بازگشت

خروج الحسين من مكة متوجها الي الكوفة


قال هشام عن ابي مخنف: حدثني الصقعب بن زهير عن عمر بن [1] عبدالرحمان ابن الحارث بن هشام المخزومي، قال: لما


قدمت كتب أهل العراق إلي الحسين وتهيأ للمسير إلي العراق أتيته فدخلت عليه وهو بمكة، فحمدت الله واثنيت عليه ثم قلت: أما بعد فاني أتيتك يابن عم لحاجة اريد ذكرها لك نصيحة، فان كنت تري أنك تستنصحني والا كففت عما اريد ان اقول، فقال: قل، فوالله ما اظنك بسيئ الرأي ولا هو القبيح من الامر والفعل، قال: قلت له: انه قد بلغني أنك تريد المسير إلي العراق واني مشفق عليك من مسيرك، انك تأتي بلدا فيه عما له وامراء ه ومعهم بيوت الاموال، وانما الناس عبيد لهذا الدرهم والدينار، ولا آمن عليك أن يقاتلك من وعدك نصره ومن انت أحب اليه ممن يقاتلك معه، فقال الحسين: جزاك الله خيرا يا ابن عم، فقدوالله علمت انك مشيت بنصح وتكلمت بعقل، ومهما يقض من أمر يكن أخذت برأيك او تركته فأنت عندي أحمد مشير وأنصح ناصح، قال: فانصرفت من عنده فدخلت علي الحارث بن خالد بن العاص بن هشام فسألني هل لقيت حسينا؟ فقلت له: نعم، قال: فما قال لك وما قلت له؟ قال، فقلت له: قلت كذا وكذا وقال كذا وكذا، فقال نصحته ورب المروة الشهباء أما ورب البنية ان الرأي لما رأيته قبله أو تركه ثم قال:



رب مستنصح يغش ويردي

وظنين بالغيب يلفي نصيحا



قال ابومخنف - وحدثني [2] الحارث بن كعب الوالبي عن عتبة


بن سمعان ان حسينا لما اجمع المسير إلي الكوفة اتاه عبدالله بن عباس فقال: يابن عم انك قد ارجف الناس، انك سائر إلي العراق، فبين لي ما انت صانع؟ قال: اني قد اجمعت المسير في احد يومي هذين ان شاء الله تعالي. فقال له ابن عباس: فاني اعيذك بالله من ذلك، اخبرني رحمك الله اتسير إلي قوم قد قتلوا اميرهم وضبطوا بلادهم ونفوا عدوهم؟ فان كانوا قد فعلوا ذلك، فسر اليهم، وان كانوا انما دعوك اليهم واميرهم عليهم قاهر لهم، وعماله تجبي بلادهم، فانهم انما دعوك إلي الحرب والقتال ولا آمن عليك ان يغروك ويكذبوك ويخالفوك ويخذلوك وان يستنفروا اليك فيكونوا اشد الناس عليك. فقال له حسين: واني استخير الله وانظر ما يكون؟ قال: فخرج ابن عباس من عنده واتاه ابن الزبير فحدثه ساعة، ثم قال: ما ادري ما تركنا هؤلاء القوم وكفنا عنهم ونحن ابناء المهاجرين وولاة هذا الامر دونهم خبرني ما تريد ان تصنع؟ فقال الحسين: والله لقد حدثت نفسي باتيان الكوفة ولقد كتب إلي شيعتي بها واشراف اهلها واستخير الله، فقال له ابن الزبير: اما لو كان لي بها مثل شيعتك ما عدلت بها: قال: ثم انه خشي ان يتهمه فقال: اما انك لو اقمت بالحجاز ثم اردت هذا الامر هيهنا ما خولف عليك ان شاء الله، ثم قام فخرج من عنده. فقال الحسين: ها ان هذا ليس شئ يؤتاه من الدنيا احب اليه من ان اخرج من الحجاز إلي العراق، وقد علم انه ليس له من الامر


معي شئ وان الناس لم يععد لوه بي، فودأني خرجت منها لتخلوله. قال فلما كان من العشي او من الغد اتي الحسين عبدالله بن العباس فقال: يابن عم اني اتصبر ولا اصبر، اني اتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك والاستئصال، ان اهل العراق قوم غدر فلا تقربنهم، اقم بهذا البلد فانك سيد اهل الحجاز، فان كان اهل العراق يريدونك كما زعموا فاكتب اليهم فلينفوا عدوهم ثم اقدم عليهم، فان ابيت الا ان تخرج فسر إلي اليمن، فان بها حصونا وشعابا وهي ارض عريضة طويلة، ولابيك بها شيعة، وانت عن الناس في عزلة، فتكتب إلي الناس وترسل وتبث دعاتك، فاني ارجو ان يأتيك عند ذلك الذي تحب في عافية فقال له الحسين: يابن عم اني والله لاعلم انك ناصح مشفق، ولكني قد ازمعت واجمعت علي المسير، فقال له ابن عباس: فان كنت سائرا فلا تسر بنسائك وصبيتك، فوالله اني لخائف ان تقتل كما قتل عثمان ونساء ه وولده ينظرون اليه. ثم قال ابن عباس: لقد اقررت عين ابن الزبير يتخليتك اياه والحجاز والخروج منها وهو يوم لا ينظر اليه احد معك، والله الذي لا اله الا هو لو اعلم انك اذا اخذت بشعرك وناصيتك حتي يجتمع علي وعليك الناس اطعتني لفعلت ذلك، قال: ثم خرج ابن عباس من عنده فمر بعبد الله بن الزبير فقال: قرت عينك يابن الزبير ثم قال:



يالك من قنبرة بمعمر

خلالك الجو فبيضي واسفري



ونقري ما شئت ان تنقري




هذا حسين يخرج إلي العراق وعليك بالحجاز [3] قال ابومخنف - قال ابوجناب يحيي بن ابي حية عن عدي بن حرملة الاسدي عن عبدالله بن سليم والمذري بن المشمعل الاسديين قالا: خرجنا حاجين من الكوفة حتي قدمنا مكة، فدخلنا يوم التروية فاذا نحن بالحسين وعبدالله بن الزبير قائمين عند ارتفاع الضحي فيما بين الحجر والباب، قالا: فتقربنا منهما فسمعنا ابن الزبير وهو يقول للحسين: ان شئت ان تقيم اقمت فوليت هذا الامر، فآزرناك وساعدناك ونصحنا لك وبايعناك. فقال له الحسين: ان ابي حدثني ان بها كبشا يستحل حرمتها فما احب ان اكون انا ذلك الكبش، فقال له ابن الزبير: فاقم ان شئت وتوليني انا الامر فتطاع ولا تعصي، فقال: وما اريد هذا ايضا. قالا: ثم انهما اخفيا كلامهما دوننا فما زالا يتناجيان حتي سمعنا دعاء الناس رائحين متوجهين إلي مني عند الظهر، قالا: فطاف الحسين بالبيت وبين الصفا والمروة وقص من شعره وحل من عمرته ثم توجه نحو الكوفة وتوجهنا نحو الناس إلي مني.


قال أبو - مخنف عن ابي سعيد [4] عقيصي عن بعض اصحابه قال: سمعت الحسين بن علي وهو بمكة وهو واقف مع عبدالله بن الزبير فقال له ابن الزبير: إلي يابن فاطمة فأصغي اليه فساره، قال: ثم التفت الينا الحسين فقال: أتدرون ما يقول ابن الزبير؟ فقلنا: لا ندري جعلنا الله فداك، فقال: قال أقم في هذا المسجد اجمع لك الناس، ثم قال الحسين: والله لان اقتل خارجا منها بشبر احب إلي من ان اقتل داخلا منها بشبر، وايم الله لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتي يقضوا في حاجتهم، ووالله ليعتدن علي كما اعتدت اليهود في السبت قال ابومخنف - حدثني الحارث بن كعب الوالبي عن عقبة بن سمعان قال: لما خرج الحسين من مكة اعترضه رسل عمرو بن سعيد بن العاص عليهم يحيي بن سعيد فقالوا له: انصرف ابن تذهب، فابي عليهم ومضي، وتدافع الفريقان فاضطربوا بالسياط ثم ان الحسين واصحابه امتنعوا منهم امتناعا قويا.


ومضي الحسين (ع) علي وجهه فنادوه يا حسين: الا تتقي الله تخرج من الجماعة وتفرق بين هذه الامة؟ فتأول حسين قول الله عزوجل (لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وانا بري مما تعملون). قال: ثم ان الحسين اقبل حتي مر بالتنعيم فلقي بها عيرا قد اقبل بها من اليمن بعث بها بحير بن ريسان الحميري إلي يزيد بن معاوية، وكان عامله علي اليمن وعلي العير الورس والحلل ينطلق بها إلي يزيد فاخذها الحسين، فانطلق بهم قال لاصحاب الابل: لا اكرهكم من احب ان يمضي معنا إلي العراق او فينا كراء ه وأحسنا صحبته ومن احب ان يفارقنا من مكاننا هذا اعطيناه من الكراء علي قدر ما قطع من الارض، قال:فمن فارقه منهم حوسب فأوفي حقه ومن مضي منهم معه اعطاه كراء ه وكساه.

قال ابومخنف - عن ابي جناب عن عدي بن حرملة عن عبدالله بن سليم والمذري قالا: اقبلنا حتي انتهينا إلي الصفاح فلقينا الفرزدق بن غالب الشاعر فواقف حسينا فقال له: اعطاك الله سؤلك واملك فيما تحب فقال له الحسين: بين لنا نبأ الناس خلفك فقال له الفرزدق: من الخبير سألت قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني امية والقضاء ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء فقال له الحسين: صدقت لله الامر والله يفعل ما يشاء وكل يوم ربنا في شأن ان نزل القضاء بما نحب فنحمدالله علي نعمائه وهو المستعان علي اداء الشكر وان حال القضاء دون الرجاء فلم يعتد من كان الحق نيته والتقوي سريرته ثم حرك


الحسين راحلته فقال: السلام عليك ثم افترقا. قال ابومخنف - حدثني الحارث بن كعب الوالبي عن علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب، قال: لما خرجنا من مكة كتب عبدالله بن جعفر بن ابيطالب إلي الحسين بن علي مع ابنيه عون ومحمد اما بعد: فاني اسئلك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي فاني مشفق عليك من الوجه الذي توجه له ان يكون فيه هلاكك واستئصال أهل بيتك ان هلكت اليوم طفئ نور الارض فانك علم المهتدين ورجاء المؤمنين، فلا تعجل بالسير فاني في اثر الكتاب والسلام. قال: وقام عبدالله بن جعفر إلي عمرو بن سعيد بن العاص فكلمه وقال: اكتب إلي الحسين كتابا تجعل له فيه الامان وتمنيه فيه البر والصلة وتوثق له في كتابك وتسأله الرجوع لعله يطمئن إلي ذلك فيرجع فقال عمرو بن سعيد: اكتب ما شئت وأتني به حتي اختمه فكتب عبدالله بن جعفر الكتاب ثم أتي به عمرو بن سعيد فقال له: اختمه وابعث به مع اخيك يحيي بن سعيد فانه احري أن تطمئن نفسه اليه ويعلم انه الجد منك ففعل. وكان عمرو بن سعيد عامل يزيد بن معاوية علي مكة، قال: فلحقه يحيي وعبدالله بن جعفر ثم انصرفا بعد أن أقرأه يحيي الكتاب فقالا: اقرأناه الكتاب وجهدنا به، وكان مما اعتذر به الينا أن قال: اني رأيت رؤيا فيها رسول الله صلي الله عليه وآله وامرت فيها بامر انا ماض له علي كان اولي فقالا له: فما تلك الرؤيا؟ قال: ما حدثت احدا بها وما انا محدث بها حتي القي ربي قال: وكان كتاب عمرو بن سعيد إلي الحسين بن علي.


بسم الله الرحمن الرحيم من عمرو بن سعيد إلي الحسين بن علي اما بعد فاني اسأل الله ان يصرفك عما يوبقك وان يهديك لما يرشدك بلغني أنك قد توجهت إلي العراق واني اعيذك بالله من الشقاق فاني اخاف عليك فيه الهلاك، وقد بعثت اليك عبدالله بن جعفر ويحيي بن سعيد فأقبل إلي معهما فان لك عندي الامان والصلة والبر وحسن الجوار لك الله علي بذلك شهيد وكفيل ومراع ووكيل والسلام عليك.قال: وكتب اليه الحسين: اما بعد فانه لم يشاقق الله ورسوله من دعا إلي الله عزوجل و عمل صالحا وقال: انني من المسلمين، وقد دعوت إلي الامان والبرو الصلة فخير الامان امان الله ولن يؤمن الله يوم القيامة من لم يخفه في الدنيا فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا امانة يوم القيامة فان كنت نويت بالكتاب صلتي وبري فجزيت خيرا في الدنيا والاخرة والسلام. قال ابومخنف - عن هشام بن الوليد عمن شهد ذلك قال: اقبل الحسين بن علي باهله من مكة ومحمد بن الحنفية بالمدينة قال: فبلغه خبره وهو يتوضأ في طست، فبكي حتي سمعت وكف دموعه في الطست. قال ابومخنف - حدثني يونس [5] بن ابي اسحاق السبيعي


قال: ولما بلغ عبيد الله اقبال الحسين من مكة إلي الكوفة بعث الحصين بن نمير صاحب شرطه حتي نزل القادسية ونظم الخيل ما بين القادسية إلي خفان، وما بين القادسية إلي القطقطانة والي لعلع وقال الناس هذا الحسين يريد العراق. قال ابومخنف - وحدثني محمد بن قيس ان الحسين اقبل حتي اذا بلغ الحاجر من بطن الرمة بعث قيس بن مسهر الصيداوي إلي اهل الكوفة وكتب معه اليهم: بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلي اخوانه من


المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم فاني احمد اليكم الله الذي لا اله الا هو، اما بعد فان كتاب مسلم بن عقيل جاء ني يخبرني فيه بحسن رأيكم واجتماع ملئكم علي نصرنا والطلب بحقنا فسألت الله ان يحسن لنا الصنع وان يثيبكم علي ذلك اعظم الاجر، وقد شخصت اليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية فاذا قدم عليكم رسولي فاكمشوا امركم وجدوا، فاتي قادم عليكم في ايامي هذه ان شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وكان مسلم بن عقيل قد كان كتب إلي الحسين قبل أن يقتل بسبع وعشرين ليلة: أما بعد فأن الرائد لا يكذب أهله، ان جمع أهل الكوفة معك فاقبل حين تقرء كتابي والسلام عليك. قال: فأقبل الحسين بالصبيان والنساء معه لا يلوي علي شئ، واقبل قيس بن مسهر الصيداوي إلي الكوفة بكتاب الحسين حتي اذا انتهي إلي القادسية أخذه الحصين بن نمير فبعث به إلي عبيدالله بن زياد، فقال له عبيدالله: اصعد إلي القصر فسب الكذاب بن الكذاب، فصعد ثم قال: أيها الناس ان هذا الحسين بن علي خير خلق الله ابن فاطمة بنت رسول الله وأنا رسوله اليكم وقد فارقته بالحاجر فأجيبوه. ثم لعن عبيدالله بن زياد واباه و استغفر لعلي بن ابيطالب، قال: فأمر به عبيدالله بن زياد أن يرمي به من فوق القصر فرمي به فتقطع فمات. ثم اقبل الحسين سيرا إلي الكوفة فانتهي إلي ماء من مياه العرب، فاذا عليه عبدالله بن مطيع العدوي وهونازل هيهنا، فلما رأي الحسين


قام اليه فقال: بأبي انت وامي يابن رسول الله، ما اقدمك؟ واحتمله فانزله. فقال له الحسين: كان من موت معاوية ما قد بلغك فكتب إلي اهل العراق يدعونني إلي انفسهم، فقال له عبدالله بن مطيع: اذكرك الله يابن رسول الله وحرمة الاسلام ان تنتهك، انشدك الله في حرمة رسول الله صلي الله عليه وآله،انشدك الله في حرمة العرب، فوالله لئن طلبت ما في ايدي بني امية ليقتلنك، ولئن قتلوك لايهابون بعدك أحدا ابدا، والله وانها لحرمة الاسلام تنتهك، وحرمة قريش وحرمة العرب، فلا تفعل ولا تأت الكوفة ولا تعرض لبني امية. قال: فابي الا ان يمضي، قال فاقبل الحسين حتي اذا كان بالماء فوق زرود. قال ابومخنف - فحدثني السدي [6] عن رجل من بني فزارة قال


لما كان زمن الحجاج بن يوسف كنا في دار الحارث بن ابي ربيعة التي في التمارين التي أقطعت بعد زهير بن القين من بني عمرو بن يشكر من بجيلة وكان اهل الشام لا يدخلونها فكنا محتبين فيها، قال: فقلت للفزاري حدثني عنكم حين أقبلتم مع الحسين بن علي قال: كنا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكة نساير الحسين فلم يكن شئ ابغض الينا من ان نسايره في منزل، فاذا سار الحسين تخلف زهير بن القين، واذا نزل الحسين تقدم زهير حتي نزلنا يومئذ في منزل لم نجد بدا من ان ننازله فيه، فنزل الحسين من جانب ونزلنا في جانب، فبينا نحن جلوس نتغدي من طعام لنا اذ اقبل رسول الحسين حتي سلم ثم دخل فقال: يا زهير بن القين ان ابا عبدالله الحسين بن علي بعثني اليك لتأتيه، قال فطرح كل انسان ما في يده حتي كائنا علي رؤوسنا الطير، قال ابومخنف - فحدثني دلهم بنت عمرو امرأة زهير بن القين قالت: فقلت له: ايبعث اليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه سبحان الله لو أتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت، قالت: فاتاه زهير بن القين فما


لبث ان جاء مستبشرا قد اسفر وجهه، قالت: فأمر بفسطاطه وثقله ومتاعه فقدم وحمل إلي الحسين، ثم قال لامرأته انت طالق، الحقي باهلك فاني لا احب ان يصيبك من سببي الاخير ثم قال لاصحابه: من احب منكم ان يتبعني والا فانه آخر العهد، اني ساحدثكم حديثا غزونا بلنجر ففتح الله علينا واصبنا غنائم، فقال لنا سلمان الباهلي: افرحتم بما فتح الله عليكم وأصبتم من المغانم؟ فقلنا نعم فقال لنا: اذا أدركتم شباب آل محمد فكونوا اشد فرحا بقتالكم معهم بما اصبتم من الغنائم فاما انا فاني استودعكم الله، قال: ثم والله ما زال في اول القوم حتي قتل. قال ابومخنف - حدثني ابوجناب الكلبي عن عدي بن حرملة الاسدي عن عبدالله بن سليم والمذري بن المشمعل الاسديين قالا: لما قضينا حجنا لم يكن لناهمة الا اللحاق بالحسين في الطريق لننظر ما يكون من أمره وشأنه، قأقبلنا ترفل بنانا قتانا مسرعين حتي لحقناه بزرود فلما دنونا منه اذا نحن برجل من اهل الكوفة قد عدل عن الطريق حين رأي الحسين. قالا: فوقف الحسين كأنه يريده ثم تركه ومضي ومضينا نحوه، فقال احدنا لصاحبه: اذهب بنا إلي هذا فلنسأله فان كان عنده خبر الكوفة علمناه، فمضينا حتي انتهينا اليه فقلنا: السلام عليك. قال: وعليكم السلام ورحمة الله. ثم قلنا: فمن الرجل؟ قال: اسدي. فقلنا: فنحن اسديان فمن انت؟ قال انا بكير بن المثعبة، فانتسبنا له ثم قلنا: اخبرنا عن الناس وراء ك قال: نعم لم اخرج من الكوفة حتي قتل مسلم بن عقيل وهاني


بن عروة فرأيتهما يجران بارجلهما في السوق، قالا فاقبلنا حتي لحقنا بالحسين فسايرناه حتي نزل الثعلبية ممسيا فجئناه حين نزل فسلمنا عليه فرد علينا فقلنا له: يرحمك الله ان عندنا خبرا فان شئت حدثنا علانية وان شئت سرا قال: فنظر إلي اصحابه وقال: ما دون هؤلاء سر، فقلنا له: ارأيت الراكب الذي استقبلك غشاء ا امس؟ قال: نعم وقد أردت مسألته، فقلنا: قد استبرأنا لك خبره وكفيناك مسئلته، وهوابن امرئ من أسد منا ذو رأي وصدق وفضل وعقل وانه حدثنا انه لم يخرج من الكوفة حتي قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وحتي رآهما يجران في السوق بارجلهما، فقال: انا لله وانا اليه راجعون رحمة الله عليهما، فردد ذلك مرارا، فقلنا: ننشدك الله في نفسك واهل بيتك الا انصرفت من مكانك هذا فانه ليس لك بالكوفة ناصر ولا شيعة بل نتخوف ان تكون عليك قال فوثب عند ذلك بنو عقيل بن ابي طالب. قال ابومخنف - حدثني عمر بن خالد [7] عن زيد بن [8] علي


بن حسين وعن داود بن علي بن عبدالله بن عباس ان بني عقيل قالوا: لا والله لا نبرح حتي ندرك ثارنا او تذوق ما ذاق أخونا قال ابومخنف - عن ابي جناب الكلبي عن عدي بن حرملة عن عبدالله بن سليم والمذري بن المشمعل الاسديين قالا: فنظر الينا الحسين فقال: لا خير في العيش بعد هؤلاء قالا: فعلمنا انه قد عزم له رأيه علي المسير قالا: فقلنا: خار الله لك، قالا: فقال: رحمكما الله قالا: فقال له بعض اصحابه: انك والله ماأنت مثل مسلم بن عقيل ولو قدمت الكوفة لكان الناس اليك أسرع، قال الاسديان ثم انتظر حتي اذا كان السحر قال لفتيانه وغلمانه: اكثروا من الماء فاستقوا واكثروا ثم ارتحلوا وساروا حتي انتهوا إلي زبالة قال ابومخنف - حدثني ابوعلي الانصاري عن بكر بن مصعب المزني قال: كان الحسين لا يمر باهل ماء الا اتبعوه حتي انتهي إلي زبالة سقط اليه مقتل اخيه من الرضاعة مقتل عبدالله بن بقطر وكان سرحه إلي مسلم بن عقيل من الطريق وهو لا يدري أنه قد اصيب فتلقاه خيل الحصين بن نمير بالقادسية فسرح به إلي عبيدالله بن زياد، فقال: اصعد فوق القصر فالعن الكذاب بن الكذاب ثم انزل حتي اري فيك رأيي قال: فصعد فلما اشرف علي الناس قال: ايها الناس اني رسول الحسين ابن فاطمة ابن بنت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لتنصروه وتوازروه علي ابن مرجانة ابن سمية الدعي، فامر به عبيدالله فالقي من فوق القصر إلي الارض فكسرت عظامه وبقي به رمق، فأتاه رجل يقال له


عبدالملك بن عمير اللخمي فذبحه، فلما عيب ذلك عليه قال، انما اردت ان اريحه قال هشام: حدثنا ابوبكر بن عياش عمن اخبره قال: والله ما هو عبدالملك بن عمير الذي قام اليه فذبحه ولكنه قام اليه رجل جعد طوال يشبه عبدالملك بن عمير قال فاتي ذلك الخبر حسينا وهو بزبالة، فاخرج للناس كتابا فقرأ عليهم. بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فانه قد أتانا خبر فظيع قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وعبدالله بن بقطر وقد خزلتنا شيعتنا، فمن احب منكم الانصراف فلينصرف ليس عليه منا ذمام قال: فتفرق الناس عنه تفرقا، فاخذوا يمينا وشمالا حتي بقي في اصحابه الذين جاؤا معه من المدينة، وانما فعل ذلك لانه ظن انما اتبعه الاعراب لانهم ظنوا انه يأتي بلدا قد استقامت له طاعة اهله فكره ان يسيروا معه الا وهم يعلمون علام يقدمون، وقد علم انهم اذا بين لهم لم يصحبه الا من يريد مواساته والموت معه. قال: فلما كان من السحر أمر فتيانه فاستقوا الماء واكثروا ثم سار حتي مر بطن العقبة فنزل بها. قال ابومخنف - فحدثني لوذان احد بني عكرمة: ان احد عمومته سأل الحسين (ع) اين تريد؟ فحدثه، فقال له: اني انشدك الله لما انصرفت فوالله لا تقدم الا علي الا سنة وحد السيوف، فان هولاء الذين بعثوا اليك


لو كانوا كفوك مؤنة القتال ووطئوا لك الاشياء فقدمت عليهم كان ذلك رأيا. فاما علي هذه الحال التي تذكرها فاني لا أري لك ان تفعل، قال: فقال له يا عبدالله انه ليس يخفي علي الرأي ما رأيت ولكن الله لا يغلب علي امره ثم ارتحل منها.



پاورقي

[1] عمر بن عبدالرحمان بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي المدني. روي عن ابي هريرة وابي بصرة الغفاري وعائشة وجماعة من الصحابة وعن اخيه ابي بکر بن عبدالرحمان. روي عنه عبدالمالک بن عمير وعامر الشعبي وحمزة بن عمرو العائذي الضبي. قال ابن خراش: ابوبکر وعمر وعکرمة وعبدالله بنو عبدالرحمان بن الحارث کلهم اجلة ثقات يضرب بهم المثل، وذکره ابن حبان في الثقات، وقال: روي عن جماعة من الصحابة، روي عنه الشعبي، وقد ذکر البلاذري ان ابن الزبير استعمل عمر بن عبدالرحمان هذا علي الکوفة. تهذيب التهذيب (ج 7 ص 472) خلاصة تذهيب تهذيب الکمال ص 284.

[2] الحارث بن کعب الازدي الکوفي، ذکرهما الطوسي في رجال الشيعة.

[3] في الکامل ذکر بعد هذا: وکان الحسين يقول: والله

لا يدعوني حتي يستخرجوا هذه العلقة من جوفي، فاذا فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتي يکونوا أذل من فرام المرأة، قال: و (الفرام) خرقة تجعلها المرأة في قبلها اذا حاضت.

[4] عقيصا ابوسعيد التيمي (التميمي) اسمه دينار عن علي عليه السلام يعد في موالي بني تيم، ذکره ابن حبان في الثقات في عقيصا، فقال صاحب الکرابيسي: روي عن علي وعمار، وعنه محمد بن جحادة. وقد أخرج له الحاکم في المستدرک وقال: ثقة مأمون، وقال ابوحاتم: هو لين وهو احب إلي من اصبغ بن نباتة. لسان الميزان (ج 2 ص 433) ميزان الاعتدال (ج 3 ص 88).

[5] يونس بن ابي اسحاق عمرو بن عبدالله الهمداني السبيعي ابو اسرائيل الکوفي، روي عن ابيه وأنس وأبي بردة وأبي بکر ابني ابي موسي الاشعري وأبي السفر سعيد بن يحمد ويزيد بن ابي مريم وابراهيم بن محمد بن سعد وعدة کثيرة. وعنه ابنه عيسي والثوري وابن المبارک وابن مهدي والقطان ووکيع وابواسحاق الفزاري والفضل بن موسي وعدة کثيرة. قال عمرو بن علي عن ابن مهدي: لم يکن به بأس. وقال عثمان الدارمي عن ابن معين: ثقة، قلت فيونس او اسرائيل من احب اليک؟ قال: کل ثقة، وقال اسحاق بن منصور وغيره عن ابن معين ثقة، وقال ابوحاتم: کان صدوقا. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن عدي له احاديث حسان وروي عنه الناس، وذکره ابن حبان في الثقات وقال: مات سنة تسع وخمسين ومأة. تهذيب التهذيب (ج 1 ص 433).

[6] هو اسماعيل بن عبدالرحمن بن ابي کريمة السدي ابومحمد القرشي مولاهم الکوفي الاعور، وهو السدي الکبير کان يقعد في سدة

باب الجامع فسمي السدي. روي عن انس وابن عباس ورآي ابن عمر والحسن بن علي عليه السلام وأبا هريرة وأبا سعيد، وروي عن ابيه ويحيي بن عباد وأبي صالح مولي ام هاني وسعد بن عبيدة وابي عبدالرحمان السلمي وعطاء وعکرمة وغيرهم. وعنه شعبة والثوري والحسن بن صالح وزائدة وابوعوانة وابوبکر بن عياش وغيرهم. قال علي عن القطان: لا بأس به ما سمعت احدا يذکره الا بخير وما ترکه احد. وقال ابوطالب عن احمد: ثقة قال النسائي في الکني: صالح وقال ابن عدي: له احاديث يرويها عن عدة شيوخ وهو عندي مستقيم الحديث صدوق لا بأس به. وقال خليفة: مات سنة 127، وقال العجلي ثقة عالم بالتفسير راوية له، وذکره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (ج 1 ص 313) ميزان الاعتدال (ج 1 ص 236) الکاشف (ج 1 ص 125).

[7] الظاهر کونه عمرو بن خالد لا عمر بن خالد وعليهذا فهو: عمرو بن خالد ابوخالد القرشي مولي بني هاشم، اصله من الکوفة انتقل إلي واسط، روي عن زيد بن علي بن الحسين، وجعفر بن محمد بن علي بن الحسين، وفطر بن خليفة، وحبيب بن ابي ثابت، والثوري وابي هاشم الرماني و غيرهم. روي عنه اسرائيل بن يونس، وعباد بن کثير البصري والحجاج بن ارطاة، وجعفر بن زياد الاحمر، وسعيد بن زيد، وسويد بن عبدالعزيز، وعمر بن عبدالرحمن ابوحفص الابار، ويحيي بن هاشم السمسار وجماعة وقد عده الشيخ ره من اصحاب الباقر عليه السلام وقال النجاشي: عمرو بن خالد ابوخالد الواسطي عن زيد بن علي له کتاب کبير رواه عنه نصر بن مزاحم المنقري وغيره، وذکرابن فضال انه ثقة. تهذيب التهذيب (ج 8 ص 26) تنقيح المقال (ج 2 ص 330).

[8] زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابيطالب ابوالحسين المدني روي عن ابيه واخيه أبي جعفر الباقر، وأبان بن عثمان، وعروة بن الزبير، وعبيدالله بن أبي رافع، وعنه ابناه حسين وعيسي، وابن أخيه جعفر بن محمد، والزهري والاعمش وشعبة وسعيد بن خيثم، واسماعيل السيدي، وزبيد اليامي، وزکريا بن أبي زائدة، وعبدالرحمان بن الحارث بن عياش بن ابي ربيعة، وابوخالد عمرو بن خالد الواسطي، وابن ابي الزاد وعدة ذکره ابن حبان في الثقات وقال: رأي جماعة من اصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله استشهد في سنة 121 / 122 وهو ابن 42 سنة. واليه تنسب الزيدية من طوائف الشيعة. وقال ابن أبي الدنيا: حدثني محمد بن ادريس، حدثنا عبدالله بن ابي بکر العتکي عن جرير بن حازم انه رأي النبي صلي الله عليه وآله وسلم في المنام متساندا إلي جزع زيد بن علي وزيد مصلوب وهو يقول للناس: هکذا تفعلون بولدي. تهذيب التهذيب (ج 3 ص 419) (الکاشف (ج1ص341).