بازگشت

الرأس الأطهر


و دعا يزيد برأس الحسين (ع) و وضعه أمامه في طست من ذهب [1] و كان النساء خلفه فقامت سكينة و فاطمة يتطاولان للنظر اليه و يزيد يستره عنهما فلما رأينه صرخن بالبكاء [2] قم اذن للناس ان يدخلوا [3] و اخذ يزيد القضيب و جعل ينكت ثغر الحسين [4] .

و يقول يوم بيوم بدر [5] و انشد قول الحصين بن الحمام.



أبي قومنا ان ينصفونا فأنصفت

قواضب في ايماننا تقطر الدما



نفلق هاما من رجال أعزة

علينا و هم كانوا اعق و اظلما [6]

فقال يحيي بن الحكم بن أبي العاص اخو مروان و كان جالسا عنده:



لهام بجنب الطف ادني قرابة من ابن

زياد العبد ذي الحسب الوغل



سمية امسي نسلها عدد الحصي

و ليس لآل المصطفي اليوم من نسل




فضربه يزيد علي صدره و قال اسكت لا ام لك [7] .

و قال ابوبرزة الأسلمي اشهد لقد رأيت النبي يرشف ثناياه و ثنايا اخيه الحسن (ع) و يقول انتما سيدا شباب اهل الجنة قتل الله قاتلكما و لعنه و اعد له جهنم و ساءت مصيرا فغضب يزيد منه و امر به فاخرج سحبا [8] .

و التفت رسول قيصر الي يزيد و قال ان عندنا في بعض الجزائر حافر حمار عيسي و نحن نحج اليه في كل عام من الاقطار و نهدي اليه النذور و نعظمه كما تعظمون كتبكم فأشهد انكم علي باطل [9] فأغضب يزيد هذا القول و أمر بقتله فقام الي الرأس و قبله و تشهد الشهادتين و عند قتله سمع اهل المجلس من الرأس الشريف صوتا عاليا فصيحا «لا حول و لا قوة الا بالله» [10] .

ثم اخرج الرأس من المجلس و صلب علي باب القصر ثلاثة أيام [11] فلما رأت هند بنت عمرو بن سهيل زوجة يزيد الرأس علي باب دارها [12] و النور الالهي يسطع منه و دمه طري لم يجف و يشم منه رائحة طيبة [13] دخلت المجلس مهتوكة الحجاب و هي تقول: رأس ابن بنت رسول الله علي باب دارنا فقام اليها


يزيد و غطاها و قال لها اعولي عليه يا هند فانه صريخة بني هاشم عجل عليه ابن زياد [14] .

و أمر يزيد بالرؤوس ان تصلب علي ابواب البلد و الجامع الاموي ففعلوا بها ذلك [15] .

و فرح مروان بقتل الحسين (ع) فقال:



ضربت دوسر فيهم ضربة

أثبتت أوتاد ملك فاستقر



ثم جعل ينكت بالقضيب في وجهه و يقول:



يا حبذا بردك في اليدين

و لونك الأحمر في الخدين



كأنه بات بعسجدين

شفيت منك النفس يا حسين [16]


پاورقي

[1] مرآة الجنان لليافعي ج 1 ص 135.

[2] کامل ابن‏الاثير ج 4 ص 35 و مجمع الزوائد ج 9 ص 195 و الفصول المهمة لابن‏الصباغ ص 205.

[3] کامل ابن‏الاثير ج 4 ص 35.

[4] تاريخ الطبري ج 6 ص 267 و کامل ابن‏الأثير ج 4 ص 35 و تذکرة الخواص ص 148 و الصواعق المحرقة ص 116 و الفرع لابن‏مفلح الحنبلي في فقه الحنابلة ج 3 ص 549 و مجمع الزوائد لابن‏حجر ج 9 ص 195 و الفصول المهمة لابن‏الصباغ ص 205 و الخطط المقريزية ج 3 ص 289 و البداية لابن‏کثير ج 8 ص 192 و شرح مقامات الحريري للشريشي ج 1 ص 193 آخر المقامة العاشرة و ايام العرب في الاسلام ص 435 تأليف محمد أبي‏الفضل و علي محمد البجاوي و مناقب ابن ‏شهراشوب ج 2 ص 225 و في الاتحاف بحب الاشراف ص 23 صار يزيد يضرب ثناياه بالقضيب و کذا في الآثار الباقية للبيروني ص 331 طبعة الاوفست. «و النکت» کما في صحاح الجوهري الضرب و في المغرب للمطرزي ج 2 ص 227 نکتت خدها بأصابعها أي نقرته و ضربته و في مقاييس اللغة لابن فارس ج 5 ص 475 نکت في الأرض بقضيبه ينکت اذا اثر فيها.

[5] مناقب ابن ‏شهراشوب ج 2 ص 226.

[6] کامل ابن‏الاثير ج 4 ص 35 و الفصول المهمة لابن‏الصباغ ص 205 و البيت الأول عند اليافعي في مرآة الجنان ج 1 ص 135.



صبرنا فکان الصبر منا عزيمة

و اسيافنا يقطعن کفا و معصما



و رواه سبط ابن‏الجوزي في تذکرة الخواص ص 148 مع تغيير في بعض ألفاظه و جماعة من المؤرخين اقتصروا علي البيت الثاني منهم الشريشي في شرح مقامات الحريري ج 1 ص 193 و الاندلسي في العقد الفريد ج 2 ص 313 و ابن‏کثير في البداية ج 8 ص 197 و الشيخ المفيد في الارشاد و ابن‏جرير الطبري في التاريخ ج 6 ص 267 و قال البيت للحصين بن الحمام المري.

[7] تاريخ الطبري ج 6 ص 265 و کامل ابن‏الاثير ج 4 ص 37 و عجز البيت الثاني في مجمع الزوائد لابن‏حجر ج 9 ص 198 و مناقب ابن ‏شهراشوب ج 2 ص 226 (و بنت رسول الله ليس لها نسل) و في البداية لابن‏کثير ج 8 ص 193 کان الحصين ينشد و ذکر البيت الثاني موافقا لمجمع الزوائد و في مثير الاحزان لابن‏نما ص 54 روي ان الحسن بن الحسن هو المثني - لما رأي يزيد يضرب رأس الحسين (ع) بالقضيب قال و اذلاه!



سمية امسي نسلها عدد الحصي

و بنت رسول الله ليس لها نسل‏



و في تذکرة الخواص ص 149 لما بلغ الحسن البصري فعلة يزيد بالرأس تمثل بالبيت الثاني و في الاغاني ج 12 ص 71 نسبهما الي عبدالرحمن بن الحکم مع بيت ثالث و في مقتل الخوارزمي ج 2 ص 56 نسبهما الي عبدالرحمن ابن الحکم اخي مروان.

[8] اللهوف ص 102 و اختصر الحديث في الفصول المهمة ص 205 و تاريخ الطبري ج 6 ص 267 و مناقب ابن ‏شهراشوب ج 2 ص 26.

[9] الصواعق المحرقة ص 119.

[10] مقتل العوالم ص 151 و مثير الاحزان لابن‏نما و في مقتل الخوارزمي ج 2 ص 72 ذکر محاورة النصراني مع يزيد و قتله و لم يذکر کلام الرأس الأطهر.

[11] الخطط المقريزية ج 2 ص 289 و الاتحاف بحب الاشراف ص 23 و مقتل الخوارزمي ج 2 ص 75 و البداية لابن‏کثير ج 8 ص 204 و سير اعلام النبلاء ج 3 ص 216.

[12] مقتل العوالم ص 151 و تقدم في المقدمة من هذا الکتاب تعريف أبيها و عند من کانت!

[13] الخطط المقريزية ج 2 ص 284.

[14] المقتل للخوارزمي ج 2 ص 74.

[15] نفس المهموم ص 247.

[16] رياض الاحزان ص 59 و مثير الاحزان لابن‏نما ص 5 و اقتصر سبط ابن‏الجوزي علي البيت الاول و يروي ابن ابي‏الحديد في شرح النهج ج 1 ص 361 مصر ان مروان کان امير المدينة فلما وصل اليه الرأس قال:



يا حبذا بردک في اليدين

و حمرة تجري علي خدين‏



کأنما بات بعسجدين

ثم رمي بالرأس نحو القبر و قال يا محمد يوم بيوم بدر و الخبر مشهور و الصحيح ان مروان لم يکن امير المدينة. و في اقرب الموارد مادة (برد) البرد حب الغمام و يستعمل للاسنان الشديدة البياض، و في آداب اللغة العربية لجرجي زيدان ج 1 ص 282 من شعر يزيد بن الطثرية قوله:



بنفسي من لو مر بنانه

علي کبدي کانت شفاء أنامله‏



و البرد کما في تاج العروس ج 2 ص 298 السکون و الفتور فکأنه أراد أن يکون قتله و اسکاته عن الحرکة بيده و انه الذي يضرج خديه بحمرة الدم، و استبعاد حضور مروان في الشام حينذاک يرده نص ابن‏جرير الطبري في التاريخ ج 6 ص 267 و ابن‏کثير في البداية ج 8 ص 196 کان مروان بن الحکم يسأل الجماعة الذين وردوا الشام مع العيال عما فعلوه بالحسين (ع).