بازگشت

الامام زين العابدين يوفد بشير بن حذلم


المتتبع لمسيرة الركب الطاهر من كربلاء الي الكوفة و منها الي الشام، يدرك أن الامام عليه السلام كان هو المسيطر علي الأوضاع و كان يخرق الاعلام المشوه و يقلب الأمر علي الحكام و يبين الحقائق المستورة، فكان نهجه و سلوكه نهج الفعل و التأثير، لا الانفعال و التأثر.

و من هذا المنطق نفهم سر ايفاد الامام عليه السلام بشير بن حذلم الشاعر الي المدينة، فلقد تمكن - بصفته رسول الامام عليه السلام، و بكونه شاعرا قويا و مؤثرا عاطفيا، من التأثير في المجتمع حتي كاد أن يقلب الوضع في المدينة، بحيث تحرك أهل المدينة - بما فيها من الرجال و النساء و الكبار و الصغار - الي خارجها لاستقبال آل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله، و استثمر الامام عليه السلام هذه الفرصة و ألقي عليهم


كلمته التي سوف تري مدي تأثيرها بعد ذلك.

قال السيد ابن طاووس: «قال بشير بن حذلم: فلما قربنا منها - أي المدينة - نزل علي بن الحسين عليهماالسلام، فحط رحله، و ضرب فسطاطه، و أنزل نساءه، و قال: يا بشير، رحم الله أباك، لقد كان شاعرا، فهل تقدر علي شي ء منه؟ قلت: بلي يابن رسول الله، اني لشاعر، قال: فادخل المدينة و انع أباعبدالله عليه السلام.

قال بشير: فركبت فرسي و ركضت حتي دخلت المينة. [1] .

و قال: فلما بلغت مسجد النبي صلي الله عليه و آله رفعت صوتي بالبكاء، و أنشأت أقول:



يا أهل يثرب لا مقام لكم بها

قتل الحسين فأدمعي مدرار



الجسم منه بكربلاء مضرج

و الرأس منه علي القناة يدار



قال: ثم قلت: هذا علي بن الحسين مع عماته و أخواته قد حلوا بساحتكم و نزلوا بفنائكم، و أنا رسوله اليكم أعرفكم مكانه». [2] .


پاورقي

[1] الملهوف: 226، عنه تسلية المجالس 460:2. و انظر: مثير الأحزان: 112؛ ينابيع المودة 93:3.

[2] الملهوف: 226. و نحوه في مثير الأحزان: 112؛ تسلية المجالس 460:2؛ ينابيع المودة 93:3.