، اما والله لا تقدر علي مثلها ابدا، و والله ليخرجن عليك و علي اميرالمومنين فاعلم ذلك.

فقال له الوليد بن عتبه: ويحك! اشرت علي بقتل الحسين و في قتله ذهاب ديني و دنياي، والله ما احب ان املك الدنيا باسرها [8] و اني قتلت الحسين بن علي ابن فاطمه الزهراء، والله ما اظن احدا يلقي الله بقتل الحسين الا و هو خفيف الميزان عند الله (يوم القيامه) لا ينظر اليه و لا يزكيه و له عذاب اليم.

قال: فسكت مروان. [9] و بعث الوليد الي عبدالله بن الزبير فدعاه، فارسل اليه ابن الزبير: ايها الامير! لا تعجل فاني لك علي ما تحب و انا صائر اليك ان شاء الله!

قال: فابي الوليد بن عتبه ذلك و جعل يرسل اليه روسلا بعد رسول حتي اكثر عليه من الرسل.


قال: و جعل اصحاب الوليد بن عتبه ينادون عبدالله بن الزبير و يقولون: يابن الكاهليه! والله لتاتين الامير و لتبايعنه او لنقتلنك. [10]

قال: فاقبل جعفر بن الزبير حتي دخل علي الوليد بن عتبه فسلم و قال: اصلح الله الامير كف عن عبدالله فانك قد دعوته و انا صائر به اليك غدا ان شاء الله [11] و لا تلج به ومر اصحابك ان ينصرفوا عنه فانك لن تري منه الا ما تحب. فاقبل الوليد علي جعفر بن الزبير.

فقال الوليد لجعفر: ان مثلي و مثل اخيك كما قال الله تعالي: «ان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب). [12] فامسك الوليد عن عبدالله بن الزبير يومه ذلك، و ارس الي الرسل فامرهم بالانصراف عنه.

فلما كان في نصف الليل و هدات العيون خرج عبدالله بن الزبير و معه اخوته باجمعهم.

فقال عبدالله لاخوته: خذوا عليهم غير المحجه فاني ايضا آخذ عليها مخافه ان يلحقنا الطلب.

قال: فتفرق عنه اخوته و مضي عبدالله و معه اخوه جعفر، ليس معهما ثالث، فاخذ علي مجهول الطريق الي مكه. [13] و اصبح الوليد ففقد اولاد الزبير و علم ان عبدالله قد هرب الي مكه، فغضب لذلك و ضاق به ذرعا.


فقال له مروان: ان الامير ابقاه الله اذا استشار امراء المعرفه و النصيحه و اشاروا عليه فلم يقبل فيكون قد اخطا وضيع الحزم، و الآن فانا اعلم انه ما اخطا طريق مكه فسرح في طلبه الرجال من قبل ان يمعن في المسير قال: فدعا الوليد برجل يقال له حبيب بن كزبر فوجه به في ثلاثين راكبا من موالي بني اميه في طلب عبدالله بن الزبير. [14]

ثم ارسل الي كل من كان من شيعه عبدالله بن الزبير فاخذه و حبسه، و فيمن حبس يومئذ ابن عمر لعمر بن الخطاب يقال له عبدالله بن مطيع بن الاسود العدوي، و امه يقال لها العجماء [15] بنت عامر بن الفضل بن عفيف بن كليب الخزاعيه. [16] .

قال: و حبس ايضا مصعب بن عبدالرحمن بن عوف.

قال: فمشي رجال من بني عدي الي عبدالله بن عمر بن الخطاب فقالوا: يا ابا عبدالرحمن! ان صاحبنا عبدالله بن مطيع قد حبس مظلوما لا ذنب له، والله لتخرجنه او لتموتن من دون.

فقال لهم ابن عمر: لا تعجلوا بالفتنه و لا تسارعوا اليها، فكم من رجل قد افسدت الفتنه عليه دينه و دنياه.

قال: ثم ارسل ابن عم الي مروان بن الحكم فدعاه اليه، و قال: يا معشر بني اميه! استعينوا بالله و بالحق علي اقامه دينكم و دنياكم، و لا تظلموا فان الظلم مرتعه وخيم،


و لا تاخذوا بالظنه و التهمه، فانكم ان استقمتم اعانكم الله و ان ظلمتم و كلكم الله الي انفسكم، فكفوا عن صاحبنا هذا عبدالله بنمطيع و خلوا سبيله فانا لا نعلم ان لكم عليه سبيل و لا حق تحسبونه به، فان زعمتم انكم ما حبستموه الا لحق فافعلوا ذلك، و ان كنتم انما حبستموه علي الظن فانا لا ندع صاحبنا يحبس مظلوما. فقال مروان: انما نحن حبسناه بامر اميرالمومنين يزيد و عليكم ان تكتبوا في ذلك الي اميرالمومنين و نكتب نحن ايضا فانه لا يكون الا ما تحبون.

قال: فوثب ابوجهم بن حذيفه العدوي فقال: نكتب و تكتبون و ابن العجماء محبوس؟لا والله لا يكون ذلك ابدا، ثم وثب بنو عدي فجعلوا يحضرون حتي صاروا الي باب السجن، فاقتحموا علي عبدالله بن مطيع فاخروجوه و اخرجوا كل من كان في السجن و لم يتعرض اليهم احد. فاغتم لذلك الوليد بن عتبه و اراد ان يكتب بذلك الي يزيد، فلبث و لم يكتب.

قال: و اصبح الحسين من الغد خرج من منزله ليستمع الاخبار، فاذا هو بمروان بن الحكم قد عارصه في طريقه، فقال: ابا عبدالله! اني لك ناصح فاطعني ترشد و تسدد.

فقال الحسين عليه السلام: و ما ذلك قل حتي اسمع! فقال مروان: اقول اني آمرك ببيعه اميرالمومنين يزيد فانه خولك في دينك و دنياك، قال: فاسترجع الحسين و قال: انا لله و انا اليه راجعون و علي الاسلام السلام اذ قد بليت الامه براع مثل يزيد. ثم اقبل الحسين علي مروان و قال: ويحك! اتامرني ببيعه يزيد و هو رجل فاسق! لقد قلت شططا من القول يا عظيم الزلل! لا الومك علي قولك لانك اللعين الذي لعنك رسول الله صلي الله عليه و آله و انت في صلب ابيك الحكم بن ابي العاص، فان من لعنه رسول الله صلي الله عليه و آله لا يمكن له و لا منه (الا) ان يدعو الي بيعه يزيد.


ثم قال: اليك عني يا عدو الله! فانا اهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله،و الحق فينا و بالحق تنطق السنتنا، و قد سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: «الخلافه محرمه علي آل ابي سفيان و علي الطلقاء ابناء الطلقاء، فاذا رايتم معاويه علي منبري فافقروا بطنه» فوالله لقد راه اهل المدينه علي منبر جدي فلم يفعلوا ما امروا به، قاتلهم الله بابنه يزيد! زاده الله في النار عذابا.

قال: فغضب مروان بن الحكم من كلام الحسين عليه السلام ثم قال: والله لا تفارقني او تبايع ليزيد بن معاويه صاغرا، فانكم آل ابي تراب قد ملئتم كلاما و اشربتم بغض آل بني سفيان، و حق عليكم ان تبغضوهم و حق عليهم ان يبغضوكم.

قال: فقال له الحسين عليه السلام: ويلك يا مروان! اليك عني فانك رجس و انا اهل بيت الطهاره الذين انزل الله عز و جل علي نبيه محمد صلي الله عليه و آله، فقال: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا). [17] .

قال: فنكس مروان راسه لا ينطق بشي ء، فقال له الحسين عليه السلام: ابشر يابن الزرقاء بكل ما تكره من الرسول عليه السلام يوم تقدم علي ربك فيسالك جدي عن حقي و حق يزيد.

قال: فمضي مروان مغضبا حتي دخل علي الوليد بن عتبه فخبره بما سمع من الحسين بن علي.

قال: فعندها كتب الوليد [18] الي يزيد بن معاوين يخبره بما كان من اهل المدينه و ما


كان من ابن الزبير و امر السجن، ثم ذكر له بعد ذلك امر الحسين بن علي عليه السلام انه ليس يري لنا عليه طاعه و لا بيعه.

قال: فلما ورد الكتاب علي يزيد غضب لذلك غضبا شديدا، و كان اذا غضب انقلبت عيناه فعاد احول، قال: فكتب الي الوليد بن عتبه.


پاورقي

[1] الطبري: عبدا من عباد الله.

[2] و کان مروان بن الحکم اميرا علي المدينه قبل ولايه الوليد عليها، و کان ما بينهما متباعدا، حتي وصول کتاب يزيد.

[3] في الطبري ج 4، ذکر انه ارسل فقط الي الحسين بن علي و عبدالله بن الزبير و لم ياتيا علي ذکر عبدالله بن عمر.

[4] في الطبري: و الصله خير من القطيعه.

[5] زيد في الطبري: «و لا اراک تجتزي‏ء بها مني سرا».

[6] في الطبري، ج 4: کذبت والله و اثمت.

[7] الطبري، ج 4: فخرجوا معه حتي اتي منزله.

[8] في الطبري: قال الوليد: وبخ غيرک يا مروان، انک اخترت لي التي فيها هلاک ديني، والله ما احب ان لي ما طلعت عليه الشمس و غربت عنه من ماله الدنيا و ملکها، و اني قتلت حسينا.

[9] في الطبري: يقول له هذا و هو غير الحامد له علي رايه.

[10] في الطبري: او ليقتلنک.

[11] في الطبري: کف عن عبدالله فانک قد افزعته و ذعرته بکثره رسلک و هو آتيک غدا ان شاء الله.

[12] سوره هود، الآيه 81.

[13] في الطبري: فاخذ طريق الفرع... و تجنب الطريق الاعظم مخافه الطلب توجه نحو مکه.

[14] في الطبري: فطلبوه فلم يقدروا عليه.

[15] و بالاصل: «العمقاء».

[16] ام هشام واسمها اميمه بنت ابي‏الخيار بن ابي‏عمر بن عامر بن عوف بن کعب بن عامر بن ليث.

[17] سوره الاحزاب، الآيه 33.

[18] في المقتل لابي مخنف: بسم الله الرحمن الرحيم الي عبدالله يزيد اميرالمومنين من عتبه (کذا) ابن ابي‏سفيان، اما بعد فان الحسين بن علي ليس يري لک خلافه و لا بيعه فرايک في امره والسلام». و لم نجد نسخه الکتاب في اي من المصادر، خاصه انها اجمعت علي ان الحسين قد خرج من المدنيه بعد خروج ابن الزبير عنها بليله. (انظر الطبري).