بازگشت

خلافة يزيد بن معاوية


قال [1] هشام بن محمد عن ابي مخنف: ولي يزيد في هلال رجب سنة 60 وامير المدينة الوليد بن عتبة بن ابي سفيان، وامير الكوفة النعمان بن بشير الانصاري، وامير البصرة عبيدالله بن زياد، وامير مكة عمرو بن سعيد بن العاص. ولم يكن ليزيد همة حين ولي الابيعة النفر


الذين أبوا علي معاوية الاجابة إلي بيعة يزيد حين دعا الناس إلي بيعته، وانه ولي عهده بعده والفراغ من امرهم، فكتب إلي الوليد: بسم الله الرحمن الرحيم من يزيد أمير المؤمنين إلي الوليد بن عتبة اما بعد: فان معاوية كان عبدا من عباد الله اكرمه الله واستخلفه وخوله ومكن له فعاش بقدر ومات بأجل فرحمه الله فقد عاش محمودا ومات برا تقيا والسلام. وكتب اليه في صحيفة كانها أذن فأرة أما بعد: فخذ حسينا وعبدالله بن عمر وعبدالله بن الزبير بالبيعة اخذا شديدا ليست فيه رخصة حتي يبايعوا والسلام. فلما اتاه نعي معاوية فظع به وكبر عليه فبعث إلي مروان بن الحكم فدعاه اليه وكان الوليد يوم قدم المدينة قدمها مروان متكارها فلما راي ذلك الوليد منه شتمه عند جلسائه، فبلغ ذلك مروان فجلس عنه وصرمه فلم يزل كذلك حتي جاء نعي معاوية إلي الوليد،


فلما عظم علي الوليد هلاك معاوية وما امر به من اخذ هؤلاء الرهط بالبيعة فزع عند ذلك إلي مروان ودعاه. فلما قرأ عليه كتاب يزيد استرجع وترحم عليه، واستشاره الوليد في الامر وقال كيف تري ان نصنع؟ قال: فاني اري ان تبعث الساعة إلي هؤلاء النفر فتدعوهم إلي البيعة والدخول في الطاعة فان فعلوا قبلت منهم وكففت عنهم، وان ابواقدمتهم فضربت اعناقهم قبل ان يعلموا بموت معاوية فانهم ان علموا بموت معاوية وثب كل امري منهم في جانب واظهر الخلاف والمنابذة ودعا إلي نفسه، [2] لا أدري اما ابن عمرفاني لا أراه يري القتال ولا يحب أنه يولي علي الناس الا أن يدفع اليه هذا الامر عفوا، فارسل عبدالله بن عمرو بن عثمان وهو اذ ذاك غلام حدث اليهما يدعوهما، فوجدهما في المسجد وهما جالسان، فاتاهما في ساعة لم يكن الوليد يجلس فيها للناس ولا يأتيانه في مثلها، فقال: اجيبا الامير يدعو كما، [3] فقال له: انصرف الان نأتيه. ثم اقبل احدهما علي الاخر فقال عبدالله بن الزبير للحسين: ظن فيما تراه بعث الينافي هذه الساعة التي لم يكن يجلس فيها، فقال حسين: قد ظننت اري طاغيتهم قد هلك فبعث الينا ليأخذنا بالبيعة قبل ان يفشو في الناس الخبر.


فقال: وانا ما اظن غيره، قال: فما تريد ان تصنع؟ قال: اجمع فتياني الساعة ثم امشي اليه، فاذا بلغت الباب احتبستهم عليه ثم دخلت عليه، قال فاني اخافه عليه [4] اذا دخلت، قال لا آتيه الاوانا علي الامتناع قادر، فقام فجمع اليه مواليه واهل بيته ثم اقبل يمشي حتي انتهي إلي باب الوليد وقال لاصحابه: اني داخل فان دعوتكم او سمعتم صوته [5] قد علا فاقتحموا علي باجمعكم والا فلا تبرحوا حتي اخرج اليكم. فدخل فسلم عليه بالامرة ومروان جالس عنده فقال حسين كانه لا يظن ما يظن من موت معاوية: الصلة خير من القطيعة اصلح الله ذات بينكما فلم يجيباه في هذا بشئ، وجاء حتي جلس، فأقرأه الوليد الكتاب ونعي له معاوية ودعاه إلي البيعة، فقال حسين: انالله وانا اليه راجعون ورحم الله معاوية وعظم لك الاجر. أما ما سئلتني من البيعة فان مثلي لا يعطي بيعته سرا ولا اراك تجترئ بها مني سرا دون ان نظهرها علي رؤوس الناس علانية، قال أجل. قال: فاذا خرجت إلي الناس فدعوتهم إلي البيعة دعوتنا مع الناس فكان امرا واحدا، فقال له الوليد وكان يحب العافية: فانصرف علي اسم الله حتي تأتينا مع جماعة الناس، فقال له مروان: والله لئن فارقك الساعة ولم يبايع لا قدرت منه علي مثلها أبدا حتي تكثر القتلي بينكم،


وبينه، احبس الرجل ولا يخرج من عندك حتي يبايع او تضرب عنقه. فوثب عند ذلك الحسين فقال: يابن الزرقاء أنت تقتلني ام هو؟ كذبت والله وأثمت، ثم خرج فمر باصحابه فخرجوا معه حتي اتي منزله، فقال مروان للوليد: عصيتني لا والله لا يمكنك من مثلها من نفسه ابدا. قال الوليد: وبخ غيرك يا مروان انك اخترت لي التي فيها هلاك ديني، والله ما أحب أن لي ما طلعت عليه الشمس وغربت عنه من مال الدنيا وملكها وأني قتلت حسينا، سبحان الله اقتل حسينا ان قال لا ابايع؟ والله اني لا اظن امرء ا يحاسب بدم حسين لخفيف الميزان عند الله يوم القيامة. فقال له مروان: فاذا كان هذا رأيك فقد أصبت فيما صنعت، يقول هذا له وهو غير الحامد له علي رأيه. وأما ابن الزبير فقال: الان آتيكم، ثم أتي داره فكمن فيها، فبعث الوليد اليه فوجده مجتمعا في اصحابه متحرزا، فألح عليه بكثرة الرسل والرجال في أثر الرجال، فاما حسين فقال: كف حتي تنظر وننظر وتري ونري. واما ابن الزبير فقال لا تعجلوني فاني آتيكم امهلوني فألحوا عليهما عشيتهما تلك كلها واول ليلهما وكانوا علي حسين اشد ابقاء ا. وبعث الوليد إلي ابن الزبير موالي له فشتموه وصاحوا به يابن الكاهلية والله لتأتين الامير أو ليقتلنك: فلبث بذلك نهاره كله واول ليلة يقول: الان اجيئ.


فاذا استحثوه قال: والله لقد استربت بكثرة الارسال وتتابع هذه الرجال فلا تعجلوني حتي أبعث إلي الامير من يأتيني برأيه وامره، فبعث اليه اخاه جعفر بن الزبير فقال: رحمك الله كف عن عبدالله فانك قد افزعته وذعرته بكثرة رسلك وهو آتيك غدا ان شاء الله، فمر رسلك فلينصرفوا عنا فبعث اليهم فانصرفوا.

وخرج ابن الزبير من تحت الليل فأخذ طريق الفرع هو وأخوه جعفر ليس معهما ثالث وتجنب الطريق الاعظم مخافة الطلب، وتوجه نحو مكة، فلما اصبح بعث اليه الوليد فوجده قد خرج، فقال مروان: والله ان اخطاء مكة فسرح في اثره الرجال، فبعث راكبا من موالي بني امية في ثمانين راكبا فطلبوه ولم يقدروا عليه فرجعوا فتشاغلوا عن حسين بطلب عبدالله يومهم ذلك حتي امسوا. ثم بعث الرجال إلي الحسين عند المساء، فقال: اصبحوا ثم ترون ونري، فكفوا عنه تلك الليلة ولم يلحوا عليه. فخرج حسيين من تحت ليلته وهي ليلة الاحد ليومين بقيا من رجب سنة 60 وكان مخرج ابن الزبير قبله بليلة خرج ليلة السبت فاخذ طريق الفرع فبينا عبدالله بن الزبير يساير اخاه جعفر اذا تمثل جعفر بقول صبرة الحنظلي:



وكل بني ام سيمسون ليلة

ولم يبق من اعقابهم غير واحد



فقال عبدالله: سبحان الله ما أردت إلي ما اسمع يا اخي، قال والله يا اخي ما اردت به شيئا مما تكره، فقال: فذاك والله اكره إلي ان يكون جاء علي لسانك من غير تعمد، قال: وكأنه تطير منه،


واما الحسين فانه خرج ببنيه واخوته وبني اخيه وجل اهل بيته الا محمد بن الحنفية فانه قال له: يا اخي انت احب الناس إلي واعزهم علي ولست ادخر النصيحة لاحد من الخلق أحق بها منك، تنح بتبعتك [6] عن زيد بن معاوية وعن الامصار ما استطعت، ثم ابعث رسلك إلي الناس فادعهم إلي نفسك، فان بايعوا لك حمدت الله علي ذلك، وان اجمع الناس علي غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك ولا يذهب به مروء تك ولا فضلك، اني اخاف ان تدخل مصرا من هذه الامصار وتأتي جماعة من الناس فيختلفون بينهم فمنهم طائفة معك واخري عليك فيقتتلون فتكون لاول الاسنة، فاذا خير هذه الامة كلها نفسا وابا واما اضيعها دما وأدلها اهلا. قال له الحسين: فاني ذاهب يا أخي، قال: فانزل مكة فان اطمأنت بك الدار فسبيل ذلك وان نبت يبك لحقت بالرمال وشعف الجبال وخرجت من بلد إلي بلد حتي تنظر إلي ما يصير أمر الناس وتعرف عند ذلك الرأي، فانك أصوب ما يكون رأيا واحزمه عملا حتي تستقبل الامور استقبالا ولا تكون الامور عليك أبدا اشكل منها حين تستدبرها استدبارا. قال يا اخي: قد نصحت فاشفقت فارجو أن يكون رأيك سديدا موفقا. قال ابومخنف وحدثني عبدالملك [7] بن نوفل بن مساحق


عن ابي - سعيد [8] المقبري قال: نظرت إلي الحسين داخلا مسجد


المدينة وانه ليمشي وهو معتمد علي رجلين يعتمد علي هذا مرة وعلي هذا مرة وهو يتمثل بقول ابن مفرغ.



لاذعرت السوام في فلق الصبح

مغيرا ولا دعيت يزيدا



يوم اعطي من المهابة [9] ضيما

والمنايا يرصدنني ان احيدا



قال: فقلت في نفسي: والله ما تمثل بهذين البيتين الا لشئ يريد، قال فما مكث الا يومين حتي بلغني انه سار إلي مكة. ثم ان الوليد بعث إلي عبدالله بن عمر فقال: بايع ليزيد، فقال اذا بايع الناس بايعت، فقال رجل ما يمنعك أن تبايع انما تريدان يختلفوا الناس بينهم فيقتتلوا ويتفانوا فاذا جهدهم ذلك قالوا: عليكم بعبدالله بن عمر لم يبق غيره بايعوه، قال عبدالله: ما أحب ان يقتتلوا ولا يختلفوا ولا يتفانوا، ولكن اذا بايع الناس ولم يبق غيري بايعت، قال: فتركوه وكانوا لا يتخوفونه. قال: ومضي ابن الزبير حتي اتي مكة وعليها عمرو بن سعيد، فلما دخل مكة قال: انما انا عائذ ولم يكن يصلي بصلوتهم ولا يفيض


بافاضتهم كما يقف هو واصحابه ناحية ثم يفيض بهم وحده ويصلي بهم وحده.

قال: فلما سار الحسين نحو مكة قال: فخرج منها خائفا يترقب، قال رب نجني من القوم الظالمين، فلما دخل مكة قال: فلما توجه تلقاء مدين قال عسي ربي ان يهديني سواء السبيل.


ذكر قصة مسلم بن عقيل وشخوصه إلي الكوفة ومقتله واما مخنف فانه ذكر من قصة مسلم بن عقيل وشخوصه إلي الكوفة ومقتله قصة هي اشبع واتم من خبر عمار الدهني عن ابي جعفر الذي ذكرناه ما حدثت عن هشام بن محمد عنه قال: حدثني [10] .


عبدالرحمان بن جندب، قال: حدثني عقبة بن [11] سمعان مولي الرباب ابنة امرئ القيس الكلبية امرأة حسين وكانت مع سكينة ابنة حسين وهو مولي لابيها وهي اذ ذاك صغيرة، قال: خرجنا فلزمنا الطريق الاعظم. فقال للحسين اهل بيته: لو تنكبت الطريق الاعظم كما فعل ابن الزبير لا يلحقك الطلب قال: لا والله لا افارقه حتي يقضي الله ما هو احب اليه قال: فاستقبلنا عبدالله ابن مطيع.


فقال للحسين: جعلت فداك اين تريد؟ قال: اما الآن فاني اريد مكة، واما بعدها فاني استخير الله، قال: خار الله لك وجعلنا فداك فاذا أنت اتيت مكة فاياك ان تقرب الكوفة فانها بلدة مشؤمة بها قتل ابوك وخذل اخوك واغتيل بطعنة كانت تأتي علي نفسه، الزم الحرم فانك سيد العرب لا يعدل بك والله اهل الحجاز احدا ويتداعي اليك الناس من كل جانب لا تفارق الحرم فذاك عمي وخالي فوالله لئن هلكت لنسترقن بعدك، فأقبل حتي نزل مكة فأقبل اهلها يختلفون اليه ويأتونه ومن كان بها من المعتمرين واهل الافاق وابن الزبير بها قد لزم الكعبة فهو قائم يصلي عندها عامة النهار ويطوف ويأتي حسينا فيمن يأتيه فيأتيه اليومين المتواليين ويأتيه بين كل يومين مرة ولا يزال يشير عليه بالرأي وهو اثقل خلق الله علي ابن الزبير قد عرف ان اهل الحجاز لايبايعونه ولا يتابعونه ابدا ما دام حسين بالبلد وان حسينا اعظم في اعينهم وانفسهم منه واطوع في الناس منه. فلما بلغ اهل الكوفة هلاك معاوية ارجف اهل العراق بيزيد وقالوا قد امتنع حسين وابن الزبير ولحقا بمكة وكتب اهل الكوفة إلي حسين وعليهم النعمان ابن بشير. قال ابومخنف: فحدثني الحجاج [12] بن علي عن محمد [13] بن


بشر الهمداني قال: اجتمعت الشيعة في منزل سليمان بن صرد فذكرنا هلاك معاوية فحمدنا الله عليه، فقال لنا سليمان بن صرد: ان معاوية قد هلك وان حسينا قد تقبض علي القوم ببيعته وقد خرج إلي مكة وانتم شيعته وشيعة أبيه، فان كنتم تعلمون انكم ناصروه ومجاهد وعدوه فاكتبوا اليه، وان خفتم الوهل والفشل فلا تغروا الرجل من نفسه. قالوا لا بل نقاتل عدوه ونقتل انفسنا دونه.

قال: فاكتبوا اليه، فكتبوا اليه (بسم الله الرحمن الرحيم) لحسين بن علي من سليمان بن صرد والمسيب بن نجمة ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وشيعته من المؤمنين والمسلمين من اهل الكوفة سلام عليك فانا نحمد اليك الله الذي لا إله إلا هو. اما بعد فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزي علي هذه الامة فابتزها امرها وغصبها فيأها وتأمر عليها بغير رضي منها، ثم قتل خيارها واستبقي شرارها وجعل مال الله دولة بين جبابرتها


واغنيائها، فبعدا له كما بعدت ثمود انه ليس علينا امام، فاقبل لعل الله ان يجمعنا بك علي الحق، والنعمان بن بشير في قصر الامارة لسنا نجتمع معه في جمعة ولا نخرج معه إلي عيد، ولو قد بلغنا انك قد أقبلت الينا أخرجناه حتي نلحقه بالشام ان شاء الله والسلام ورحمة الله عليك. قال: ثم سرحنا بالكتاب مع عبدالله بن سبع الهمداني وعبدالله بن وال وامرنا هما بالنجاء، فخرج الرجلان مسرعين حتي قدما علي حسين لعشر مضين من شهر رمضان بمكة، ثم لبثنا يومين ثم سرحنا اليه قيس بن مسهر الصيداوي وعبدالرحمان بن عبدالله بن الكدن الارحبي وعمارة بن عبيد السلولي فحملوا معهم نحوا من ثلاثة وخمسين صحيفة من الرجل والاثنين والاربعة. قال ثم لبثنا يومين آخرين ثم سرحنا اليه هاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبدالله الحنفي وكتبنا معهما (بسم الله الرحمن الرحيم) لحسين بن علي من شيعته من المؤمنين والمسلمين: أما بعد فحيهلا فان الناس ينتظرونك ولا رأي لهم في غيرك فالعجل العجل والسلام عليك. وكتب شبث بن ربعي وحجار بن ابجر ويزيد بن الحارث ويزيد بن رويم وعزرة بن قيس وعمرو بن الحجاج الزبيدي ومحمد بن عمير التميمي: اما بعد فقد اخضر الجناب واينعت الثمار وطمت الجمام فاذا شئت فاقدم علي جندلك مجند والسلام عليك وتلاقت الرسل كلها عنده فقرأ الكتب وسأل الرسل عن امر الناس. ثم كتب مع هاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبدالله الحنفي


وكان آخر الرسل (بسم الله الرحمن الرحيم) من حسين بن علي إلي الملاء من المؤمنين والمسلمين: أما بعد فان هانئا وسعيدا قدما علي بكتبكم وكانا آخر من قدم علي من رسلكم، وقد فهمت كل الذي اقتصصتم وذكرتم ومقالة جلكم: انه ليس علينا امام فاقبل لعل الله ان يجمعنا بك علي الهدي والحق. وقد بعثت اليكم أخي وابن عمي وثقتي من اهل بيتي، وأمرته ان يكتب الي بحالكم وأمركم ورأيكم، فان كتب الي أنه قد أجمع رأي ملئكم وذوي الفضل والحجي منكم علي مثل ما قدمت علي به رسلكم وقرأت في كتبكم أقدم عليكم وشيكا ان شاء الله، فلعمري ما الامام الا العامل بالكتاب والاخذ بالقسط والدائن بالحق والحابس نفسه علي ذات الله والسلام.

قال ابومخنف: وذكر [14] ابوالمخارق الراسبي قال: اجتمع


ناس من الشيعة بالبصرة في منزل امرأة من عبدالقيس يقال لها: مارية ابنة سعد او منقذاياما وكانت تشيع وكان منزلها لهم مألفا يتحدثون فيه. وقد بلغ ابن زياد اقبال الحسين فكتب إلي عامله بالبصرة: ان يضع المناظر ويأخذ بالطريق، قال: فاجمع يزيد بن نبيط الخروج وهو من عبدالقيس إلي الحسين، وكان له بنون عشرة، فقال: ايكم يخرج معي؟ فانتدب معه ابنان له: عبدالله وعبيدالله، فقال لاصحابه في بيت تلك المرأة: اني قد ازمعت علي الخروج وانا خارج، فقالوا له: انا نخاف عليك اصحاب ابن زياد، فقال: اني والله لوقد استوت اخفافهما بالجدد لهان علي طلب من طلبني. قال: ثم خرج فقوي في الطريق حتي انتهي إلي حسين (ع) فدخل في رحله بالابطح وبلغ الحسين مجيئه فجعل يطلبه، وجاء الرجل إلي رحل الحسين فقيل له: قد خرج إلي منزلك فاقبل في اثره، ولما لم يجده الحسين جلس في رحله ينتظره، وجاء البصري فوجده في رحله

جالسا فقال: بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا قال: فسلم عليه وجلس اليه فخبره بالذي جاء له، فدعا له بخير، ثم أقبل معه حتي اتي فقاتل معه فقتل معه هو وابناه.


ثم دعا مسلم بن عقيل فسرحه مع قيس بن مسهر الصيداوي و عمارة بن عبيد السلولي وعبدالرحمان بن عبدالله بن الكدن الارحبي فامره بتقوي الله وكتمان امره واللطف، فان رأي الناس مجتمعين مستوثقين عجل اليه بذلك، فاقبل مسلم حتي أتي المدينة فصلي في مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم وودع من أحب منأهله. ثم استأجر دليلين من قيس فاقبلا به فضلا الطريق وجاراو أصابهم عطش شديد، وقال الدليلان: هذا الطريق حتي ينتهي إلي الماء وقد كادوا ان يموتوا عطشا. فكتب مسلم بن عقيل مع قيس بن مسهر الصيداوي إلي حسين وذلك بالمضيق من بطن الخبيت. اما بعد فاني اقبلت من المدينة معي دليلان لي فجارا عن الطريق وضلا واشتد علينا العطش فلم يلبثنا ان ماتا واقبلنا حتي انتهينا إلي الماء فلم ننج الا بخشاشة انفسنا وذلك الماء بمكان يدعي المضيق من بطن الخبيت وقد تطيرت من وجهي هذا فان رأيت اعفيتني منه وبعثت غيري والسلام. فكتب اليه حسين: اما بعد فقد خشيت الا يكون حملك علي الكتاب إلي في الاستعفاء من الوجه الذي وجهتك له الا الجبن، فامض لوجهك الذي وجهتك له والسلام عليك. فقال مسلم لمن قرأ الكتاب: هذا ما لست اتخوفه علي نفسي، فاقبل كما هو حتي مربماء لطيئ فنزل بهم ثم ارتحل منه فاذا رجل يرمي الصيد فنظر اليه قد رمي ظبيا حين اشرف له فصرعه، فقال مسلم: يقتل عدونا ان شاء الله.


ثم اقبل مسلم حتي دخل الكوفة فنزل دار المختار بن ابي عبيد وهي التي تدعي اليوم دار مسلم بن المسيب، واقبلت الشيعة تختلف اليه، فلما اجتمعت اليه جماعة منهم قرأ عليهم كتاب حسين فأخذوا يبكون، فقام عابس بن ابي شبيب الشاكري فحمدالله واثني عليه ثم قال: اما بعد فاني لا اخبرك عن الناس، ولا اعلم ما في انفسهم، وما اغرك منهم، والله احدثك عما انا موطن نفسي عليه، والله لاجيبنكم اذا دعوتم، ولا قاتلن معكم عدوكم ولا ضربن بسيفي دونكم حتي القي الله، لا اريد بذلك الا ما عند الله. فقام حبيب بن مظاهر الفقعسي فقال: رحمك الله قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك، ثم قال: وانا والله الذي لا إله إلا هو علي مثل ما هذا عليه. ثم قال الحنفي مثل ذلك، فقال الحجاج بن علي: فقلت لمحمد بن بشر فهل كان منك انت قول؟ فقال: ان كنت لاحب ان يعزالله اصحابي بالظفر وما كنت لاحب ان اقتل وكرهت ان اكذب، واختلفت الشيعة اليه حتي علم مكانه فبلغ ذالك النعمان بن بشير. قال ابومخنف حدثني نمر بن [15] وعلة عن ابي [16] الوداك قال


خرج الينا النعمان بن بشير فصعد المنبر فحمد الله واثني عليه ثم قال: اما بعد فاتقوا الله عباد الله ولا تسارعوا إلي الفتنة والفرقة فان فيهما يهلك الرجال وتسفك الدماء وتغصب الاموال وكان حليما ناسكا يحب العافية. قال: اني لم اقاتل من لم يقاتلني ولا أثب علي من لا يثب علي ولا اشاتمكم ولا اتحرش بكم ولا آخذ بالقرف ولا الظنة ولا التهمة


ولكنكم ان ابديتم صفحتكم لي ونكثتم بيعتكم وخالفتم امامكم فوالله الذي لا اله غيره لاضربنكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولولم يكن لي منكم ناصر، اما اني ارجو أن يكون من يعرف الحق منكم اكثر ممن يرديه الباطل، قال فقام اليه عبدالله بن مسلم بن سعيد الحضرمي حليف بني امية فقال: انه لا يصلح ما تري إلي الغشم ان هذا الذي انت عليه فيما بينك وبين عدوك رأي المستضعفين. فقال: أن أكون من المستضعفين في طاعة الله احب إلي من أن اكون من الاعزين في معصية الله، ثم نزل وخرج عبدالله بن مسلم وكتب إلي يزيد بن معاوية اما بعد: فان مسلم بن عقيل قد قدم الكوفة فبايعته الشيعة للحسين بن علي، فان كان لك بالكوفة حاجة فابعث اليها رجلا قويا ينفذ امرك ويعمل مثل عملك في عدوك، فان النعمان بن بشير رجل ضعيف وهو يتضعف فكان اول من كتب اليه. ثم كتب اليه عمارة بن عقبة بنحو من كتابه ثم كتب اليه عمر بن سعد بن ابي وقاص بمثل ذلك. قال هشام: قال عوانة: فلما اجتمعت الكتب عند يزيد ليس بين كتبهم الا يومان دعا يزيد بن معاوية سرجون مولي معاوية فقال: ما رأيك؟ فان حسينا قد توجه نحو الكوفة، ومسلم بن عقيل بالكوفة يبايع للحسين، وقد بلغني عن النعمان ضعف وقول سيئ، واقرأه كتبهم فما تري من استعمل علي الكوفة؟ وكان يزيد عاتبا علي عبيدالله بن زياد، فقال سرجون: أرايت معاوية لو نشر لك أكنت آخذا برأيه؟ قال: نعم فأخرج عهد عبيدالله علي الكوفة فقال: هذا رأي معاوية ومات


وقد أمر بهذا الكتاب، فأخذ برأيه وضم المصرين إلي عبيدالله وبعث اليه بعهده علي الكوفة، ثم دعا مسلم بن عمر والباهلي وكان عنده فبعثه إلي عبيدالله بعهده إلي البصرة وكتب اليه معه: اما بعد فانه كتب إلي شيعتي من أهل الكوفة يخبرونني أن ابن عقيل بالكوفة يجمع الجموع لشق عصا المسلمين، فسرحين تقرأ كتابي هذا حتي تأتي أهل الكوفة فتطلب ابن عقيل كطلب الخرزة حتي تثقفه فتوثقه او تقتله او تنفيه والسلام. فأقبل مسلم بن عمر وحتي قدم علي عبيدالله بالبصرة فأمر عبيدالله بالجهاز والتهيئ والمسير إلي الكوفة من الغد وقد كان حسين كتب إلي اهل البصرة كتابا. قال هشام قال ابومخنف حدثني الصقعب [17] بن زهير عن ابي


عثمان [18] النهدي قال: كتب حسين مع مولي لهم يقال له: سليمان،


وكتب بنسخة إلي رؤس الاخماس بالبصرة والي الاشراف، فكتب إلي مالك بن مسمع البكري، والاي الاحنف بن قيس، والي المنذر بن الجارود، والي مسعود بن عمرو، والي قيس بن الهيثم، والي عمرو بن عبيدالله بن معمر فجاء ت منه نسخة واحدة إلي جميع اشرافها. اما بعد فان الله اصطفي محمدا صلي الله عليه وآله علي خلقه واكرمه بنبوته واختاره لرسالته ثم قبضه الله اليه، وقد نصح لعباده وبلغ ما أرسل به صلي الله عليه وآله وكنا اهله واوليائه واوصياء ه وورثته واحق الناس بمقامه في الناس، فاستأثر علينا قومنا بذلك، فرضينا وكرهنا الفرقة وأحببنا العافية، ونحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه، وقد احسنوا وأصلحوا وتحروا الحق، فرحمهم الله وغفر لنا ولهم، وقد بعثت رسولي اليكم بهذا الكتاب وأنا أدعوكم إلي كتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وآله فان السنة قد اميتت،


وان البدعة قد احييت، وأن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد، والسلام عليكم ورحمة الله. فكل من قرء ذلك الكتاب من أشراف الناس كتمه غير المنذر بن الجارود فانه خشي بزعمه ان يكون دسيسا من قبل عبيدالله، فجاء ه بالرسول من العشية التي يريد صبيحتها أن يسبق إلي الكوفة وأقرأه كتابه، فقدم الرسول فضرب عنقه وصعد عبيدالله منبر البصرة فحمدالله وأثني عليه ثم قال: أما بعد فوالله ما تقرن بي الصعبة، ولا يقعقع لي بالشنان، واني لنكل لمن عاداني، وسم لمن حاربني، أنصف القارة من راماها، يا أهل البصرة ان أمير المؤمنين ولاني الكوفة وأنا غاد اليها الغداة، وقد استخلفت عليكم عثمان بن زياد بن أبي سفيان، واياكم والخلاف والارجاف، فوالذي لا اله غيره لئن بلغني عن رجل منكم خلاف لاقتلنه وعريفه ووليه، ولاخذن الادني بالاقصي حتي تستمعوا لي ولا يكون فيكم مخالف ولا مشاق، أنابن زياد أشبهته من بين من وطئ الحصي ولم ينتزعني شبه خال ولا ابن عم. ثم خرج من البصرة واستخلف أخاه عثمان بن زياد وأقبل إلي الكوفة ومعه مسلم بن عمرو الباهلي، وشريك بن الاعور الحارثي، وحشمه وأهل بيته حتي دخل الكوفة وعليه عمامة سوداء وهو ملتثم والناس قد بلغهم اقبال حسين اليهم فهم ينتظرون قدومه، فظنوا حين قدم عبيدالله أنه الحسين، فأخذ لا يمر علي جماعة من الناس الا سلموا عليه وقالوا: مرحبا بك يابن رسول الله، قدمت خير مقدم، فرأي من


تباشيرهم بالحسين عليه السلام ما ساء ه. فقال مسلم: بن عمرو لما أكثروا: تأخروا: هذا الامير عبيدالله بن زياد، فأخذ حين أقبل علي الظهر وانما معه بضعة عشر رجلا، فلما دخل القصر وعلم الناس أنه عبيدالله بن زياد دخلهم من ذلك كابة وحزن شديد، وغاظ عبيدالله ما سمع منهم وقال: الا أري هؤلاء كما أري قال هشام: قال ابومخنف: فحدثني المعلي بن كليب عن ابي وداك، قال: لما نزلالقصر نودي: الصلاة جامعة، قال: فاجتمع الناس فخرج الينا فحمد الله واثني عليه ثم قال: أما بعد فان امير المؤمنين أصلحه الله ولاني مصركم وثغركم وأمرني بانصاف مظلومكم، وأعطاء محرومكم، وبالاحسان إلي سامعكم ومطيعكم، وبالشدة علي مريبكم وعاصيكم، وأنا متبع فيكم أمره، ومنفذ فيكم عهده، فانا لمحسنكم ومطيعكم كالوالد البر، وسوطي وسيفي علي من ترك أمري، وخالف عهدي، فليبق امرء علي نفسه الصدق ينبي عنك لا الوعيد، ثم نزل فاخذ العرفاء والناس أخذا شديدا فقال: اكتبوا إلي الغرباء ومن فيكم من طلبة أمير المؤمنين ومن فيكم من الحرورية وأهل الريب الذين رأيهم الخلاف والشقاق، فمن كتبهم لنا فبرئ، ومن لم يكتب لنا أحدا فيضمن لنا ما في عرافته ألا يخالفنا منهم مخالف، ولا يبغي علينا منهم باغ، فمن لم يفعل برئت منه الذمة، وحلال لنا ماله وسفك دمه، وأيما عريف وجد في عرافته من بغية امير المؤمنين احد لم يعرفه الينا صلب علي باب داره والغيت تلك العرافة من العطاء وسير إلي موضع بعمان الزارة


وأما عيسي بن يزيد الكناني فانه قال فيما ذكر عمر بن شبة عن هارون بن مسلم عن علي بن صالح عنه، قال: لما جاء كتاب يزيد إلي عبيدالله بن زياد انتخب من اهل البصرة خمسمأة فيهم عبدالله بن الحارث بن نوفل، وشريك بن الاعور، وكان شيعة لعلي، فكان اول من سقط بالناس شريك، فيقال: انه تساقط غمرة ومعه ناس، ثم سقط عبدالله بن الحارث، وسقط معه ناس ورجوا أن يلوي عليهم عبيدالله ويسبقه الحسين إلي الكوفة، فجعل لا يلتفت إلي من سقط ويمضي حتي ورد القادسية وسقط مهران مولاه فقال أيا مهران علي هذه الحال ان أمسكت عنك حتي تنظر إلي القصر فلك مأة الف قال لا والله ما استطيع فنزل عبيدالله فأخرج ثيابا مقطعة من مقطعات اليمن، ثم اعتجر بمعجرة يمانية، فركب بغلته ثم انحدر راجلا وحده، فجعل يمر بالمحارس، فكلما نظروا اليه لم يشكوا انه الحسين فيقولون: مرحبا بك يابن رسول الله، وجعل لا يكلمهم وخرج اليه الناس من دورهم و بيوتهم، وسمع بهم النعمان بن بشير فغلق عليه وعلي خاصته. وانتهي

اليه عبيدالله وهو لا يشك انه الحسين ومعه الخلق يضجون. فكلمه النعمان فقال: انشدك الله الا تنحيت عني، ما أنا بمسلم اليك امانتي ومالي في قتلك من أرب، فجعل لا يكلمه، ثم انه دنا وتدلي الاخر بين شرفتين فجعل يكلمه فقال: افتح لافتحت، فقد طال ليلك، فسمعها انسان خلقه فتكفي إلي القوم فقال: أي قوم ابن مرجانة والذي لا إله غيره، فقالوا: ويحك انما هو الحسين ففتح له النعمان فدخل وضربوا الباب في وجوه الناس فانفضوا واصبح فجلس علي المنبر


فقال: ايها الناس اني لاعلم انه قد سار معي وأظهر الطاعة لي من هو عدو للحسين حين ظن ان الحسين قد دخل البلد وغلب عليه، والله ما عرفت منكم أحدا ثم نزل وأخبر أن مسلم بن عقيل قدم قبله بليلة وأنه بناحية الكوفة، فدعا مولي لبني تميم فاعطاه مالا وقال: انتحل هذا الامر وأعنهم بالمال واقصد لهاني ومسلم وانزل عليه، فجاء هانئا فاخبره انه شيعة وأن معه مالا. وقدم شريك بن الاعور شاكيا فقال لهاني: مر مسلما يكون عندي فان عبيدالله يعودني، وقال شريك لمسلم: أرأيتك ان امكنتك من عبيدالله اضاربه انت بالسيف؟ قال: نعم والله، وجاء عبيدالله شريكا يعوده في منزل هاني وقد قال شريك لمسلم اذا سمعتني اقول: اسقوني ماء ا فاخرج عليه فاضربه، وجلس عبيدالله علي فراش شريك وقام علي رأسه مهران فقال: اسقوني مائا، فخرجت جارية بقدح فرأت مسلما فزالت، فقال شريك: اسقوني ماء ا ثم قال الثالثة: ويلكم تحموني الماء اسقونيه ولوكانت فيه نفس، ففطن مهران فغمز عبيدالله فوثبب، فقال شريك: أيها الامير اني اريد ان اوصي اليك، قال اعود اليك، فجعل مهران يطرد به وقال ارادوالله قتلك، قال: وكيف مع اكرامي شريكا وفي بيت هاني ويد ابي عنده يد، فرجع فأرسل إلي اسماء بن خارجة ومحمد بن الاشعث فقال: ائتياني بهاني، فقالا له: انه لا يأتي الا بالامان، قال: وماله وللامان، وهل أحدث حدثا؟ انطلقا فان لم يأت الا بأمان فآمناه تأتياه، فدعواه فقال: انه ان اخذني قتلني فلم يزالا به حتي جائا به وعبيدالله يخطب يوم الجمعة فجلس في المسجد وقد رجل هاني غديرتيه، فلما صلي عبيدالله قال:


ياهاني فتبعه ودخل فسلم، فقال عبيدالله: يا هاني اما تعلم ان ابي قدم هذا البلد فلم يترك احدا من هذه الشيعة الا قتله غير ابيك وغير حجر، وكان مع حجر ما قد علمت، ثم لم يزل يحسن صحبتك، ثم كتب إلي امير الكوفة ان حاجتي قبلك هاني، قال نعم. قال فكان جزائي ان خبأت في بيتك رجلا ليقتلني؟ قال: ما فعلت، فأخرج التميمي الذي كان عينا عليهم، فلما رآه هاني علم ان قد اخبره الخبر. فقال ايها الامير قد كان الذي بلغك ولن اضيع يدك عني، فأنت آمن واهلك فسر حيث شئت، فكبا عندها ومهران قام علي رأسه في يده معكزة، فقال، واذلاه هذا العبد الحائك يؤمنك في سلطانك؟ فقال: خذه، فطرح المعكزة واخذ بصفيرتي هاني ثم اقنع بوجهه، ثم اخذ عبيدالله المعكزة فضرب به وجه هاني وندر الزج فارتز في الجدار، ثم ضرب وجهه حتي كسر انفه وجبينه وسمع الناس الهيعة وبلغ الخبر مذحج فأقبلوا واطافوا بالدار، وامر عبيدالله بهاني فالقي في بيت، وصيح المذحجيون وأمر عبيدالله مهران ان يدخل عليه شريحا فخرج فأدخله عليه ودخلت الشرط معه. فقال: يا شريح قد تري ما يصنع بي؟ قال: اراك حيا. قال وحي انا مع ما تري؟ اخبرقومي انهم ان انصرفوا قتلني، فخرج إلي عبيدالله فقال رأيته حيا ورأيت أثرا سيئا قال وتنكر ان يعاقب الوالي رعيته، اخرج إلي هؤلاء فأخبرهم، فخرج وأمر عبيدالله الرجل فخرج معه فقال لهم شريح: ما هذه الرعة السيئة، الرجل حي وقد عاتبه سلطانه بضرب لم يبلغ نفسه، فانصرفوا ولا تحلوا بانفسكم ولا بصاحبكم


فانصرفوا.

وذكر هشام عن ابي مخنف عن المعلي بن كليب عن ابي الوداك قال: نزل شريك بن الاعور علي هاني بن عروة المرادي وكان شريك شيعيا وقد شهد صفين مع عمار، وسمع مسلم بن عقيل بمجيئي عبيدالله ومقالته التي قالها وما اخذ به العرفاء والناس، فخرج من دار المختار وقد علم به حتي انتهي إلي دار هاني بن عروة المرادي فدخل، بابه وارسل اليه ان اخرج، فخرج اليه هاني فكره هاني مكانه حين رآه. فقال له مسلم: اتيتك لتجيرني وتضيفني، فقال: رحمك الله لقد كلفتني شططا، ولولا دخولك داري وثقت لاحببت ولسألتك ان تخرج عني غير انه ياخذني من ذلك ذمام وليس مردود مثلي علي مثلك عن جهل ادخل فآواه وأخذت الشيعة تختلف اليه في دار هاني بن عروة. ودعا ابن زياد مولي يقال له معقل فقال له: خذ ثلاثة آلاف درهم ثم اطلب مسلم بن عقيل واطلب لنا اصحابه ثم اعطهم هذه الثلاثة آلاف فقال [19] لهم: استعينوا بها حرب عدوكم واعلمهم انك منهم، فانك لوقد اعطيتها اياهم اطمأنوا اليك ووثقوا بك ولم يكتموك شيئا من أخبارهم، ثم اغد عليهم ورح، ففعل ذلك فجاء حتي اتي إلي مسلم بن عوسجة الاسدي من بني سعد بن ثعلبة في المسجد الاعظم وهو يصلي وسمع الناس يقولون ان هذا يبايع للحسين، فجاء فجلس حتي فرغ من صلاته.


ثم قال يا عبدالله: اني امرء من اهل الشام مولي لذي الكلاع انعم الله علي بحب اهل هذا البيت وحب من احبهم، فهذه ثلاثة آلاف درهم اردت بها لقاء رجل منهم، بلغني أنه قدم الكوفة يبايع لابن بنت رسول الله صلي الله عليه وآله وكنت اريد لقاء ه فلم أجد احدا يدلني عليه ولا يعرف مكانه، فاني لجالس آنفا في المسجد اذ سمعت نفرا من المسلمين يقولون: هذا رجل له علم باهل هذا البيت واني اتيتك لتقبض هذا المال وتدخلني علي صاحبكم فابايعه وان شئت أخذت بيعتي له قبل لقائه. فقال: احمد الله علي لقائك اياي فقد سرني ذلك لتنال ما تحب ولينصر الله بك اهل بيت نبيه، ولقد ساء ني معرفتك اياي بهذا الامر من قبل أن ينمي مخافة هذا الطاغية وسطوته، فاخذ بيعته قبل ان يبرح واخذ عليه المواثيق المغلظة لينا صحن وليكتمن فاعطاه من ذلك ما رضي به. ثم قال له: اختلف إلي اياما في منزلي فانا طالب لك الاذن علي صاحبك، فأخذ يختلف مع الناس فطلب له الاذن، فمرض هاني بن عروة فجاء عبيدالله عائدا له، فقال له عمارة بن عبيد السلولي: انما جماعتنا وكيدنا قتل هذا الطاغية فقد امكنك الله منه فاقتله، قال هاني: ما أحب أن يقتل في داري، فخرج فما مكث الاجمعة حتي مرض شريك بن الاعور وكان كريما علي ابن زياد وعلي غيره من الامراء وكان شديد التشيع فأرسل اليه عبيدالله اني رائح اليك العشية. فقال لمسلم: ان هذا الفاجر عائدي العشية فاذا جلس فاخرج


اليه فاقتله ثم اقعد في القصر ليس احد يحول بينك وبينه، فان برئت من وجعي هذا أيامي هذه سرت إلي البصرة وكفيتك امرها، فلما كان من العشي اقبل عبيدالله لعيادة شريك. فقام مسلم بن عقيل ليدخل وقال له شريك: لا يفوتنك اذا جلس، فقام هاني بن عروة اليه فقال: اني لا احب أن يقتل في داري كانه استقبح ذلك، فجاء عبيدالله بن زياد فدخل فجلس فسأل شريكا عن وجعه وقال: ما الذي تجد ومتي اشكيت، فلما طال سؤاله اياه ورآي أن الاخر لا يخرج خشي ان يفوته فأخذ يقول: ما تنظرون بسلمي أن تحيوها اسقنيها وان كانت فيها نفسي، فقال ذلك مرتين او ثلاثا، فقال عبيدالله ولا يفطن ما شأنه: اترونه يهجر؟ فقال له هاني: نعم اصلحك الله ما زال هذا ديدنه قبيل عماية الصبح حتي ساعته هذه.

ثم انه قام فانصرف، فخرج مسلم فقال له شريك ما منعك من قتله؟ فقال: خصلتان أما أحدهما فكراهة هاني ان يقتل في داره، واما الاخري فحديث حدثه الناس عن النبي صلي الله عليه وآله ان الايمان قيد الفتك ولا يفتك مؤمن، فقال هاني: اما والله لو قتلته لقتلت فاسقا فاجرا كافرا غادرا ولكن كرهت ان يقتل في داري، ولبث شريك بن الاعور بعد ذلك ثلاثا ثم مات، فخرج ابن زياد فصلي عليه وبلغ عبيدالله بعد ما قتل مسلما وهانيا ان ذلك الذي كنت سمعت من شريك في مرضه انما كان يحرض مسلما ويأمره بالخروج اليك ليقتلك. فقال عبيدالله: والله لا اصلي علي جنازة رجل من اهل العراق ابدا ووالله لولا ان قبر زياد فيهم لنبشت شريكا، ثم ان معقلا مولي ابن


زياد الذي دسه بالمال إلي ابن عقيل واصحابه اختلف إلي مسلم بن عوسجة اياما ليدخل علي ابن عقيل فأقبل به حتي ادخل عليه بعد موت شريك بن الاعور فأخبره خبره كله فأخذ ابن عقيل بيعته. وامر أبا ثمامة الصائدي فقبض ماله الذي جاء به وهو الذي كان يقبض اموالهم وما يعين به بعضهم بعضا، يشتري لهم السلاح وكان به بصيرا، وكان من فرسان العرب ووجوه الشيعة واقبل ذلك الرجل يختلف اليهم فهو اول داخل وآخر خارج يسمع اخبارهم ويعلم اسرارهم ثم ينطلق بها حتي يقرها في اذن ابن زياد، قال: وكان هاني يغدو ويروح إلي عبيدالله، فلما نزل به مسلم انقطع من الاختلاف وتمارض فجعل لا يخرج فقال ابن زياد لجلسائه:مالي لا اري هانئا؟ فقالوا: هو شاك فقال: لو علمت بمرضه لعدته. قال ابومخنف - فحدثني المجالد [20] بن سعيد، قال: دعا


عبيدالله محمد بن الاشعث واسماء بن خارجة. قال ابومخنف - حدثني الحسن ابن عقبة المرادي انه بعث معهما عمرو بن الحجاج الزبيدي. قال ابومخنف - وحدثني نمر بن وعلة عن ابي الوداك قال: كانت روعة اخت عمرو بن الحجاج تحت هاني بن عروة، وهي ام يحيي بن


هانئ فقال لهم: ما يمنع هانئ بن عروة من اتياننا؟ قالوا: ما ندري اصلحك الله وانه ليشتكي، قال: قد بلغني انه قد برأ وهو يجلس علي باب داره فالقوه فمروه الا يدع ما عليه في ذلك من الحق فاني لا احب ان يفسد عندي مثله من اشراف العرب، فاتوه حتي وقفوا عليه عشية وهو جالس علي بابه فقالوا: ما يمنعك من لقاء الامير فانه قد ذكرك وقد قال لو اعلم انه شاك لعدته فقال لهم:الشكوي يمنعني فقالوا له: يبلغه انك تجلس كل عشية علي باب دارك وقد استبطأك والابطاء والجفاء لا يحتمله السلطان اقسمنا عليك لما ركبت معنا. فدعا بثيابه فلبسها ثم دعا ببغلة فركبها حتي اذا دنا من القصر كان نفسه أحست ببعض الذي كان، فقال لحسان بن اسماء بن خارجة: يابن اخي اني والله لهذا الرجل لخائف فما تري؟ قال: اي عم والله ما اتخوف عليك شيئا ولم تجعل علي نفسك سبيلا، وانت برئ وزعموا ان اسماء لم يعلم في اي شيئ بعث اليه عبيدالله، فاما محمد فقد علم به. فدخل القوم علي ابن زياد ودخل معهم فلما طلع قال عبيدالله أتتك بخائن رجلاه وقد عرس عبيدالله اذ ذاك بام نافع ابنه عمارة بن عقبة

فلما دنا من ابن زياد وعنده شريح القاضي التفت نحوه فقال:



اريد حباء ه ويريد قتلي

عذيرك من خليلك من مراد



وقد كان له اول ما قدم مكرما ملطفا. فقال له هاني: وما ذاك ايها الامير؟ قال: ايه يا هاني بن عروة ما هذه الامور التي تربص في دورك لامير المؤمنين وعامة المسلمين جئت بمسلم بن عقيل فأدخلته دارك وجمعت له السلاح والرجال في الدور حولك وظننت ان ذلك يخفي


علي لك، قال: ما فعلت وما مسلم عندي، قال بلي قد فعلت، قال: ما فعلت قال: بلي، فلما كثر ذلك بينهما وابي هاني الا مجاحدته ومناكرته دعا ابن زياد معقلا ذلك العين فجاء حتي وقف بين يديه فقال تعرف هذا قال نعم. وعلم هانئ عند ذلك انه كان عينا عليهم وانه قد اتاه باخبارهم فسقط في خلده ساعة ثم ان نفسه راجته فقال له: اسمع مني وصدق مقالتي، فوالله لا اكذبك والله الذي لا اله غيره ما دعوته إلي منزلي ولا علمت بشئ من امره حتي رأيته جالسا علي بابي فسألني النزول علي فاستحييت من رده ودخلني من ذلك ذمام فأدخلته داري وضفته وآويته، وقد كان من امره الذي بلغك فان شئت اعطيت الان موثقا مغلظا وما تطمئن اليه الا ابغيك سوء ا وان شئت اعطيتك رهينة تكون في يدك حتي آتيك وانطلق اليه فآمره ان يخرج من داري إلي حيث شاء من الارض فاخرج من ذمامه وجواره، فقال لا والله لا تفارقني ابدا حتي تأتيني به، فقال: لا والله لا اجيئك به ابدا انا اجيئك بضيفي تقتله؟ قال والله لتأتيني به. قال: والله لا آتيك به. فلما كثر الكلام بينهما قام مسلم بن عمرو الباهلي وليس بالكوفة شامي ولا بصري غيره فقال: اصلح الله الامير خلني واياه حتي اكلمه لما رأي لجاجته وتأبيه علي ابن زياد ان يدفع اليه مسلما، فقال لهانئ: قم إلي هيهنا حتي اكلمك، فقام فخلا به ناحية من ابن زياد وهما منه علي ذلك قريب حيث يراهما اذا رفعا اصواتهما سمع ما يقولان واذا خفضا خفي عليه ما يقولان.


فقال له مسلم: يا هاني اني انشدك الله ان تقتل نفسك وتدخل البلاء علي قومك وعشيرتك فوالله اني لا نفس بك عن القتل وهو يري ان عشيرته ستحرك في شأنه ان هذا الرجل ابن عم القوم وليسوا قاتليه ولا ضائريه فادفعه اليه فانه ليس عليك بذلك مخزاة ولا منقصة انما تدفعه إلي السلطان، قال: بلي والله ان علي في ذلك للخزي والعار أنا ادفع جاري وضيفي وأنا حي صحيح اسمع وأري شديد الساعدكثير الاعوان والله لولم اكن الا واحدا ليس لي ناصر لم ادفعه حتي اموت دونه، فاخذينا شده وهو يقول والله لا ادفعه اليه أبدا. فسمع ابن زياد ذلك فقالادنوه مني فادنوه منه، فقال: والله لتأتيني به او لاضربن عنقك، قال: اذا تكثر البارقة حول دارك، فقال: والهفا عليك ابا لبارقة تخوفني وهو يظن ان عشيرته سيمنعونه فقال ابن زياد: ادنوه مني فأدني فاستعرض وجهه بالقضيب فلم يزل يضرب انفه وجبينه وخده حتي كسر انقه وسيل الدماء علي ثيابه ونثر لحم خديه وجبينه علي لحيته حتي كسر القضيب، وضرب هاني بيده إلي قائم سيف شرطي من تلك الرجال وجابذه الرجل ومنع، فقال عبيدالله احروري سائر اليوم احللت بنفسك قد حل لنا قتلك خذوه فالقوه في بيت من بيوت الدار واغلقوا عليه بابه واجعلوا عليه حرسا ففعل ذلك به. فقام اليه اسماء بن خارجة فقال: ارسل غدر سار اليوم؟ امرتنا ان نجيئك بالرجل حتي اذا جئناك به وادخلناه عليك هشمت وجهه وسيلت دمه علي لحيته وزعمت انك تقتله. فقال له عبيدالله: وانك

لهيهنا فأمر به فلهزوتعتع به ثم ترك فحبس. واما محمد بن الاشعث فقال:


قدرضينا بما رأي الامير لنا كان ام علينا انما الامير مؤدب. وبلغ عمرو بن الحجاج ان هانئا قد قتل فاقبل في مذحج حتي احاط بالقصر ومعه جمع عظيم ثم نادي أنا عمرو بن الحجاج هذه فرسان مذحج ووجوهها لم تخلع طاعة ولم نفارق جماعة. وقد بلغهم ان صاحبهم يقتل فاعظموا ذلك، فقيل لعبيدالله: هذه مذ حج بالباب فقال لشريح القاضي ادخل علي صاحبهم فانظر اليه ثم اخرج فاعلمهم انه حي لم يقتل وانك قد رأيته فدخل اليه شريح فنظر اليه. قال ابومخنف - فحدثني الصقعب بن زهير عن عبدالرحمان [21] .


بن شريح قال سمعته يحدث اسماعيل بن طلحة قال: دخلت علي هاني فلما رآني قال: يا الله يا للمسلمين اهلكت عشيرتي فأين اهل الدين واين اهل المصر تفاقدوا يخلوني وعدوهم وابن عدوهم والدماء تسيل علي لحيته اذ سمع الرجة علي باب القصر وخرجت واتبعني فقال يا شريح اني لا اظنها اصوات مذحج وشيعتي من المسلمين ان دخل علي عشرة نفر انقذوني. قال فخرجت اليهم ومعي حميد بن بكر الاحمري ارسله معي ابن زياد وكان من شرطه ممن يقوم علي رأسه وايم الله لولا مكانه معي لكنت أبلغت اصحابه ما امرني به، فلما خرجت اليهم قلت: ان الامير لما بلغه مكانكم ومقالتكم في صاحبكم امرني بالدخول اليه فاتيته فنظرت اليه فامرني ان القأكم وان اعلمكم انه حي وان الذي بلغكم من قتله كان باطلا، فقال عمرو واصحابه فاما اذ لم يقتل والحمد لله ثم انصرفوا قال ابومخنف - حدثني الحجاج بن علي عن محمد بن بشير الهمداني قال: لما ضرب عبيدالله هانئا وحبسه خشي أن يثب الناس به فخرج فصعد المنبر ومعه اشراف الناس وشرطه وحشمه فحمدالله واثني عليه. ثم قال: اما بعد ايها الناس فاعتصموا بطاعة الله وطاعة ائمتكم


ولا تختلفوا ولا تفرقوا فتهلكوا وتذلوا وتجفوا وتحرموا، ان اخاك من صدقك وقد اعذر من انذر قال: ثم ذهب لينزل فما نزل عن المنبر حتي دخلت النظارة المسجد من قبل التمارين يشتدون ويقولون قد جاء ابن عقيل قد جاء ابن عقيل فدخل عبيدالله القصر مسرعا واغلق ابوابه قال ابومخنف - حدثني [22] يوسف بن يزيد عن عبدالله بن حازم، قال: انا والله رسول ابن عقيل إلي القصر لانظر إلي ما صار امر هانئ، قال: فلما ضرب وحبس ركبت فرسي وكنت اول اهل الدار دخل علي مسلم بن عقيل بالخبر واذ نسوة لمراد مجتمعات ينادين يا عثرتاه يا ثكلاه، فدخلت علي مسلم بن عقيل بالخبر فامرني ان انادي في اصحابه وقد ملاء منهم الدور حوله وقد بايعه ثمانية عشر الفا وفي الدور


اربعة آلاف رجل فقال لي: ناديا منصور امت وناديت يا منصور امت وتنادي اهل الكوفة فاجتمعوا اليه. فعقد مسلم لعبيدالله بن عمرو بن عزير الكندي علي ربع كندة وربيعة وقال: سرامامي في الخيل ثم عقد لمسلم بن عوسجة الاسدي علي ربع مذحج وأسد وقال انزل في الرجال فانت عليهم وعقد لابن ثمامة الصائد علي ربع تميم وهمدان وعقده لعباس ين جعدة الجدلي علي ربع المدينة ثم اقبل نحو القصر فلما بلغ ابن زياد اقباله تحرز في القصر وغلق الابواب. قال ابومخنف - حدثني يوسف [23] بن ابي اسحاق عن عباس


الجدلي قال: خرجنا مع ابن عقيل اربعة آلاف فلمابلغنا القصر الا ونحن ثلثمأة قال: واقبل مسلم يسير في الناس من مراد حتي احاط بالقصر ثم ان الناس تداعوا الينا واجتمعوا فوالله ما لبثنا الا قليلا حتي امتلاء المسجد من الناس والسوق وما زالوا يثوبون حتي المساء، فضاق بعبيدالله ذرعه وكان كبر امره ان يتمسك بباب القصر وليس معه الا ثلاثون رجلا من الشرط وعشرون رجلا من اشراف الناس واهل بيته ومواليه واقبل اشراف الناس يأتون ابن زياد من قبل الباب الذي يلي دار الرومين وجعل من بالقصر مع ابن زياد يشرفون عليهم فينظرون اليهم فيتقون ان يرموهم بالحجارة وان يشتموهم وهم لا يفترون علي عبيدالله وعلي ابيه ودعا عبيدالله كثير بن شهاب ابن حصين الحارثي فامره ان يخرج فيمن اطاعه من مذحج فيسير بالكوفة ويخذل الناس عن ابن عقيل و يخوفهم الحرب ويحذرهم عقوبة السلطان، وامر محمد بن الاشعث ان يخرج فيمن اطاعه من كندة وحضر موت فيرفع رأيه امان لمن جاء ه من الناس، وقال مثل ذلك للقعقاع بن شور الذهلي وشبث بن ربعي التميمي وحجار بن ابحر العجلي وشمر بن ذي الجوشن العامري وحبس سائر وجوه الناس عنده استيحاشا اليهم لقلة عدد من معه من الناس، وخرج كثير بن شهاب يخذل الناس عن ابن عقيل. قال ابومخنف - فحدثني ابن [24] جناب الكلبي أن: كثيرا


ألقي رجلا من كلب يقال له، عبدالاعلي بن يزيد قد لبس سلاحه يريد ابن عقيل في بني فتيان فاخذه حتي أدخله علي ابن زياد فاخبره خبره، فقال لابن زياد انما أردتك، قال: وكنت وعدتني ذلك من نفسك، فأمر به فحبس، وخرج محمد بن الاشعث حتي وقف عند دور بني عمارة وجاء ه عمارة بن صلخب الازدي وهو يريد ابن عقيل عليه سلاحه، فاخذه فبعث به إلي ابن زياد فحبسه فبعث ابن عقيل إلي محمد بن الاشعث من المسجد عبدالرحمان بن شريح الشبامي، فلما رآي محمد بن الاشعث كثرة من اتاه أخذ يتنحي ويتأخر وأرسل القعقاع بن شور الذهلي إلي محمد الاشعث قد حلت علي ابن عقيل من العرار فتأخر عن موقفه. فأقبل حتي دخل علي ابن ذياد من قبل دار الروميين، فلما اجتمع عند عبيدالله كثير بن شهاب ومحمد والقعقاع فيمن أطاعهم من قومهم فقال له كثير وكانوا مناصحين لابن زياد: اصلح الله الامير معك في القصر ناس كثير من أشراف الناس ومن شرطك واهل بيتك ومواليك. فاخرج بنا اليهم، فأبي عبيدالله، وعقد لشبث بن ربعي لواء ا فاخرجه. وأقام الناس مع ابن عقيل يكبرون ويثوبون حتي المساء وأمرهم شديد فبعث عبيدالله إلي الاشراف فجمعهم اليه ثم قال: اشرفوا علي الناس فمنوا اهل الطاعة الزيادة والكرامة، وخوفوا اهل المعصية الحرمان والعقوبة واعملوهم فصول الجنود من الشام اليهم. قال ابومخنف: حدثني سليمان بن ابي راشد عن عبدالله بن حازم الكبري من الازد من بني كبير، قال اشرف علينا الاشراف


فتكلم كثير بن اول الناس حتي كادت الشمس أن تجب فقال: ايها الناس الحقوا باهاليكم ولاتعجلوا الشر ولا تعرضوا انفسكم للقتل فان هذه جنود امير المؤمنين يزيد قد اقبلت، وقد اعطي الله الامير عهدا لئن اتممتم علي حربه ولم تنصرفوا من عشيتكم أن يحرم ذريتكم العطاء ويفرق مقاتلتكم في مغازي اهل الشام علي غير طمع وأن يأخذ البرئ بالسقيم والشاهد بالغائب حتي لا يبقي له فيكم بقية من الله المعصية الا اذاقها وبال ماجرت ايديها وتكلم الاشراف بنحو من كلام هذا فلما سمع مقالتهم الناس اخذوا يتفرقون واخذوا ينصرفون قال ابومخنف - فحدثني المجالد بن سعيد، أن المرأة كانت تأتي ابنها او اخاها فتقول. انصرف الناس يكفونك، ويجئ الرجل إلي ابنه او اخيه فيقول غدا يأتيك اهل الشام فما تصنع بالحرب والشر انصرف فيذهب به فما زالوا يتفرقون ويتصدعون حتي امسي ابن عقيل وما معه ثلاثون نفسا في المسجد حتي صليت المغرب فما صلي مع ابن عقيل الا ثلاثون نفسا فلما راي انه قد امسي وليس معه الا اولئك النفر خرج متوجها نحو ابواب كندة، فلما بلغ الابواب ومعه منهم عشرة، ثم خرج من الباب واذا ليس معه انسان والتفت فاذا هو لا يحس احدا يدله علي الطريق ولا يدله علي منزل ولا يواسيه بنفسه ان عرض له عدو، فمضي علي وجهه يتلدد في ازقة الكوفة لا يدري ابن يذهب حتي خرج إلي دور بني جبلة من كندة، فمشي حتي انتهي إلي باب امرأة يقال لها: طوعة ام ولد كانت للاشعث بن قيس فاعتقها فتزوجها اسيد الحضرمي فولدت له بلالا.


وكان بلال قد خرج مع الناس وامه قائمة تنتظره، فسلم عليها ابن عقيل، فردت عليه، فقال لها: يا امة الله اسقيني ماء ا، فدخلت فسقته فجلس، وأدخلت الاناء ثم خرجت فقالت: يا عبدالله الم تشرب؟ قال: بلي، قالت: فاذهب إلي أهلك، فسكت، ثم عادت فقالت مثل ذلك فسكت، ثم قالت له: فئ لله سبحان الله يا عبدالله فمر إلي اهلك عافاك الله فانه لا يصلح لك الجلوس علي بابي ولا احله لك فقام فقال يا امة الله مالي في هذا المصر منزل ولا عشيرة، فهل لك إلي أجر ومعروف ولعلي مكافئتك به بعد اليوم، فقالت يا عبدالله وما ذاك؟ قال: انا مسلم بن عقيل، كذبني هؤلاء القوم وغروني قالت انت مسلم؟ قال: نعم، قالت: ادخل، فادخلته بيتا في دارها غير البيت الذي تكون فيه، وفرشت له وعرضت عليه العشاء، فلم يتعش ولم يكن باسرع من ان جاء ابنها فرآها تكثر الدخول في البيت والخروج منه، فقال: والله ليريبني كثرة دخولك هذا البيت منذ الليلة وخروجك منه ان لك لشأنا. قالت يا بني: أله عن هذا، قال لها: والله لتخبرني، قالت: أقبل علي شأنك ولا تسألني عن شئ، فالح عليها فقالت: يا بني لا تحدثن احدا من الناس بما اخبرك به وأخذت عليه الايمان فحلف لها فاخبرته فاضطجع وسكت وزعموا أنه قد كان شريدا من الناس. وقال بعضهم كان يشرب مع اصحاب له، ولما طال علي ابن زياد وأخذ لا يسمع لاصحاب ابن عقيل صوتا كان يسمعه قبل ذلك قال لاصحابه: اشرفوا فانظروا هل ترون منهم احدا؟


فأشرفوا فلم يروا احدا، قال: فانظروا لعلهم تحت الظلال قد كمتوا لكم ففرعوا بحابح المسجد وجعلوا يخفضون شعل النار في ايديهم ثم ينظرون هل في الظلال احد وكانت احيانا تضئ لهم واحيانا لا تضئ لهم كما يريدون فدلوا القناديل وانصاف الطنان تشد بالحبال ثم تجعل فيها النيران ثم تدلي حتي تنتهي إلي الارض، ففعلوا ذلك في اقصي الظلال وادناها واوسطها حتي فعلوا ذلك بالظلة التي فيها المنبر. فلما لم يروا شيئا اعلموا ابن زياد ففتح باب السدة التي في المسجد ثم خرج فصعد المنبر وخرج اصحابه معه فامرهم فجلسوا حوله قبيل العتمة وامر عمرو بن نافع فنادي الا برئت الذمة من رجل من الشرطة والعرفاء او المناكب او المقاتلة صلي العتمة إلي في المسجد فلم يكن له الا ساعة حتي امتلاء المسجد من الناس ثم امر مناديه فاقام الصلاة. فقال الحصين بن تميم ان شئت صليت بالناس او يصلي بهم غيرك ودخلت انت فصليت في القصر فاني لا آمن ان يغتالك بعض اعدائك فقال مرحرسي فليقوموا ورائي كما كانوا يقفون ودرفيهم فاني لست بداخل اذا، مصلي بالناس. ثم قام فحمدالله واثني عليه، ثم قال: اما بعد فان ابن عقيل السفيه الجاهل قد اتي ما قد رأيتم من الخلاف والشقاق، فبرئت ذمة الله من رجل وجدناه في داره ومن جاء به فله ديته اتقوا الله عباد الله والزموا طاعتكم وبيعتكم ولا تجعلوا علي انفسكم سبيلا، يا حصين ابن تميم ثكلتك امك ان صاح باب سكة من سكك


الكوفة او خرج هذا الرجل ولم تأتني به وقد سلطتك علي دوراهل الكوفة فابعث مراصدة علي افواه السكك واصبح غدا واستبر الدور وجس خلالها حتي تأتيني بهذا الرجل، وكان الحصين علي شرطه وهو من بني تميم. ثم نزل ابن زياد فدخل وقد عقد لعمرو بن حريث رأية وأمره علي الناس فلما اصبح جلس مجلسه واذن للناس فدخلوا عليه واقبل محمد بن الاشعث فقال مرحبا بمن لا يستغش ولايتهم ثم اقعده إلي جنبه واصبح ابن تلك العجوز وهو بلال بن اسيد الذي اوت امه ابن عقيل فغدا إلي عبدالرحمان بن محمد بن الاشعث فأخبره بمكان ابن عقيل عندامه. قال: فاقبل عبدالرحمان حتي اتي اباه وهو عند ابن زياد

فساره، فقال له ابن زياد: ما قال لك قال: أخبرني ان ابن عقيل في دار من دونا، فنخس بالقضيب في جنبه ثم قال: قم فأتني به الساعة. قال ابومخنف: فحدثني قدامة بن [25] سعيد بن زائده بن قدامة الثقفي: ان ابن الاشعث حين قام ليأتيه بابن عقيل بعث إلي عمرو بن حريث وهو في المسجد خليفته علي الناس ان ابعث مع ابن الاشعث ستين او سبعين رجلا كلهم من قيس، وانما كره ان يبعث معه قومه لانه


قد علم ان كل قوم يكرهون ان يصادف فيهم مثل ابن عقيل، فبعث معه عمرو بن عبيدالله بن عباس السلمي في ستين او سبعين من قيس حتي اتوا الدار التي فيها ابن عقيل. فلما سمع وقع حوافر الخيل واصوات الرجال عرف انه قداتي، فخرج اليهم بسيفه واقتحموا عليه الدار فشد عليهم يضربهم بسيفه حتي اخرجهم من الدار، ثم عادوا اليه فشد عليهم كذلك. فاختلف هو وبكير بن حمران الاحمري ضربتين فضرب بكير فم مسلم فقطع شفته العليا واشرع السيف في السفلي ونصلت لها ثنيتاه، فضربه مسلم ضربة في رأسه منكرة وثني باخري علي حبل العاتق كادت تطلع علي جوفه، فلما رأوا ذلك اشرفوا عليه من فوق ظهر البيت فاخذوا يرمونه بالحجارة ويلهبون النار في اطنان القصب ثم يقبلونها عليه من فوق البيت، فلما رأي ذلك خرج عليهم مصلتا بسيفه في السكة فقاتلهم، فاقبل عليه محمد بن الاشعث فقال: يافتي لك الامان لا تقتل نفسك، فاقبل يقاتلهم وهو يقول:



اقسمت لا اقتل الا حرا

وان رأيت الموت شيئا نكرا



كل امرئ يوما ملاق شرا

ويخلط البارد سخنا مرا



رد شعاع الشمس فاستقرا

اخاف ان اكذب اواغرا



فقال له محمد بن الاشعث: انك لا تكذب ولا تخدع ولا تغر، ان القوم بنو عمك وليسوا بقاتليك ولا ضاربيك، وقد اثخن بالحجارة وعجز عن القتال وانبهر فاسند ظهره إلي جنب تلك الدار، فدنا محمد


بن الاشعث، فقال: لك الامان، فقال: آمن انا؟ قال: نعم، وقال القوم: انت آمن غير عمرو بن عبيدالله بن العباس السلمي فانه قال: لا ناقة لي في هذا ولا جمل وتنحي. وقال ابن عقيل: اما لو لم تؤمنوني ما وضعت يدي في ايديكم، واتي ببغلة فحمل عليها واجتمعوا حوله وانتزعوا سيفه من عنقه، فكانه عند ذلك آيس من نفسه، فدمعت عيناه، ثم قال هذا اول الغدر، قال محمد بن الاشعث: ارجوالا (لا) يكون عليك بأس، قال: ما هو الا الرجاء اين امانكم؟ انا لله وانا اليه راجعون وبكي. فقال له عمرو بن عبيدالله بن عباس: ان من يطلب مثل الذي تطلب اذا نزل به مثل الذي نزل بك لم يبك قال: اني والله ما لنفسي ابكي ولا لها من القتل ارثي وان كنت لم احب لها طرفة عين تلفا ولكن ابكي لاهلي المقبلين إلي، ابكي لحسين وآل حسين، ثم اقبل علي محمد بن الاشعث فقال: يا عبدالله اني اراك والله ستعجز عن اماني فهل عندك خير تستطيع ان تبعث من عندك رجلا علي لساني يبلغ حسينا فاني لا اراه الا قد خرج اليكم اليوم مقبلا او هو خرج غدا هو واهل بيته وان ما تري من جزعي لذلك.

فيقول: ان ابن عقيل بعثني اليك وهو في ايدي القوم اسير لا يري ان تمشي حتي تقتل، وهويقول: ارجع باهل بيتك ولا يغرك اهل الكوفة فانهم اصحاب ابيك الذي كان يتمني فراقهم بالموت او القتل، ان اهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لمكذوب رأي، فقال ابن الاشعث: والله لافعلن ولاعلمن ابن زياد اني قد امنتك.


قال ابومخنف: فحدثني جعفر بن [26] حذيفة الطائي وقد عرف سعيد بن شيبان الحديث قال: دعا محمد بن الاشعث اياس بن العثل الطائي من بني مالك بن عمرو بن ثمامة، وكان شاعرا وكان لمحمد زوارا، فقال له: الق حسينا فابلغه هذا الكتاب، وكتب فيه الذي امره ابن عقيل وقال له: هذا زادك وجهازك ومتعة لعيالك، فقال: من أين لي براحلة فان راحلتي قد انضيتها، قال: هذه راحلة فاركبها برحلها. ثم خرج فاستقبله بزبالة لاربع ليال فاخبره الخبر وبلغه الرسالة، فقال له حسين: كل ما حم نازل، وعندالله نحتسب انفسنا وفساد امتنا، وقد كان مسلم بن عقيل حيث تحول إلي دار هاني بن عروة وبايعه ثمانية عشر الفا قدم كتابا إلي حسين مع عابس بن ابي شبيب الشاكري. اما بعد: فان الرائد لا يكذب اهله، وقد بايعني من اهل الكوفة ثمانية عشر الفا، فعجل الاقبال حين يأتيك كتابي فان الناس كلهم معك ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوي والسلام واقبل محمد بن الاشعث بابن عقيل إلي باب القصر فاستأذن، فاذن له، فأخبر عبيدالله خبر ابن عقيل وضرب بكير اياه، فقال: بعدا


له، فأخبره محمد بن الاشعث بما كان منه وما كان من أمانه اياه، فقال عبيدالله: ما انت والامان، كانا ارسلناك تومنه؟ انما ارسلناك تأتينا به فسكت، وانتهي ابن عقيل إلي باب القصر وهو عطشان وعلي باب القصر ناس جلوس ينتظرون الاذن منهم عمارة بن عقبة بن ابي معيط، وعمرو بن حريث، ومسلم بن عمرو، وكثير بن شهاب. قال ابومخنف - فحدثني قدامة بن سعد: ان مسلم بن عقيل حين انتهي إلي باب القصر فاذا قلة باردة موضوعة علي الباب، فقال ابن عقيل: اسقوني من هذا الماء، فقال له مسلم بن عمرو اتراها ما ابردها، لا والله لا تذوق منها قطرة ابدا حتي تذوق الحميم في نار جهنم، قال له ابن عقيل: ويحك من أنت؟ قال: انا بن من عرف الحق اذا انكرته، ونصح لامامه اذ غششته، وسمع واطاع اذ عصيته وخالفت، انا مسلم بن عمرو الباهلي، فقال ابن عقيل: لامك الثكل ما اجفاك وما افظك واقسي قلبك واغلظك؟ انت يابن باهلة اولي بالحميم والخلود في نار جهنم مني، ثم جلس متساندا إلي حائط. قال ابومخنف - وحدثني سعيد بن مدرك بن عمارة: ان عمارة بن عقبة بعث غلاما له يدعي قيسا فجاء ه بقلة عليها منديل ومعه قدح فصب فيه ماء ا ثم سقاه، فاخذ كلما شرب امتلاء القدح دما، فلما ملاء القدح المرة الثالثة ذهب ليشرب فسقطت ثنيتاه فيه، فقال: الحمد لله لو كان لي من الرزق المقسوم شربته. وادخل مسلم علي ابن زياد فلم يسلم عليه بالامرة، فقال له الحرسي: الا تسلم علي الامير؟ فقال له: ان كان يريد قتلي فما سلامي عليه وان كان لا يريد قتلي فلعمري ليكثرن


سلامي عليه.

فقال له ابن زياد: لعمري لتقتلن، قال كذالك، قال: نعم، قال: فدعني اوصي إلي بعض قومي، فنظر إلي جلساء عبيدالله وفيهم عمر بن سعد، فقال يا عمر: ان بيني وبينك قرابة ولي اليك حاجة وقد يجب لي عليك نجح حاجتي وهو سر فأبي ان يمكنه من ذكرها، فقال له عبيدالله: لا تمتنع ان تنظر في حاجة ابن عمك، فقام معه فجلس حيث ينظر اليه ابن زياد، فقال له: ان علي بالكوفة دينا استدنته منذ قدمت الكوفة سبعمأة درهم فاقضها عني، وانظر جثتي فاستوهبها من ابن زياد فوارها، وابعث إلي حسين من يرده، فاني قد كتبت اليه اعلمه ان الناس معه ولا اراه الا مقبلا. فقال عمر لابن زياد: اتدري ما قال لي؟ انه ذكر كذا وكذا، قال له ابن زياد: انه لا يخونك الامين ولكن قد يؤتمن الخائن، اما ما لك فهو لك ولسنا نمنعك ان تصنع فيه ما احببت، واما حسين فانه ان لم يردنا لم نرده، وان ارادنا لم نكف عنه، واما جثته فانا لن نشفعك فيها انه ليس باهل منا لذلك، قد جاهدنا وخالفنا وجهد علي هلاكنا، وزعموا انه قال: اما جئته فانا لا نبالي اذا قتلناه ما صنع بها. ثم ان ابن زياد قال: ايه يابن عقيل اتيت الناس وامرهم جميع وكلمتهم واحدة لتشتتهم وتفرق كلمتهم وتحمل بعضهم علي بعض، قال: كلا لست اتيت، ولكن اهل المصر زعموا أن أباك قتل خيارهم وسفك دمائهم، وعمل فيهم اعمال كسري وقيصر، فاتيناهم لنأمر بالعدل

وندعو إلي حكم الكتاب.


قال: وما أنت وذاك يا فاسق اولم نكن نعمل بذاك فيهم اذ انت بالمدينة تشرب الخمر؟ قال: أنا اشرب الخمر، والله ان الله ليعلم انك غير صادق، وانك قلت بغير علم، واني لست كما ذكرت، وان احق بشرب الخمر مني واولي بها من يلغ في دماء المسلمين ولغا، فيقتل النفس التي حرم الله قتلها، ويقتل النفس، بغير النفس ويسفك الدم الحرام، ويقتل علي الغضب والعداوة وسوء الظن وهو

يلهو ويلعب كان لم يصنع شيئا. فقال له ابن زياد: يا فاسق ان نفسك تمنيك ما حال الله دونه ولم يرك اهله، قال فمن اهله يابن زياد؟ قال: امير المؤمنين يزيد، فقال: الحمد لله علي كل حال رضينا بالله حكما بيننا وبينكم، قال: كأنك تظن ان لكم في الامر شيئا، قال: والله ما هو بالظن ولكنه اليقين، قال: قتلني ان لم اقتلك قتلة لم يقتلها احد في الاسلام. قال: اما انك احق من احدث في الاسلام ما لم يكن فيه، اما انك لا تدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السيرة ولؤم الغلبة، ولا احد من الناس احق بها منك. واقبل ابن سمية يشتمه ويشتم حسينا وعليا وعقيلا واخذ مسلم لا يكلمه. وزعم اهل العلم ان عبيدالله امرله بماء فسقي بخزفة. ثم قال له: انه لم يمنعنا نسقيك فيها الا كراهة ان تحرم بالشرب فيها ثم نقتلك ولذلك سقيناك في هذا. ثم قال: اصعدوا به فوق القصر فاضربوا عنقه، ثم اتبعوا جسده رأسه، فقال: يا ابن الاشعث اما والله لولا انك آمنتني ما استسلمت، قم بسيفك دوني فقد اخفرت ذمتك. ثم قال: يابن زياد اما والله


لو كانت بيني وبينك قرابة ما قتلتني. ثم قال ابن زياد: اين هذا الذي ضرب ابن عقيل رأسه بالسيف وعاتقه؟ فدعي فقال: اصعد فكن انت الذي تضرب عنقه، فصعد به وهو يكبر ويستغفر ويصلي علي ملائكة الله ورسله وهو يقول: اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وكذبونا واذ لونا واشرف به علي موضع الجرارين اليوم، فضربت عنقه واتبع جسده رأسه. قال ابومخنف - حدثني الصقعب بن زهير عن [27] عوف


بن ابي حجيفة قال: نزل الاحمري بكير بن حمران الذي قتل مسلما فقال له ابن زياد: قتلته؟ قال: نعم، قال: فما كان يقول وانتم تصعدون به؟ قال: كان يكبر ويسبح ويستغفر، فلما ادنيته لاقتله قال: اللهم احكم بيننا وبين قوم كذبونا وغرونا وخذلونا وقتلونا، فقلت له: ادن مني الحمد لله الذي اقادني منك فضربته ضربة لم تغن شيئا، فقال: اما تري في خدش تخد شنيه وفاء من دمك ايها العبد، فقال ابن زياد: وفخرا عند الموت، قال: ثم ضربته الثانية فقتلته. قال: وقام محمد بن الاشعث إلي عبيدالله بن زياد فكلمه في هاني بن عروة وقال: انك قد عرفت منزلة هاني بن عروة في المصر وبيته في العشيرة، وقد علم قومه أني وصاحبي سقناه اليك، فانشدك الله لما وهبته لي فاني أكره عداوة قومه، هم أعز أهل المصر وعدد أهل اليمن. قال: فوعده أن يفعل، فلما كان من امر مسلم بن عقيل ماكان بداله فيه وأبي ان يفي له بما قال، قال: فامربهانئ بن عروة حين قتل مسلم بن عقيل فقال: اخرجوه إلي السوق، فاضربوا عنقه، قال:


فأخرج بهانئ حتي انتهي إلي مكان من السوق كان يباع فيه الغنم، وهو مكتوف فجعل يقول: وامذ حجاه ولا مذ حج لي اليوم وامذ حجاه و اين مني مذحج. فلما رأي ان احدا لا ينصره جذب يده فنزعها من الكتاف ثم قال اما من عصا او سكين اوحجر او عظم يجاحش به رجل عن نفسه؟ قال: ووثبوا اليه فشدوه وثاقا، ثم قيل له: امدد عنقك فقال: ما انابها مجد سخي، وما انا بمعينكم علي نفسي، قال: فضربه مولي لعبيد الله بن زياد تركي يقال له رشيد بالسيف فلم يصنع سيفه شيئا فقال هاني: إلي الله المعاد اللهم إلي رحمتك ورضوانك، ثم ضربه اخري فقتله. قال: فبصر به عبدالرحمان بن الحصين المرادي بخازر وهو مع عبيدالله بن زياد، فقال الناس هذا قاتل هاني بن عروة، فقال ابن الحصين قتلني الله ان لم اقتله اواقتل دونه، فحمل عليه بالرمح، فطعنه فقتله.

ثم ان عبيدالله بن زياد لما قتل مسلم بن عقيل وهاني بن عروة دعا بعبد الاعلي الكلبي الذي كان اخذه كثير بن شهاب في بني فتيان فاتي به: فقال له: اخبرني بامرك فقال: اصلحك الله خرجت لانظر ما يصنع الناس فاخدني كثير بن شهاب، فقال له: فعليك وعليك من الايمان المغلظة ان كان اخرج الا ما زعمت، فابي ان يحلف، فقال عبيدالله: انطلقوا بهذا إلي جبانة السبع فاضربوا عنقه بها، قال: فانطلق به فضربت عنقه. قال: واخرج عمارة بن صلخب الازدي وكان ممن يريد ان يأتي مسلم بن عقيل بالنصرة لينصره، فأتي به ايضا عبيدالله، فقال له: ممن


انت؟ قال: من الازد، قال: انطلقوا به إلي قومه فضربت عنقه فيهم. فقال عبدالله بن الزبير الاسدي في قتلة مسلم بن عقيل وهاني بن عروة المرادي ويقال قاله الفرزدق.



ان كنت لا تدرين ماالموت فانظري

إلي هانئ في السوق وابن عقيل



إلي بطل قد هشم السيف وجهه

وآخر يهوي من طمار قتيل



اصابهما امر الامير فاصبحا

احاديث من يسري بكل سبيل



تري جسدا قد غير الموت لونه

ونضح دم قد سال كل مسيل



فتي هو احيي من فتاة حيية

واقطع من ذي شفرتين صقيل



ايركب اسماء الهما ليج آمنا

وقد طلبته مذحج بذخول



تطيف حواليه مراد وكلهم

علي رقبة من سائل ومسول



فان انتم لم تثأروا باخيكم

فكونوا بغايا ارضيت بقليل



قال ابومخنف - عن ابي جناب [28] يحيي بن ابي حية الكلبي


قال: ثم ان عبيدالله بن زياد لماقتل مسلما وهانئا بعث برؤوسهما مع هانئ بن ابي حية الوادعي والزبير بن الاروح التميمي إلي يزيد بن معاوية وامر كاتبه عمرو بن نافع ان يكتب إلي يزيد بن معاوية بما كان من مسلم وهانئ فكتب اليه كتابا اطال فيه وكان اول من اطال في الكتب، فلما نظر فيه عبيدالله بن زياد كرهه وقال: ما هذا التطويل وهذه الفضول اكتب: اما بعد فالحمد لله الذي اخذ لامير المؤمنين بحقه، وكفاه مؤنة عدوه، اخبر امير المؤمنين اكرمه الله ان مسلم عقيل لجأ إلي دار هاني بن عروة المرادي، واني جعلت عليهما العيون، ودسست اليهما الرجال، وكدتهما حتي استخرجتهما، وامكن الله منهما فقدمتهما فضربت اعناقهما، وقد بعثت اليك برؤوسهما مع هاني بن ابي حية الهمداني والزبير بن الاروح التميمي، وهما من اهل السمع والطاعة والنصيحة، فليسألهما امير المؤمنين عما احب من امر، فان عندهما


علما وصدقا وفهما وورعا والسلام. فكتب اليه يزيد: أما بعد فانك لم تعد ان كنت كما احب، عملت عمل الحازم وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش، فقد أغنيت وكفيت، وصدقت ظني بك ورأيي فيك، وقد دعوت رسوليك فسألتهما وناجيتهما فوجدتهما في رأيهما وفضلهما كما ذكرت فاستوص بهما خيرا، وانه قد بلغني: ان الحسين بن علي قد توجه نحو العراق فضع المناظر والمسالح، واحترس علي الظن، وخذ علي التهمة غير الا تقتل الا من قاتلك، واكتب إلي في كل ما يحدث من الخبر والسلام عليك ورحمة الله. قال أبومخنف - حدثني الصقعب بن الزهير عن عون [29] بن ابي حجيفة قال: كان مخرج مسلم بن عقيل بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان ليال مضين من ذي الحجة سنة 60 ويقال يوم الاربعاء لسبع [30] مضين


سنة 60 من يوم عرفة بعد مخرج الحسين من مكة مقبلا إلي الكوفة بيوم، قال: وكان مخرج الحسين من المدينة إلي مكة يوم الاحد لليلتين بقيتا من رجب سنة 60، ودخل مكة ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان، فأقام بمكة شعبان وشهر رمضان وشوال وذا القعده. ثم خرج منها لثمان مضين من ذي الحجة يوم الثلاثاء يوم التروية في اليوم الذي خرج فيه مسلم بن عقيل، وذكر هارون بن مسلم عن علي بن صالح عن عيسي بن يزيد: أن المختار بن أبي عبيد وعبدالله بن الحارث بن نوفل كانا خرجا مع مسلم، خرج المختار براية خضراء، وخرج عبدالله برأية حمراء وعليه ثياب حمر، وجاء المختار برأيته فركزها علي باب عمرو بن حريث. وقال: انما خرجت لامنع عمرا وأن الاشعث والقعقاع بن شور وشبث بن ربعي قاتلوا مسلما وأصحابه عشية سار مسلم إلي قصر ابن زياد قتالا شديدا، وان شبثا جعل يقول: انتظروا بهم الليل يتفرقوا فقال له القعقاع: انك قد سددت علي الناس وجه مصيرهم، فافرج لهم ينسربوا، وأن عبيدالله أمر ان يطلب المختار وعبدالله بن الحارث وجعل فيهما جعلا فأتي بهما فحبسا.



پاورقي

[1] هشام بن محمد بن السائب ابوالمنذر الناسب الکلبي الاخباري النسابة العلامة، روي عن ابيه ابي النضر الکلبي المفسر وعن مجالد، وحدث عنه جماعة. قال احمد بن حنبل: انما کان صاحب سمر ونسب، وقيل: ان تصانيفه ازيد من مأة وخمسين مصنفا، مات سنة اربع ومأتين، ومن الرواة عنه محمد بن سعيد وولده العباس بن هشام، وکان واسع الحفظ جدا. وذکره ابن ابي طي في الامامية وقص له قصة مع جعفر الصادق رحمه الله تعالي، ونقل ابوالفرج الاصبهاني عن ابي يعقوب الحريمي قال: کان هشام بن الکلبي علامة نسابة وراوية للمثالب، وبلغت کتبه کما عدها ابن النديم في الفهرست مأة واربعة واربعين کتابا.

ميزان الاعتدال (ج 4 ص 304) لسان الميزان (ج 6 ص 196) وقال النجاشي هو العالم بالايام المشهور بالفضل والعلم، وله الحديث المشهور قال: اعتللت علة عظيمة نسيت علمي فجلست إلي جعفر بن محمد عليه السلام فسقاني العلم في کأس فعاد الي علمي وکان ابوعبدالله عليه السلام يقربه ويدنيه وينشطه. تنقيح المقال (ج 3 ص 303 ط المطبعة المرتضوية بالنجف الاشرف).

[2] الظاهر أنه زائد ويؤيد هذا عدم ذکره في الکامل لابن أثير الجزري.

[3] في الکامل: فقالا.

[4] في الکامل: أخافه عليک.

[5] في الکامل:صوتي.

[6] في الکامل: ببيعتک.

[7] عبدالملک بن نوفل بن مساحق بن عبدالله بن مخرمة بن عبدالعزيز بن ابي قيس بن عبدود بن نصر بن مالک بن حسل بن عامر بن لوي العامري ابونوفل المدني روي عن ابيه وابي عصام المزني وکيسان بن سعيد المقبري وربيعة العنزي، وعنه ابومخنف لوط بن يحيي وابواسماعيل الازدي صاحب فتوح الشام وابن عيينة، ذکره ابن حبان في الثقات - (تهذيب التهذيب ج 6 ص 428). وفي الکاشف للعلامة الذهبي (ج 2 ص 216 ط دار التاليف بمصر). قال: عبدالملک بن نوفل بن مساحق عن ابيه وابي سعيد المقبري وعنه ابن عيينة وابواسماعيل محمد بن عبدالله الازدي ثقة.

[8] کيسان ابوسعيد المقبري صاحب العباء مولي ام شريک، روي عن عمر وعلي وعبدالله بن سلام واسامة بن زيد وابي رافع مولي النبي صلي الله عليه وسلم وابي هريرة وابي شريح الخزاعي وابي سعيد الخدري وعقبة بن عامر وعبدالله بن وديعة وغيرهم: روي عنه ابنه سعيد وابن ابنه عبدالله بن سعيد وعمر وبن ابي عمر ومولي المطلب وابوالغصن ثابت بن قيس وعبدالملک بن نوفل بن مساحق وابوصخر حميد بن زياد، ذکره ابن سعد في الطبقة الاولي من اهل المدينة. وقال الواقدي: کان ثقة کثير الحديث، توفي سنة مأة، وقال ابن سعد: توفي في خلافة الوليد بن عبدالملک، وقال النسائي لا باس به، وقال ابراهيم الحربي: کان ينزل المقابر فسمي بذلک، وقيل: ان عمر جعله علي حفر القبور فسمي المقبري، وقال البخاري في صحيحه: قال

اسماعيل بن ابي اويس: انما سمي المقبري لانه کان ينزل ناحية المقابر. (تهذيب التهذيب ج 8 ص 453).

[9] في الکامل: المهانة.

[10] قال العلامة العسقلاني في (لسان الميزان ج 3 ص 408 ط حيدر آباد) عبدالرحمن بن جندب، روي عن کميل بن زياد رحمه الله تعالي، روي عنه ابوحمزة الثمالي. وفي (جامع الرواة ج 1 ص 447 ط شرکت چاپ رنگين) للعلامة المحقق المدقق الاردبيلي رضوان الله تعالي عليه: جعله من اصحاب علي (ع) واستند في ذلک إلي الرجال الوسيط للعلامة السيد الجليل الفاضل الزکي ميرزا محمد الاسترابادي رحمه الله.

[11] اورده في جامع الرواة (ج 1 ص 539) وجعله من اصحاب الحسين عليه السلام مستندا في ذلک إلي الرجال الوسيط للعلامة ميرزا محمد الاسترابادي رضي الله عنه. وفي تنقيح المقال (ج 2 ص 254) ما لفظه: عقبة بن سمعان عده الشيخ ره في رجاله من اصحاب الحسين (ع) وقد ذکره الطبري وغيره من مورخي الواقعة ويفهم مما ذکروه أنه کان عبدا للرباب زوجة الحسين عليه السلام وأنه کان يتولي خدمة أفراسه وتقديمها له، فلما استشهد الحسين (ع) فر علي فرس فأخذه أهل الکوفة فزعم أنه عبد للرباب بنت امرئ القيس الکلبية زوجة الحسين عليه السلام فاطلق وجعل يروي الواقعة کما حدثت ومنه اخذت أخبارها.

[12] في لسان الميزان " ج 2 ص 178 ": حجاج بن علي شيخ روي عنه ابومخنف، وروي حجاج عن عبدالله بن عباد بن يغوث.

[13] الظاهر کونه محمد بن السائب بن بشر بن النضر الکلبي الکوفي من اصحاب الصادق " ع " وانه والد هشام الناسب العالم المشهور المعروف بالکلبي النسابة کما يظهر ذلک من " لسان الميزان ج 5

ص 94 " حيث قال: محمد بن بشر عن عمرو بن عبدالله الحضرمي، وعنه ابن اسحاق، أفرده البخاري بترجمة، وذکر ابن ابي حاکم عن ابيه انه محمد بن

السائب الکلبي نسبه ابواسحاق إلي جده فانه محمد بن السائب بن بشر.

[14] ابوالمخارق عن ابن عمر، وعنه فضيل الثمالي، الصواب ابوعجلان. الکاشف للعلامة الذهبي " ج 3 ص 375 ط دار التأليف بمصر " وفي المغني للعلامة المذکور " ج 2 ص 807 ط مکتبة دار الدعوة بحلب " ابوالمخارق عن ابن عمر. وفي تهذيب التهذيب " ج 12 ص 226 ط حيدرآباد ". ابوالمخارق الکوفي، عن ابن عمر أن الکافر ليجر لسانه، وعنه الفضل بن يزيد الثمالي صوابه ابوالعجلان المحاربي وقد تقدم التنبيه عليه، وقال الحاکم ابواحمد: ابومخارق مغراء العبدي، حديثه في الکوفيين، روي عن ابن عمر، وعنه ابواسحاق السبيعي والحسن بن عبيدالله النخعي.

[15] في لسان الميزان " ج 6 ص 171 ط حيدر آباد ".

نمر بن وعلة عن الشعبي، وعنه ابومخنف لوط، وفي المغني للعلامة الذهبي " ج 2 ص 701 ط دار الدعوة بحلب ". نمير بن وعلة عن الشعبي، قلت ما روي عنه سوي ابومخنف. وفي ميزان الاعتدال " ج 4 ص 373 " نمير بن وعلة عن الشعبي، وعنه ابومخنف لوط فقط.

[16] في ميزان الاعتدال " ج 4 ص 584 ". هو جبر بن نوف الکوفي صاحب ابي سعيد الخدري صدوق مشهور. وفي تنقيح المقال " ج 3 ص 37 من باب الکني " ابووداک هو شقيق ابن سلمة من اصحاب امير المؤمنين (ع) وعن التقريب: ابووداک بفتح الواو وتشديد الدال وآخره کاف کوفي صدوق متهم من الرابعة. في تهذيب التهذيب " ج 2 ص 60". جبر بن نوف الهمداني البکالي ابوالوداک الکوفي، روي عن ابي سعيد الخدري وشريح القاضي، وعنه مجالد وقيس بن وهب وابواسحاق وعلي بن ابي طلحة واسماعيل بن ابي خالد وابوالتياح، قال ابن معين: ثقة، وقال النسائي: صالح قلت: اخرج النسائي حديثه في السنن الکبري في الحدود وغيرها، وقال ابن ابي خثيمة: قيل لابن معين: عطية مثل ابي الوداک؟ قال: لا، قيل فمثل ابي هارون قال: ابوالوداک ثقة ماله ولابي هارون، وذکره ابن حبان في الثقات.

[17] خلاصة تذهيب تهذيب الکمال " ص 176 ط حلب ".

الصقعب باسکان القاف وفتح العين ابن زهير بن عبدالله الازدي الکوفي عن عطاء بن يسار وعمرو بن شعيب، وعنه ابن أخيه لوط وابو اسماعيل الازدي. وفي هامش ذلک الکتاب: وثقة ابوزرعة. وفي تهذيب التهذيب " ج 4 ص 432 " الصقعب بن زهير بن عبدالله بن زهير بن سليم الازدي الکوفي، روي عن زيد بن اسلم وعطاء بن ابي رباح وعمرو بن شعيب وغيرهم، وعنه جرير بن حازم وحماد بن زيد وابن اخته لوط بن يحيي ابومخنف وابواسماعيل الازدي وعباد بن عباد وغيرهم، قال ابوزرعة: ثقة، وقال ابوحاتم: شيخ ليس بالمشهور، وذکره ابن حبان في الثقات. الکاشف " ج 2 ص 187 ".

[18] عبدالرحمان بن مل ابوعثمان النهدي وکان في حيات النبي صلي الله عليه وآله سمع عمرو ابيا، عنه ايوب والحذاء قال سليمان التيمي: ان لاحسبه کان لا يصيب ذنبا، ليله قائم ونهاره صائم ان کان ليصلي حتي يغشي عليه، مات سنة مأة او بعدها بيسير تهذيب التهذيب " ج 6 ص 277 " عبدالرحمن بن مل بن عمرو بن عدي بن وهب بن ربيعة بن سعد بن خزيمة بن کعب بن رفاعة ابن مالک بن نهد ابوعثمان النهدي، سکن الکوفة ثم البصرة، ادرک الجاهلية واسلم علي عهد رسول الله صلي الله عليه وآله وصدق اليه ولم يلقه. وروي عن عمر وعلي وسعد وسعيد وطلحة وابن مسعود وحذيفة وأبي ذر وابي بن کعب واسامة بن زيد وبلال وحنظلة الکاتب وزهير بن عمرو وزيد بن ارقم وعمر وبن العاص وابي بکرة وابن عباس وابن عمروابن عمرو بن العاص وعبدالرحمن بن ابي بکر وابي برزة الاسلمي وابي هريرة وابي سعيد وابي موسي الاشعري وعايشة وام سلمة وغيرهم وعنه ثابت البناني وقتادة وعاصم الاحول وسليمان التيمي وابوالتياح وعوف الاعرابي وخالد الحذاء وايوب السختياني وحميد الطويل وابوتميمة الهجيمي وعباس الجريري وابونعامة عبد ربه السعدي وعثمان بن غياث وعلي بن زيد بن جدعان وجماعة. وقال عبدالقاهر بن السري عن أبيه عن جده: کان ابوعثمان من قضاعة وادرک النبي صلي الله عليه وآله ولم يره وسکن الکوفة، فلما قتل الحسين تحول إلي البصرة وحج ستين ما بين حجة وعمرة، وکان يقول: أتت علي مأة وثلاثون سنة ومامني شئ الا وقد انکرته خلا املي، وقال معتمر بن سليمان التيمي عن ابيه: اني لاحسب ان أبا عثمان کان لا يصيب ذنبا کان ليله قائما ونهاره صائما، وقال ابن ابي حاتم عن ابيه: کان ثقة، وکان عريف قومه، وقال ابوزرعة والنسائي وابن خراش: ثقة، مات سنة خمس وتسعين وهو ابن ثلاثين ومأة.

[19] الظاهر کونه فقل کما في الکامل.

[20] مجالد بن سعد بن عمير بن بسطام بن ذي مران بن شرحبيل بن ربيعة بن مرثد بن جشم الهمداني ابوعمرو ويقال أبوسعيد الکوفي.

روي عن الشعبي وقيس بن أبي حازم وأبي الوداک جبر بن نوف وزياد بن علاقة ومحمد بن بشر الهمداني ومرة ووبرة بن عبدالرحمان وغيرهم. وعنه ابنه اسماعيل واسماعيل بن ابي خالد وهو من اقرانه وجرير بن حازم وشعبة والسفيانان وابن المبارک وعبدالواحد بن زياد وهشيم وحماد بن زيد وعيسي بن يونس وحفص بن غياث ويحيي بن ابي زائدة وابن فضيل وأبوعقيل الثقفي وابن نمير وعبدالرحيم بن سليمان وابوخالد الاحمر وابواسماعيل المؤدب وعبدة بن سليمان ويحيي بن القطان وابواسامة ومحاضربن المودع وغيرهم. قال ابن عدي: له عن الشعبي عن جابر احاديث صالحة وعن غير جابر، وعامة ما يرويه غير محفوظة، وقال عمر وبن علي وغيره مات سنة (ثلث) اربع واربعين ومأة في ذي الحجة، حديثه عند مسلم مقرون، وقال يعقوب بن سفيان تکلم الناس فيه وهو صدوق. وقال الساجي: قال محمد بن المثني: يحتمل حديثه لصدقه، وقال العجلي جائر الحديث الا ان ابن مهدي کان يقول: اشعث بن سوار کان اقرء منه: وقال البخاري صدوق. وقال البخاري في الضعفاء: ابن ابي القاضي، حدثني عبدالله

بن جرير رجل من بني سعد - حدثنا عبدالله بن نمير، عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس قال: لما ولدت فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وآله سماها المنصورة، فنزل جبرائيل فقال: يا محمد الله يقرئک السلام ويقرئ مولودک السلام، وهو يقول: ما ولد مولود احب إلي منها، وانها قد لقبها باسم خير مما سميتها. سماها فاطمة، لانها تفطم شيعتها من النار.

[21] عبدالرحمن بن شريح بن عبدالله بن محمود بن المعافري ابوشريح الاسکندراني، روي عن ابي هاني حميد بن هاني وابي قبيل حييي بن هاني وايوب بن بجيد بالباء وسهل بن ابي امامة بن سهل بن حنيف وابي الاسود محمد بن عبدالرحمان بن نوفل وشراحيل بن يزيد وعبدالکريم بن الحارث وواهب بن عبدالله المعافري وابي الصباح محمد بن سمير الرعيتي وابي الزبير وغيرهم. وعنه ابن المبارک وابن وهب وابن القاسم والقاسم بن کثير وزيد بن الحباب وموسي بن داود الضبي وابوصالح المصري وهانئ بن المتوکل. قال احمد وابن معين والنسائي: ثقة، وزاد احمد ليس به بأس. وقال ابوحاتم: لا باس به، وذکره ابن حبان في الثقات، قال ابن يونس: توفي بالاسکندرية سنة سبع وستين ومأة وکانت له عبادة وفضل، قلت: وقال العجلي مصري ثقة. تهذيب التهذيب (ج 6 ص 193).

[22] الظاهر کونه يوسف بن زيد البصري ابومعشر البراء العطار. روي عن عبيد بن الاخنس وسعيد بن عبدالله بن جبير بن حية وخالد بن ذکوان وأبي حازم بن دينار وصدقة بن طيلة وموسي بن دهقان وعثمان بن غياث وعدة. وعنه زيد بن الخطاب يحيي بن يحيي النيسابوري ابوکامل فضل بن حسين الجحدري ومحمد بن ابي بکر المقدمي وسيدان بن مضارب ولؤين وغيرهم قال ابوحاتم: يکتب حديثه، وقال علي بن الجنيد عن محمد بن ابي بکر المقدمي ثنا أبومعشر البحراء وکان ثقة، وذکره ابن حبان في الثقات. تهذيب التهذيب (ج11 ص 429) وخلاصة تذهيب تهذيب الکمال ص 440.

[23] يوسف بن اسحاق بن ابي اسحاق السبيعي وقد ينسب إلي جده، روي عن ابيه وجده وشعبي وابن المنکدر وعمار الدهني وعبدالله بن محمد بن عقيل. وعنه ابنه ابراهيم وابنا عمه اسرائيل وعيسي ابنا يونس بن ابي اسحاق وابن عيينة، لم يکن في ولد ابي اسحاق احفظ منه، وقال ابوحاتم: يکتب حديثه، وقال ابن حبان في الثقات: کان احفظ من ولد ابي اسحاق مستقيم الحديث علي قلته. مات سنة سبع وخمسين ومأة، وقال ابن سعد: مات في زمن ابي جعفر، قلت: وقال الدار قطني: ثقة. تهذيب التهذيب (ج 11 ص 408) ميزان الاعتدال (ج 4 ص 462) الکاشف (ج 3 ص 297) خلاصة تذهيب تهذيب الکمال (ص 438).

[24] الظاهر کونه أبي جناب الکلبي، وسيأتي ترجمته في يحيي بن أبي حية ابوجناب الکلبي.

[25] قدامة بن سعيد بن ابي زائدة عده الشيخ من اصحاب الباقر عليه السلام جامع الرواة (ج 2 ص 23) تنقيح المقال (ج 2 ص 28) من حرف القاف.

[26] جعفر بن حذيفة. عن علي، وعنه أبومخنف وفي کتاب ابن أبي حاتم جعفر بن حذيفة من آل عامر بن جوين بن عامر بن قبس

الجرمي کان مع علي يوم صفين، وروي عنه أبومخنف، وذکره ابن حبان في الثقات ميزان الاعتدال (ج 1 ص 405) المغني (ج 1 ص 132) لسان الميزان (ج 2 ص 113).

[27] الظاهر کونه عوف بن أبي جميلة لا أبي حجيفة، فان ابن أبي حجيفة اسمه عون، وستأتي ترجمته وعلي فرض کونه أبي جميلة هو عوف بن أبي جميلة العبدي الهجري ابوسهل البصري المعروف بالاعرابي، واسم ابيه جميلة بندويه، ويقال: بل بندويه اسم امه واسم أبيه رزينة. روي عن ابي رجاء العطاردي، وأبي عثمان النهدي، وأبي العالية، وأبي المنهال سيار بن سلامة، وخلاس الهجري والحسن بن أبي الحسن البصري، وأخيه سعيد بن أبي الحسن، وأنس ومحمد ابني سيرين، وزرارة بن أوفي، وعلقمة بن وائل، وقسامة بن زهير، ويزيد الفارسي، وأبي نضرة العبدي، وخالد الاشجع، وزياد بن مخراق وعبدالله بن عمرو بن هند وجماعة. وعنه شعبة، والثوري، وابن المبارک والقطان، وهشيم وعيسي بن يونس وغندر ومروان بن معاوية ومعتمر بن سليمان وروح بن عبادة وعدة کثيرة.قال عبدالله بن احمد عن أبيه: ثقة صالح. وقال اسحاق بن منصور عن ابن معين: ثقة. وقال ابوحاتم: صدوق صالح. وقال النسائي ثقة ثبت، وقال الوليد بن عتبة عن مروان بن معاوية: کان يسمي الصدوق، وقال محمد بن عبدالله الانصاري کان يقال عوف الصدوق. وقال ابن سعد کان ثقة کثير الحديث ومات سنة ست واربعين ومأة. تهذيب التهذيب (ج 8 ص 166).

[28] يحيي بن أبي حية ابوجناب الکلبي الکوفي واسم أبي حية حي روي عن أبيه ويزيد بن البراء بن عازب، وعبدالرحمان ابن أبي ليلي، والضحاک بن مزاحم، والحسن البصري، وابي بردة بن أبي موسي، وشهر بن حوشب، واياد بن لقيط، وعبدالله بن عيسي بن عبدالرحمان بن ابي ليلي، ومغراء العبدي وجماعة. وعنه السفيانان، والحسن بن صالح، وجرير وهشيم، والنضر بن زرارة، وعبدة بن سليمان الکلابي، ووکيع، وابوبدر شجاع بن الوليد، وجعفر بن عون. وأبونعيم وغيرهم. قال الذهلي: سمعت يزيد بن هارون يقول: کان صدوقا.

قال ابونعيم: لم يکن بأبي جناب بأس، وکذا قال احمد وابن معين وابوداود عن أبي نعيم، وقال عبدالله الدورقي عن ابن معين: ليس به بأس، وقال عثمان الدارمي عن ابن معين: صدوق، وقال ابن نمير: صدوق، وقال ابوزرعة: صدوق، وقال ابن خراش: کان صدوقا، وذکره ابن حبان في الثقات قال الغلابي عن ابن معين مات سنة سبع واربعين ومأة، وفيها ارخه ابن سعد ومطين، وقال ابونعيم وغيره: مات سنة خمسين ومأة، قلت: وقال الساجي: کوفي صدوق. تهذيب التهذيب (ج 11 ص 201).

[29] عون بن ابي حجيفة وهب بن عبدالله السوائي الکوفي،

روي عن ابيه ومسلم بن رياح الثقفي وله صحبة، وعنه شعبة والثوري وقيس بن ربيع ومالک بن مغول وحجاج بن ارطاة وصدقة بن ابي عمران وابوالعميس ورقبة بن مصقلة وعمر بن ابي زائدة واشعث بن سوار وابوخالد الدالاني وآخرون. قال ابن معين وابوحاتم والنسائي ثقة. قلت: وذکره ابن حبان في الثقات قال خليفة:مات في آخر ولاية خالد علي العراق وقال ابن قانع: مات سنة ست عشرة ومأة.

[30] في الکامل: لتسع مضين وهو الاصح.