بازگشت

شهادة نافع بن هلال البجلي


كان نافع سيدا شريفا سريا شجاعا، و كان قارئا كاتبا من حملة الحديث، و من أصحاب أميرالمؤمنين، و حضر معه حر و به الثلاث في العراق، و خرج الحسين عليه السلام فلقيه في الطريق، و كان ذلك قبل مقتل مسلم، كذا في ابصار العين: 86.

و في البحار: قال المفيد و صاحب المناقب: فبرز الي القتال نافع بن هلال البجلي، و كان يقاتل قتالا شديدا و يرتجز و يقول:



أنا ابن هلال البجلي

أنا علي دين علي



و دينه دين النبي [1] .

فبرز اليه رجل من بني قطيعة - و قال المفيد هو مزاحم بن حريث - فقال: أنا علي دين عثمان.

فقال له نافع: أنت علي دين الشيطان.

فحمل عليه نافع فقتله، فصاح عمرو بن الحجاج بالناس: يا حمقي، أتدرون من تقاتلون؟ [2] تقاتلون فرسان أهل المصر و أهل البصائر و قوما مستميتين، لا يبرز منكم


اليهم أحد الا قتلوه علي قلتهم، و الله لو لم ترموهم الا بالحجارة لقتلتموهم.

فقال له عمر بن سعد لعنه الله: الرأي ما رأيت، فأرسل في الناس من يعزم عليهم أن لا يبارزهم رجل منهم. و قال: لو خرجتم اليهم وحدانا لأتوا عليكم مبارزة. [3] .

و في مقتل الخوارزمي: ثم خرج من بعده نافع بن هلال و قيل هلال بن نافع، و جعل يرميهم بالسهام فلا يخطأ و كان خاضبا يده، و كان يرمي و يقول:



أرمي بها معلمة أفواقها

و النفس لا ينفعها اشفاقها



مسمومة يجري بها اخفاقها

لتملئن ارضها رشاقها



فلم يزل يرميهم حتي فنيت سهامه، ثم ضرب الي قائم سيفه فاستله و حمل و هو يقول:



أنا الغلام اليمني الجملي

ديني علي دين حسين و علي



ان أقتل اليوم فهذا أملي

و ذاك رأيي و ألاقي عملي



فقتل ثلاثة عشر رجلا حتي كسر القوم عضديه و أخذوه أسيرا، فقام شمر فضرب عنقه، [4] . رحمه الله عليه. [5] .



پاورقي

[1]



انا علي دين علي

ابن هلال الجملي‏



اضربکم بمنصلي

تحت عجاج القسطل‏



کذا في مقتل الخوارزمي.

[2] قال ابو علي مسکويه قبل ذلک ما هذا نصه: فلم يبارز الواحد من أصحاب الحسين فيقتل عدة من أصحاب عمر بن سعد، راجع: تجارب الامم: 70 / 2.

[3] البحار: 19 / 45 - راجع التاريخ الطبري: 331 / 4 - انساب الأشراف: 192 / 3 و 197 - الارشاد: 221- تجارب الأمم: 70 / 2- مقتل الخوارزمي: 15 / 2- أشار اليه: البداية: 182 / 8- و جاء في تجارب الأمم بعد ذلک: فأخذت الخيل تحمل و أصحاب الحسين تثبت.

[4] ورد في الطبري: 336 / 4 عن ابي‏مخنف: فأخذه شمر بن ذي الجوشن و معه أصحاب له يسوقون نافعا حتي اوتي به عمر بن سعد، فقال له عمر بن سعد: ويحک يا نافع، ما حملک علي ما صنعت بنفسک؟ قال: ان ربي يعلم ما اردت، قال: الدماء تسيل علي لحيته و هو يقول: و الله لقد قتلت منکم اثني عشر سوي من جرحت، و ما ألوم نفسي علي الجهد، و لو بقيت لي عضد و ساعد ما اسرتموني، فقال له شمر: اقتله اصلحک الله، قال: أنت جئت به، فان شئت فاقتله، قال فانتضي شمر سيفه، فقال له نافع: اما و الله لو کنت من المسلمين لعظم عليک ان تلقي الله بدمائنا، فالحمد الله الذي جعل منايانا علي يدي شرار خلقه، فقتله.

[5] مقتل الخوارزمي: 21 / 2- البحار: 27 / 45- راجع: الفتوح: 200 / 5 - مناقب ابن شهر آشوب: 104 / 4 (و فيه بدل البيت الثاني: اضربکم ضرب غلام بطل - و يختم الله بخير عمل، و فيه ايضا انه قتل اثني عشر رجلا، و روي سبعين رجلا) - البحار: 27 / 45 - انظر: انساب الأشراف: 197 /3 - تاريخ الطبري: 336 / 4 - کامل ابن الاثير: 71 / 4 - البداية: 184 / 8.