بازگشت

اول مؤلفاته


ان شدة حبه لآل البيت عليهم السلام يدفعه حين يقرأ الكتاب ان يلتقط منه تلك الاخبار و الاحاديث التي تشير الي شي ء من امورهم او شي ء من امور من يناوئهم ثم هو يجمع هذه الشذرات في (رسالة) نقدر ان نقول عنها (غير متكاملة) و هي في عرف الباحثين (مادة البحث الاولي) و كثيرا ما يهب هذه التي (يجمعها) الي كل من يعني (ببحث) ينفعه هذا الذي (هياه) لنفسه. وصل الي علمه ان الخطيب الشاعر المرحوم الشيخ حسن سبتي قد نظم قصيدة مطولة بائية في احوال المعصومين سماها «الكلم الطيب» أو «انفع الزاد ليوم المعاد» فشرحها و جاء في صدر الشرح: و هذا اول ما كتبته، و بعدها كتبت احوال «زيد الشهيد» و في اخر هذا الشرح جاءت العبارة التالية: «قد كنت ارغب في اختصاره و عاقني عنه الشغل الكثير» و قد نذر نفسه الي شرحها و التعليق عليها و بيان ما يحتاج الي بيان، لكنه رحمه الله لم يحسبه في عداد مؤلفاته، لان الشرح لا يقوم علي جهد اساسي منه فلذلك لم يحفل به.

لقد صدر له اول كتاب هو (زيد الشهيد) و الحق به رسالة في (تنزيه المختار الثقفي) و الكتاب هو ترجمة لاحوال ابن الامام السجاد عليه السلام، و لم يذكر في المقدمة دواعي التأليف، و في اكبر ظني ان حبه الاصيل لثورة الحسين (ع) دفعته لان يكتب عنه و تعرض الاطاحة بحكم الامويين الجائر و لتشابه كثير من المواقف بينها و بين ثورة (ابي الشهداء): و الكتاب يحفل بكثير


من القضايا التي زورتها الاقلام المسخرة لتركيز دعائهم الامويين!! هذا امر لا يهمنا بقدر ما يهمنا الالماع الي شي ء و هو ان الكتاب صدر في الثلاثينات و كان يومئذ من المعيب علي (العالم) ان يجرد نفسه في الاشتغال بامور ليست من صلب (الفقه و الاصول) و يعتبر عمله مزريا به و بمنزلته و فضله، و المترجم له كسر اقفال الحديد التي تمنع الرجل العالم ان يبحث و ينشط (للطبع) و (التعليق) أو التحقيق في كتاب لجهبذ من اعلامنا في القرون المتقدمة، و لذلك لم تتطامن نفوس الحوزة العلمية الي ان ينصرف (علم من اعلامها) الي البحث في امور لا تتصل بالفقه او الاصول و اشتد الاستغراب لدي الحوزة ان يبرز كتاب للمرحوم الشيخ عبدالحسين الاميني (شهداء الفضيلة) و يأتي الباحث المنقب المرحوم اغا بزرك فيباشر فباخراج موسوعته الجليلة (الذريعة) و تخرج اجزاءه الاولي مطابع النجف و يسبقهم في العمل المرحوم الحجة الثقة الشيخ عباس القمي فيخرج كتابه النفيس «الكني و الالقاب» ثم يأتي منتدي النشر فيحقق كتاب السيد الرضي (حقائق التاويل) و يكتب له مقدمة نفيسة الحجة العالم و الشاعر الشيخ عبدالحسين الحلي... و هكذا ألف اهل الفضل و العلم هذا اللون من طرائق الكتابة و الدراسة فتتابعت (المؤلفات) و بالاحري (الدراسات) و حينئذ لا يمكن ان يبقي (مؤلف) يتراكم عليه غبار النسيان و الاهمال، فالمطابع و دور النشر و القراء يقبلون عليها في كثير من الرضا و حينئذ عمت (المكتبات) الخاصة و العامة، و كثر المنتفعون بتحقيقات اهل العلم.