بازگشت

الشامي مع فاطمة


قال الرواة نظر رجل شامي الي فاطمة بنت علي [1] فطلب من يزيد ان يهبها له لتخدمه ففزعت ابنة اميرالمؤمنين و تعلقت باختها العقيلة زينب و قالت كيف


اخدم؟ قالت العقيلة: لا عليك انه لن يكون ابدا فقال يزيد لو اردت لفعلت! فقالت له الا أن تخرج عن ديننا فرد عليها: انما خرج عن الدين ابوك و اخوك! قالت زينب: بدين الله و دين جدي و أبي و أخي اهتديت انت و ابوك ان كنت مسلما قال: كذبت يا عدوة الله! فرقت (عليهاالسلام) و قالت أنت امير مسلط تشتم ظالما و تقهر بسلطانك [2] و عاود الشامي الطلب فزبره يزيد و نهره و قال له وهب الله لك حتفا قاضيا [3] .

خطبة زينب

قال ابن نما و ابن طاووس [4] لما سمعت زينب بنت علي عليهماالسلام [5] يزيد بتمثل بأبيات ابن الزبعري [6] .



ليت اشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الاسل



لأهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تشل



قد قتلنا القرم من ساداتهم

و عدلناه ببدر فاعتدل



لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء و لا وحي نزل



لست من خندف ان لم انتقم

من بني احمد ما كان فعل



قالت:

الحمد لله رب العالمين، و صلي الله علي رسوله و آله أجمعين، صدق الله


سبحانه حيث يقول: (ثم كان عاقبة الذين اساؤا السوأي ان كذبوا بآيات الله و كانوا بها يستهزؤون). اظننت يا يزيد حيث اخذت علينا اقطار الارض، و آفاق السماء، فأصبحنا نساق كما تساق الاساري ان بنا علي الله هوانا، و بك عليه كرامة، و ان ذلك لعظم خطرك عند فشمخت بأنفك، و نظرت في عطفك، جذلان مسرورا، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة، و الامور متسقة، و حين صفا لك ملكنا و سلطاننا فمهلا مهلا، انسيت قول الله تعالي: (و لا تحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خيرا لأنفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما و لهم عذاب مهين).

أمن العدل يا ابن الطلقاء، تخديرك حرائرك و اماءك، و سوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهن، و ابديت وجوههن، تحدو بهن الاعداء من بلد الي بلد، و يستشرفهن اهل المناهل و المعاقل، و يتصفح وجوههن القريب و البعيد، والدني و الشريف، ليس معهن من حماتهن حمي و لا من رجالهن ولي، و كيف يرتجي مراقبة من لفظ فوه اكباد الازكياء، و نبت لحمه من دماء الشهداء، و كيف يستبطأ في بغضنا اهل البيت من نظر الينا بالشنف و الشنآن، والاحن و الاضغان ثم تقول غير متأثم و لا مستعظم:



لأهلوا و استهلوا فرحا

ثم قالوا يا يزيد لا تشل



منحنيا علي ثنايا أبي عبدالله سيد شباب اهل الجنة تنكتها بمخصرتك و كيف لا تقول ذلك، و قد نكأت القرحة، و استأصلت الشأفة، باراقتك دماء ذرية محمد صلي الله عليه و آله و نجوم الأرض من آل عبدالمطلب و تهتف بأشياخك زعمت انك تناديهم فلتردن وشيكا موردهم و لتودن انك شللت و بكمت و لم تكن قلت ما قلت و فعلت ما فعلت.

اللهم خذ لنا بحقنا، و انتقم ممن ظلمنا، و احلل غضبك بمن سفك دماءنا، و قتل حماتنا.

فو الله ما فريت الا جلدك، و لا حززت الا لحمك، و لتردن علي رسول الله صلي الله عليه و آله بما تحملت من سفك دماء ذريته و انتهكت من حرمته في عترته و لحمته، حيث يجمع الله شملهم، ويلم شعثهم، و يأخذ بحقهم (و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون).


و حسبك بالله حاكما، و بمحمد صلي الله عليه و آله خصيما، و بجبرئيل ظهيرا، و سيعلم من سول لك و مكنك من رقاب المسلمين بئس للظالمين بدلا وايكم شر مكانا، و اضعف جندا.

و لئن جرت علي الدواهي مخاطبتك، اني لأستصغر قدرك و استعظم تقريعك، و استكثر توبيخك، لكن العيون عبري، و الصدور حري.

ألا فالعجب كل العجب، لقتل حزب الله النجباء، بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الايدي تنطف من دمائنا، و الافواه تتحلب من لحومنا و تلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل، و تعفرها امهات الفراعل و لئن اتخذتنا مغنما، لتجدنا وشيكا مغرما، حين لا تجد الا ما قدمت يداك و ما ربك بظلام للعبيد، و الي الله المشتكي و عليه المعول.

فكد كيدك، واسع سعيك، و ناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، و لا تميت وحينا، و لا يرحض عنك عارها، و هل رأيك الا فند و ايامك الا عدد، و جمعك الا بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله علي الظالمين.

و الحمد لله رب العالمين، الذي ختم لأولنا بالسعادة و المغفرة و لآخرنا بالشهادة و الرحمة، و نسأل الله ان يكمل لهم الثواب، و يوجب لهم المزيد و يحسن علينا الخلافة، انه رحيم ودود، و حسبنا الله و نعم الوكيل».

فقال يزيد:



يا صيحة تحمد من صوائح

ما أهون النوح علي النوائح



و من جهل يزيد وغيه و ضلاله قوله بمل ء فمه غير متأثم و لا مستعظم يخاطب من حضر عنده من ذؤبان اهل الشام: اتدرون من اين اتي ابن فاطمة و ما الحامل له علي ما فعل و الذي اوقعه فيما وقع؟ قالوا: لا، قال: يزعم ان اباه خير من أبي و امه فاطمة بنت رسول الله خير من امي و جده خير من جدي و انه خير مني و احق بهذا الأمر مني فأما قوله ابوه خير من أبي فقد حاج ابي اباه الي الله عزوجل و علم الناس ايهما حكم له، و اما قوله امه خير من امي فلعمري ان فاطمة بنت رسول الله خير من امي، و اما قوله جده خير من جدي فلعمري ما احد يؤمن بالله و اليوم الآخر و هو يري ان لرسول الله فينا عدلا و لا ندا، ولكنه
انما اتي من قلة فقهه و لم يقرأ: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء) و قوله تعالي: (و الله يؤتي ملكه من يشاء) [7] .

الخربة

و لقد احدثت هذه الخطبة هزة في مجلس يزيد و راح الرجل يحدث جليسه بالضلال الذي غمرهم و انهم في أي واد يعمهون، فلم ير يزيد مناصا الا ان يخرج الحرم من المجلس الي خربة لا تكنهم من حر و لا برد فأقاموا فيها ينوحون علي الحسين عليه السلام [8] ثلاثة أيام [9] .

و في بعض الأيام خرج السجاد (ع) منها يتروح، فلقيه المنهال بن عمر و قال له: كيف امسيت يا ابن رسول الله؟ قال (ع): أمسينا كمثل بني اسرائيل في آل فرعون يذبحون ابناءهم و يستحيون نساءهم، امست العرب تفتخر علي العجم بأن محمدا منها، و امست قريش تفتخر علي سائر العرب بأن محمدا منها، و أمسينا معشر اهل بيته مقتولين مشردين فانا لله و انا اليه راجعون [10] .

قال المنهال: و بينا يكلمني اذ امرأة خرجت خلفه تقول له: الي اين يا نعم الخلف؟ فتركني و اسرع اليها فسألت عنها قيل: هذه عمته زينب [11] .

الي المدينة

لقد سر يزيد قتل الحسين و من معه و سبي حريم رسول الله صلي الله عليه


و آله [12] و ظهر عليه السرور في مجلسه فلم يبال بالحاده و كفره حين تمثل بشعر ابن الزبعري و حتي انكر الوحي علي رسول الله محمد (ص) ولكنه لما كثرت اللائمة عليه و وضح له الفشل و الخطأ في فعلته التي لم يرتكبها حتي من لم ينتحل دين الاسلام و عرف المغزي من وصية معاوية اياه حيث قال له:

(ان اهل العراق لن يدعوا الحسين حتي يخرجوه فاذا خرج عليك فاصفح عنه فان له رحما ماسة و حقا عظيما) [13] .

و عاب عليه خاصته و اهل بيته و نساؤه و كان بمرأي منه و مسمع كلام الرأس الاطهر لما أمر بقتل رسول ملك الروم (لا حول و لا قوة الا بالله) [14] و لحديث الاندية عما ارتكبه من هذه الجريمة الشائنة و القسوة الشديدة دوي في ارجاء دمشق، لم يجد مناصا من القاء التبعة علي عاتق ابن زياد تبعيدا للسبة عنه ولكن الثابت لا يزول.

و لما خشي الفتنة و انقلاب الأمر عليه عجل باخراج السجاد و العيال من الشام الي وطنهم و مقرهم، و مكنهم مما يريدون و أمر النعمان بن بشير و جماعة معه ان يسيروا معهم الي المدينة مع الرفق [15] .

فلما وصلوا العراق قالوا للدليل: مر بنا علي طريق كربلا فوصلوا الي مصرع الحسين فوجدوا جابر بن عبدالله الانصاري و جماعة من بني هاشم و رجالا من آل رسول الله قد وردوا لزيارة قبر الحسين فتلاقوا بالبكاء و الحزن و اللطم و أقاموا في كربلا ينوحون علي الحسين [16] ثلاثة ايام [17] .

و وقف جابر الانصاري علي القبر فأجهش بالبكاء و قال: يا حسين ثلاثا ثم قال:

حبيب لا يجيب حبيبه و أني لك بالجواب و قد شحطت اوداجك علي


اثباجك، و فرق بين رأسك و بدنك، فأشهد انك ابن خاتم النبيين، و ابن سيد المؤمنين، و ابن حليف التقوي، و سليل الهدي، و خامس أصحاب الكساء، و ابن سيد النقباء، و ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء! و مالك لا تكون كذلك و قد غذتك كف سيد المرسلين، و ربيت في حجر المتقين و رضعت من ثدي الايمان، و فطمت بالاسلام، فطبت حيا و طبت ميتا غير ان قلوب المؤمنين غير طيبة بفراقك، و لا شاكة في الخيرة لك، فعليك سلام الله و رضوانه، و اشهد انك مضيت علي ما مضي عليه اخوك يحيي بن زكريا.

ثم أجال بصره حول القبر و قال: السلام عليكم ايتها الارواح التي حلت بفناء الحسين و اناخت برحله، اشهد انكم اقمتم الصلاة، و آتيتم الزكاة و امرتم بالمعروف، و نهيتم عن المنكر، و جاهدتم الملحدين، و عبدتم الله حتي اتاكم اليقين.

و الذي بعث محمد صلي الله عليه و آله بالحق نبيا، شاركناكم فيما دخلتم فيه، فقال له عطية العوفي: كيف و لم نهبط واديا و لم نعل جبلا و لم نضرب بسيف و القوم قد فرق بين رؤوسهم و ابدانهم و اوتمت اولادهم و ارملت الازواج.

فقال له اني سمعت حبيبي رسول الله يقول: من احب قوما كان معهم و من احب عمل قوم اشرك في عملهم و الذي بعث محمدا بالحق نبيا ان نيتي و نية اصحابي علي ما مضي عليه الحسين و اصحابه [18] .الرأس مع الجسد

لما عرف زين العابدين الموافقة من يزيد طلب منه الرؤوس كلها ليدفنها في محلها فلم يتباعد يزيد عن رغبته فدفع اليه رأس الحسين مع رؤوس اهل بيته و صحبه فألحقها بالابدان.

نص علي مجيئه بالرؤوس الي كربلا في «حبيب السير» كما في نفس المهموم


ص 253 و رياض الاحزان ص 155.

و اما رأس الحسين (ع) ففي روضة الواعظين للفتال ص 165 و في مثير الاحزان لابن نما الحلي ص 58: انه المعول عليه عند الامامية، و في اللهوف لابن طاووس ص 112: عليه عمل الامامية، و في اعلام الوري للطبرسي ص 151 و مقتل العوالم ص 154 و رياض المصائب و البحار: انه المشهور بين العلماء، و قال ابن شهراشوب في المناقب ج 2 ص 200: ذكر المرتضي في بعض (رسائله) ان رأس الحسين اعيد الي بدنه في كربلا، و قال الطوسي: و منه زيارة الاربعين، و في البحار عن (العدد القوية) لأخ العلامة الحلي، و في عجائب المخلوقات للقزويني ص 67: في العشرين من صفر رد رأس الحسين (ع) الي جثته و قال الشبراوي قيل اعيد الرأس الي جثته بعد اربعين يوما [19] ، و في شرح همزية البوصيري لابن حجر اعيد رأس الحسين بعد اربعين يوما من قتله، و قال سبط ابن الجوزي الاشهر انه رد الي كربلا فدفن مع الجسد [20] ، و المناوي في الكواب الدرية ج 1 ص 57 نقل اتفاق الامامية علي انه اعيد الي كربلا و ان القرطبي رجحه و لم يتعقبه بل نسب الي بعض اهل الكشف و الشهود انه حصل له اطلاع علي انه اعيد الي كربلاء. و قال ابوالريحان البيروني في العشرين من صفر رد رأس الحسين الي جثته حتي دفن مع جثته [21] .

و علي هذا فلا يعبأ بكل ما ورد بخلافه و الحديث بأنه عند قبر ابيه بمرأي من هؤلاء الاعلام، فاعراضهم عنه يدلنا علي عدم وثوقهم به، لأن اسناده لم يتم و رجاله غير معروفين، و قال ابوبكر الآلوسي و قد سئل عن موضع رأس الحسين.



لا تطلبوا رأس الحسين

بشرق ارض او بغرب



و دعوا الجميع و عرجوا

نحوي فمشهده بقلبي [22]




و قال الحاج مهدي الفلوجي الحلي [23]



لا تطلبوا رأس الحسين فانه

لا في حمي ثاو و لا في واد



لكنما صفو الولاء يدلكم

في انه المقبور وسط فؤادي



يوم الاربعين

من النواميس المطردة الاعتناء بالفقيد بعد اربعين يوما مضين من وفاته باسداء البر اليه و تأبينه وعد مزاياه في حفلات تعقد و ذكريات تدون تخليدا لذكره علي حين ان الخواطر تكاد تنساه و الافئدة اوشكت ان تهمله فبذلك تعاد الي ذكره البائد صورة خالدة بشعر رائق تتناقله الالسن و يستطيع في القلوب فتمر الحقب و الاعوام و هو علي جدته! أو خطاب بليغ تتضمنه الكتب و المدونات حتي يعود من اجزاء التاريخ التي لا يبليها الملوان. فالفقيد يكون حيا كلما تليت هاتيك النتف من الشعر او وقف الباحث علي ما القيت فيه من كلمات تأبينية بين طيات الكتب فيقتص اثره في فضائله و فواضله و هذه السنة الحسنة تزداد اهمية كلما ازداد الفقيد عظمة و كثرت فضائله، و انها في رجالات الاصلاح و المقتدي بهم من الشرائع اهم و آكد لأن نشر مزاياهم و تعاليمهم يحدو الي اتباعهم و احتذاء مثالهم في الاصلاح و تهذيب النفوس.

و ما ورد عن أبي ذر الغفاري و ابن عباس عن النبي (ص) ان الارض لتبكي علي المؤمن اربعين صباحا [24] و عن زرارة عن ابي عبدالله (ع) ان السماء بكت علي الحسين (ع) اربعين صباحا بالدم و الارض بكت عليه اربعين صباحا بالسواد و الشمس بكت عليه اربعين صباحا بالكسوف و الحمرة و الملائكة بكت عليه اربعين صباحا و ما اختضبت امرأة منا و لا ادهنت و لا اكتحلت و لا رجلت حتي اتانا رأس عبيدالله بن زياد و ما زلنا في عبرة من بعده [25] .


يؤكد هذه الطريقة المألوفة و العادة المستمرة بين الناس من الحداد علي الميت اربعين يوما فاذا كان يوم الاربعين اقيم علي قبره الاحتفال بتأبينه يحضره اقاربه و خاصته و اصدقاؤه، و هذه العادة لم يختص بها المسلمون، فان النصاري يقيمون حفلة تأبينية يوم الاربعين من وفاة فقيدهم يجتمعون في الكنيسة و يعيدون الصلاة عليه المسماة عندهم بصلاة الجنازة و يفعلون ذلك في نصف السنة و عند تمامها و اليهود يعيدون الحداد علي فقيدهم بعد مرور ثلاثين يوما و بمرور تسعة اشهر و عند تمام السنة [26] كل ذلك اعادة لذكراه و تنويها به بآثاره و اعماله ان كان من العظماء ذوي الآثار و المآثر.

و علي كل حال فان المنقب لا يجد في الفئة الموصوفة بالصلاح رجلا اكتنفته المآثر بكل معانيها و كانت حياته و حديث نهضته و كارثة قتله دعوة الهية و دروسا اصلاحية و انظمة اجتماعية و تعاليم اخلاقية و مواعظ دينية الا سيد شباب أهل الجنة شهيد الدين شهيد السلام و الوئام شهيد الاخلاق و التهذيب «الحسين» (ع) فهو اولي من كل احد بأن تقام له الذكريات في كل مكان و تشد الرحال للمثول حول مرقده الأقدس في يوم الأربعين من قتله حصولا علي تلكم الغايات الكريمة.

و انما قصروا الحفلات الاربعينية بالأربعين الأول في سائر الناس من جهة كون مزايا اولئك الرجال محدودة منقطعة الآخر بخلاف سيدالشهداء فان مزاياه لا تحد و فواضله لا تعد و درس احواله جديد كلما ذكر و اقتصاص اثره يحتاجه كل جيل، فاقامة المآتم عند قبره في الأربعين من كل سنة احياء لنهضته و تعريف بالقساوة التي ارتكبها الامويون و لفيفهم، و مهما امعن الخطيب او الشاعر في قضيته تفتح له ابواب من الفضيلة كانت موصدة عليه قبل ذلك.

و لهذا اطردت عادة الشيعة علي تجديد العهد بتلكم الاحوال يوم الاربعين من كل سنة و لعل رواية ابي جعفر الباقر (ع) ان السماء بكت علي الحسين اربعين صباحا تطلع حمراء و تغرب حمراء [27] تلميح الي هذه العادة المألوفة بين الناس.


و حديث الامام الحسن العسكري علامات المؤمن خمس: صلاة احدي و خمسين و زيارة الأربعين و الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم و التختم في اليمين و تعفير الجبين [28] .

يرشدنا الي تلك العادة المطردة المألوفة للناس فان تأبين سيدالشهداء و عقد الاحتفالات لذكره في هذا اليوم انما يكون ممن يمت به بالولاء و المشايعة و لا ريب في ان الذين يمتون به بالمشايعة هم المؤمنون المعترفون بامامته، اذا فمن علامة ايمانهم و ولائهم لسيد شباب اهل الجنة المنحور في سبيل الدعوة الالهية المثول في يوم الأربعين من شهادته عند قبره الأطهر لاقامة المأتم و تجديد العهد بما جري عليه و علي صحبه و اهل بيته من الفوادح.

و التصرف في هذه الجملة «زيارة الأربعين» بالحمل علي زيارة اربعين مؤمنا التواء في فهم الحديث و تمحل في الاستنتاج يأباه الذوق السليم مع خلوه عن القرينة الدالة عليه و لو كان الغرض هو الارشاد الي زيارة اربعين مؤمنا لقال (ع) «و زيارة اربعين» فالاتيان بالألف و اللام العهدية للتنبيه علي ان زيارة الأربعين من سنخ الأمثلة التي نص عليها الحديث بأنها من علائم الايمان و الموالاة للائمة الاثني عشر.

ثم ان الأئمة من آل الرسول عليهم السلام و ان كانوا كلهم ابواب النجاة و سفن الرحمة و بولائهم يعرف المؤمن من غيره و قد خرجوا من الدنيا مقتولين في سبيل الدعوة الالهية موطنين أنفسهم علي القتل امتثالا لأمر بارئهم جل شأنه الموحي به الي جدهم الرسول (ص) و قد أشار اليه ابومحمد الحسن بن اميرالمؤمنين (ع) بقوله ان هذا الأمر يملكه منا اثنا عشر اماما ما منهم الا مقتول او مسموم.

فالواجب اقامة المأتم في يوم الأربعين من شهادة كل واحد منهم و حديث الامام العسكري لم يشتمل علي قرينة لفظية تصرف هذه الجملة (زيارة الأربعين) الي خصوص الحسين (ع) الا ان القرينة الحالية اوجبت فهم العلماء الاعلام من هذه الجملة خصوص زيارة الحسين لان قضية سيدالشهداء هي


التي ميزت بين دعوة الحق و الباطل و لذا قيل الاسلام بدؤه محمدي و بقاؤه حسيني و حديث الرسول (ص) حسين مني و انا من حسين يشير اليه لان ما قاساه سيدالشهداء انما هو لتوطيد اسس الاسلام و اكتساح اشواك الباطل عن صراط الشريعة و تنبيه الأجيال علي جرائم اهل الضلال هو عين ما نهض به نبي الاسلام لنشر الدعوة الالهية.

فمن أجل هذا كله لم يجد ائمة الدين من آل الرسول ندحة الا لفت الانظار الي هذه النهضة الكريمة لانها اشتملت علي فجائع تفطر الصخر الاصم و علموا ان المواظبة علي اظهار مظلومية الحسين تستفز العواطف و توجب استمالة الافئدة نحوهم فالسامع لتكلم الفظائع يعلم ان الحسين امام عدل لم يرضخ للدنايا و ان امامته موروثة له من جده و أبيه الوصي و من ناوأه خارج عن العدل، و اذا عرف السامع ان الحق في جانب الحسين و ابنائه المعصومين كان معتنقا طريقتهم و سالكا سبيلهم.

و من هنا لم يرد التحريض من الائمة علي اقامة المأتم في يوم الاربعين من شهادة كل واحد منهم، حتي نبي الاسلام لكون تذكار كارثته عاملا قويا في ابقاء الرابطة الدينية و ان لفت الانظار نحوها أمس في احياء امر المعصومين المحبوب لديهم التحدث به (احيوا امرنا و تذاكروا في امرنا).

و علي كل فالقاري ء الكريم يتجلي له اختصاص زيارة الاربعين بالمؤمن حينما يعرف نظائرها التي نص عليها الحديث.

«فان الأول منها» و هو صلاة احدي و خمسين ركعة التي شرعت ليلة المعراج و بشفاعة النبي (ص) اقتصر فيها علي خمس فرائض في اليوم و الليلة عبارة عن سبع عشرة ركعة للصبح و الظهرين و العشائين و النوافل الموقتة لها مع نافلة الليل اربع و ثلاثون ثمان للظهر قبلها و ثمان للعصر قبلها و اربع بعد المغرب و اثنان بعد العشاء تعدان بواحدة و اثنان قبل الصبح و احدي عشرة ركعة نافلة الليل مع الشفع و الوتر و باضافتها الي الفرائض يكون المجموع احدي و خمسين ركعة و هذا مما اختص به الامامية فان اهل السنة و ان وافقوهم علي عدد الفرائض الا انهم افترقوا في النوافل ففي فتح القدير لابن همام الحنفي ج 1 ص 314 انها ركعتان قبل الفجر و أربع قبل الظهر و اثنان بعدها و اربع قبل العصر و ان شاء


ركعتين و ركعتان بعد المغرب و أربع بعدها و ان شاء ركعتين فهذه ثلاث و عشرون ركعة و اختلفوا في نافلة الليل انها ثمان ركعات أو ركعتان أو ثلاث عشر او اكثر و حينئذ فالمجموع من نوافل الليل و النهار مع الفرائض لا يكون احدي و خمسين فاذا تكون احدي و خمسون من مختصات الامامية.

«الثاني مما تعرض له الحديث الجهر بالبسملة فان الامامية تدينوا الي الله تعالي به وجوبا في الصلاة الجهرية و استحابا في الصلاة الاخفاتية تمسكا بأحاديث ائمتهم (ع) و في ذلك يقول الفخر الرازي: ذهبت الشيعة الي ان من السنة الجهر بالتسمية في الصلاة الجهرية و الاخفاتية و جمهور الفقهاء يخالفونهم و قد ثبت بالتواتر ان علي بن أبي طالب كان يجهر بالتسمية و من اقتدي في دينه «بعلي» فقد اهتدي و التدليل عليه قوله (ص) اللهم أدر الحق مع علي حيث دار [29] و كلمة الرازي لم يهضمها ابو الثناء الآلوسي فتعقبها بقوله: لو عمل احد بجميع ما يزعمون تواتره عن الأمير كفر فليس الا الايمان ببعض و الكفر ببعض و ما ذكره من ان من اقتدي في دينه (بعلي) فقد اهتدي مسلم لكن ان سلم لنا خبر ما كان عليه علي عليه السلام و دونه مهامه فيح [30] .

و لا يضر الشيعة تهجم الآلوسي و غيره بعد ان رسخت اقدامهم علي الولاء لسيد الأوصياء (ع) الذي يقول له رسول الله (ص) يا علي ما عرف الله تعالي الا انا و انت و ما عرفني الا الله و انت و ما عرفك الا الله و انا [31] .



ان كنت ويحك لم تسمع مناقبه

فاسمعه من هل أتي يا ذا الغبا و كفي [32]



و خالف اهل السنة في مسألة الجهر، ففي المغني لابن قدامة ج 1 ص 478 و بدايع الصنايع للكاساني ج 1 ص 204 و شرح الزرقاني علي مختصر ابي الضياء في فقه مالك ج 1 ص 216 ان الجهر غير مسنون في الصلاة.

«الثالث» مما تعرض له الحديث التختم باليمين و قد التزم به الامامية تدينا


بروايات ائمتهم (ع) و خالفهم جماعة من السنة قال ابن الحجاج المالكي ان السنة أوردت كل مستقذر يتناول بالشمال و كل طاهر يتناول باليمين و لأجل هذا المعني كان المستحب في التختم ان يكون التختم بالشمال فانه يأخذ الخاتم بيمينه و يجعله في شماله [33] و يحكي ابن حجر ان مالكا يكره التختم باليمين و انما يكون باليسار و بالغ الباجي من المالكية بترجيح ما عليه مالك من التختم باليسار [34] و قال الشيخ اسماعيل البروسوي ذكر في عقد الدرر ان السنة في الاصل التختم في اليمين و لما كان ذلك شعار أهل البدعة و الظلمة صارت السنة ان يجعل الخاتم في خنصر اليد اليسري في زماننا [35] .

«الرابع» مما ذكره الحديث «التعفير» و التعفير في اللغة وضع الشي ء علي العفر و هو التراب و الجبين في هذا الحديث الشريف ان اريد منه الجبهة كما استظهره الشيخ يوسف البحراني في الحدائق مدعيا كثرة الاستعمال بذلك في لسان اهل البيت (ع) و قد ورد في التيمم فيكون الغرض بيان ان الجبهة في السجود لابد ان تكون علي الأرض لأن اهل السنة لم يلتزموا بوضعها علي الارض فان أباحنيفة و مالكا و أحمد في احدي الروايتين عنه جوزوا السجود علي كور العمامة [36] و فاضل الثوب [37] و الملبوس و جوز الحنفية وضعها علي الكف مع


الكراهة [38] و جوزوا السجود علي الحنطة و الشعير و السرير و ظهر مصل امامه يصلي بمثل صلاته [39] و ان اريد نفسه فيكون الغرض من ذكره الارشاد الي أن الراجح في سجدة الشكر تعفير الجبين و أنه للتذليل و البعد عن الكبرياء و من هذه الجملة في الحديث استظهر صاحب المدارك رجحان تعفير الجبينين أيضا و اليه أشار السيد بحرالعلوم قدس سره في المنظومة قال في سجدة الشكر:



و الخد أولي و به النص جلا

و في الجبين قد أتي محتملا



و قد ورد تعفير الخدين في سجدة الشكر [40] و به استحق موسي بن عمران عليه السلام الزلفي من المناجاة [41] و لم يخالف الامامية في التعفير سواء اريد من الجبين الجبهة او نفسه و أهل السنة لم يلتزموا بالتعفير في الصلاة أو سجدة الشكر مع ان النخعي و مالكا و اباحنيفة كرهوا سجدة الشكر و ان التزم بها الحنابلة [42] و الشافعي [43] عند حلول كل نعمة أو زوال نقمة.

الخلاصة في علائم المؤمن

لقد تجلي مما ذكرناه في هذه الامور التي نص عليها الحديث بأنها من علائم الايمان ان المراد من (زيارة الاربعين) فيه ارشاد الموالين لأهل البيت الي الحضور في مشهد الغريب المظلوم سيدالشهداء عليه السلام لاقامة العزاء و تجديد العهد بذكر ما جري عليه من القساوة التي لم يرتكبها أي أحد يحمل شيئا من الانسانية فضلا عن الدين و الحضور عند قبر الحسين (ع) يوم الاربعين من مقتله من اظهر علائم الايمان.

و لا ينقضي العجب ممن يتصرف في هذه الجملة بالجمل علي زيارة أربعين


مؤمنا مع عدم تقدم اشارة اليه و لا قرينة تساعد عليه ليصح الاتيان بالألف و اللام للعهد مع ان زيارة اربعين مؤمنا مما حث عليها الاسلام فهي من علائمه عند الشيعة و السنة و لم يخص بها المؤمنون ليمتازوا عن غيرهم، نعم زيارة الحسين (ع) يوم الاربعين من قتله مما يدعو اليها الايمان الخالص لأهل البيت (ع) و يؤكدها الشوق الحسيني و معلوم ان الذين يحضرون في الحائر الاطهر (بعد مرور اربعين) يوما من مقتل سيد شباب أهل الجنة خصوص المشايعين له السائرين علي أثره.

و يشهد له عدم تباعد العلماء الاعلام عن فهم زيارة الحسين في الاربعين من صفر من هذا الحديث المبارك منهم ابوجعفر محمد بن الحسن الطوسي في التهذيب ج 2 ص 17 باب فضل زيارة الحسين (ع) فانه بعد ان روي الاحاديث في فضل زيارته المطلقة ذكر المقيد بأوقات خاصة و منها يوم عاشوراء و بعده روي هذا الحديث و في مصباح المتهجد ص 551 طبع بمبئي ذكر شهر صفر و ما فيه من الحوادث ثم قال و في يوم العشرين منه رجوع حرم ابي عبدالله (ع) من الشام الي مدينة الرسول (ص) و ورود جابر بن عبدالله الانصاري الي كربلاء لزيارة أبي عبدالله (ص) فكان أول من زاره من الناس و هي زيارة الاربعين فروي عن ابي محمد الحسن العسكري عليه السلام انه قال علامات المؤمن خمس الخ. و قال ابوالريحان البيروني في العشرين من صفر رد الرأس الي جثته فدفن معها. و فيه زيارة الاربعين و مجي ء حرمه بعد انصرافهم من الشام [44] .

و قال العلامة الحلي في المنتهي كتاب الزيارات بعد الحج: يستحب زيارة الحسين عليه السلام في العشرين من صفر و روي الشيخ عن ابي محمد الحسن العسكري انه قال: علامات المؤمن خمس الي آخر الحديث و في الاقبال للسيد رضي الدين علي بن طاووس عند ذكر زيارة الحسين (ع) في العشرين من صفر قال روينا بالاسناد الي جدي ابي جعفر فيما رواه بالاسناد الي مولانا الحسن بن علي العسكري انه قال: علامات المؤمن خمس الخ.

و نقل المجلسي اعلي الله مقامه في مزار البحار هذا الحديث عند ذكر فضل


زيارة الحسين يوم الاربعين و في الحدائق للشيخ يوسف البحراني في الزيارات بعد الحج قال و زيارة الحسين في العشرين من صفر من علامات المؤمن.

و حكي الشيخ عباس القمي في المفاتيح هذه الرواية عن التهذيب و مصباح المتهجد في الدليل علي رجحان الزيارة في الاربعين من دون تعقيب باحتمال ارادة اربعين مؤمنا.

و استبعاد بعضهم ارادة زيارة الاربعين من جهة عدم تعرض الامام عليه السلام للآثار الاخروية المترتبة علي الزيارة مع ان أهل البيت (ع) عند الحث علي زيارة المظلوم و غيره من ائمة الهدي (ع) يذكرون ما يترتب عليها من الثواب «لا يصغي اليه» فان الامام في هذا الحديث انما هو بصدد بيان علائم المؤمن التي يمتاز بها عن غيره و جعل منها زيارة الأربعين علي ما اوضحنا بيانه و لم يكن بصدد بيان ما يترتب علي الزيارة من الأثر.

و استحباب زيارته (ع) في العشرين من صفر نص عليه الشيخ المفيد في مسار الشيعة و العلامة الحلي في التذكرة و التحرير و ملا محسن الفيض في تقويم المحسنين و تفسير الشيخ البهائي في توضيح المقاصد الأربعين بالتاسع عشر من صفر مبني علي حساب يوم العاشر من الأربعين و هو خلاف المتعارف.



وافتك جندا يستثير و يزأر

فقد المواكب انها لك عسكر



لا تسلمن الي الدنية راحة

ما كان أسلمها لذل (حيدر)



و ابعث حياة الناهضين جديدة

فيها الاباء مؤيد و مظفر



و ارسم لسير الفاتحين مناهجا

فيها عروش الطائشين تدمر



ان لم تلبك ساعة محمومة

ذمت فقد لبت نداءك أعصر



قم و انظر (البيت الحرام) و نظرة

اخري لقبرك فهو (حج اكبر)



اصبحت مفخرة الحياة و حق لو

فخرت به فدم الشهادة مفخر



قدست ما أعلي مقامك رفعة

اخفيه خوف الظالمين فيظهر



شكت الامارة حظها و استوحشت

أعوادها من عابثين تأمروا



و تنكرت للمسلمين خلافة

فيها يصول علي الصلاح المنكر



سوداء فاحمة الجبين ترعرعت

فيها القرود و لوثتها الانمر



سكبت علي نغم الاذان كؤوسها

و علي الصلاة تديرهن و تعصر






تلك المهازل يشتكيها مسجد

ذهبت بروعته و يبكي منبر



فشكت اليك و ما شكت الا الي

بطل يغار علي الصلاح و يثأر



تطوي الفضائل ما عظمن و هذه

ام الفضائل كل عام تنشر



جرداء ذابلة الغصون سقيتها

بدم الوريد فطاب غرس مثمر



و علي الكريهة تستفزك نخوة

حمراء دامية و يوم أحمر



شكت الشريعة من حدود بدلت

فيها و احكام هناك تغير



سلبت محاسنها (اميد) فاغتدت

صورا كما شاء الضلال تصور



عصفت بها الاهواء فهي اسيرة

تشكو و هل غير (الحسين) محرر؟



وافي بفتيته الصباح فساقهم

للدين قربان الاله فجزروا



أدي الرسالة ما استطاع و انما

تبليغها بدم يطل و يهدر



فبذمة الاصلاح جبهة ماجد

تدمي و وضاح الجبين يعفر



لبيك منفردا احيط بعالم تحصي

الحصي عددا و ما ان يحصر



لبيك ظام حلأوه عن الروي

و براحتيه من المكارم أبحر



هذي دموع المخلصين فرو من

عبراتها كبدا تكاد تفطر



و اعطف علي هذا القلوب فانها

ودت لو انك في الاضالع تقبر



يتزاحمون علي استلام (مشاعر)

من دون روعتها الصفا و المشعر



ركبوا لها الاخطار حتي لو غدت

تبري الاكف أو الجماجم تنثر



و افوك (يوم الأربعين) وليتهم

حضروك يوم الطف اذ تستنصر



وجدوا سبيلكم النجاة و انما

نصبوا لها جسر الولاء ليعبروا



و تأملوك لساعة مرهوبة

اما الحميم بها و اما الكوثر



و سيعلم الخصمان ان وافوك من

يرد المعين و من يذاد و يصدر [45]




پاورقي

[1] تاريخ الطبري ج 6 و البداية لابن‏کثير ج 8 ص 194 و امالي الشيخ الصدوق ص 100 مجلس 31 و يروي ابن‏نما في مثير الاحزان ص 54 و الخوارزمي في المقتل ج 2 ص 62 انها فاطمة بنت الحسين (ع).

[2] ابن‏الاثير ج 4 ص 35.

[3] الطبري ج 6 ص 265.

[4] ذکرت هذه الخطبة في «بلاغات السناء» صفحة 21 ط النجف و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 64.

[5] عرفها الخوارزمي في مقتل الحسين أن امها فاطمة: بنت رسول الله (ص).

[6] هذه الابيات نسبها السيد ابن طاووس في اللهوف ص 102 صيدا الي ابن‏الزبعري و ليست کلها له فان الخوارزمي في مقتل الحسين ج 2 ص 66 و ابن ابي‏الحديد في شرح النهج ج 3 ص 383 مصر اول و ابن‏هشام في السيرة في واقعة احد ذکروا ستة عشر بيتا و ليس فيها مما ذکره ابن‏طاووس الا الاول و الثالث و کان عجز الثالث في روايتهم (و عدلنا ميل بدر فاعتدل) و في رواية ابي‏علي القالي في الامالي ج 1 ص 142 و البکري في شرحه ج 1 ص 387 «و اقمنا ميل بدر فاعتدل» و في رسالة الجاحظ في بني‏امية ضمن مجموعة رسائله ابن‏الزبعري قال ليت اشياخي الي آخر ثلاثة ابيات کما في اللهوف مع تغيير يسير.

[7] تاريخ الطبري ج 6 صفحة 266 و البداية لابن‏کثير ج 8 صفحة 195.

[8] اللهوف ص 207 و امالي الصدوق ص 101 مجلس 31.

[9] مقتل الخوارزمي ج 2 ص 34. و هذه الخربة او فقل المحبس کما جاء في ذيل مرآة الزمان لليونيني ج 4 ص 146 حوادث سنة 681 ه قال: في ليلة الأحد عاشر شهر رمضان احترقت سوق اللبادين بدمشق بکما لها و جسر الکتبيين و الفوارة و سوق القماش المعروف بسوق عسا الله و سقاية جيرون و وصلت النار الي درب العجم وسط جيرون و جدار المسجد العمري الذي علي درج بدرب الجامع الملاصق لسجن زين‏العابدين... الخ.

[10] مثير الاحزان لابن‏نما ص 58 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 72.

[11] الانوار النعمانية ص 340.

[12] تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 139.

[13] تاريخ الطبري ج 6 ص 180.

[14] مقتل العوالم ص 150.

[15] ارشاد المفيد.

[16] اللهوف ص 112 و مثير الاحزان لابن‏نما ص 79 طبع الحجر.

[17] رياض الاحزان ص 157.

[18] بشارة المصطفي ص 89 - المطبعة الحيدرية - مؤلفه کما في روضات الجنات ابوجعفر محمد بن ابي‏القاسم بن محمد بن علي الطبري الآملي من علماء القرن الخامس قرأ علي ابن الشيخ الطوسي.

[19] الاتحاف بحب الاشراف ص 12.

[20] تذکرة الخواص ص 150.

[21] الآثار الباقية ج 1 ص 331.

[22] في البابليات ج 3 ص 128 ذکرهما سبط ابن‏الجوزي في تذکرة الخواص اقول: و عبارته في التذکرة ص 159 طبع الحجر و انشد بعض اشياخنا: لا تطلبوا رأس الحسين الخ.

[23] شعراء الحلة ج 5 ص 371 انها للحاج مهدي الفلوجي.

[24] مجموعة الشيخ ورام ج 2 ص 276 و البحار ج 2 ص 679 باب شهادة علي عن مناقب ابن ‏شهراشوب.

[25] مستدرک الوسائل للنوري ص 215 باب 94.

[26] نهر الذهب في تاريخ حلب ج 1 ص 267: 63.

[27] کامل الزيارات ص 90 باب 28.

[28] رواه الشيخ الطوسي في التهذيب ج 3 ص 17 في باب فضل زيارة الحسين (ع) عن أبي‏محمد العسکري عليه ‏السلام و رواه في مصباح المتهجد ص 551 طبع الهند.

[29] مفاتيح الغيب ج 1 ص 107.

[30] روح المعاني ج 1 ص 47.

[31] المحتضر ص 165.

[32] في شذرات الذهب لابن‏العماد ج 4 ص 140 کان بعض الحنابلة ينشدهما علي المنبر ببغداد.

[33] المدخل 1 ص 46 آداب الدخول في المسجد.

[34] الفتاوي الفقهية الکبري ج 1 ص 264 في اللباس.

[35] حکاه الحجة الاميني في الغدير ج 10 ص 211 عن تفسير روح البيان ج 4 ص 142.

و ليس هذا بأول مخالفة للامامية ففي المذهب لابي‏اسحاق الشيرازي ج 1 ص 137 و الوجيز للغزالي ج 1 ص 47 و المنهاج للنووي ص 25 و شرحه تحفة المحتاج لابن‏حجر ج 1 ص 560 و عمدة القاري للعيني شرح البخاري ج 4 ص 248 و الفروع لابن‏مفلح ج 1 ص 681 و المغني لابن‏قدامة ج 2 ص 505 التسطيح اشبه بشعار اهل البدع و في رحمة الامة باختلاف الائمة علي هامش الميزان للشعراني ج 1 ص 88 ان السنة تسطيح القبور و لما صار شعار الرافضة کان الأولي مخالفتهم التسنيم «و من ذلک» الصلاة علي اهل البيت مستقلا ففي الکشاف للزمخشري في الاحزاب 56 «ان الله و ملائکته يصلون» انه مکروه لانه يؤدي الي الاتهام بالرفض و قد قال (ص) لا تقفن مواقف التهم «و من ذلک» ما في فتح الباري لابن‏حجر ج 11 ص 135 کتاب الدعوات باب هل يصلي علي غير النبي قال اختلف في السلام علي غير الانبياء بعد الاتفاق علي مشروعيته في تحية الحي فقيل يشرع مطلقا و قيل تبعا و لا يفرد لواحد لکونه صار شعارا للرافضة 1 ه «و من ذلک» ما في شرح المواهب اللدنية للزرقاني ج 5 ص 13 کان بعض اهل العلم يرخي العذبة من قدام من الجانب الايسر و لم ار ما يدل علي تعيين الايمن الا في حديث ضعيف عند الطبراني و لما صار شعارا للامامية ينبغي تجنبه لترک التشبه بهم ا ه.

[36] الميزان للشعراني ج 1 ص 138.

[37] الهداية لشيخ الاسلام المرغيناني ج 1 ص 33.

[38] الفقه علي المذاهب الاربعة ج 1 ص 189.

[39] البحر الرائق لابن‏نجيم ج 1 ص 319.

[40] الکافي علي هامش مرآة العقول ج 3 ص 129 و الفقيه للصدوق ص 69 و التهذيب للشيخ الطوسي ج 1 ص 266 في التعقيب.

[41] الفقيه للصدوق ص 69 في التعقيب.

[42] المغني لابن‏قدامة ج 1 ص 626 و الفروع لابن‏مفلح ج 1 ص 382.

[43] کتاب الام ج 1 ص 116 و مختصر المزني علي هامشه ج 1 ص 90 و الوجيز للغزالي ج 1 ص 32.

[44] الأثار الباقية ص 331.

[45] للعلامة الشيخ عبدالمهدي مطر النجفي.