بازگشت

ام سلمة ترد الأمانات الي أهلها


روي الشيخ الكليني أيضا باسناده عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «ان الحسين صلوات الله عليه لما صار الي العراق استودع أم سلمة رضي الله عنها الكتب و الوصية، فلما رجع علي بن الحسين عليه السلام دفعتها اليه». [1] .

و نحوه ما ذكره المسعودي بقوله: «ثم أحضر (أي الامام الحسين عليه السلام) علي بن الحسين عليه السلام و كان عليلا، فأوصي اليه بالاسم الأعظم و مواريث الأنبياء عليهم السلام و عرفه أن قد دفع العلوم و الصحف و السلاح الي أم سلمة رضي الله عنها، و أمرها أن تدفع جميع ذلك اليه». [2] .

و قال أيضا: «فلما قرب استشهاد أبي عبدالله عليه السلام دعاه (أي علي بن الحسين عليه السلام)، و أوصي اليه، و أمره أن يتسلم ما خلفه عند ام سلمة - رحمهاالله - مع مواريث الأنبياء و السلاح و الكتاب». [3] .

و هذا أيضا مما يدل علي مدي جلالة و عظمة أم سلمة رضوان الله عليها، بحيث انها كانت مؤتمنة عند الرسول و آله الي آخر أيام حياتها، و الأشياء التي حفظتها هي الأشياء التي لابد أن يكون عند حجة الله في الأرض في كل زمان.

و مما يظهر أهمية ذلك ما رواه الفقيه ابن حمزة الطوسي عن أبي خالد الكابلي أنه


قال: «لما قتل أبوعبدالله الحسين صلوات الله عليه، و بقيت الشيعة متحيرة، و لزم علي بن الحسين صلوات الله عليهما منزله، اختلفت الشيعة الي الحسن بن الحسن، و كنت فيمن يختلف اليه، و جعلت الشيعة تسأله عن مسألة و لا يجيب فيها، و بقيت لا أدري من الامام متحيرا، و اني سألته ذات يوم فقلت له: جعلت فداك، عندك سلاح رسول الله صلي الله عليه و آله؟

فغضب، ثم قال: يا معشر الشيعة، تعنونا (تعيبوننا خ)؟!

فخرجت من عنده حزينا كثيبا لا أدري أين أتوجه، فمررت بباب علي بن الحسين زين العابدين عليه الصلاة و السلام قائم الظهيرة، فاذا أنا به في دهليزة قد فتح بابه، فنظر الي فقال: «يا كنكر»، فقلت: جعلت فداك، والله ان هذا الاسم ما عرفه أحد الا الله عزوجل و أنا، و امي كانت تلقبني به و تناديني و أنا صغير.

قال: فقال لي: كنت عند الحسن بن الحسن؟ قلت: نعم.

قال: ان شئت حدثتك، و ان شئت تحدثني؟

فقلت: بأبي أنت و أمي فحدثني، قال: سألته عن سلاح رسول الله صلي الله عليه و آله، فقال: يا معشر الشيعة، تعنونا؟ فقلت: جعلت فداك، كذا والله كانت القضية، فقال للجارية: ابعثي الي بالسفط، فأخرجت اليه سفطا مختوما، ففض خاتمه و فتحه، ثم قال: هذه درع رسول الله صلي الله عليه و آله، ثم أخذها و لبسها، فاذا هي الي نصف ساقه، قال: فقال لها: اسبغي، فاذا هي تنجر في الأرض، ثم قال: تقلصي، فرجعت الي حالها، ثم قال صلوات الله عليه: ان رسول الله صلي الله عليه و آله اذا لبسها قال لها هكذا، و فعلت هكذا مثله». [4] .



پاورقي

[1] الکافي 242:1، ح 3؛ الغيبة 159:195؛ المناقب 172:4؛ اعلام الوري: 252.

[2] اثبات الوصية: 142.

[3] اثبات الوصية: 145.

[4] الثاقب في المناقب: 363، ح 302، انظر: المناقب 135:4؛ الهداية الکبري: 225؛ مدينة المعاجز 422:4، ح 1406.