بازگشت

مجي ء الحر بخدمة الامام الحسين


ثم ضرب فرسه فلحق بالحسين عليه السلام [1] فقال له: جعلت فداك يا ابن رسول الله، أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع، و سايرتك في الطريق، و جعجعت بك في هذا المكان، و ما ظننت أن القوم يردون عليك ما عرضته عليهم، و لا يبلغون منك هذه المنزلة [2] ، و الله لو علمت [3] أنهم ينتهون بك الي ما ركبت مثل الذي ركبت، فاني [4] تائب الي الله مما صنعت، فتري لي من ذلك توبة؟!

فقال له الحسين عليه السلام: نعم، يتوب الله عليك، فانزل.

قال: أنا لك فارسا خير مني راجلا، أقاتلهم علي فرسي ساعة و الي النزول آخر ما يصير أمري.

فقال له الحسين عليه السلام: فاصنع، يرحمك الله ما بدا لك. [5] .

قال السيد رحمه الله: ضرب فرسه قاصدا الي الحسين عليه السلام و يده علي رأسه و هو يقول:


اللهم اليك تبت، فتب علي، فقد أرعبت قلوب و أوليائك و أولاد بنت نبيك.

و قال للحسين عليه السلام: جعلت فداك، أنا صاحبك الذي حبسك عن الرجوع و جعجع بك. [6] .

قال ابن نما: و رويت باسنادي انه قال للحسين عليه السلام: لما وجهني عبيدالله اليك خرجت من القصر، فنوديت من خلفي: أبشر يا حر بخير، فالتفت فلم أر أحدا، فقلت: و الله ما هذه بشارة و أنا أسير الي الحسين؟! و ما أحدث نفسي باتباعك.

فقال عليه السلام: لقد أصبت أجرا و خيرا. [7] .


پاورقي

[1] مع غلامه الترکي / مقتل الخوارزمي.

[2] فقلت في نفسي لا أبالي أن اطيع القوم في بعض أمرهم و لا يرون اني خرجت من طاعتهم، و أما هم فسيقبلون من حسين هذه الخصال التي يعرض عليهم / تاريخ الطبري 325 / 4- الکامل: 64 / 4.

[3] لو ظننت انهم لا يقبلونها منک / الطبري - الکامل.

[4] و اني قد جئتک تائبا مما کان مني الي ربي، و مواسيا لک بنفسي حتي اموت بين يديک / الطبري، و نحوه في مقتل الخوارزمي.

[5] الارشاد: 219 -218- راجع: تاريخ الطبري: 324 / 4- کامل ابن اثير: 64 / 4 - مقتل الخوارزمي: 10 / 2 -اللهوف: 43- اعلام الوري: 242- المناقب: 99 / 4- مثير الأحزان: 58 - انظر: الفتوح: 184 / 5 - انساب الاشراف: 189 / 3- تجارب الامم: 70 / 2- البداية: 180 / 8- تذکرة الخواص: 251- (اورده بنحو آخر، و ذکر لحوقه الي عسکر الحسين عليه ‏السلام عند خطابه عليه ‏السلام القوم - حين کان يذکر عدة اسمائهم: «ألم تکتبوا الي؟» فقالوا: ما ندري ما تقول، و کان الحر بن يزيد اليربوعي من ساداتهم فقال له: بلي و الله لقد کاتبناک، و نحن الذين أقدمناک، فأبعد الله الباطل و أهله، و الله لا أختار الدنيا علي الآخرة، ثم ضرب رأس فرسه و دخل في عسکر الحسين عليه ‏السلام الخ).

[6] اللهوف: 43- انظر البداية لابن کثير: 180 / 8.

[7] مثير الأحزان: 59- عنه: البحار: 15 / 45.