بازگشت

مكافأة الحرس


لقد شكرت العلويات كل الذين قاموا برعايتهن من الشام حتي المدينة، قال الشبلنجي: «و كان [الرجل الحارس] يسألهم عن حالهم و يتلطف بهم في جميع


أمورهم، و لا يشق عليهم في مسيرهم الي أن دخلوا المدينة، فقالت فاطمة بنت الحسين لاختها سكينة: قد أحسن هذا الرجل الينا، فهل لك أن تصليه بشي ء؟

فقالت: والله ما معنا ما نصله به الا ما كان من هذا الحلي، قالت: فافعلي، فأخرجنا له سوارين و دملجين و بعثا بهما اليه فردهما، و قال: لو كان الذي صنعته رغبة في الدنيا لكان في هذا مقنع بزيادة كثيرة، و لكني والله ما فعلته الا لله، و لقرابتكم من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم». [1] .

و لقد ذكرنا فيما سبق في مبحث «حسن المعاملة في الطريق» ما يدل علي ذلك، الا أن الكلام جري بين فاطمة بنت علي و اختها زينب سلام الله عليهما، و أن التي أرسلت السوار و الدملج الي ذلك الرجل هي زينب عليهاالسلام، و هو الأنسب. [2] .

و لكن الامام زين العابدين عليه السلام كافأ بعضهم بأحسن ما يمكن و فوق ما يتصور. روي الطبري الامامي باسناده عن أبي نمير علي بن يزيد، قال: «كنت نع علي بن الحسين عليه السلام عندما انصرف من الشام الي المدينة، فكنت أحسن الي نسائه و أتواري عنهم عند قضاء حوائجهم، فلما نزلوا المدينة بعثوا الي بشي ء من حليهن فلم آخذه، و قلت: فعلت هذا لله عزوجل (و لرسوله خ) فأخذ علي بن الحسين عليه السلام حجرا أسود أصما، فطبعه بخاتمه، ثم قال: خذه وسل كل حاجة لك منه، فوالله الذي بعث محمدا بالحق لقد كنت أسأله الضوء في البيت فينسرج في الظلماء، و أضعه علي الأقفال فتفتح لي، و آخذه بين يدي السلاطين فلا أري الا ما أحب». [3] .



پاورقي

[1] نور الأبصار: 132.

[2] ذکر ذلک تاريخ الطبري 254:4 و الکامل في التاريخ 88:4 و مقتل الخوارزمي 74:2 و البداية و النهاية 197:8.

[3] دلائل الامامة: 201 ح 119، انظر: نوادر المعجزات 7:116؛ اثبات الهداة 26:3، ب 17، ف 22، ح 61؛ مدينة المعاجز 259:4، ح 1293.