بازگشت

كتاب مقتل الحسين


للمؤرخ الشهير لوط بن يحيي بن سعيد بن مخنف بن سليم الازدي الغامدي ره

مع التعاليق النفيسة بقلم خادم اهل البيت والعلم الحسن الغفاري


نشكر من بعض اصدقائي واخواني في الدين بما انه زيد تأييده لا يزال كان عونا لي في ترصيف هذا المسفور وساعدني مساعدة شقيق مخلص ونرجو الله من عميم فضله أن يديم توفيقه ويحشره مع مواليه الميامين بحق محمد وآله الطاهرين


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي حمده غاية آمال العارفين وشكره منتهي مبلغ العاملين، والصلوة والسلام علي سيد العالم ومفخر بني آدم، المتعالي في مدارج الجلال والجمال: والراقي إلي منتهي مراقي الكمال، المبعوث لهداية الانام، والمنقذ لهم عن ورطات الهلاك والظلام، محمد المصطفي حبيب اله العالمين، وعلي آله وعترته الميامين، خيرة الاوصياء، ومفاخر الاولياء الائمة الاثني عشر، كواكب الدجي، وانوار الهدي، واللعن الدائم علي اعاديهم ومخالفيهم ومعانديهم ومنكري فضائلهم أجمعين من الان إلي قيام يوم الدين. وبعد فيقول العبد الذليل المحتاج إلي عفوربه الجليل الحسن بن عبدالحميد الغفاري عفي الله عنه: انني منذ ما كنت مشتغلا بجمع الاحاديث والروايات الواردة في فضائل المعصومين سلام الله عليهم أجمعين عن كتب العامة وأسفارهم أردت أن أجمع الاخبار الواردة في مقتل مولانا الشهيد أبي عبدالله الحسين روحي له الفداء بحيث كان كل من نظر فيه وتأمل في مضامينه أغناه عن الرجوع إلي سائر المقاتل، وبينا أنا كنت مشغولا بذلك بان لي أن من جملة المقاتل التي استندوا اليها ونقلوا عنها مقتل أبي مخنف المشهور بين الخواص والعوام، ونقل مهرة الفن عنه في زبرهم القديمة كمحمد بن جرير الطبري في


كتابه (تاريخ الامم والملوك) وابن أثير الجزري في كتابه (الكامل) وغيرهما. وكيفية النقل لا سيما في تاريخ الامم والملوك يشعر بأن هذا الكتاب كان بين يدي محمد بن جرير وهو ينقل عنه بلا واسطة وأحيانا بوساطة هشام بن محمد بن السائب الكلبي، وحيثما قابلت النسخة المطبوعة التي بأيدينا المسمي بمقتل أبي مخنف مع ما اورده الطبري وغيره في كتبهم رأيت ما بينه وبينها اختلافا كثيرا وتهافتا بينا بحيث يشعر الظن بل الاطمينان بأن هذا المطبوع ليس المقتل المزبور بتمامه وان كان فيه بعض ما فيه، وهذا هو الذي دعاني إلي التقاط ما أورده الطبري في تاريخه وجمعه وتبويبه. مع ما اعلق عليه من توثيق الرواة الموجودة في طريق النقل عن كتب العامة والخاصة وصار بحمد الله والمنة كتابا جامعا وسفرا شريفا يزيل الشبه ويورث الاطمينان والاعتقاد بأن ما ذكر في هذا الكتاب هو ما ذكره أبومخنف وان لم يكن جميع ما ذكره فانه لا قطع لي أن هؤلاء المورخين ذكروا في مقاتلهم جميع ما ذكره المؤلف في كتابه فللناظر البصير والنقاد الخبير ان يغتنم هذه الفرصة وان يجتني من أزهار ربيعه فان للنقل في الاخبار والروايات شرائط يلزم لكل ناقل رعايتها، ويستجمعها صحة استنادها وصدورها عن راويها وهذا المعني بعون الله تعالي موجود فيما نقلنا وجمعنا، وسميناه بمقتل ابي مخنف الصحيح المنقول من تاريخ الامم والملوك ورجائي من مولائي و سيدي أن يقبله بعين اللطف والرحمة وأن يجعله ذخرا لي ليوم لا ينفع فيه مال


ولا بنون الا من أتي الله بقلب سليم. وفي الختام اقدم شكري الجميل وثنائي الجزيل إلي سماحة سيدي العلامة الاستاذ المستضئ من أضواء مشاكي الرشد والهداية، والمستنير من أنوار منارات الدين والولاية آية الله العظمي: السيد شهاب الدين المرعشي النجفي دام ظله الوارف فانه دامت أيام افاضاته حرضني

وشوقني لتنسيق هذا الموسوع وعاضدني في تمام المشاكل والمعاضل معاضدة والدروحاني رؤوف لولده الخاطئ المسكين، جزاه الله عني وعن الاسلام خير ما يجزي من الاعلام ومجاهدي الاسلام. واهدي ثوابه إلي روح والدي المرحوم الذي صرف عمره الشريف لخدمة أهل البيت وذكر مناقبهم ومراثيهم تقديرا لما أتعب نفسه الزكية لتربية ولده العاصي ومن هو منغمر في بحار المعاصي. أللهم يا ربي الكريم انك تعلم أني لست بأهل أن تشمله نسمات موهباتك ورحمتك، ولكنه أين كرمك وعظيم عفوك، هذه هدية نملة وبضاعة مزجاة إلي مليك مقتدر، فبحق محمد وآله والدماء التي اريقت في احياء شرعك ودينك تقبل هذا مني بقبول حسن، واجعلني من خدمة أوليائك وأهل بيت نبيك ما دمت حيا. حررفي 15 شوال المكرم من سنة 1398


بسم الله الرحمن الرحيم ترجمة المؤلف هو: لوط بن يحيي بن سعيد بن مخنف بن سليم الازدي الغامدي ابومخنف صاحب المقتل رحمه الله. الضبط: لوط بضم اللام وسكون الواو بعدها وطاء مهملة، ومخنف بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح النون بعدها فاء. الغامدي: بفتح الغبن المعجمة وكسر الميم والدال المهملة نسبة إلي غامد وهو بطن من الازد. قال العلامة المتتبع آية الله العظمي الشيخ عبدالله المامقاني رضوان الله عليه في تنقيح المقال ما هذا لفظه: عده الشيخ في رجاله تارة من رجال واصحاب امير المؤمنين عليه السلام تبعا للكشي فقال: لوط بن يحيي الازدي يكني أبا مخنف: هذا ذكره الكشي من اصحاب امير المؤمنين عليه السلام، وعندي أن هذا غلط، لان لوط بن يحيي لم يلق امير المؤمنين عليه السلام وكان أبوه يحيي من اصحابه عليه السلام انتهي. واخري من أصحاب الحسن عليه السلام قائلا: لوط بن يحيي يكني أبا مخنف، وثالثة من أصحاب الحسين عليه السلام بالعنوان


المذكور في الحسن، ورابعة من اصحاب الصادق عليه السلام بقوله: لوط بن يحيي ابومخنف الازدي الكوفي صاحب المغازي انتهي. وقال في الفهرست: لوط بن يحيي الازدي يكني أبا مخنف من اصحاب امير المؤمنين عليه السلام علي ما زعم الكشي، والصحيح أن أباه كان من اصحابه عليه السلام وهو لم يلقه، له كتب كثيرة في السير، منها: أخبار مقتل الحسين عليه السلام وكتاب المختار بن ابي عبيدة الثقفي وكتاب مقتل محمد بن ابي بكر، وله كتاب مقتل عثمان، وكتاب الجمل وكتاب صفين، وغير ذلك من الكتب وهي كثيرة. أخبرنا احمد بن عبدون والحسين بن [1] عبيدالله جميعا عن ابي بكر الدوري عن القاضي ابي بكر احمد بن كامل عن محمد بن موسي بن حماد عن ابن ابي السري محمد، قال: حدثنا هشام [2] بن محد الكلبي عن ابي مخنف، وله كتاب خطبة الزهراء عليها السلام اخبرنا احمد بن موسي عن ابن [3] عقدة عن يحيي بن زكريا بن شيبان (سنان. في الكافي للكليني) عن نصر [4] بن مزاحم عن لوط


بن يحيي عن عبدالرحمان بن جندب عن ابيه قال: خطب امير المؤمنين علي بن ابيطالب عليه السلام وذكر الخطبة بطولها انتهي. وقال النجاشي: لوط بن يحيي بن سعيد بن مخنف بن سالم الازدي الغامدي ابومخنف شيخ اصحاب الاخبار بالكوفة ووجههم وكان يسكن إلي ما يرويه، وروي عن جعفر بن محمد، وقيل أنه روي عن ابي جعفر عليه السلام ولم يصح وصنف كتبا كثيرة منها كتاب المغازي، كتاب السقيفة، كتاب الردة، كتاب فتوح الاسلام كتاب فتوح العراق، كتاب فتوح خراسان، كتاب الشوري، كتاب قتل عثمان، كتاب الجمل، كتاب صفين، كتاب النهروان، كتاب الحكمين، كتاب الغارات، كتاب مقتل امير المؤمنين عليه السلام، كتاب مقتل الحسين عليه السلام، كتاب قتل الحسن عليه السلام، كتاب مقتل الحجر بن عدي، كتاب أخبار زياد، كتاب أخبار المختار،

كتاب اخبار الحجاج، كتاب أخبار محمد بن ابي بكر، كتاب مقتل محمد، كتاب أخبار ابن الحنفية، كتاب أخبار يوسف بن عمير (عمر - ظ) كتاب أخبار شبيب الخارجي، كتاب أخبار مطرف ابن المغيرة ابن شعبة، كتاب أخبار آل مخنف بن سليم، كتاب اخبار الحريث الاسدي الناجي وخروجه. أخبرنا احمد بن علي بن نوح، قال: حدثنا عبدالجبار بن سيران الساكن (بنهر خطي) قال: حدثنا محمد بن زكريا بن دينار الغلابي قال: حدثنا عبدالله بن الضحاك المرادي، قال: حدثنا هشام بن محمد السائب الكلبي عن ابي مخنف لوط بن يحيي انتهي


وقال في القسم الاول من الخلاصة: لوط بن يحيي بن سعيد بن مخنف بن مسلم الازدي الغامدي بالغين المعجمة والدال المهملة ابومخنف رحمة الله شيخ اصحاب الاخبار بالكوفة ووجههم، وكان يسكن إلي ما يرويه، روي عن جعفر بن محمد عليه السلام قال النجاشي: وقيل أنه روي عن ابي جعفر عليه السلام ولم يصح، وقال الشيخ الطوسي والكشي رحمهما الله أنه من أصحاب امير المؤمنين والظاهر خلافه أما ابوه يحيي فانه كان من اصحاب امير المؤمنين عليه السلام فلعل قول الشيخ والكشي اشارة إلي الاب والله اعلم انتهي. اقول: نسبته إلي الشيخ ره وعده من اصحاب امير المؤمنين عليه السلام غريبة لما سمعت من الشيخ ره من التصريح في رجاله و فهرسته جميعا بكون النسبة من الكشي وكونها اشتباها وان كان يمكن التأمل في انكار الشيخ ره كونه من اصحاب امير المؤمنين عليه السلام بان ظاهر بعض الروايات ملاقاته لامير المؤمنين عليه السلام لانه روي عنه عليه السلام مثل ما في باب وضع المعروف موضعه من الكافي من روايته عن عدة من اصحابنا عن احمد بن ابي عبدالله عن محمد بن علي عن احمد بن عمرو بن سليمان البجلي عن اسماعيل بن الحسن بن اسماعيل عن ابن شعيب عن ابن ميثم التمار عن ابراهيم بن اسحاق المدائني عن رجل عن ابي مخنف الازدي. قال: أتي امير المؤمنين رهط من الشيعة الحديث، فانه ظاهر في لقائه امير المؤمنين عليه السلام وحمله علي خلاف ظاهره من دون قرينة لا وجه له بعد امكان لقائه له، لانه بين آخر زمان امير المؤمنين


وأول امامة الصادق عليه السلام ست وسبعون سنة، فيمكن أن يكون ابومخنف قد لقي امير المؤمنين عليه السلام وعمره خمسة عشرة سنة وأدرك من زمان الصادق عليه السلام سنة مثلا فيكون المجموع نحوا من الاثنين وتسعين سنة وذلك عمر متعارف فلا مانع من دركه امير المؤمنين عليه السلام، بل يمكن ادراكه امير المؤمنين عليه السلام قبل البلوغ بعد كون المدار في الرواية علي حال الاداء دون التحمل. فكونه من اصحاب الامير كما ذكره الكشي ممكن ولا موجب لما صدر من الشيخ ره من انكار ذلك، وما أبردما صدر من الفاضل الحائري في المنتهي من الاستدلال لعدم ملاقاته الامير عليه السلام بل التأمل لذلك في درك ابيه يحيي اياه عليه السلام بأن جد ابيه مخنف بن سليم من اصحاب امير المؤمنين عليه السلام كما صرح به الشيخ رحمه الله وغيره قال: ان ذلك مما يشهد للشيخ ره بعدم درك لوط اياه عليه السلام، بل لعله يضعف درك أبيه أيضا اياه انتهي، فان فيه أن درك شخص وابنه وابن ابنه وابن ابن ابنه لامام غير عزيز لامكان اجتماعهم في زمان واحد يكون عمر ابن ابن الابن خمسة عشرة وعمر ابن الابن خمسة وثلاثين وعمر الابن خمسة وخمسين وعمره خمسة وسبعين ولعله لذا امر بعد ذلك بالتأمل وليته لم يذكره من اصله. وتنقيح؟ المقال في حال الرجل انه لا ينبغي التأمل في كونه شيعيا اماميا كما صرح بذلك جماعة، وانكار ابن ابي الحديد ذلك بقوله في شرح النهج: وابومخنف من المحدثين وممن يري صحة الامامة بالاختيار وليس من الشيعة ولا معدودا من رجالها انتهي، من الخرافات اللتي


تعودت العامة عليها في مذهبهم وفيما يرجع اليه كيف وقد صرح جماعة منهم بتشيعه. بل جعل تشيعه سببا [5] لرد روايته كما هي عادتهم غالبا، الا تري إلي قول صاحب القاموس في مادة (خ ن ف) ومخنف كمنبر وابومخنف لوط بن يحيي اخباري شيعي تالف متروك انتهي، والعجب العجاب أن ابن ابي الحديد نطق بما سمعت بعد أن روي أشعارا في أن عليا عليه السلام وصي رسول الله صلي الله عليه وآله. وقال: ذكر هذه الاشعار والاراجز باجمعها ابومخنف لوط بن يحيي في كتاب وقعة الجمل انتهي، فان نقله لتلك الاشعار شاهد لتشيعه والا لم يكن ليرويها كما هي عادة أهل السنة غالبا، وبالجملة فكون الرجل شيعيا اماميا مما لا ينبغي الريب فيه وقول النجاشي ره: انه شيخ


اصحاب الاخبار بالكوفة ووجههم وكان يسكن إلي ما يرويه مدح معتد به يثبت حسنه، ولذا عده في الوجيزة والبلغة والحاوي وغيرها من الحسان وقال العلامة المحقق الاردبيلي في كتابه جامع الرواة (ج 2 ص 33) ما لفظه: لوط بن يحيي بن سعيد بن مخنف بن سليم الازدي العامدي أبومخنف رحمه الله تعالي شيخ أصحاب الاخبار بالكوفة ووجههم وكان يسكن إلي ما يرويه، روي عن جعفر بن محمد عليهما السلام (صه. جش) وقيل انه روي عن أبي جعفر عليه السلام ولم يصح (جش) عنه (صه) من أصحاب امير المؤمنين عليه السلام والحسن والحسين عليهما السلام علي ما زعم (روي - خ) الكشي، والصحيح أن أباه كان من أصحابه وهو لم يلقه (ست) وفي (جخ) ذكره في (ي) وقال: هكذا ذكره الكشي، وعندي أن هذا غلط، وكان أبوه من أصحابه ثم ذكره في (ن) و (سين) و (ق) ولم ينسب شئ من ذلك إلي الكشي ولا غيره. وفي (صه) قال الشيخ الطوسي ره والكشي انه من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام والظاهر خلافه، أما أبوه يحيي فانه كان من أصحابه عليه السلام، فلعل قول الشيخ والكشي اشارة إلي الاب انتهي معولا يخفي ما فيه (مح) وصنف كتبا كثيرة، روي عنه هشام بن السائب (جش) (س) له كتب كثيرة، روي عنه هشام بن محمد الكلبي ونصر بن مزاحم المنقري عن عمرو بن ثابت عن عطية بن الحارث وعن عمر بن سعيد عن أبي مخنف


لوط بن يحيي في (ست) في ترجمة زيد بن وهب. التميز: قد سمعت من الفهرست رواية هشام بن محمد بن الكلبي ونصر بن مزاحم عنه ومن النجاشي ايضا رواية هشام المذكور عنه وبهما ميزه في المشتركات.


پاورقي

[1] اي الغضائري.

[2] النسابة الکلبي صاحب کتاب جمهرة النسب مخطوط وهو موجود في المکتبة المقدسة لسيدنا الاستاذ العلامة آية الله العظمي السيد شهاب الدين المرعشي النجفي دام ظله الوارف.

[3] هو ابوالعباس احمد بن عقدة النسابة الرجالي الشهير.

[4] هو المنقري صاحب کتاب صفين.

[5] قال العلامة الذهبي في ميزان الاعتدال (ج 3ص419) ما لفظه: لوط بن يحيي أبومخنف أخباري تالف، لا يوثق به، ترکه أبوحاتم وغيره، وقال الدار قطني ضععيف، وقال ابن معين: ليس ثقة، وقال مرة ليس بشئ، وقال ابن عدي شيعي محترق صاحب أخبارهم. قلت: روي عن الصعق (الصقعب) بن زهير وجابر الجعفي و ومجالد روي عنه المدائني وعبدالرحمان بن مفرا مات قبل السبعين وماة وفي لسان الميزان أورد ترجمته بعين ما مر الا أنه زاد في آخره. وقال أبوعبيد الاجري: سألت أبا حاتم عنه فنفض يده وقال: أحد يسأل عن هذا وذکره العقيلي في الضعفاء (ج4 ص 428) وفي المعني (ج 2 ص 33) ما لفظه: لوط بن يحيي أبومخنف ساقط ترکه أبوحاتم، وقال الدار قطني، ضعيف.