بازگشت

المراثي


ان قضية سيدالشهداء عليه السلام بما اشتملت عليه من القساوة الشائنة كانت مثيرة للعواطف مرققة للافئدة فتذمر منها حتي من لم ينتحل دين الاسلام لذلك ازدلف الشعراء قديما و حديثا باللغة الفصحي و الدارجة الي ذكرها و تعريف الاجيال المتعاقبة بما جاء به الامويون من استئصال شأفة آل الرسول (ص) فجاؤا بما فيه نجعة المرتاد.

و من هؤلاء المناضلين لاحياء المذهب الحجة آية الله الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء نور الله ضريحه فلقد جاء بمراث كثيرة لها حسن السبك و دقة المعني و سلاسة النظم و رقة الانشاء آثرنا منها اربع قصائد ساطعة في رثاء السبط الشهيد سيد شباب اهل الجنة عليه السلام:

1- قال رحمه الله:



نفس أذابتها اسي حسراتها

فجرت بها محمرة عبراتها



و تذكرت عهد المحصب من مني

فتوقدت بضلوعها جمراتها



سارت وراءهم ترجع رنة

حنت مطاياهم لها وحداتها



طلعوا بيوم للوداع و قد غدي

ليلا فردت شمسه جبهاتها



و سروا بكل فتاة خدر ان تكن

بدرا فأطراف القنا هالاتها



فخذوا احمرار خدودها بدمائنا

فجناتها دون الوري و جناتها



و استعطفوا باللين اعطافا لها

فلقد أقمن قيامتي قاماتها



و علي عذيب الريق بارق لؤلؤ

بالمنحني من أضلعي قبساتها



لاثت علي شهدية بخمارها

و الخمر يشهد انه للثاتها



لله يوم تلفتت لو انها

كانت لقتلي حبها لفتاتها



ثملت بخمرة ريقها اعطافها

و زهت بلؤلؤ ثغرها لثاتها



و مشت فخاطرت النفوس كأنما

ماست بخطار القنا خطراتها



و من البلية انني أشكو لها

بلوي الضنا فتزيدني لحظاتها



و أبيت أسهر ليلتي و كأنما

قد وفرت في جنحها و فراتها



و مهي قنصت لصيدهن فعدت في

شرك الغرام و افلتت ظبياتها



عجبا تقاد لي الاسود مهابة

و تقودني و أنا الأبي مهاتها



أنا من بعين المكرمات ضياؤها

لكن بعين الحاسدين قذاتها






ان أنكرتني مقلة عميا فلا

عجب فاني في سناني فقأتها



تعسا لدهر اصبحت ايامه

و الغدر نجح عداتها و عداتها



لا غرو أن تعتد بنوه الغدر

فالابناء من آبائها عاداتها



و لقد وجدت ملاءة الدنيا خلت

من عفة و نجابة فملأتها



و أري أخلائي غداة خبرتهم

أعدي عدي شنت بنا غاراتها



كنت الحماة أظنهم فكشفتهم

عن عقرب لسعت حشاي حماتها



و تعدهم نفسي الحياة لها و قد

دبت اليها منهم حياتها



أسدت الي بكل سيئة و من

صفحي أقدر انها حسناتها



و لكم عليها من يد بيضاء لي

قد سودتها اليوم تمويهاتها



ان فصلت لي الغدر انواعا فقد

عرفت بخبث الجنس ماهياتها



لؤمت اساءتها فهانت و استوي

نبح الكلاب علي أو أصواتها



و تكرما عنها صددت و انني

لولا خساستها علي خسأتها



و لقد دنت شأنا فلولا عفتي

عن وطء كل دنية لوطأتها



و أنا الشجي في حلقها فلو انها

تجد المساغ قذفن بي لهواتها



و تهش بشرا ان حضرت فان أغب

قذفت بجمرة غيظها حصياتها



كم صانعتني بالدهاء و انما أدهي

الوري شرا علي دهاتها



لكن جبلت علي الوفاء فلو جنت

يدها علي عيني العمي لدرأتها



و أنا العصي من الابا و خلائقي

في طاعة الحر الكريم عصاتها



عودت عيني الاباء فلم تسل

الا لآل محمد عبراتها



كم غارة لك يا زمان شننتها

لم استطع دفعا لها فشنأتها



و أري الليالي منك حبلي لم تلد

للحر غير ملمة غدراتها



تجري لها العبرات حمرا ان جرت

ذكرا علي اسماعنا عثراتها



و وددت مذ جارت علي ابنائها

و رمت بنيها بالصروف بناتها



عدلت بآل محمد فيما قضت

و هم أئمة عدلها و قضاتها



المرشدون المرفدون فكم هدي

و ندي تميح صلاتها و صلاتها



و المنعمون المطعمون اذا انبرت

نكباء صوحت الثري نكباتها



و الجامعون شتات غر مناقب

لم تجتمع بسواهم اشتاتها



يا غاية تقف العقول كليلة

عنها و ان ذهبت بها غاياتها






يا جذوة القدس التي ما أشرقت

شهب السما لو لم تكن لمعاتها



يا قبة الشرف التي لو في الثري

نصبت سمت هام السما شرفاتها



يا كعبة لله ان حجت لها

الأملاك منه فعرشه ميقاتها



يا نقطة الباء التي باءت لها

الكلمات و ائتلفت بها ألفاتها



يا وحدة الحق التي ما ان لها

ثان ولكن ما انتهت كثراتها



يا وجهة الاحدية العليا التي

بالأحمدية تستنير جهاتها



يا عاقلي العشر العقول و من لها

السبع الطباق تحركت سكناتها



أقسمت لو سر الحقيقة صورة

راحت و انتم للوري مرآتها



أنتم مشئته التي خلقت بها

الأشياء بل ذرئت بها ذراتها



و خزانة الاسرار بل خزانها

و زجاجة الانوار بل مشكاتها



أنا في الوري قال لكم ان لم أقل

ما لم تقله في المسيح غلاتها



سفها لحلمي ان تطر بثباتي السف

هاء مذ طارت بها جهلاتها



أنا من شربت هناك أول درها

كأسا سرت بسرائري نشواتها



فاليوم لا أصحو و ان ذهبت بي

الأقوال أو شدت علي رماتها



أو هل تري يصحو صريع مدامة

مما به ان عنفته صحاتها



أو هل يحول أخو الحجي عن رشده

مما تؤنبه عليه غواتها



بأبي و بي من هل أجل عصابة

سارت تؤم بها العلي سرواتها



عطري الثياب سروا فقل في روضة

غب السحاب سرت بها نسماتها



ركب حجازبون عرقت العلي

فيهم و مسك ثنائهم شاماتها



تحدو الحداة بذكرهم و كأنما

فتقت لطيمة تاجر لهواتها



و مطوحين و لا غناء لهم سوي

هزج التلاوة رتلت آياتها



والي اللقاء تشوقا أعطافها

مهزوزة فكأنها قنواتها



خفت بهم نحو المنايا همة

ثقلت علي جيش العدي و طآتها



و بعزمها من مثل ما بأكفها

قطع الحديد تأججت لهباتها



فكأن من عزماتها أسيافها

طبعت و من أسيافها عزماتها



قسم الحيا فيها فمن مقصورة

الايدي و من ممدودة قسماتها



و ملوك بأس في الحروب قبابها

قب البطون و دستها صهواتها



يسطون في الجم الغفير ضياغما

لكنما شجر القنا اجماتها






كالليث أو كالغيث في يومي وغي

و ندي غدت هباتها و هباتها



حتي اذ نزلوا العراق فأشرقت

اكنافها و زهت بهم عرصاتها



ضربوا الخيام بكربلا و عليهم

قد خيمت ببلائها كرباتها



نزلوا بها فانصاع من شوك القنا

و لظي الهواجر ماؤها و نباتها



و أتت بنو حرب تروم و دون ما

رامت تخر من السما طبقاتها



رامت بأن تعنو لها سفها و هل

تعنو لشر عبيدها ساداتها؟



و تسومها اما الخضوع أو الردي

عزا و هل غير الاباء سماتها



فأبوا و هل من عزة أو ذلة

الا و هم آباؤها و اباتها



و تقحموا ليل الحروب فأشرقت

بوجوههم و سيوفهم ظلماتها



و بدت علوج امية فتعرضت

للاسد في يوم الهياج شياتها



تعدو لها فتميتها رعبا و ذي

يوم اللقا بعداتها عاداتها



فتخر بعد قلوبها أذقانها

و تفر قبل جسومها هاماتها



و باسرة من آل أحمد فتية

صينت ببذل نفوسها فتياتها



يتضاحكون الي المنون كأن في

راحاتها قد اترعت راحاتها



و تري الصهيل مع الصليل كأنه

فيهم قيان رجعت نغماتها



و كأنما سمر الرماح معاطف

فتمايلت لعناقها قاماتها



و كأنما بيض الظبي بيض الدمي

ضمنت لمي رشفاتها شفراتها



و كأنما حمر النصول انامل

قد خضبتها عندما كاساتها



و مذ الوغي شبت لظي و تقاعست

دون الشدائد نكصا شداتها



و غدت تعوم من الحديد بلجة

قد انبتت شجر القنا حافاتها



خلعوا لها جنن الدروع و لاح من

نيرانها لجنانهم جناتها



و تزاحفوا يتنافسون علي لقي

الآجال تحسب انها عاداتها



بأكفها عوج الأسنة ركع

و لها الفوارس سجد هاماتها



حتي اذا وافت حقوق وفائها

و علت بفردوس العلي درجاتها



شاء الاله فنكست اعلامها

و جري القضاء فنكصت راياتها



و هوت كما انهالت علي وجه الثري

من صم شاهقة الذري هضباتها



و غدت تقسم بالظبي أشلاؤها

لكن تزيد طلاقة قسماتها



ثم انثني فردا أبوالسجاد فاج

تمعت عليه طغامها و طغاتها






غيران يحمل عزمة عملت الي

حرب جيوش منية حملاتها



تلوي بأولاهم علي اخراهم

و تجول في أوساطهم سطواتها



يحمي مخيمه فقل اسد الشري

ديست علي أشبالها غاباتها



خطب العدي فوق العوادي خطبة

للسانه و سنانه كلماتها



وعظ اللسان و مذعتوا عن أمره

طعن السنان فلم تفته عتاتها



نثر الرؤوس بسيفه و نظمن في

سلك القنا لقلوبهم حباتها



ان يشرع الخرصان نحو مكردس

ردت و من أكبادها عذباتها



و اذا هوت بالبيض قبضة كفه

عادت علي ارواحهم قبضاتها



يروي الثري بدمائهم و حشاه من

ظمأ تطاير شعلة قطعاتها



لو قلبت من فوق غلة قلبه

صم الصفا ذابت عليه صفاتها



تبكي السماء له دما أفلا بكت

ماء لغلة قلبه قطراتها



واحر قلبي يا ابن بنت محمد

لك و العدي بك انجحت طلباتها



منعتك من نيل الفرات فلا هنا

للناس بعدك (نيلها و فراتها)



و علي الثنايا منك يلعب عودها

و براسك السامي تشال قناتها



و بهم تروح العاديات و تغتدي

و جسومكم فوق الثري حلباتها



و نساؤكم أسري سرت بسراتكم

تدعو و عنها اليوم أين سراتها



هاتيك في حر الهجير جسومها

صرعي و تلك علي القنا هاماتها



بأبي و بي منهم محاسن في الثري

للحشر تنشر فخرهم حسناتها



أقوت معالم انسهم و الوحش كم

راحت و من أسيافهم أقواتها



يا هل تري مضرا درت ما ذا لقت

في كربلا أبناؤها و بناتها



خفرت لها أبناء حرب ذمة

هتكت لها ما بينهم خفراتها



جارت علي تلك المنيعات التي

تهوي النجوم لو انها جاراتها



حتي غدت بين الاراذل مغنما

تنتاشها أجلافها و جفاتها



فلضربها أعضادها و لسلبها

أبرادها و لنهبها أبياتها



و ثواكل لما دفعن عن البكا

و النوح رددت الشجي لهواتها



زفراتها لو لم تكن مشفوعة

بالدمع أضرمت السما جذواتها



و علي الايانق من بنات محمد

في الشمس تصلي حرها أخواتها



أبدي العدو لها وجوها لم تبن

حتي لانفاس الصبا صفحاتها






و مروعة في السبي تشكو بثها

فتجاب ضربا بالسياط شكاتها



قامت تسب لها الجدود أراذل

قعدت بها عن شأوهم سباتها



يا غيرة الجبار أني و العدي

راحت و في أبياتكم غاراتها



يا حرمة هتكت لعزة احمد

فيها و عزة ربه حرماتها



أحماة دين الله كيف بناتكم

ساروا بها و الشامتون حماتها



تطوي الفلاة بها و ما ضاقت علي

حب بشعث خيولكم فلواتها



كفأت لكم ظهر المجن فهل سوي

عزماتكم و هي الحتوف كفاتها



و خيامكم تلك التي اوتادها

شهب السماء و عرشها داراتها



بالنار أضرمها العدو و انتم

أربابها و حريمكم رباتها



فرت تعادي في الفلاة نوائحا

حسري تقطع قلبها حسراتها



حتي اذا وقفت علي جثث لكم

طالت عليها للظبي وقفاتها



قدحت لكم زند العتاب فلم تجد

غير السياط لجنبها هفواتها



و سرت علي حال يحق لشجوها

الافلاك لو وقفت لها حركاتها



حنت و لو لا زجر (زجر) ما حدت

أظعانها بسوي الحنين حداتها



يا لوعة قعدت و قامت في الحشا

خرساء تنطق بالشجي نفثاتها



قعدت و لا تنفك أو ارزاؤكم

بقيام (قائمكم) تصاب تراتها



فانهض فدي لك أنفس كمنت بها

طير الشجون كأنها و كناتها



و احصد رؤوسهم فكم رأس لكم

حصدته بعد و لم يشب شباتها



و احرق لهم صنمي ضلال وطدا

لهم الامور فأمكنت و ثباتها



تبعا بما ابتدعا فما من سوأة

الا و في عنقيهما تبعاتها



و هما اللذان عليكم قد جزءا

من لا يداني نعلكم جبهاتها



جرا اليكم كل جور نالكم

من عصبة فعليهما لعناتها



فلرزئكم ان لم أمت حزنا فلي

نفس أذابتها أسي زفراتها



و لقد نشرت رثا لكم و كأن في

طي الجوانح للقنا و خزاتها



و اليكم من بكر فكري ثاكل

تنعي فتهتف بالنفوس نعاتها



منكم لكم أهديتها و برزئكم

آل النبي ختمتها و بدأتها



و لنشأتي أنشأتها ذخرا لكم

أفهل أخيب وفيكم أنشأتها



و لمهجتي بولاكم الحسني اذا

فقدت غدا بصحيفتي حسناتها






فولاؤكم حسبي و اني عبدكم

فخري و ذخري ان تضق حلقاتها



و اليكم شكواي من نفس غدت

تقتادني للسوء اماراتها



و جرائم عبت بمهلك لجة

ترمي لها بنفوسها غفلاتها



و انا الغريق بها فهل الا بكم

للنفس يا (سفن النجاة) نجاتها



و عليكم يا رحمة الباري من الت

سليم ما سارت به صلواتها



2 - و قال ايضا:



أقوت فهن من الانيس خلاء

دمن محت آياتها الانواء



درست فغيرها البلي فكأنما

طارت بشمل أنيسها عنقاء



يا دار مقرية الضيوف بشاشة

و قراي منك الوجد و البرحاء



عبقت بتربك نفحة مسكية

و سقت ثراك الديمة الوطفاء



عهدي بربعك آنسا بك آهلا

يعلوه منك البشر و السراء



و ثري ربوعك للنواظر أثمد

و العقد حلي ضيائك الحصباء



قد كان مجتمع الهوي و اليوم في

عرصاته تتفرق الاهواء



أخني عليه دهره و الدهر لا

يرجي له بذوي الوفاء وفاء



اين الذين ببشرهم و بنشرهم

يحيا الرجال و تأرج الارجاء؟



ضربوا بعرصة كربلاء خيامهم

فأطل كرب فوقها و بلاء



لله أي رزية في كربلا

عظمت فهانت دونها الارزاء



يوم به سل ابن احمد مرهفا

لفرنده بدجي الوغي لألاء



وفدي شريعة جد بعصابة

تفدي و قل من الوجود فداء



صيد اذا ارتعد الكمي مهابة

و مشت الي أكفائها الاكفاء



و علا الغبار فأظلمت لولا سنا

جبهاتها و سيوفها الهيجاء



عشت العيون فليس الا الطعنة

النجلا و الا المقلة الخوصاء



زحفوا الي ورد المنون تشوقا

حتي كأن مماتها الأحياء



عبست وجوه عداهم فتبسموا

فرحا و أظلمت الوغي فأضاؤا



فلها قراع السمهري تسامر

و صليل وقع المرهفات غناء



بأبي لها من ان تشم مذلة

أنف أشم و همة قعساء






يقتادهم للحرب أروع ماجد

صعب القياد علي الابا أباء



صحبته من عزماته هندية

بيضاء أو يزنية سمراء



تجري المنايا السود طوع يمينه

و تصرف الاقدار حيث تشاء



ذلت لعزمته القروم بموقف

عقت به آباءها الابناء



بفرائص رعدت و هامات همت

مذ لاح بارق سيفه الوضاء



و لئن تنكر في العجاج فطالما

شهدت بغر فعاله الهيجاء



من ابيض نثر الرؤوس و اسمر

نظمت بسلك كعوبه الاحشاء



كره الحمام لقاءه في معرك

حسدت به امواتها الاحياء



بأبي (أبي الضيم) سيم هوانه

فلواه عن ورد الهوان اباء



و تألبوا زمرا عليه تقودها

لقتاله الأحقاد و البغضاء



فسطا عليهم مفردا فثنت له

تلك الجموع النظرة الشزراء



يا واحدا للشهب من عزماته

تسري لديه كتيبة شهباء



ضاقت بها سعة الفضاء علي العدي

فتيقنوا ما بالنجاة رجاء



فغدت رؤوسهم تخر امامهم

فوق الثري و جسومهن وراء



تسع السيوف رقابهم ضربا و با

لأجسام منهم ضاقت البيداء



ما زال يفنيهم الي أن كاد أن

يأتي علي الايجاد منه فناء



لكنما طلب الاله لقاءه

و جري بما قد شاء فيه قضاء



فهوي علي غبرائها فتضعضعت

لهويه الغبراء و الخضراء



و علا السنان برأسه فالصعدة

السمراء فيها الطلعة الغراء



و مكفن و ثيابه قصد القنا

و مغسل و له المياه دماء



ظام تفطر قلبه ظمأ و با

لحملات منه ترتوي الغبراء



تبكي السماء دما له أفلا بكت

ماء لغلة قلبه الانواء



والهف قلبي يا ابن بنت محمد

لك و العدي بك أدركوا ما شاؤا



فلخيلها أجسامكم و لنبلها

أكبادكم و لقضبها الاعضاء



و علي رؤوس السمر منكم أرؤوس

شمس الضحي لوجوهها حرباء



يا ابن النبي أقول فيك معزيا

نفسا و عز علي الثكول عزاء



ما غض من علياك سوء صنيعهم

شرفا و ان عظم الذي قد جاؤا



ان تمس مغبر الجبين معفرا

فعليك من نور النبي بهاء






او تبق فوق الأرض غير مغسل

فلك البسيطان الثري و الماء



او تغتدي عار فقد صنعت لكم

برد العلا الخطي لا (صنعاء)



او تقض ظمآن الفؤاد فمن دما

أعداك سيفك و الرماح رواء



فلو أن (احمد) قد رآك علي

الثري لفرشن منه لجسمك الاحشاء



أو بالطفوف رأت ظماك سقتك من

ماء المدامع امك (الزهراء)



يا ليت لا عذب (الفرات) لوارد

و قلوب ابناء النبي ظماء



كم حرة نهب العدي أبياتها

و تقاسمت احشاءها ارزاء



تعدو و تدعو بالحماة و لم يكن

بسوي السياط لها يجاب دعاء



تعدو فان عادت عليها بالعدي

عدو العوادي الجرد و الاعداء



هتفت تثير كفيلها و كفيلها

قد أرمضته في الثري الرمضاء



يا كعبة البيت الحرام و من سمت

بهم علي هام السما البطحاء



لله يوم فيه قد أمسيتم

اسراء قوم هم لكم (طلقاء)



حملوا لكم في السبي كل مصونة

و سروا بها في الأسر اني شاؤا



ثكلي تحن لشجوها عيس الفلا

و ترق ان ناحت لها الورقاء



تنعي ليوث البأس من فتيانها

و غيوثها ان عمت البأساء



رقدوا و ليس بعزمهم من قدرة

و غفوا و ما في بأسهم اغفاء



تبكيهم بدم فقل بالمهجة الحري

تسيل العبرة الحمراء



ناحت فلما غضضت من صوتها

بزفيرها انفاسها الصعداء



حنت ولكن الحنين بكي و قد

ناحت ولكن نوحها ايماء



و قست عليهن القلوب فدونها

الصخر الاصم و دونها الخنساء



و حدت بهن اليعملات كلابها

و لهن رجع حنينهن حداء



و مقيد قام الحديد بمتنه

غلا و اقعد جسمه الاعياء



رهن الضنا قعدت به اسقامه

و سرت به المهزولة العجفاء



و غدت ترق علي بليته العدي

(ما حال من رقت له الاعداء)



لله سر الله و هو محجب

و ضمير غيب الله و هو خفاء



أني اغتدي للكافرين غنيمة

في حكمها ينقاد حيث يشاؤا



عال علي عاري المطي تقاذف

الأمصار فيه و ترتمي الأحياء



طوع الاكف و كلهن لئيمة

نصب العيون و كلها عمياء






و هو الذي لو شاء ان يفنيهم

قذفتهم الدئماء و الدهماء



و هوت له شهب السماء بقوسها

و اطاعه الاصباح و الامساء



آل النبي لأن تعاظم رزؤكم

و تصاغرت في وقعه الارزاء



فلأنتم يا أيها الشفعاء في

يوم الجزاء و انتم الخصماء



و اليكم من بكر فكري ثاكل

تنعي و قد اودت بها البرحاء



حسناء جاءت للعزاء و لم تعد

الا بحسن منكم الحسناء



3 - و قال ايضا:



خذوا الماء من عيني و النار من قلبي

و لا تحملوا للبرق منا و لا السحب



و لا تحسبوا نيران و جدي تنطفي

بطوفان ذاك المدمع السافح الغرب



و لا ان ذاك السيل يبرد غلتي

فكم مدمع صب لذي غلة صب



و لا ان ذاك الوجد مني صبابة

لغانية عفراء او شادن ترب



نفي عن فؤادي كل لهو و باطل

لواعج قد جرعنني غصص الكرب



ابيت لها اطوي الضلوع علي جوي

كأني علي جمر الغضا واضعا جنبي



رزاياكم يا آل بيت محمد

أغص لذكراهن بالمنهل العذب



عمي لعيون لا تفيض دموعها

عليكم و قد فاضت دماكم علي الترب



و تعسا لقلب لا يمزقه الاسي

لحرب بها قد مزقتكم بنو حرب



فوا حرتا قلبي و تلكم حشاشتي

تطير شظاياها بواحرتا قلبي



أأنسي و هل ينسي رزاياكم التي

البت علي دين الهداية ذولب؟



أأنساكم حري القلوب علي الظما

تذادون ذود الخمص عن سائغ الشرب



أأنسي بأطراف الرماح رؤوسكم

تطلع كالاقمار في الانجم الشهب؟



أأنسي طراد الخيل فوق جسومكم

و ما وطأت من موضع الطعن و الضرب



أأنسي دماء قد سفكن وادمعا

سكبن و احرارا هتكن من الحجب



أأنسي بيوتا قد نهبن و نسوة

سلبن و اكبادا اذبن من الرعب؟



أأنسي اقتحام الظالمين بيوتكم

تروع آل الله بالضرب و النهب؟



أأنسي اضطرام النار فيها و ما بها

سوي صبية فرت مذعرة السرب؟






أأنسي لكم في عرصة الطف موقفا

علي الهضب كنتم فيه ارسي من الهضب



تشاطرتموا فيه رجالا و نسوة

علي قلة الانصار - فادحة الخطب



فأنتم به للقتل و النبل و القنا

و نسوتكم للأسر و السبي و السلب



اذا اوجبت احشاءها وطأة العدي

علا ندبها لكن علي غوثها الندب



و ان نازعتها الحلي فالسوط كم له

علي عضديها من سوار و من قلب



و ان جذبت عنها البراقع جددت

براقع تعلوهن حمرا من الضرب



و ان سلبت عنها المقانع قنعت

اذا بثت الشكوي عن السلب بالسب



و ثاكلة حنت فما العيس في الفلا

و ناحت فما الورقاء في الغصن الرطب



تروي الثري بالدمع و القلب ناره

تشب و قد يخطي الحيا موضع الجدب



و تندب عن شجو فتعطي بندبها

لكل حشي ما في حشاها من الندب



و تنعي فتشجي الصم (زينب) اذ نعت

و تصدع شكواها الرواسي من لخطب



تثير علي وجه الثري من حماتها

ليوث وغي لكن موسدة الترب



نيام علي الاحقاف لكن بلا كري

و نشوانة الاعطاف لكن بلا شرب



تطارحهم بالعتب شجوا و انها

لتعلم بعد القوم عن خطة العتب



حموا خدرها حتي استبيحت دماؤهم

و طلت و ما طالت اليها يد النصب



و من دونها أجسامهم و رؤوسهم

غدت نهب أطراف الاسنة و القضب



فيا مدركي الاوتار حتي م صبركم

و أوتاركم ضاقت بها سعة الرحب؟



و يا طاعني صدر الكتائب ما لكم

قعدتم و في أيديكم قائم العضب؟



و يا طاحني هام العدي ما انتظاركم

و قد طحنتكم في الحروب رحي (حرب)



و يا مزعجي أسد الشري ما قعودكم

و قد ظفرت من ليثكم ظفر الكلب؟



جبار بأيدي الظالمين دماؤكم

فيا غيرة الجبار من غضب هبي



فكم غرة فوق الرماح و حرة

لآل رسول الله سيقت علي النجب؟



و كم من يتيم موثق ليتيمة

و مسبية بالحبل شدت الي مسبي



بني النسب الوضاح و الحسب الذي

تعالي فأضحي قاب قوسين للرب



اذا عدت الانساب للفخر او غدت

تطاول بالانساب سيارة الشهب



فما نسبي الا انتسابي اليكم

و ما حسبي الا بأنكم حسبي



4- و قال:



في القلب حر جوي ذاك توهجه

الدمع يطفيه و الذكري تؤججه






أفدي الاولي للعلي اسري بهم ظعن

وراء حاد من الاقدار يزعجه



ركب علي جنة المأوي معرسه

لكن علي محن البلوي معرجه



مثل الحسين تضيق الارض فيه فلا

يدري الي أين مأواه و مولجه



و يطلب الامن بالبطحا و خوف بني

سفيان يقلقه عنهاا و يخرجه



و هو الذي شرف البيت الحرام به

و لاح بعد العمي للناس منهجه



يا حائرا لا و حاشا نور عزمته

بمن سواك الهدي قد شع مسرجه



و واسع الحلم و الدنيا تضيق به

سواك ان ضاق خطب من يفرجه



و يا مليكا رعاياه عليه طغت

و بالخلافة باريه متوجه



يا عاريا قد كساه النور ثوب سنا

زها بصبغ الدم القاني مدبجه



ياري كل ظما و اليوم قلبك من

حر الظما لو يمس الصخر ينضجه



يا ميتا بات و الذاري يكفنه

و الارض بالترب كافورا تؤرجه



و يا مسيح هدي للرأس منه علي

الرماح معراج قدس راح يعرجه



و يا كليما هوي فوق الثري صعقا

لكن محياه فوق الرمح أبلجه



و يا مغيث الهدي كم تستغيث و لا

مغيث نحوك يلويه تحرجه



فأين جدك و الانصار عنك ألا

هبت له اوسه منهم و خزرجه؟



و أين فرسان عدنان و كل فتي

شاكي السلاح لدي الهيجا مدججه



و اين عنك ابوك المرتضي أفلا

يهيجه لك اذ تدعو مهيجه؟



يروك بالطف فردا بين جمع عدي

البغي يلجمه و الغي يسرجه



تخوض فوق سفين الخيل بحر دم

بالبيض و السمر زخار مموجه



حاشا لوجهك يا نور النبوة أن

يمسي علي الارض مغبرا مبلجه



و للجبين بأنوار الامامة قد

زها و صخر بني صخر يشججه



اعيذ جسمك يا روح النبي بأن

يبقي ثلاثا علي البوغا مضرجه



عار يحوك له الذكر الجميل ردي

ايدي صنائعه بالفخر تنسجه



و الرأس بالرمح مرفوع مبلجه

و الثغر بالعود مقروع مفلجه



حديث رزء قديم الاصل اخرج اذ

عن الاولي صح اسنادا مخرجه



تا لله ما كربلا لولا (سقيفتهم)

و مثل ذا الفرع ذاك الاصل ينتجه



و في الطفوف سقوط السبط منجدلا

من سقط (محسن) خلف الباب منهجه



و بالخيام ضرام النار من حطب

بباب دار ابنة الهادي تأججه






لكن امية جاءتكم بأخبث ما

كانت علي ذلك المنوال تنسجه



سرت بنسوتكم للشام في ظعن

قبابه الكور و الاقتاب هودجه



من كل والهة حسري يعنفها

علي عجاف المطي بالسير مدلجه



كم دملج صاغه ضرب السياط علي

زند بأيدي الجفاة ابتز دملجه



و لا كفيل لها غير العليل سرت

ترثي له ألم البلوي و تنشجه



تشكو عداها و تنعي قومها فلها

حال من الشجو لف الصبر مدرجه



فنعيها بشجي الشكوي تؤلفه

و دمعها بدم الاحشاء تمزجه



و يدخل الشجو في الصخر الاصم لها

تزفر من شظايا القلب تخرجه



فيا لارزائكم سدت علي جزعي

بابا من الصبر لا ينفك مرتجه



يفر قلبي من حر الغليل الي

طول العويل ولكن ليس يثلجه



أود ان لا ازال الدهر أنشئها

مراثيا لو تمس الطود تزعجه



و مقولي طلق في القول اعهده

لكن عظيم رزاياكم يلجلجه



و لا يزال علي طول الزمان لكم

في القلب حر جوي ذاك توهجه



للحجة آية الله الشيخ محمد حسين الاصفهاني قدس سره



اسفر صبح اليمن و السعادة

عن وجه سر الغيب و الشهادة



اسفر عن مرآة غيب الذات

و نسخة الاسماء و الصفات



تعرب عن غيب الغيوب ذاته

تفصح عن اسمائه صفاته



ينبي ء عن حقيقة الخلائق

بالحق و الصدوق بوجه لائق



لقد تجلي اعظم المجالي

في الذات و الصفات و الافعال



روح الحقيقة المحمدية

عقل العقول الكمل العلية



فيض مقدس عن الشوائب

مفيض كل شاهد و غائب



تنفس الصبح بنور لم يزل

بل هو عند اهله صبح الازل



و كيف و هو النفس الرحماني

في نفس كل عارف رباني



به قوام الكلمات المحكمة

به نظام الصحف المكرمة



تنفس الصبح بسر القدم

بصورة جامعة للكلم



تنفس الصبح بالاسم الاعظم

محا عن الوجود رسم العدم



بل فالق الاصباح قد تجلي

فلا تري بعد النهار ليلا



فأصبح العلم ملاء النور

واي نور فوق نور الطور






و نار موسي قبس من نوره

بل كل ما في الكون من ظهوره



اشرق بدر من سماء المعرفة

به استبان كل اسم وصفة



به استنار عالم الابداع

والكل تحت ذلك الشعاع



به استنار ما يري و لا يري

من ذرة العرش الي فوق الثري



فهو بوجهه الرضي المرضي

نور السماوات و نور الارض



فلا توازي نوره الانوار

بل جل ان تدركه الابصار



غرته بارقة الفتوة

قرة عين خاتم النبوة



تبدو علي غرته الغراء

شارقة الشهامة البيضاء



بادية من آية الشهامة

دلائل الاعجاز و الكرامة



من فوق هامة السماء همته

تكاد تسبق القضا مشيئته



ما همة السماء من مداها

ان الي ربك منتهاها



ام الكتاب في علو المنزلة

و في الابا نقطة باء البسملة



تمت به دائرة الشهادة

و في محيطها له السيادة



لو كشف الغطاء عنك لا تري

سواه مركزا لها و محورا



و هل تري لملتقي القوسين

أثبت نقطة من الحسين



فلا و رب هذه الدوائر

جل عن الاشباه و النظائر



بشراك يا فاتحة الكتاب

بالمعجز الباقي مدي الاحقاب



و آية التوحيد و الرسالة

و سر معني لفظة الجلالة



بل هو قرآن و فرقان معا

فما أجل شأنه و أرفعا



هو الكتاب الناطق الالهي

و هو مثال ذاته كما هي



و نشأة الاسماء و الشؤون

كل نقوش لوحه المكنون



لا حكم للقضاء الا ما حكم

كأنه طوع بنانه القلم



رابطة المراد بالارادة

كأنه واسطة القلادة



ناطقة الوجود عين المعرفة

و نسخة اللاهوت عينا وصفة



في يديه أزمة الايادي

بالقبض و البسط علي العباد



بل يده العليا يد الافاضة

في الأمر و الخلق و لا غضاضة



لك الهنا يا سيد الكونين

فغاية الآمال في (الحسين)



وارث كل المجد و العلياء

من المحمدية البيضاء






فانه منك و أنت منه في

كل المعالي يا له من شرف



و فيه سر الكل في الكل بدا

روحان في روح الكامل اتحدا



لك العروج في السماوات العلي

له العروج في سماوات الملا



حظك منتهي الشهود في دنا

و سهمه أقصي المني من الفنا



منك أساس العدل و التوحيد

منه بناء قصره المشيد



منك لواء الدين و هو حامله

قام بحمله الثقيل كاهله



و المكرمات و المعالي كلها

أنت لها المبدأ و هو المنتهي



لك الهنا يا صاحب الولاية

بنعمة ليس لها نهاية



أنت من الوجود عين العين

فكن قرير العين (بالحسين)



شبلك في القوة و الشجاعة

نفسك في العزة و المناعة



منطقك البليغ في البيان

لسانك البديع في المعاني



طلعتك الغراء بالاشراق

كالبدر في الانفس و الآفاق



صفاتك الغر له ميراث

و المجد ما بين الوري تراث



لك الهنا يا غاية الايجاد

بمبدا الخيرات و الايادي



و هو سفينة النجاة في اللجج

و بابها السامي و من لج و لج



سلطان اقليم الحفاظ و الابا

مليك عرض الفخر اما و ابا



رافع راية الهدي بمهجته

كاشف ظلمة العمي ببهجته



به استقامت هذه الشريعة

به علت اركانها الرفيعة



بني المعالي بمعالي هممه

ما اخضر عود الدين الا بدمه



بنفسه اشتري حياة الدين

فيا لها من ثمن ثمين



أحيا معالم الهدي بروحه

داوي جروح الدين من جروحه



جفت رياض العلم بالسموم

لم يروها الا دم المظلوم



فأصبحت مورقة الاشجار

يانعة زاكية الثمار



أقعد كل قائم بنهضته

حتي أقام الدين بعد كبوته



قامت به قواعد التوحيد

مذ لجأت بركنها الشديد



و أصبحت قوية البنيان

بعزمه عزائم القرآن



غدت به سامية القباب

معاهد السنة و الكتاب



أفاض كالحيا علي الوراد

ماء الحياة و هو ظام صادي






و كضه الظما و في طي الحشا

ري الوري و الله يقضي ما يشا



و التهبت أحشاؤه من الظما

فأمطرت سحائب القدس دما



و قد بكته و الدموع حمر

بيض السيوف و الرماح السمر



تفطر القلب من الظما و ما

تفتر العزم و لا تثلما



و من يدك نور الطور فلا

يندك طود عزمه من البلا



تعجب من ثباته الاملاك

و من تجولاته الافلاك



لا غرو انه ابن بجدة اللقا

قد ارتقي في المجد خير مرتقي



شبل (علي) و هو ليث غابه

لا بل كأن الغاب في اهابه



كراته في ذلك المضمار

تكور الليل علي النار



و عضبه صاعقة العذاب

علي بقايا بدر و الأحزاب



سطا بسيفه ففاضت الربي

بالدم حتي بلغ السيل الزبي



فرق جمع الكفر و الضلال

لجمع شمل الدين و الكمال



أنار بالبارق وجه الحق

و في و ميضه رموز الصدق



حتي تجلي الدين في جماله

يشكر فعله لسان حاله



قام بحق السيف بل اعطاه

ما ليس يعطي مثله سواه



كأن منتضاه محتوم القضا

بل القضا في حد ذاك المنتضي



كأنه طير الفنا رهيفه

يقضي علي صفوفهم رفيفه



أو صرصر في يوم نحس مستمر

كأنهم أعجاز نخل منقعر



أو بصريره كريح عاتية

كأنهم أعجاز نخل خاوية



و في المعالي حقها لما علا

علي العوالي كالخطيب في الملا



يتلو كتاب الله و الحقايق

تشهد انه الكتاب الناطق



قد ورث العروج في الكمال

من (جده) لكن علي (العوالي)



هي (العوالي) و هي المعالي

و الخير كل الخير في المثال



هو الذبيح في مني الطفوف

لكنه ضريبة السيوف



هو الخليل المبتلي بالنار

و الفرق كالنار علي المنار



نوح ولكن أين من طوفانه

طوفانه فليس من اقرانه



تالله ما ابتلي نبي أو ولي

في سالف الدهر بمثل ما ابتلي



له مصائب تكل الالسن

عنها فكيف شاهدتها الاعين






أعظمها رزءا علي الاسلام

سبي ذراري سيد الانام



ضلالة لا مثلها ضلالة

سبي بنات الوحي و الرسالة



و سوقها من بلد الي بلد

بين الملا اشنع ظلم و اشد



و أفظع الخطوب و الدواهي

دخولها في مجلس الملاهي



ولدغ حية لها بريقها

دون وقوفها لدي (طليقها)



و يسلب اللب حديث السلب

يا ساعد الله بنات الحجب



تحملت امية اوزارها

و عارها مذ سلبت ازارها



و كيف يرجي الخير من خمارها)

تبت يد مدت الي خمارها



و أدركت من النبي ثارها

و في ذراريه قضت أوتارها



و اعجبا يدرك ثار الكفرة

من أهل (بدر) بالبدور النيرة



فيا لثارات النبي الهادي

بما جنت به يد الاعادي



و من لها الا الامام المنتظر

اعزه الله بفتح و ظفر



للحجة آية الله المجاهد الشيخ محمد جواد البلاغي [1] .



يا تريب الخد في رمضا الطفوف

ليتني دونك نهبا للسيوف



يا نصير الدين اذ عز النصير

و حمي الجار اذا عز المجير



و شديد البأس و اليوم عسير

و ثمال الفرد في العام العسوف



كيف يا خامس أصحاب الكسا

و ابن خير المرسلين المصطفي



و ابن ساقي الحوض في يوم الظما

و شفيع الخلق في اليوم المخوف



يا صريعا ثاويا فوق الصعيد

و خضيب الشيب من فيض الوريد



كيف تقضي بين اجناد يزيد

ظامئا تسقي بكاسات الحتوف؟



كيف تقضي ظامئا حول الفرات

داميا تنهل منك الماضيات؟



و علي جسمك تجري الصافنات

عافر الجسم لقي بين الطفوف






يا مريع الموت في يوم الطعان

لا خطا نحوك بالرمح سنان



لا و لا شمر دنا منك فكان

ما أماد الارض هولا بالرجوف



سيدي ابكيك للشيب الخضيب

سيدي ابكيك للوجه التريب



سيدي ابكيك للجسم السليب

من حشا حران بالدمع الذروف



سيدي ان معنوا عنك الفرات

و سقوا منك ظماء المرهفات



فسنسقي كربلا بالعبرات

و كفا من علق القلب الأسوف



سيدي ابكيك منهوب الرحال

سيدي ابكيك مسبي العيال



بين أعداك علي عجف الجمال

في الفيافي بعد هاتيك السجوف



سيدي ان نقض دهرا في بكاك

ما قضينا البعض من فرض ولاك



او عكفنا عمرنا حول ثراك

ما شفي غلتنا ذاك العكوف



لهف نفسي لنساك المعولات

و اليتامي اذ عدت بين الطغاة



باكيات شاكيات صارخات

و لها حولك تسعي و تطوف



يا حمانا من لنا بعد حماك

و من المفزع من اسر عداك؟



و لمن نلجأ ان طال نواك

و دهتنا بدواهيها الصروف؟



يا حمانا من لأيتام صغار

و مذاعير تعادي بالفرار؟



راعها المزعج من سلب و نار

حيث لا ملجا و لا حام رؤوف



لست أنساها و قد مالت الي

صفوة الانصار صرعي في الفلا



اشرقت منها محاني كربلا

كشموس غالها ريب الكسوف



هاتفات بهم مستصرخات

باكيات نادبات عاتبات



صارخات أين عنا يا حماة

يا بدور التم ما هذا الخسوف؟



يا رجال البأس في يوم الكفاح

يا ليوث الحرب في غاب الرماح



كيف آذنتم جميعا بالرواح

و رحلتم رحلة القوم الضيوف



ما لكم لا غالكم صرف الردي

لا و لا ادركتم بيض الظبي؟



أفترضون لنا ذل السبا

و عناء الاسر ما بين الالوف؟



أفنسبي بعدكم سبي العبيد

ثم نهدي من عنيد لعنيد؟



لا وقفنا في السبا عند يزيد

حبذا الموت و لا ذاك الوقوف



للعلامة الحجة الشيخ محمد حسين بن حمد الحلي أعلي الله مقامه



خليلي هل من وقفة لكما معي

علي جدث اسقيه صيب أدمعي






ليروي الثري منه بفيض مدامعي

فان الحيا الوكاف لم يك مقنعي



لأن الحيا يهمي و يقلع تارة

و اني لعظم الخطب ما جف مدمعي



خليلي هبا فالرقاد محرم

علي كل ذي قلب من الوجد موجع



هلما معي نعقر هناك قلوبنا

اذا الوجد أبقاها و لم تتقطع



هلما نقم بالغاضرية مأتما

لخير كريم بالسيوف موزع



فتي أدركت فيه علوج أمية

مراما فأردته ببيداء بلقع



غداة ارادت أن تري السبط ضارعا

و لم يك ذا خد من الضيم أضرع



و كيف يسام الضيم من جده ارتقي

الي العرش حتي حل اشرف موضع



فتي حلقت فيه قوادم عزه

لأعلي ذري المجد الاثيل و ارفع



و لما دعته للكفاح اجابها

بأبيض مشحوذ و اسمر مشرع



و آساد حرب غابها اجم القنا

و كل كمي رابط الجأش اروع



يصول بماضي الحد غير مكهم

و في غير درع الصبر لم يتدرع



اذا القح الهيجاء حتفا برمحه

فماضي الشبا منه يقول لها ضعي



و ان ابطأت عنه النفوس اجابة

فحد سنان الرمح قال لها اسرع



فلم تزل الارواح قبض اكفهم

و تسقط هامات بقولهم قعي



الي ان دعاهم ربهم للقائه

فكانوا الي لقياه اسرع من دعي



و خروا لوجه الله تلقي وجوههم

فمن سجد فوق الصعيد و ركع



و كم ذات خدر سجفتها حماتها

بسمر قنا خطية و بلمع



أماطت يد الأعداء عنها سجافها

فأضحت بلا سجف و كهف ممنع



لقد نهبت كف المصاب فؤادها

و أبدي عداها كل برد و برقع



فلم تستطع عن ناظريها تسترا

بغير زنود قاصرات و أذرع



و قد فزعت مذراعها الخطب دهشة

و اوهي القوي منها الي خير مفزع



فلما رأته بالعراء مجدلا

عفيرا علي البوغاء غير مشيع



دنت منه و الاحزان تمضغ قلبها

و حنت حنين الواله المتفجع



تقول و ظفر الوجد يدمي فؤادها

علي عزيز ان اراك مودعي



علي عزيز ان تموت علي ظما

و تشرب في كأس من الحتف مترع



أأخي ذا شمر اراد مذلتي

فأركبني من فوق ادبر اظلع



و ذا العلج زجر ارغم الله انفه

بقرع القنا و الاصبحية موجعي




للعلامة الشيخ محمد تقي ابن الحجة المرحوم الشيخ

عبدالرسول آل صاحب الجواهر



دعاني فوجدي لا يسليه لائمه

ولكن عسي يشفيه بالدمع ساجمه



و لا تكثرا لومي فرب موله

(اعق خليليه الصفيين لائمه)



فما كل خطب يحمد الصبر عنده

و لا كل وجد يكسب الاجر كاتمه



فان ترعيا حق الاخاء فأعولا

معي في مصاب افجعتنا عظائمه



غداة ابوالسجاد قام مشمرا

لتشييد دين الله اذ جد هادمه



و رام ابن ميسون علي الدين امرة

فعاثت بدين الله جهرا جرائمه



فقام مغيثا شرعة الدين شبل من

بصمصامه بدءا اقيمت دعائمه



و حف به (اذ محص الناس) معشر

نمته الي اوج المعالي مكارمه



فمن اشوس ينميه للطعن حيدر

و ينميه جدا في قري الطير هاشمه



و رهط تفاني في حمي الدين لم تهن

لقلته بين الجموع عزائمه



الي ان قضوا دون الشريعة صرعا

كما صرعت دون العرين ضراغمه



اراد ابن هند خاب مسعاه ان يري

حسينا بأيدي الضيم تلوي شكائمه



ولكن ابي المجد المؤثل و الابا

له الذل ثوبا و الحسام ينادمه



ابوه علي و ابنة الطهر امه

و طه له جد و جبريل خادمه



الي ابن سمي و ابن ميسون ينثني

يمد يدا و السيف في اليد قائمه



فصال عليهم صولة الليث مغضبا

و عسا له خصم النفوس و صارمه



فحكم في اعناقهم نافذ القضا

صقيلا فلا يستأنف الحكم حاكمه



الي ان أعاد الدين غضا و لم يكن

بغير دماء السبط تسقي معالمه



فان يك اسماعيل اسلم نفسه

الي الذبح في حجر الذي هو راحمه



فعاد ذبيح الله حقا و لم يكن

تصافحه بيض الظبي و تسالمه



فان - حسينا - اسلم النفس صابرا

علي الذبح في سيف الذي هو ظالمه



و من دون دين الله جاد بنفسه

و كل نفيس كي تشاد دعائمه



و رضت قراه العاديات و صدره

و سيقت علي عجف المطايا كرائمه



فان يمس فوق الترب عريان لم تقم

له مأتما تبكيه فيه محارمه






فأي حشي لم يمس قبرا لجسمه

و في اي قلب ما اقيمت مآتمه



وهب دم يحيي قد غلا قبل في الثري

فان حسينا في القلوب غلا دمه



و ان قر مذ دعا بخت نصر

بثارات يحيي و استردت مظالمه



فليست دماء السبط تهدأ قبل ان

يقوم باذن الله للثار (قائمه)



اباصالح يا مدرك الثار كم تري

و غيظك وار غير انك كاظمه



و هل يملك الموتور صبرا و حوله

يروح و يغدو آمن السرب غارمه



اتنسي ابي الضيم في الطف مفردا

تحوم عليه للوداع (فواطمه)؟



اتنساه فوق الترب منفطر الحشا

تناهبه سمر الردي و صوارمه؟



و رب رضيع ارضعته قسيهم

من النبل ثديا دره الثر فاطمه



فلهفي له مذ طوق السهم جيده

كما زينته قبل ذاك تمائمه



و لهفي له لما احس بحره

و ناغاه من طير المنية حائمه



هفا لعناق السبط مبتسم اللمي

و داعا و هل غير العناق يلائمه



و لهفي علي ام الرضيع و قد دجي

عليها الدجي و الدوح ناحت حمائمه



تسلل في الظلماء ترتاد طفلها

و قد نجمت بين الضحايا علائمه



فمذ لاح سهم النحر ودت لو انها

تشاطره سهم الردي و تساهمه



اقلته بالكفين ترشف ثغره

و تلثم نحرا قبلها السهم لاثمه



و ادنته للنهدين و لهي فتارة

تناغيه الطافا و اخري تكالمه



بني أفق من سكرة الموت و ارتضع

بثديك عل القلب يهدأ هائمه



بني فقد درا و قد كضك الظما

فعلك يطفي من غليلك ضارمه



بني لقد كنت الانيس لوحشتي

و سلواي اذ يسطو من الهم غاشمه



للخطيب السيد مهدي الأعرجي رحمه الله



ما بال فهر اغفلت اوتارها

هلا تثير و غي فتدرك ثارها



أغفت علي الضيم الجفون و ضيعت

يا للحمية عزها و فخارها



عجبا لها هدأت و تلك امية

قتلت سراة قبيلها و خيارها



عجبا لها هدأت و تلك نساؤها

بالطف قد هتك العدي استارها



من كل ثاكلة تناهب قلبها

كف الأسي و يد العدو خمارها



لهفي لها بعد التحجب اصبحت

حسري تقاسي ذلها و صغارها



تدعو اميرالمؤمنين بمهجة

فيها الرزية انشبت اظفارها






أبتاه يا مردي الفوارس في الوغي

و مبيد جحفلها و مخمد نارها



قم و انظر ابنك في العراء و جسمه

جعلته خيل امية مضمارها



ثاو تغسله الدماء بفيضها

عار تكفنه الرياح غبارها



و خيول حرب منه رضت اضلعا

فيها النبوة اودعت أسرارها



و بيوت قدس من جلالة قدرها

كانت ملائكة السما زوارها



يقف الأمين ببابها مستأذنا

و مقبلا اعتابها و جدارها



اضحت عليها آل حرب عنوة

في يوم عاشورا تشن مغارها



كم طفلة ذعرت و كم محجوبة

برزت و قد سلب العدو ازارها



و يتيمة صاغ القطيع لها سوا

را عندما بز العدو سوارها



أين الكماة الصيد من عمرو العلي

عنها فترخص دونها اعمارها



أين الكماة الصيد من عمرو العلي

لتثير للحرب العوان غبارها




پاورقي

[1] نظم هذه القصيدة لاجل الموکب الذي سعي به ليلة عاشوراء و يومها في کربلا في السنة التي قتل فيها السيد حسن ابن آية الله السيد ابوالحسن الاصفهاني و ببرکاته اتسع الي هذه السنة فکان موکب النجفيين ليلة عاشوراء في کربلاء يضم العلماء و اهل الفضل و المقدسين من ارباب المهن، کل ذلک من انفاس هذا الشيخ الجليل المناضل دون الدين الحنيف و توفي في الليلة الثانية و العشرين من شعبان سنة 1352 ه و ترجمته مفصلة في «شعراء الغري» ج 2 صفحة 436.