بازگشت

رثاء أم البنين


روي عن صاحب رياض الأحزان أنه قال: «و أقامت أم البنين زوجة أميرالمؤمنين العزاء علي الحسين عليه السلام، و اجتمع عندها نساء بني هاشم يندبن الحسين و أهل بيته». [1] .

و قال المامقاني: «و يستفاد قوة ايمانها.. أن بشرا كلما نعي اليها بعد وروده المدينة أحدا من أولادها الأربعة قالت ما معناه أخبرني عن الحسين عليه السلام، فلما نعي اليها الأربعة قالت: قد قطعت أنياط قلبي، أولادي و من تحت الخضراء كلهم فداء لأبي عبدالله الحسين عليه السلام». [2] .

قال أبوالفرج الاصفهاني: «و كانت أم البنين.. تخرج الي البقيع فتندب بنيها


أشجي ندبة و أحرقها، فيجتمع الناس اليها يسمعون منها، فكان مروان يجي ء فيمن يجي ء لذلك، فلا يزال يسمع ندبتها و يبكي!

ذكر ذلك علي بن محمد بن حمزة، عن النوفلي، عن حماد بن عيسي الجهني، عن معاوية بن عمار، عن جعفر بن محمد». [3] .

و قال أبوالحسن الأخفش في شرح الكامل: «و قد كانت تخرج الي البقيع كل يوم ترثيه، تحمل ولده (أي ولد العباس عليه السلام) عبيدالله، فيجتمع لسماع رثائها أهل المدينة و فيهم مروان بن الحكم، فيبكون لشجي الندبة.

و من قولها رضي الله عنها:



يا من رأي العباس كر علي جماهير النقد

و وراه من أبناء حيدر كل ليث ذي لبد



أنبئت أن ابني أصيب برأسه مقطوع يد

ويلي علي شبلي أمال برأسه ضرب العمد



لو كان سيفك في يديك لما دنا منك أحد

و قولها أيضا:



لا تدعوني ويك أم البنين

تذكريني بليوث العرين



كانت بنون لي ادعي بهم

قد واصلوا الموت بقطع الوتين



تنازع الخرصان أشلاءهم

فكلهم أمسي صريعا طعين



يا ليت شعري أكما أخبروا

بأن عباسا قطيع اليمين» [4] .





پاورقي

[1] رياض الأحزان: 60، علي ما في هامش شرح الأخبار 186:3.

[2] تنقيح المقال 70:3.

[3] مقاتل الطالبيين: 90.

[4] شرح الکامل، علي ما في هامش شرح الأخبار 186:3.