بازگشت

مقدمة الناشر


بسم الله الرحمن الرحيم

(لقد كان في قصصهم عبره لاولي الالباب) [1] .

العبر: هو الانتقال و التجاوز من حال الي حال، و منه عبر النهر اي انتقل من هذا الجانب الي ذلك الجانب. و الاعتبار و العبره الانتقال من حاله الي اخري،سواء كانت الحاله المنتقل منها حاله حاضره كما في قوله تعالي «ان لكم في الانعام لعبره نسقيكم مما في بطونها...»، او تكون حاله ماضيه كما في قوله تعالي: «لقد كان في قصصهم عبره لاولي الالباب، فالقرآن اذن يدعو الي خلق آصره قويه وثيقه بين الماضي و الحاضر، يدعو الي النتظر الي الماضي بعين الاستفاده من تجارب الماضي، اذ يجب علينا و نحن نقرا التاريخ ان نقراه من خلال «عدسه العبره» و لا نطالعه كاحداث منقطعه عن حياتها الحاضره، نقراه بماله من تاثير عميق علي واقعنا الحياتي الذي نعيشه.

و من هنا فان تناول تاريخ ثوره الحسين عليه السلام كحدث تاريخي محض من دون ابراز ما لهذه الثوره العملاقه من بصمات واضحه علي حياتنا الحاضره لهو تناول غير رشيد و لا مفيد، بل يجب بعد استعراض تاريخ الثوره الحسينيه- ان يبسط الحديث عن ارهاصات و دوافع و نتائج الثوره ليكتمل العقد و يعطي التناول ثماره، اذ ان الحسين مصباح الهدي و سفينه نجاه لا يستغني انسان عنه كمبدا و صرخه حق و ثوره.

و هناك الكثير من المصادر الاسلاميه التي اضطلعت بمهمه سرد الاحداث التي


لفت الثوره الحسينيه و التي تعيننا بلا شك في الانتقال الي مرحله البحث و التحليل و الاستنتاج لهذه الثوره التي ما فتي ء نورها يملا المشرقين و صداها يعم العالمين، و من هذه المصادر التاريخيه المهمه لتوثيق ثوره الحسين عليه السلام كتاب «الفتوح» المعروف ب (تاريخ ابن اعثم الكوفي) المتوفي في نحو سنه (314 ه- 926 م) و قد ارتات «دار انوار الهدي» ان تقتطف من هذا الكتاب القيم ما يخص نهضه الحسين المباركه و تنشره في كتاب مستقل تحت عنوان «مقتل الحسين لابن اعثم الكوفي»، ليتسني للمهتمين بشوون الثوره الحسينيه تناوله و الاستفاده منه، كما ان هناك احداثا هامه قد اعقبت ثوره الحسين في كربلاء تتصل بثوره الحسين بعلاقه وشيجه بل هي من نتائج ثوره الحسين، كحركه التوابين و حركه المختار في الكوفه، رات الدار ان تضع هذه الاحداث الهامه في متناول القاري ء الكريم.

و مما نود ان نلفت انتباه القراء الكرام اليه ان «دار انوار الهدي» و هي تقدم هذا الكتاب حرصت ان يكون اعداده اعدادا يسيرا يناسب جميع شرائح القراء الكرام فسعت الاتثقل ذهن القاري ء الكريم المصادر و التي لا يحتاج اليها الا المحقق و الباحث و الذي لا يتكلف مشقه و عناء في ان يجدها في غير هذا الكتاب، فاختصرت علي «تاريخ الطبري» [2] كمصدر تحيل القاري ء اليه، اما الباحث المحقق فهو علي معرفه بالامر و لو سردنا له المصادر التاريخيه لكنا كناقل التمر الي هجر.

نرجو ان تقع الجهود التي بذلت في اخراج هذه الكتاب بهذه الصوره في طريق خدمه الثوره الحسينيه المباركه. و الحمدلله اولا و آخرا و عليه التكلان و به نستعين.

دار انوار الهدي



پاورقي

[1] سوره يوسف، الآيه 111.

[2] اعتمدنا طبعه دار الاعلمي، بيروت.